من يؤدي ضريبة الحرب الإمبريالية..؟
امال الحسين
2024 / 10 / 3 - 14:24
إن الشعوب طبعا هي التي دائما تؤدي ثمن توغل الإمبريالية وأدواتها الأيديولوجية التي تسخرها لذلك وعلى رأسها الظلامية والرجعية، الإمبريالية لا تخيفها انتفاضات أدواتها فغالبا هي من يسخرها لذلك كما شاهدنا فيما يسمى الربيع العربي، حيث قادرة على تطويعها وفق ما تتطلبه المرحلة الجديدة التي وصلها الرأسمال المالي في تطويع الشعوب.
ما يخيف الإمبريالية هي البلشفية التي يرعبها حتى ذكر تاريخها الذي لا تتوقف عن رميه بالنفايات من الأفكار البرجوازية، والبرجوازية الصغيرة التي يسمي نفسها زورا ماركسية لينينية تتشبث بالأدوات الأيديولوجية للإمبريالية باسم الثورة، إنه الإفلاس الأيديولوجي، لكن ذلك هو حال هذه الطبقة المتذبذبة عبر التاريخ، وذلك لكونها تخاف على ضياع مصالحها وترى في الشعوب مصاص ضربات الإمبريالية لهذا لا تتوانى في استغلال الطبقات الشعبية من أجل الحفاظ على مصالحها.
من الأكيد أن نتائج الحرب الإمبريالية الحالية لن تفلت من عواقبها البرجوازية الصغيرة، حيث المرحلة يتم تغيير أساليب الإنتاج مما خلق أزمة للرأسمالية مما تطلب نشوب الحرب، ذلك ما يتطلب تغيير صفات البرجوازية الصغيرة خاصة في مجال الإنتاج/الاقتصاد عامة، وذلك ما يعصف بملايين من المؤسسات الإنتاجية الصغيرى إلى الإفلاس ويعصف بهذه الطبقة إلى صفوف العاطلين وفقراء العالم.
هكذا تتحول الشركات الصغرى ومعها البرجوازية الصغيرة إلى مزبلة التاريخ وتولد شركات صغيرى جديد باسم تطور وسائل الإنتاج/استعمال الذكاء الاصطناعي والنانوسيونس، هذه الأدوات الإنتاجية الجديدة تعمل على تشديد المنافسة في صفوف البرجوازية الصغيرة، هذه العملية التي يحتاجها الرأسمال المالي في السوق التجارية العالمية لامتصاص أزمته بعد إسكات طبول الحرب الإمبريالية وبقاء الحروب اللصوصية مستمرة، في دورة مستمرة في سيرورة من الأزمات والحروب اللامتناهية في صيرورة التناحر الذي تتسم به الرأسمالية.
ويبقى الحل في يد الشعوب بجميع طبقاتها الشعبية وعلى رأسها تحالف العمال والفلاحين لإنقاذ العالم من جحيم الرأسمال المالي الإمبريالي، لكن دون تحالف الأحزاب الشيوعية وانغراسها في أوساط الشعوب بالبلدان الإمبريالية كما بالبلدان المضطهدة تبقى الإمبريالية تمتص عرقة ودم الطبقات الشعبية، مما يتطلب تأسيس الأحزاب الشيوعية في كل بقاع العالم وفي جميع المواقع الاجتماعية بالأحياء الشعبية والبوادي، هذه المهمة التاريخية ملقاة على عاتق الماركسيين اللينينيين ودون التأخر في ذلك.