ماذا يقع بواحات الجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب ؟


امال الحسين
الحوار المتمدن - العدد: 8110 - 2024 / 9 / 24 - 10:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية     

لا غرابة أن يتم نشر أكاذيب حول تغيير مناخ الصحراء الجاف إلى مناخ مداري عاصفي ممطر لحجب حقيقة تدمير كوكب الأرض من طرف الإمبريالية والصهيونية، فبعد إطلاق مقولة الاحتباس الحراري وانتشار الحرائق والفيضانات والأعاصير بشكل مذهل وعقد المؤتمرات حول الطاقات البديلة وما إلى غير ذلك من الأكاذيب، يتم نشر أكاذيب جديدة قديمة في نفس السياق بهدف حجب حقيقة جرائم الحروب البيولوجية والأيكيولوجية، التي يتم اللجوء إليها للتحكم في مصير البشرية والذهاب بها نحو الهلاك، فبعد الحروب الإمبريالية حروب الحكومات على الشعوب التقليدية والتهديد باستعمال وسائل الدمار الشامل للتحكم في الثروات الطبيعية من مياه ومعادن واستنزافها خدمة للرأسمال المالي الإمبريالي، يتم استعمال وسائل جديدة من الحروب يمكن تسميتها حروبا أيكولوجية التي تستهدف المناخ والتحولات الجوية الطبيعية لكوكبنا.

اليوم يتم تركيز هذه الحروب الجديدة التي تمس طبيعة كوكبنا والحياة الطبيعة والأيكولوجية التي بنيت منذ 14 مليار سنة، هكذا يتم نشر أكاذيب جديدة حول تغيير طقس الصحراء بالمغرب من أجل حجب حقيقة الفيضانات الاصطناعية التي جرفت الحجر والشجر والبشر بالجنوب والجنوب الشرقي، هي الأكاذيب يتم تغليفها بأيديولوجيا الدين حتى يتم قبولها والدفاع عن صفتها الطبيعة من طرف الطبقات الشعبية لحجب حقيقة الجرائم التي ترتكب في حقها، وقد بدأت هذه الأكاذيب حول مناخ السعودية بما تمثله مملكة المال والأعمال في عقول المسلمين من بعد يبلور تفكيرها الديني، وتسخير هذه الأكاذيب من طرف الإمبريالية والصهيونية وحجب ما وصل إليه العلم في المتحكمة في قوانين الطبيعة وتسخرها لقتل المجتمعات البشرية، على شكل حروب بيولوجية وأيكولوجية يصعب على العقول البسيطة للطبقات الشعبية تقبلها إلى حد خلق تصدع في المجتمعات الإسلامية والعربية يتم تغذيته أيديولوجيا.

وتحول الصراع ضد الصهيونية إلى صراعي ديني بعيد عن آثاره المادية كثقافة تستغل العلم للسيطرة على عقول البسطاء من ملايير فقراء العالم العربي والإسلامي، فبعد عجر الآلة العسكرية التدميرية بالوسائل التقليدية للحروب الإمبريالية من وقف زحف مقاومة الشعوب المضطهدة، بدأ عصر جديد وخطير من وسائل الدمار الشامل في صلب الطبيعة المستهدة بالتدمير ومعها المجتمعاتالبشرية. وبعد نشر عشرات أنواع الفيروسات تسببت في الآفات في أوساط فقراء إفريقيا وآسيا تم تتويجها بما يسمي كوفيد 19، تمت سرقت الجينومات البشرية بهاتين القارتين لإجراء التجارب عليها وتحديد مميزاتها بالمختبرات الصهيونية والعمل على تحويلها إلى أسلحة فتاكة، في أفق القضاء على الأنواع التي صمدت جيناتها أمام الآفات الطبيعية طيلة 7 ملايير سنة بعد تشكل أنويتها الحيوية، للتحكم في الحياة البشرية وتوجيهها خدمة للأهداف الإمبريالية والصهيونية المتمثلة في الحروب الجينية القادمة.

وبعد التحكم في المكونات الجينية الطبيعية للنباتات وسرقتها في كل مناطقة العالم النائية خاصة بإفريقيا وآسيا خلال مرحلة الاستعمار في القرن 20، وتخزينها في بنوك البذور الصهيونية ونقلها إلى المختبرات لإجراء تعديلات جينية عنيها، وخلق أشكال نباتية جديدة هجينة مرتبطة بأنواعا من الأدوية الضرورية في حياتها، يتم تصنيعها من طرف الشركات الإمبريالية والصهيونية ونشرها عالميا في نطاق واسع، تم تخصيب هذه الكائنات الحية النباتية الهجينة بفيروسات مضادة للنسخ الأصلية لها للقضاء على ما تبقى منها بالمناطق النائية، كما تم اعتماد نفس الأسلوب على مستوى الحيوانات من المواشي والطيور للقضاء على النسخ الأصلية منها التي صمدت ضد الآفات الطبيعة، واليوم تم خلق بنك للجينومات البشرية في أفق إجراء التجارب عليها لتحويلها جينيا وزرع فيروسات مضادة لها في الأشكان الجديدة المصنعة، في أفق نشرها عبر اللقاحات للقضاء على ما تبقى من نسخها الأصلية المنتشرة في المجتمعات البشرية التي سمتها بدائية، في ارتكاب جرائم خطيرة تستهدف أجسام الكائنات البشرية في تجاوز للخصوصيات الشخصية إلى خصوصية الحقوق الطبيعية.

كل هذه الحروب البيولوجية تم تركيزها عالميا على مستويات الكائنات الحية وعلى رأسها الكائنات البشرية، في أفق القضاء على ما يسمى الإنتقاء الطبيعي عبر الجينات التي صمدت عبر ملايير سنوات من صراع الإرتقاء الجيني في أوساط المجتمعات البشرية، وتعويضها من داخل المختبرات الصهيونية بالإرتقاء الاصطناعي في تطوير لما يسمى الجنس السامي المسيطر على الرأسمال المالي في تسخيره في فرض سيطرته بيولوجيا في أوساط المجتمعات البشرية. فلا غرابة أن تواكب هذه الحروب البيولوجية حروب أيكولوجية تدمر ما تبقى في الطبيعة وآثار الإرتقاء الطبيعي على مستوى التكوينات الجيولوجية بعد القضاء على أسسها البيدولوجية أي على مستوى الأتربة، وتم تسخير هذا النوع من الحروب الجديدة وعلى رأسها الاستمطار الذي بدأت تجاربه منذ الأربعينات من القرن 20، واليوم تطورت هذه الحروب الجديدة إلى مستوى صناعة العواصف والأعاصير والزلازل والبراكين.

كل هذه الحروب بأشكالها وأنواعها المتعددة تهدف إلى التحكم في قوانين الحركة والطبيعية والاجتماعية وبالتالي التحكم في الحركة المعرفية، وتواكب هذه الحروب حرابا سيكولوجية اجتماعية لتهييء البشرية لتقبل مقولة الاحتباس الحرار وتحولات المناخ، تم تتويجها بمقولة أكذوبة تحول المناخ الصحراوي إلى مناخ مداري بالجنوب والجنوب الشرقي بالمغرب، فبعد تسخير الرأسمال المالي لدول الخليج بالسعودية، الإمارات وقطر للسيطرة على واحات درعة تفيلات وطاطا بعد نزعها من أصحابها الفلاحين والرحل، واستغلال ثرواتها الطبيعية من معادن وغابات ونباتات بيئية طنيعية يتم القضاء على نسخها الأصلية خاصة في واحات النخيل، أولا عبر إشعال الحرائق بهذه الواحات، ثانيا استنزاف مياها، ثالثا عبر الأمطار الاصطناعية والفيضانات لتجفيف كل الواحات من آثارالنخيل الأصيل، على غرار القضاء على الصبار، الزعفران، الزيتون في أفق القضاء على غابات أركان التي نشاهدها اليوم تحتضر بعد نشر النسخة الهجينة للمصنعة بمختبرات الصهيونية بجبال الأطلس الصغير.

كل هذه الجرائم الناتجة عن الحرب البيولوجية والإيكولوجية ولتمريرها يتم تغليفها بحروب سيكولوجية اجتماعية تحمل صفة أيديولوجا الدين، للسيطرة على العقول البشرية في قارتي أسيا وإفريقيا الغنية بالثروات الطبيعية، التي تضعها الإمبريالية والصهيونية على رأس غايات هذه الحروب طبيعيا واجتماعيا في أفق التحكم فيها، مما يتطلب القضاء على الفلاحين والرحل بالمغرب نموذجا بواحات الجنوب والجنوب الشرقي.