بأي معنى يمكن أن تكون مع المقاومة..؟


امال الحسين
2024 / 9 / 30 - 22:14     

أن تكون مع المقاومة حقا يجب أن يكون وجودك فعليا بمعني وجود في عمق الممارسة الثورية في صفوف الحرب الوطنية الثورية، فبأي معنى يمكن أن يكون المناضل مع المقاومة..؟ هل بالقول يكفى يكون موجودا في ظل وجود الحرب..؟

لقد سبق لمعلمي الماركسية اللينينية أن تحدثوا عن الشيوعية الإمبريالية بما يعني ذلك الشيوعية قولا والإمبريالية فعلا، أن يكون المناضل مع المقاومة عليه أن يمثل على الأقل تنظيما سياسيا يساريا، أما إذا كان ماركسيا فعليه ان يمثل الحزب الثوري أي الحزب الشيوعي، وهنا تبدأ المعضلة التاريخية في الوجود في صفوف المقاومة فعلا، مما يطرح سؤال الوجود أي ما هو هذا الحزب الشيوعي..؟ ومن يمثلا علنا في صفوف المقاومة..؟ أي بحمل السلاح وليس قولا فقط، أما لما يكون ذلك في صفحات التواصل الاجتماعي، فهناك تبدأ معضلة أخرى من طينة أخرى تسمى ممارسة البوليمية، أي الكلام خارح جدلية الديالكتيك والبراكسيس أساس الممارسة الثورة.

أن تكون مع المقاومة يجب أن يكون ذلك من منطلق الانخراط في الحرب الوطنية الثورية ضد الحرب الإمبريالية، وهنا يتجلى المتناقضان المضادان، فبأي معنى يمكن أن تمثل الضد الثوري..؟ هل بالجهر به قولا حتى يعرفك الناس أو بالأحرى عامة الناس..؟ هنا تبدأ معضلة أعمق لما يطرح وجود الحزب الشيوعي في موقع الغياب التام، غياب تاريخي في الوجود أولا وغياب في الفعل لما نفترض أنه موجود لكن ليس في العلن، وفي كلتي الحالتين معضلة مركبة تطارد كل الثوريين اليوم في البلدان العربية.

فبأي معنى يمكن الحديث عن المناضل الثوري..؟ هل بالتعريف بنفسه جهرا وقولا أم بالممارسة الثورية خارج وجود الحزب الثوري..؟ وفي كلتي الحالتين معضلة معقدة يمكن السير بها في ديالكتيك التناقض والممارسة العملية أي البراكسيس، فأين يتجلى وجود المناضل الثوري بين هذين المفهومين : الديالكتيك والبراكسيس..؟ وهنا يمكن فتح باب آخر من المعضلات اللامتناهية في الكبر والصغر كما هو الشأن في الفيزياء النووية عند عالم الضغر حيث عالم الذرات والإلكترونات، وفي عالم الفيزياء الفلكية عند الكبر حيث وجود المجرات والنجوم والكواكب والأقمار.

نتوقف عند هذا الحد الذي يرسم لنا مدى كبر الفرق بين المقاومة قولا والمقاومة فعلا، في علاقتها بالشيوعية قولا والإمبريالية فعلا، خاصة ونحن في مرحلة تاريخية انتقالية، أشعلت فيها نيران الحرب بين البلدان الإمبريالية والبلدان التي تسعى إلى الديمقراطية والتحرر، مع العلم أن كل البلدان المضطهة غير منخرطة في هذه الحرب بل وهنا ما هو في صف الإمبريالية، بمعنى مع المقاومة قولا ومع الإمبريالية فعلا، في ظل تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والنانوسيونس وإدماجهما في وسائل الدمار الشامل، مما يجعل مدى موازين القوى بين الضدين شاسعا.