مايكل بارينتي. الماركسية والأزمة في أوروبا الشرقية


دلير زنكنة
2024 / 9 / 14 - 00:16     

مايكل بارينتي (مواليد 30 سبتمبر 1933)عالم سياسة ماركسي بارز ،مستقل. قام بالتدريس في الكليات والجامعات الكبرى في الولايات المتحدة وخارجها. وهو مؤلف العديد من الكتب بما في ذلك الديمقراطية للقلة، والسلطة والضعفاء، والوطنية الفائقة، وضد الإمبراطورية، واغتيال يوليوس قيصر. بعيد حاليًا عن الفضاء العام بسبب اصابته بمرض الزهايمر.

حديث قدمه في نورثريدج، كاليفورنيا في 4 أبريل 1990.

https://youtu.be/fQfibsxYg8E?si=2GfZNXaBblMLpYUg

………………
ترجمة دلير زنگنة

ظننت أنني سأتحدث عن كل شيء، ظننت أنني سأتحدث في الواقع عن التطورات التي يشهدها العالم شرقاً وغرباً، وهذه التطورات دفعت البعض إلى القول بأن الماركسية ماتت. لقد انتهت الماركسية، ولم تعد مهمة، وعفا عليها الزمن. ليس لديها ما تقوله عن العالم، إنها فاشلة وقد ثبت ذلك من خلال انهيار الحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية. أنا لست قلقًا للغاية بشأن مسألة موت الماركسية، لأنني سمعت ذلك منذ 40 عامًا، وأن الماركسية لم تعد مهمة، وأنها لا تنجح، وأن التاريخ اثبت خطأها. اسمحوا لي أن أقول إن الماركسية ليست في اغلبها نظرية حول المجتمعات الاشتراكية القائمة. إن جوهر النظرية الماركسية يدور حول شيء آخر. إن كمية الكتابات الماركسية حول بناء المجتمعات الاشتراكية صغيرة جدًا، حول الشكل الذي ستبدو عليه الاشتراكية؛ هذه النظرية في الواقع متخلفة جدًا وأعتقد، بطريقة ما، أن الممارسة قد تفوقت على النظرية في هذا الصدد. في العديد من المجتمعات، نسمع دائمًا أن النظرية قد تم رسمها بالكامل، لكنك لا تستطيع تطويرها أبدًا في الممارسة العملية، فمن السهل نسج نظرية، ولكن لا توجد ممارسة عملية. في الواقع، في أغلب الأحيان، يكون الأمر على العكس من ذلك، غالبًا ما يحدث الكثير من الأشياء ولم يتم تطوير النظرية لشرح ما يحدث. النظرية غالبا ما تلحق بالممارسة. النظرية الماركسية حول المجتمعات الاشتراكية القائمة هي نظرية ساذجة للغاية، حيث تقول إنه بمجرد التخلص من الرأسمالية، وبمجرد معالجة بعض التناقضات والانتهاكات والاستغلال في المجتمع، وبمجرد أن تتمكن من الاستفادة من الإنتاج الاجتماعي، فإن الناس سوف يتصرفون بشكل مختلف ويتغيرون. سيكون الناس سعداء حقًا إلى آخره، وهذا ليس ما حدث تمامًا.

الماركسية، الـ90% الأخرى من الماركسية، تدور حول الرأسمالية. الماركسية هي نظرية عن الرأسمالية وهي نظرية تقول أن الرأسمالية لديها ديناميكيات معينة. إن الرأسمالية لديها ميل إلى مراكمة رأس المال من أجل مراكمة رأس المال، هذا ما تقوله الماركسية. تقول الماركسية إن الرأسمالية ليست نظامًا لبناء فرص العمل، أو بناء المجتمعات المحلية، أو خلق فرص العمل، أو خلق مستوى معيشة أفضل، إن الرأسمالية ستخلق فرص العمل أو تدمر فرص العمل، اعتمادًا على ما إذا كان هناك ربح أم لا، فإنها ستخلق مجتمعات محلية، مدن ليفتاون، أي شيء آخر، سوف تنشئ منازل جميلة إذا كان هناك شخص يمكنه دفع أسعار جميلة أو ستدمر المجتمعات كما دمرت بولتاون في شيكاغو، لبناء مصنع كاديلاك. فهي ستخلق فرص عمل أو ستلغي فرص العمل، من خلال الأتمتة أو من خلال تصدير تلك الوظائف إلى أسواق العمل الأرخص في هونغ كونغ أو كوريا الجنوبية أو أي مكان آخر. ان الرأسمالية هي ديناميكية، لا علاقة لها باحتياجات الإنسان، إنها ديناميكية تتعلق بتعظيم الربح. إنها ضرورة مركزية، القانون المركزي للحركة الرأسمالية والتنمية هو تعظيم الربح، وهو اختراق رأس المال من أجل تراكم رأس المال، وسوف تستخدم البيئة كخزان للصرف الصحي، ليس لأن الناس سيئون، وليس لأنهم أغبياء. أو أي شيء آخر ولكن لأن هذا أمر عقلاني... من العقلاني القيام بذلك وهذا هو التحليل الماركسي للرأسمالية وهذا هو الفرق بين الشكوى الليبرالية والتحليل الراديكالي، لأن الليبرالي سيقضي بقية حياته يشكو من هذه الأشياء الخاطئة ويقول "ألسنا حمقى، ألسنا لا عقلانيين لأننا نلوث بيئتنا بهذه الطريقة. متى سنعود إلى رشدنا؟" والمعنى الضمني، دائمًا، هو أن الشخص الذي يقول ذلك هو بطريقة أو بأخرى أفضل وألطف من الناحية الأخلاقية، والذي سيتصرف بشكل مختلف عن كل الأشخاص الآخرين الساذجين والمرتبكين. يقول التحليل الماركسي: لا، هذا ليس صحيحًا.

السبب وراء بناء شركة فايرستون لصنع الإطارات هذه على نهر مِل في ولاية كونيتيكت والاستيلاء على النهر الذي أمضت الطبيعة الأم مائة مليون سنة في تطويره، والذي كان يستخدم للترفيه وصيد الأسماك ومياه الشرب، ألقت شركة فايرستون هذا الكم من التلوث الصناعي الخام في تلك المياه ،لم يكن ذلك لأنهم كانوا حمقى، لأنهم كانوا مرتبكين أو مجانين، بل لانهم كانوا عقلانيين. لم يكن الالتزام تجاه ذلك النهر، ولم يكن تجاه البيئة، ولم يكن تجاه الأطفال الذين يلعبون، ولم يكن تجاه الأجيال القادمة، ولم يكن تجاه المجتمع المحلي ؛ على الرغم من أنهم سيقولون ذلك في علاقاتهم العامة، وفي الدعاية، كما يفعلون الآن مع يوم الأرض. شركة إكسون بإعلاناتها في يوم الأرض تذهلني، أقول "أين أنا، 1984 أورويل؟ ما هذا؟"

تقول شركة إكسون: "نحن نحب الأرض أيضًا - حسنًا، لقد واجهنا بعض النقاط الصعبة هنا و هناك لكننا معكم في يوم الأرض"، لأنه لا علاقة لهم بذلك، وهذا تحليل ماركسي ويقول الماركسي إنه من المنطقي تمامًا إلقاء فائضك الصناعي الخام في هذا النهر، لأن هذا يزيد من أرباحك وجوهر ذلك النظام: هو تعظيم الربح وهو تراكم رأس المال. كل قيمة إنسانية أخرى هي قيمة ثانوية، وفي الواقع، ربما تتعارض مع تلك القيمة. لا يهم إذن، ستتحطم تلك القيم، وفي بعض الأحيان يمكن استيعاب بعضها، إذا كان من الممكن استيعابها ضمن معايير الربح، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا بد من وضعها جانبا.

إذا كنت تريد أن تقول إن التحليل [الماركسي]لم يعد ذات أهمية ،لأنه مثل [ليخ] فاليسا قد كشف نفسه ، كما كنت أعرف دائمًا بانه، يميني معجب بالرأسمالية. إذا كنت تريد أن تقول "لا أفهم الارتباط، لا أرى ذلك على الإطلاق". سيقول الليبرالي "انظر كم هي حمقاء، وكم هي مسرفة ميزانيتنا العسكرية. تصنع القوات الجوية طائرة مقاتلة من طراز F-16، وتبني القوات البحرية طائرة مقاتلة من طراز F-16 والتي تكاد تكون نسخة مكررة، تكرار تام. مليارات الدولارات قد صرفت مرتين عندما كان لدينا هذا السلاح بالفعل. أليس هذا حماقة وإهدارًا؟" يقول التحليل الماركسي: لا، هذا ليس حماقة و إهدارًا ، إنه مجرد حماقة وإهدار من وجهة نظر إنسانية، ومن وجهة نظر دافعي الضرائب، ومن حيث احتياجات مجتمعك البشري، ولكن من قال بحق الجحيم أن الرأسمالية لها علاقة [باحتياجات ]المجتمع البشري، إذا كنت تعتقد ذلك فاستمع فقط إلى جورج بوش واكتشف ذلك. ماذا كان يقول عن احتياجات المجتمع البشري خلال عامين في منصبه؟ هذا ليس إسرافًا، إنه أمر رائع، إذا كنت مقاولًا لوزارة الدفاع، فمن الرائع أن يكون لديك عقد مع البحرية وعقد اخر مع القوات الجوية، بل و ستحاول الحصول على عقد مع مشاة البحرية ومع الهندسة البحرية وتحاول أن تبيع طائرة F-16 إلى خفر السواحل إذا كان بإمكانك فعل ذلك، إذا تمكنت من الإفلات من العقاب، فهذا أمر عقلاني تمامًا.

لذا عليك أن تقرر: هل ستقضي بقية حياتك كليبرالي غير كفؤ تشكو من اللاعقلانية وحماقة كل هذه البرامج؟ هذا كل ما نسمعه في وسائل الإعلام، الحد الذي نتلقى فيه أي انتقادات للسياسة الحالية. أم أنك ستشير إلى علائق القوة الطبقية والمصالح الطبقية التي تقف وراء تلك الأشياء، تسبب استمرار القيام بهذه الأشياء؟ هل تعتقد حقًا أنه لأنك لا تعرف ماذا يفعلون، فإنهم لا يعرفون ماذا يفعلون؟ ولهذا السبب عندما يقول أحدهم "كيف يمكنك أن تظل ماركسيًا؟" يبدو الأمر كما لو أن أحدهم يقول لي "كيف لا تزال تعتقد أن هناك قانون الجاذبية؟ ألا ترى أن لدينا طائرات الآن؟"

كيف يمكنني التظاهر بأن الأمر مجرد حماقة أو أنني لا أعرف سبب وجود الولايات المتحدة في السلفادور، أو أنهم في أمريكا الوسطى لأنهم لديهم شيء من الأنا، أو أنهم في أمريكا الوسطى لأنهم يطاردون بعض الأشباح وجميعهم مرتبكون في سياستهم. من المنطقي جدًا أن نكون في أمريكا الوسطى. أنت في أمريكا الوسطى لأنه عليك أن تبقي العالم آمنًا لهذه السيرورة العالمية لاختراق رأس المال وتراكم رأس المال والبلدان التي تهاجمها وتلاحقها هي تلك التي قد تتخذ مسارًا ثوريًا، أو حتى غير ثوريا . لم يكن أربينز في غواتيمالا ثوريًا، وجولار في البرازيل لم يكن ثوريًا، وسوكارنو في إندونيسيا لم يكن ثوريًا، وأليندي في تشيلي لم يكن ثوريًا، ومصدق في إيران لم يكن ثوريًا، ورؤساء الوزراء اليونانيون في عهد باباندريو لم يكونوا ثوريين ،عندما جاء الجنرالات الفاشيون، لكنهم كانوا قوميين شعبويين. نورييغا والحزب الثوري الديمقراطي الشعبي في بنما ليسا حزبًا ثوريًا، إنه حزب شعبوي، لكنه جيش يساري في بنما... لقد كان كذلك. وكانت قوة الدفاع الشعبية. كانت قوات الدفاع البنمية قوة يسارية، وقد اعتادوا على الضغط على الشركات، فبدلاً من تأميمها، ضغطوا عليها ثم أخذوا تلك الأموال وقاموا ببناء برامج اجتماعية. كانت لدى بنما برامج رعاية اجتماعية، وكان لديها ضمان اجتماعي، وكانت لديها خدمات إنسانية، وكانوا يطورونها. بمعايير أمريكا الوسطى، كانت جيدة جدًا ، و وجب تدميرها. عندما أصبح من الواضح أن نورييغا لم يكن رجلنا، لكنه كان مستمرًا في طريق توريخوس، توريخوس الذي قُتل على يد وكالة المخابرات المركزية، اتّهمْتهم بارتكاب جريمة القتل تلك عندما انفجرت طائرته بشكل غامض في الجو، ثم كان يجب ان يرحل نورييغا. حسنًا، نحن لسنا في بنما للقبض على نورييغا، لقد قبضنا على نورييغا منذ عدة أشهر، لكننا هناك وقمنا باعتقال الآلاف من قادة النقابات العمالية والسياسيين والمثقفين. يتم تطهير جامعة بنما سيتي من اليساريين. ويتم القبض على أشخاص آخرين.

الآن يمكنك أن تقول "لا أفهم سبب وجودنا في بنما. لا أفهم سبب وجودنا في أمريكا الوسطى. لا أفهم سبب قيامنا بذلك في إندونيسيا. لا أفهم سبب دعمنا الجانب الخطأ طوال الوقت". إنه ليس الجانب الخطأ، إنه الجانب الخطأ من وجهة نظر إنسانية، إنه الجانب الخطأ من وجهة نظر العدالة الاجتماعية، لكنه الجانب الصحيح، هذه هي السياسة الصحيحة إذا كان ناخبيك [شركات] ثروة 500. إذن فمن السياسة الصحيحة الذهاب إلى تلك البلدان وإبقائها مفتوحة لاختراق رأس المال وتراكم رأس المال بشروطك، حيث تكون تلك الموارد ملكك، حيث تلك الموارد الأسواق ملكك، حيث تكون تلك القوى العاملة قوة عمل رخيصة، حيث يمكنك أن تدفع لهم ليس سبعة دولارات في الساعة ولا أحد عشر دولارًا في الساعة، كما عليك أن تفعل في أوهايو أو كاليفورنيا، ولكن يمكنك أن تدفع لهم سبعين سنتًا في الساعة و هذا عقلاني للغاية. أعني أننا نتحدث عن فرق بمليارات الدولارات. مليارات الدولارات التي كانت ستذهب لولا ذلك إلى الأشخاص الذين يعملون مقابل أجر ورواتب، أو لديهم معاشات تقاعدية. مليارات الدولارات مأخوذة من جيوب الأشخاص الذين يعيشون على الفوائد والأرباح وعائدات العمولة، مثل عندما يمتلكون أرضًا بها نفط أو شيء من هذا القبيل والإيجارات. تلك الطبقة هي الطبقة التي يخدمها جورج بوش، إذا كنت لا تعتقد ذلك فقل لي: ما هي سياسته الضريبية؟ لديه سياسة ضريبية واحدة فقط وهي خفض ضريبة أرباح رأس المال، في الواقع، مشروع القانون المحلي الوحيد الذي دفع جورج بوش من أجله خلال عامين، والذي كان في منصبه، هو خفض ضريبة أرباح رأس المال، أعني أنك دفعت جيدًا حقًا أعرف استدعاء أعضاء مجلس الشيوخ لترتيب الأصوات وكل هذا النوع من الأشياء، إنه تخفيض في ضريبة أرباح رأس المال. خفضها لتلك النقطة الخامسة، نصف واحد في المائة، من السكان الذين سيستفيدون من هذا التخفيض الضريبي.

وفي كل المجالات الأخرى لا يفعل شيئًا. في البيئة لا يفعل شيئًا. لقد وقف أمام مجموعة بيئية دولية منذ شهرين وقال: "الاعتبارات المتعلقة بالبيئة يجب أن تأخذ في الاعتبار دائمًا". إن أسلوبه الديناميكي في الحديث يشعل النار فيك وقلت له "افعل ذلك يا جورجي! افعل!" وقال "الاعتبارات البيئية تأخذ دائما في الاعتبار السوق الحرة والتنمية الاقتصادية". الترجمة: الأرباح قبل البيئة. لقد كان يقول ما قلته للتو. ترى أن الحجة التي يقدمها الماركسيون هي أن جورج بوش ماركسي؛ إنه لا يعرف أنه ماركسي، لكنه يفعل. يقول ما نقوله، قال "تبا لصديقك البيئي، أرباحه أولا". لقد طرح السيناتور ستيفن سيمز من أيداهو نقطة جيدة للغاية، وقالها بشكل أفضل بكثير، وقد سمعتها في مقابلة إذاعية منذ وقت ليس ببعيد. قال "إذا كان الأمر يتعلق بالاختيار بين البيئة والرأسمالية، فأنا أختار الرأسمالية". اعتقدت أن هذا كان رائعا. قلت "انتظر لحظة؟! ماذا تقصد بأنك تفضل الرأسمالية على البيئة؟" إنه مثل شخص يقول "إذا كان الأمر يتعلق بالاختيار بين التدخين أو رئتي: فأنا أختار التدخين"، لكنك تحتاج إلى رئتيك؛ حتى للتدخين. لذلك عندما يقولون إن الماركسية لم تعد مهمة، لا أعرف ما الذي يتحدثون عنه، لأن هذا هو التحليل الماركسي، إنه تحليل حول قوانين حركة رأس المال والتنمية وحول سلطة الطبقة ومصالحها.

إنه أيضًا تحليل لقوة رأسمالية أخرى، الأكثر قوة وفعالية في تشكيل خريطة العالم، والأكثر قوة على مدار الـ 500 عام الماضية والتي لم تدرسها أبدًا في المدرسة... أراهن على معظمكم، ربما واحد أو اثنان لم تدرسهما في المدرسة مطلقًا؛ لأن الرأسمالية ليست مجرد نظام اقتصادي، بل هي نظام اجتماعي برمته. إنه ليس مجرد نظام اقتصادي، إنه نظام اجتماعي كامل وفي المدارس الرأسمالية وفي الغرب لا تدرسه، لكن الماركسية هي دراسة لتلك القوة الأخرى الأكثر فعالية في تاريخ البشرية على مدى القرون الخمسة الماضية. إنها تسمى الإمبريالية وقد قسمت العالم. لقد قتلت حرفيًا الملايين والملايين من الناس؛ إما بالعنف المباشر أو بالتجويع والحرمان وغيرها من الطرق ولا يتم تدريسها. أستطيع أن أقول لك، يمكنك الحصول على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ييل ولا تدرس الإمبريالية أبدًا، أنت تنظر إلى الأمر. أنت تنظر إلى شخص فعل هذا الشيء بالذات. عندما كتبت كتابي "السيف في الدولار"، ظل يخطر في ذهني: "لماذا اضطررت إلى الانتظار حتى الآن لقراءة أو اكتشاف بعض الأشياء التي أكتب عنها؟" هذا ما تدور حوله الماركسية، إنها دراسة للرأسمالية ودراسة للإمبريالية.

وتدلي ببعض العبارات الأخرى فتقول إن "عملية تراكم رأس المال وتركيزه هي سمة أصيلة، وميل متأصل"، بالمناسبة لا يعني الميل أنه أمر لا مفر منه ويجب أن تحدث دائما، ولكنه ميل متأصل هو - الاتجاه نحو زيادة تركز رأس المال. هل هذا لم يعد ذا أهمية ؟ هل يمكن لشخص أن يأتي ويقول أن هذا لم يعد ذا أهمية ؟ عندما حدث، على مدى السنوات الثماني الماضية، أكبر عشر عمليات اندماج في تاريخ الرأسمالية الممتد على مدى 400 عام... في السنوات الثماني الماضية. إن التكتلات العملاقة متعددة الجنسيات لا تلتهم الشركات الصغيرة، بل تلتهم التكتلات العملاقة الأخرى متعددة الجنسيات. عندما يتم تأسيس تكتل عملاق متعدد الجنسيات، مثل NBC؛ التي تمتلك وسائل إعلام ومحطات إذاعية وتلفزيونية ودور نشر وحدائق ترفيهية وأشياء في ثلاثة أقسام القارات المتأججة، عندما استحوذت شركة NBC على تكتل عملاق متعدد الجنسيات يسمى جنرال إلكتريك. في بعض الأحيان يشتري الأصغر حجمًا الأكبر ولكن لا يهم. يجري التركيز المذهل لرأس المال. هذا ما كتب عنه ماركس. إذا لم يكن هذا صحيحًا، فإن الماركسية ليست ذات اهمية، وإذا كانت صحيحة، فقد ترغب في إلقاء نظرة أفضل على ما يحدث.

شيء آخر يقوله الماركسيون هو أنه، إلى جانب هذا التركيز المتزايد لرأس المال، هناك فقر متزايد، وإفقار متزايد لجماهير الناس. "حسنًا، هذا ليس ذا صلة بكل أفراد الطبقة المتوسطة، فجميعنا حصلنا على أجهزة تسجيل فيديو الآن" وأشياء من هذا القبيل. حسنًا، عليك أن تنظر إلى العالم بأكمله وستجد أنه، في الواقع، كان الاتجاه خلال الأربعين عامًا الماضية هو زيادة الفقر، وزيادة الإفقار، وزيادة سوء التغذية؛ بسبب تركز رأس المال واختراق رأس المال وتراكم رأس المال.

كما أن المعجزة البرازيلية في الستينيات، والتي أظهرت نمواً في الدخل القومي الإجمالي والناتج القومي الإجمالي للأمة، أدت أيضاً إلى نقص الفاصوليا السوداء. تلك الأرض التي كانت تستخدم لزراعة الفاصوليا والأرز والذرة، تم أخذها واستخدامها من قبل الأعمال التجارية الزراعية لزراعة التبغ والقهوة والسكر والقطن ولحم البقر لأسواق التصدير النقدية في أماكن أخرى، وبالطبع سيعني ذلك زيادة في الناتج القومي الإجمالي. بالطبع، أنت تجني أموالًا أكثر من تلك الأرض عندما تزرع القهوة للأسواق التجارية، مما تجنيه عندما يمتلكها بعض الفلاحين ويزرعون الفاصوليا والذرة، لكن الناس يتضورون جوعًا. ما لا تظهره لك زيادة الناتج القومي الإجمالي هو أن سوء التوزيع آخذ في التزايد، ولذا فإنك ترى هذا الاتجاه في جميع أنحاء العالم، ليس فقط الفقراء، ولكن حتى ما يسمى بالطبقة الوسطى في العالم الثالث، والطبقة الوسطى هي الطبقة المتميزة جدًا، هم أيضًا يعانون وينجرفون إلى الأسفل ويشكون من المشاكل الرهيبة التي يواجهونها. لذا فإن التنبؤ الماركسي بأن الاتجاه في الرأسمالية هو زيادة إفقار الجماهير هو صحيح.

حتى في بلدنا، البلد الذي يحبه ويحلم به هؤلاء الأوروبيون الشرقيون ويتحدثون عنه والنجوم في عيونهم، عندما تتحدث معهم ويقولون "أوه، لكن في أمريكا الأمر مختلف في أمريكا، أنت لا تعرف، "أعرف ذلك لأنني رأيت ذلك على شاشة التلفزيون. في أمريكا الأمر مختلف". وحتى في بلدنا، في السنوات العشر الماضية، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت مستوى الفقر من 24 مليونًا إلى 35.5 مليونًا، وانخفض الآن إلى 34.5 مليونًا. ما يعنيه ذلك هو أن الفقراء في العقد الماضي هم المجموعة الاجتماعية الأسرع نموًا في أمريكا. حسنًا، هذا ما كان يتحدث عنه ماركس. حتى لو وضعنا الفقراء جانبًا، فإن الطبقة الوسطى تجد جميع أنواع الأشخاص الذين يتعين عليهم الاحتفاظ بوظيفتين، الأشخاص الذين يعملون اليوم بجهد أكبر لمجرد البقاء في نفس المكان. لقد انخفضت الأجور الحقيقية في آخر 15 أو 20 سنة منذ عام 1977 أو قبل ذلك.

لذلك لا يبدو هذا بعيدًا جدًا عن الواقع، يبدو وكأنه وصف حقيقي جدًا، وليس فقط وصفًا لما يحدث لأنه يمكنك التنبؤ لأسباب خاطئة تمامًا. المحافظون أحياناً يكونون على حق...أعني أنه حتى الساعة المعطلة تكون على حق مرتين في اليوم كما يقولون. ليس هذا التنبؤ فحسب، بل يعطيك تحليلًا وتفسيرًا لسبب حدوث هذه الديناميكية، ولماذا يمكن أن يكون لديك 35 مليون فقير وسط الكثير من الثروة. يقول الماركسيون أيضًا أن هناك مستويات متزايدة من الاستغلال وتراكم رأس المال وهذا صحيح، درجة الأرباح هي كذلك رائع. وفي خضم كل تلك الأرباح، هناك ميل متزايد إلى انخفاض معدل الربح، بحيث بغض النظر عن مدى ثراءك وضخامة المبلغ الذي تجنيه، فإن أرباحك لن تكون مستقرة أبدًا؛ هناك دائمًا مشكلة في انهيارها، وهناك دائمًا مشكلة حتى في أغنى الشركات التي تتوقف عن العمل، وهذا صحيح مرة أخرى. كادت كرايسلر أن تتحطم وتخرج، لم تنطلق لأن كرايسلر حصلت على دبابة M1.

الوصف الماركسي للرأسمالية هو أنها قوة تنتشر في كل مكان في العالم، وتحول كل ركن من أركان العالم إلى نسخة من صورتها. لا تزال هذه العملية مستمرة حتى اليوم، وربما قرأت منذ شهر تقريبًا، في صحيفة لوس أنجلوس تايمز، تقريرًا خاصًا عن الغابات المطيرة في بورنيو في جنوب المحيط الهادئ: هنا لديك أشخاص عاشوا حياة جميلة جدًا حسب الأوصاف، لديهم اشجارهم وبساتينهم في الأدغال، كانوا يزرعون الطعام، ويصطادون، ويتم القضاء على كل شيء عندما تأتي الرأسمالية من أجل الأخشاب الصلبة وتحول هؤلاء الناس؛ بشكل منهجي تمامًا، ومتعمد تمامًا الى أجراء. إن الطريقة التي تحول بها هؤلاء الأشخاص إلى أجراء هي أنك تحرمهم من مصدر رزقهم. بمجرد حرمانهم من مصدر عيشهم، عليهم أن يبحثوا عن الأجر باعتباره الشيء الذي سيعيشهم، وهذا تحليل ماركسي.
بإمكانكم قراءة الماركسية كل يوم في صحفكم اليومية، الديناميكيات التي ناقشها ماركس.

قال تشي غيفارا: "لا يسعنا إلا أن نقول إن الواقع في أمريكا اللاتينية ماركسي. أن هناك أناس أغنياء للغاية ويعيشون على حساب الفقراء وأن الفقر يتزايد وأنهم يستخدمون قوة الدولة للدفاع عن ممتلكاتهم ومنع الأنظمة الاجتماعية المتنافسة أو البديلة من الدخول لتطوير واستخدام الأرض، والعمالة، ورأس المال، والأسواق بطريقة مختلفة". أعتقد أن ما يحدث في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفييتي، لأنني أعتقد أن نفس العملية تجري هناك، أعتقد أنه يمكنك رؤية الرأسمالية وهي تعمل هناك أيضًا.

أحد العوامل التي لم يتم الحديث عنها مطلقًا ولم يتحدث عنها الروس أيضًا الكتّاب السوفييت، الذين هم الآن في طقوس معتوهة من جلد الذات والنقد، إلى درجة أنه كلما كانوا أكثر سلبية تجاه مجتمعهم، كلما كان ذلك أفضل. يبدو أنهم يشعرون. قبل بضع سنوات، لم يكن بإمكانك أبدًا أن تقول أي شيء سلبي عن الاتحاد السوفييتي إذا كنت هناك، لم يقولوا لك مطلقًا وأنت تقول "ما مشاكلكم ؟"
"ليس لدينا أي مشاكل"
"لا بد أن لديك بعض المشاكل؟"
"لا، لا، لا. كل شيء جميل". الآن لا يمكنهم قول أي شيء إيجابي، هؤلاء الأشخاص أنفسهم هم الآن في عربدة من النقد الذاتي، لكن الشيء الوحيد الذي لا يتحدثون عنه أبدًا، لأنهم مشغولون جدًا بجلد أنفسهم، هو أن فشل هذه المجتمعات الشيوعية ليس مجرد فشل الاشتراكية، ذلك الشكل المعين من اشتراكية الدولة او الاشتراكية البدائية ، إنه انتصار للرأسمالية. إنه مثال على الرأسمالية في العمل، لأنه لمدة 70 عامًا في الاتحاد السوفييتي، ولمدة 40 عامًا في أوروبا الشرقية، ولمدة 10 سنوات في نيكاراغوا، ولمدة 30 عامًا في كوبا، كان لديك تطويق رأسمالي وأحد العوامل الرئيسية في فشل هذه المجتمعات تكمن قوة التطويق الرأسمالي. هذا التطويق الرأسمالي يعني: الغزوات، الحروب الأهلية، التخريب، جيوش المرتزقة، تدمير المرافق الإنتاجية للمجتمع، المزيد من الغزو، المزيد من التخريب، المقاطعة الاقتصادية، الحظر الاقتصادي، الحظر النقدي، الحظر التكنولوجي؛ والتي لها آثار تشويهية على المجتمع.

في مايو 1921، وقف لينين أمام مؤتمر الحزب البلشفي وقال: "لقد سئمنا من المعارضة العمالية، دعونا نتخلص منها". المعارضة العمالية من البلاشفة المخلصين، وكانوا شيوعيين، وكانوا في الحزب البلشفي، وكانوا في الحزب الشيوعي. عندما اندلعت ثورة كرونشتاد، لم تقف المعارضة العمالية إلى جانب بحارة كرونشتاد، بل وقفت إلى جانب الحزب. في الحرب الأهلية، كانوا مع الحزب، وفي جميع النضالات كانت المعارضة العمالية إلى جانب الحزب، لكنهم شكلوا تجمعًا واعيًا بذاته قرر أنه سيمثل المصالح الخاصة للبروليتاريا الصناعية ضد الحزب نفسه. في بعض مرات، وبعد كل هذا الغزو، وكل هذا الدمار، وكل هذا الموت الرهيب والنضال، عندما قال لينين ذات مرة: "روسيا السوفييتية مثل رجل مصاب بحمى الموت، متمسك بشبر واحد من حياته". بعد كل هذا لينين

استدار وقال "كفى معارضة". كان الشعور السائد هو أن تلك المعارضة كانت إسفينًا وفتحًا، فقد دعت أعداءنا إلى مهاجمتنا وتقسيمنا ودعمه مؤتمر الحزب بصخب وقال: "لا مزيد من المعارضة العمالية، لا مزيد من الكتل داخل الحزب". ". لذا، التركيز على حزب متجانس، وفي نفس الشهر، أو الشهر الذي سبقه في أبريل، دعا لينين إلى تعزيز النقابات العمالية وزيادة تمثيل العمال في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. لذلك لم يكن الأمر أنه كان يتحرك ضد العمال، بل كان يتحرك ضد المعارضة. إذن، هناك ترى بذور نظام لا يمكن أن يتطور بشكل طبيعي في ظل المعارضة، والضوابط، والنقاش الداخلي والجدل. نظام بدأ يجهد من أجل التوحيد، والحصار، والتعاون المتماسك؛ يتم التركيز على التنظيم، وإنجاز الأمور، والتوقف عن طرح الكثير من الأسئلة؛ لأن كل شيء كان مسألة حياة أو موت.

عندما وصل الساندينيون إلى السلطة في نيكاراغوا قبل عشر سنوات، مملوءين بالمثل والآمال لأمتهم وشعبهم، اكتشفوا شيئًا فظيعًا للغاية ولم يكن الأمر يتعلق بأنفسهم على الرغم من أنه كان عليهم أن يفعلوا ذلك بأنفسهم، كان يتعلق الأمر ذلك التطويق الرأسمالي. اكتشفوا أنهم بحاجة إلى شرطة سرية، اكتشفوا أنهم بحاجة إلى شرطة أمنية، لأن كل ما حولهم قادمين من حدودين وداخل مجتمعهم كانت أعمال تخريب وهجوم تجسس وغزو مرتزقة وما شابه ذلك. لقد فهموا أنه إذا أرادت الثورة أن تستمر، فسيتعين عليها بناء أدوات سلطة الدولة، وحتى أدوات القمع، وهذه الأدوات بالمناسبة يمكن أن ترتكب أخطاء، وهذه الأدوات لا يمكن أن ترتكب أخطاء فحسب، بل يمكن أن ترتكب بعض الجرائم الخطيرة، على الرغم من أنه في نيكاراغوا، فإن السجل المثير للإعجاب هو مدى قلة الجرائم هناك بالنظر إلى الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها.

لذلك هذا النوع من التطويق الرأسمالي، الذي يستمر بلا هوادة في مهاجمة أي مجتمع اشتراكي قائم، إذا كان البعض منكم لا يريد أن يطلق على تلك المجتمعات اشتراكية، فلا تسميها اشتراكية، أطلق عليها اسم ستائر النوافذ، او الجِمال، أيًا كان ما تريد تسميتها، طالما أنك تعرف ماذا أعني أنني أعني: الملكية العامة لوسائل الإنتاج، واستخدام رأس المال بطريقة مختلفة وليس لتراكم رأس المال في حد ذاته كغاية في حد ذاته، وأجر اجتماعي قوي، وتعليم مجاني، ورعاية طبية مجانية وإسكان مدعوم، غذاء مدعوم، خبز مدعم، كل تلك الأشياء التي يشكو المجريون والبولنديون الآن من خسارتها. وهذا ما أعنيه بالاشتراكية . إذا كنت لا تريد أن تسمي ذلك اشتراكيًا، فهذه ليست الاشتراكية الحقيقية، الاشتراكية الحقيقية هي شيء سوف يوجد يومًا ما عندما يكون العالم والناس أفضل ومختلفين وسوف يكون في شكل أفضل بكثير من كل تلك الأشياء ، هذا حسن. لكن في هذا العالم، أرى أن الاشتراكية ليست ذلك الهدف الجميل الحقيقي في ذلك المجتمع: المشاركة والانسجام هذا وذاك، أعتقد أن الاشتراكية هي عملية كفاح لتحقيق ذلك الشيء. لذا، فقط تابع مفرداتي، حتى لو كان لديك مشكلة في ذلك.
لقد عانت تلك المجتمعات الاشتراكية أو الشيوعية من آثار تشويهية فظيعة. لو لم يكن هناك غزو، لو لم يكن هناك تجسس، لو لم يكن هناك هجوم، لو لم تكن هناك جيوش الحرس الأبيض تحرق القرى؛ لم يكن من الممكن أن يكون هناك جيش أحمر بهذا الحجم، ولم يكن من الممكن أن يكون هناك ستالين، ولم يكن من الممكن أن يكون هناك جهاز كيه جي بي. لو لم تكن هناك وكالة المخابرات المركزية، لما كان هناك الكي جي بي. ولو لم يكن هناك تطويق من جانب حلف شمال الأطلسي، لما كان هناك حلف وارسو. إن إغفال هذه الحقيقة يعني إغفال القوة الأساسية لما كان يحدث خلال تلك السنوات السبعين... أو العشر سنوات. إذا كنت تريد أن تعرف ما مر به الاتحاد السوفييتي في سنواته الأولى، فما عليك سوى أن تنظر إلى ما مرت به نيكاراغوا في هذه السنوات العشر ثم اضرب ذلك في عشرة. لقد تم استهداف كل واحدة من تلك البلدان، فقد تم استهدافها بالصواريخ، وتم استهدافها بأعمال التجسس، وتم استهدافها بالحظر الاقتصادي وجميع أنواع العدوان الأخرى، وتم استهدافها بوابل من الدعاية المذهلة وما شابه ذلك. لا هوادة فيها، لا هوادة فيها.

الدولة الاشتراكية الأكثر استهدافًا في العالم، منذ عامين مضت وما زالت حتى اليوم، لم تكن نيكاراغوا ولم تكن نيكاراغوا، ولا حتى كوبا، بل كان الاتحاد السوفيتي. كل تلك الصواريخ كانت باتجاه الاتحاد السوفييتي، ولا تزال كذلك، وما زالوا يصنعون تلك الصواريخ ويرفضون التفاوض بشأن تلك الصواريخ، الصواريخ البحرية، حيث تمتلك الولايات المتحدة 75% من قوتها الضاربة الأولى. لقد أعلنوا أنهم لن يتفاوضوا على 75% من القوة الضاربة الأولى، فقط 25% منها المتمركزة على الأرض. السوفييت بالطبع 75% من قواتهم متمركزة على الأرض، و25% فقط متمركزة في البحر، ولا يعمل أي منها بشكل جيد، لأنهم لا يملكون سوى عدد قليل من نقاط الاختناق وليس لديهم الكثير من الوصول إلى البحر. ليس لديهم كل محطات التزود بالوقود والموانئ وأي شيء آخر تمتلكه الولايات المتحدة حول العالم. لذا فإن هذا النوع من التطويق لا يزال موجودًا ولا يزال هذا النوع من الأشياء مستمرًا.

وإذا كنت تريد أن تفهم شيئاً عن هذا الأمر، فلهذا السبب يحاول غورباتشوف تطبيع العلاقات الدولية، حتى ولو كان ذلك على حساب المجازفة بالتخلي عن كل شيء. لأنه يأمل أن يمنحه ذلك، فهو أيضًا لا يريد أن يرى العالم منفجرًا بالطبع ويريد إنهاء الحرب الباردة، لكنه يريد أيضًا أن يرى ذلك كوسيلة لتطبيع العلاقات الاجتماعية في بلده. . عندما يكون لديك عبئًا، وهو ضعف ما لدينا في هذا البلد، عبئًا عسكريًا من هذا النوع، عليك أن تفعل شيئًا حيال ذلك قبل أن تخسر اقتصادك بالكامل. كما عانت هذه البلدان من أشياء أخرى كثيرة. لقد عانوا من قرون من التخلف والفقر.

هناك الكثير من الحديث في وسائل الإعلام في الوقت الحالي، على سبيل المثال أن بولندا تُركت في مثل هذا الوضع السيئ. لقد ترك الشيوعيون بولندا في حالة سيئة للغاية، وأعتقد أن هناك عدالة شعرية معينة في ذلك، كان ينبغي أن ترى بولندا عندما استولى عليها الشيوعيون، عندما تركها الرأسماليون. لقد تم تدميره بالكامل. دمرت مئات القرى، ومدن بأكملها، ودمرت وارسو بأكملها، وتحولت إلى أنقاض. الفقر وسوء التغذية والمجاعة، هذا ما استولى عليه الشيوعيون. لقد بنوا بولندا التي كانت أسوأ، أو سيئة مثل أي دولة من دول العالم الثالث، وفي بعض الحالات أسوأ من حيث ما حدث لقاعدتها الصناعية وبنيتها التحتية وكل شيء آخر، وقاموا ببنائها. إذًا هناك هذا التراكم الاقتصادي المذهل للبلدان التي تم الاستيلاء عليها: كوبا ونيكاراغوا ثم ما يحدث لهم عندما يكونون هناك. وكما قلت، اسمحوا لي أن أكرر، ليست هذه البلدان فقط هي المستهدفة بالتطويق الرأسمالي، بل حتى أي نوع من الدول القومية الشعبوية إلى حد ما: ليبيا، وبنما، وغواتيمالا تحت حكم أربينز، وتشيلي تحت حكم الليندي. كان الليندي ماركسيًا، لكن حكومته كانت حكومة وحدة شعبية مكونة من ستة أحزاب مختلفة، مع كل أنواع الاتجاهات المختلفة، وأكد مراراً وتكراراً أنها ليست مجتمعاً ماركسياً.

والشيء الآخر الذي كانت تعاني منه هذه البلدان، وخاصة في أوروبا الشرقية، وهو أمر وثيق الصلة بأوروبا الشرقية، هو التخلف الأيديولوجي، ليس فقط التخلف الاقتصادي، بل التخلف الأيديولوجي. لا يصدق العناصر الرجعية الأيديولوجية السائدة في هذه البلدان. عند الاستماع إلى وسائل الإعلام اليوم، يتولد لديك انطباع بأن أوروبا الشرقية تعود الآن إلى ديمقراطيتها، إنها تستعيد ديمقراطيتها. عندما قال ليخ فاليسا "لتكن بولندا كما كانت في عام 1940، قبل الحرب"، قلت "ماذا؟ انتظر لحظة!" كانت بولندا في عام 1940 دكتاتورية فاشية يمينية، وكنيسة قوية تسيطر على كل التعليم، ولا توجد حرية معارضة، ومعادية للسامية، فقراء، وبارونات أصحاب ثروة يمتلكون العقارات، والعمال الذين يعملون بأجور الكفاف، أجور المجاعة. وهذا ما تريد العودة اليه يا ليخ فاليسا؟ حسنًا، أنت تقوم بعمل جيد جدًا، يجب أن أقول ذلك.

كل هذه الدول كانت دولًا فاشية قبل الحرب العالمية الثانية، باستثناء تشيكوسلوفاكيا التي كانت ديمقراطية برلمانية غربية، لكن المجر كانت دولة فاشية وكانت متحالفة مع النازيين في الحرب العالمية الثانية. كانت بلغاريا دولة فاشية وكانت متحالفة مع النازيين وقاتلت إلى جانب النازيين في الحرب العالمية الثانية. كانت رومانيا دولة فاشية، وكانت متحالفة مع النازيين. كانت ليتوانيا دولة فاشية وكانت متحالفة مع النازيين. هل نسيت؟ حسنًا، البعض منا لم ينسها. كانت هذه دولًا معادية للسامية وفاشية دعمت السلطة القائمة ، بطريقة ضيقة للغاية، مدعومة بعقليات برجوازية صغيرة كانت هي نفسها تؤمن بالخرافات، ومبتلاة بالدين، وفردية، ومعادية للسامية، ومتعاونة مع النازيين، ومثقلة بالكهنة؛ ولا تستغرق هذه العناصر الكثير من الوقت لتظهر مرة أخرى في ليتوانيا والمجر.

في الحديث من جانب المجر، والحديث عن حزب العدالة المسيحي، دعت المجر للتو بينوشيه للحضور إلى المجر ليخبرهم كيف ينبغي عليهم التعامل مع اقتصادهم. كيف يمكنك إجراء تلك الجراحة القاسية التي قمت بها بشكل جيد في تشيلي بعد أن طردت الليندي؟ تم إلغاء تلك الدعوة، لأنها لم تبدو جيدة جدًا. "انظر، يمكنك أن تكون فاشيًا، لكن لا تدعو الفاشيين العلنيين". ودعت المجر وزير خارجية جنوب أفريقيا للحضور.

استمع إلى هافيل، رئيس تشيكوسلوفاكيا، الرجل الذي قال، بهذا التواضع الزائف، كنت أعرف أن هذا الرجل سوف يترشح في اليوم الذي قرأت فيه بيانه، قالوا "هل ستصبح رئيسًا؟"
قال "أنا لست سياسيا، أنا كاتب مسرحي، أنا مجرد كاتب".
قلت "هذا الرجل سيفعل ذلك".

عندما يتحدثون بتواضع بهذه الطريقة، "يا رجل، إنه سيفعل ذلك". بمجرد أن أصبح رئيسًا، لم يستطع التوقف، أول شيء سيذهب إليه هو بون، إنه يذهب إلى موسكو، ويذهب إلى هنا، ويذهب إلى هناك. إصدار الإعلانات في كل مكان. إنه يتحدث عن العائلة المسيحية والأمة المسيحية، ويتحدث عن كيف أنه منذ الحرب العالمية الثانية كانت قوى النور هي الغرب، ضد قوى الظلام وكانت تلك هي الشيوعية. قوى النور في الغرب؟ هل كانت تلك قوى النور التي قتلت كل هؤلاء الناس في زائير؟ التي خلقت جنوب أفريقيا؟ والتي دمرت الكثير من الناس في أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى؟ تلك هي قوى النور؟ هذا هو العالم الحر؟ لقد وافق هافيل و يتحدث اكاذيب مجلة ريدرز دايجست و جورج بوش و بكل التفاصيل . إذن هناك هذه المحافظة والخلفية الأيديولوجية المذهلة.

وبعد أن قلت كل ذلك، لا أريد أن أنكر وجود مشاكل حقيقية للغاية داخل تلك الأنظمة نفسها: أسلوب العمل البيروقراطي، والمنظمة الهرمية التراتبية التي لا تسمح بالتغذية الراجعة المناسبة والتدابير التصحيحية، والأخلاق التنظيمية كما هو الحال في كل منظمة. حيث يعتمد مصيرك وتقدمك في المنظمة على ماذا؟ ليس من أجل خدمة دائرتك الانتخابية، ولكن من أجل إرضاء الشخص الأعلى منك. إعلام كان متخلفا حقا من حيث الدعاية، أو قدرته على تقديم أشياء عن العالم. لقد نشأت وأنا أسمع عن الدعاية الشيوعية، وما أذهلني هو كيف أن نوع الدعاية التي جاءت من الدول الشيوعية، أو حتى منها، كانت متأخرة بخمسين عامًا عما كانت عليه الولايات المتحدة. أعني أنهم ليس لديهم ثقافة إعلامية، وليس لديهم ثقافة إعلانية، ولا يعرفون كيفية التقاط الصور، كما تشهد على ذلك حقيقة أنهم يجرون الآن انتخابات، ويدعوون الغربيين للمشاركة فيها. تعالوا وأخبرونا كيف نتلاعب بالجمهور في الانتخابات". "لكنكم يا رفاق كنتم تفعلون ذلك لسنوات. ألست شيوعيًا شيطانيًا شريرًا؟ يجب أن تعرف كيف تفعل ذلك".
يقولون "لا، لا اعرف. كيف اعرض نفسي مثل منتج الصابون؟"

حسنًا، لقد تعلمنا أيضًا أن الناس لا يستطيعون العيش بالأجر الاجتماعي وحده، وأنه بمجرد تلبية احتياجاتنا، تصبح رغباتنا هي احتياجاتنا وتميل رغباتنا إلى التصاعد. كنت أتحدث مع صديق لي من ألمانيا الشرقية كان يشكو من الأوضاع في ألمانيا الشرقية. الشكاوى مثيرة للاهتمام، لأن الصورة التي لدينا عن هذه الدول الشيوعية هي تلك الشمولية التي تضغط وتسحق. الشكوى التي لديهم، عندما تتحدث إليهم، هي أن الأشياء اللعينة هي مجرد تضييع وقت. انها تهرب من العمل. لا أحد يهتم بالمتجر، أو ينبغي أن يكون هناك المزيد من الانضباط في العمل. لقد قمنا ببناء مشروع سكني جميل، وانتقل الناس إليه ولم يكلفوا أنفسهم عناء دفع الإيجارات. كانت ماريون زوجة كلاوس غاضبة من ذلك. إنهم يعيشون في هذه المشاريع السكنية الجميلة ولا يدفعون حتى الإيجار ولا أحد يذهب لتحصيل الإيجارات. حسنًا، لا يمكنك إدارة بلد بطريقة جيدة إذا حدث ذلك. لقد كان يشتكي من تلك الأشياء وبالمناسبة، الكثير من الشكاوى هي شكاوى مشروعة.

إن مصير المبلغين في البلدان الشيوعية/الاشتراكية هو نفس مصير المبلغين في بلادنا. أنت تشتكي، ولا تحصل على مكافأة على نزاهتك، بل تقع في المشاكل. كان يشتكي من السيارات الخردة ولا يمكنك الحصول على أي برتقال ونحن لا نحصل على أي موز. وقال إنه في وقت عيد الميلاد، توجد شحنة من البرتقال، ويغادر كل فرد في المصنع في منتصف يوم العمل ويسرع للوصول إلى الطابور لشراء البرتقال. قلت "في الولايات المتحدة سيتم إطلاق النار عليك إذا فعلت ذلك! سيتم طردك إذا فعلت ذلك". في الواقع، كان الألمان الشرقيون يذهبون إلى ألمانيا الغربية ويكتشفون أنه عندما يريدون ترك العمل للذهاب للتسوق، يتم طردهم، ولم يفعلوا ذلك". لا أعرف ذلك. إنه يتحدث عن عدم القدرة على الحصول على هذا... وهذا لا يعمل تمامًا كما أريد. قلت له "حسنًا يا كلاوس، ماذا عن تعليمك المجاني، ورعايتك الصحية، والرعاية الصحية المجانية ؟ أعني أن البعض منا ليس لديه تأمين صحي". في الوقت الذي كنت أتحدث معه، لم يكن لدي تأمين صحي، ما يحدث للصحة هنا فظيع. "ماذا عنك حصلت على دعمك هذا وخففت ذاك و كل ذلك" وكانت إجابته جيدة جدًا وقد لخصت كل شيء حقًا.
قال "أوه. لا أحد يتحدث عن ذلك أبدًا".

قلت "هذا مثير للاهتمام" ويمكنك أن ترى ما يحدث الآن. لا أحد يتحدث عن ذلك أبدًا، لكنهم افترضوا أن هذا هو ما سيحصلون عليه. لقد أخذوا تلك الأشياء التي لديهم كأمر مسلم به وهم يبحثون الآن عن الأشياء الجيدة.

أصيب الألمان الشرقيون بالذهول العام الماضي، قبل فتح الحدود، عندما تقدم ما يقرب من 800 من أطبائهم بطلب للهجرة. أطبائهم لديهم الأشياء الجيدة: لديهم شقة صغيرة، شقة جميلة، لديهم سيارة، لديهم هواتف، لديهم كل هذه الأشياء الأخرى، لديهم دخل جيد جدًا وكل ذلك. كان هؤلاء الأطباء يتقدمون بطلب للهجرة وقد ذهلت الحكومة حقًا وقالت "لماذا أنتم؟" والجواب هو: يريدون رؤية باريس، يريدون السفر وليس لديهم أي عملة صعبة. يقول كلاوس إنه لم تكن هناك مثل هذه القيود على السفر، حيث كان بإمكان الناس السفر. لم يكن الخروج من البلاد أمرًا صعبًا، كل ما في الأمر هو أنه لم يكن لديك أي عملة صعبة. يذهب إلى البورصة بسبب الحظر النقدي المفروض على عملة ألمانيا الشرقية. لذلك، يتعين عليك الذهاب إلى ألمانيا الغربية، والبقاء مع أحد أقاربك، وسيكون لديك عشرة دولارات فقط في جيبك، ولا يمكنك البقاء إلا لفترة محدودة. إنهم يريدون الذهاب إلى مكان آخر، ويريدون القيام بكل الأشياء التي يتم القيام بها في مكان آخر. إذن، الديناميكية هي أنه عندما يعامل الناس بشكل أفضل، فإنهم يريدون أيضًا المزيد، وليسوا بالضرورة ممتنين لما لديهم، بل يريدون المزيد. في الواقع، فإنهم يأخذون ما لديهم كأمر مسلم به.

أجرى لورانس ويشلر، في مقالته في مجلة نيويوركر، مقابلات مع بعض العمال البولنديين وقال: "هل تؤيد تحويل هذا المصنع إلى أيدي القطاع الخاص ومن ثم سيعمل بكفاءة أكبر في ظل الملكية الخاصة، لأنهم سيطردون الكثير من العمال الفائضين؟"
قال العمال "نعم، هذا سيكون جيدًا، سيكون أكثر إنتاجية لكل عامل". قال "حسنًا، ماذا لو فقدت وظيفتك؟"
قال العمال "حسنًا، لا بأس، ما زلنا نريد ذلك"
"هل مازلت تريد ذلك؟"
"نعم، لأن الحكومة سوف تجد لنا وظائف أخرى".

قال ويشلر "إنهم لا يفهمون، لا يفهمونه". إنهم لا يفهمون أن هذا الأجر الاجتماعي، وتلك الضمانات ، وشبكات الأمان الموجودة وكل ذلك سوف يختفي، لأنك تحصل على هذا النظام الآخر. ذلك النظام، ذلك النظام الديناميكي لاختراق رأس المال وتراكم رأس المال، حيث تصبح أداة مفيدة لهذه الغاية الأخرى. أنت لم تعد الغاية. لم نعد نقلق بشأن حصول الجميع على وظيفة هنا. نقلق على من هم الأشخاص الذين يمكننا اختيارهم؟ العمال الأصغر سنا.

يتحدث ويشلر عن العامل المتعب الأكبر سنًا، إذا كان بطيئًا للغاية. يأتي المالك، وهو زعيم نقابي سابق للتضامن، ويطرده على الفور ليغادر، وبعد ذلك لا يرفع العمال الآخرون رؤوسهم إلى الأعلى، لقد طُرد. يتلقى البولنديون الآن انتهاكات من حكومة التضامن الرأسمالية الجديدة التي لم يكونوا ليتسامحوا معها أبدًا في ظل الحكومة الشيوعية ويقولون "لا بأس لأنها ستقودنا إلى أرض الميعاد... قريبًا". ما يعانون منه الآن هو ستمائة بالمئة معدل التضخم، مائة ألف عاطل عن العمل كل شهر، الجوع، طوابير الخبز في بولندا. قصص مذهلة لا يتم نشرها كثيرًا، ولا أراها في نشرات الأخبار المسائية. هل فاتني ذلك؟ لقطات لطوابير الخبز والشكاوى وكل ذلك... لا شيء كثيرًا. إنها قصص مثيرة تفتح العين. لقد انتهى النظام الذي لم ينجح وجاء النظام الذي نجح وجلب البطالة والتضخم على نطاق واسع. هذا هو النظام الذي يعمل. هذه قصة النجاح. هذه هي المشكلة، لأن البولنديين، عندما يفكرون في الرأسمالية، لا يفكرون في زائير الرأسمالية وإندونيسيا الرأسمالية والبرازيل الرأسمالية والمكسيك الرأسمالية وتركيا الرأسمالية. إنهم يفكرون في ألمانيا الغربية والسويد وكندا والولايات المتحدة. هذا ما يعتقدون أنهم سيصبحون عليه، لكنهم لن يصبحوا كذلك. أمام أعيننا مباشرة، هذا العام، أصبحوا البرازيل أو المكسيك أو تركيا أخرى. حسنًا، هذا ما نواجهه. يمكنني أن أستمر في الحديث عن نقاط أخرى أريد أن أطرحها حول الأخطاء التي تعيب الاشتراكية المحققة، ولكنني أعتقد أنني سأتوقف عند ما يلي .

القيادة لم تعاني من الاستبداد بقدر ما عانت من الغطرسة، قيادة لا تتحدث إلا مع بعضها البعض. السفير المجري في واشنطن، وأنا أعيش في واشنطن العاصمة، وقد عقد السفير المجري مؤتمرا صحفيا صغيرا وكان يقول "نحن نغير نظامنا"
سألنا"لماذا؟"
"لأنه فشل، فهو لا يعمل"
نسأل"لماذا لا يعمل؟"
قال "لا أعرف" وأردت أن أمسك هذا الرجل من طية صدر السترة وأهزه وأقول
"أنت لا تعرف!؟ انتظر لحظة، لقد كنت في نخبة الحزب لمدة 30 عامًا ولا تعرف لماذا لا يعمل نظامك؟ مع من كنت تتحدث؟ ماذا يحدث؟ كيف هل يمكن للقيادة أن تكون بعيدة عن الواقع؟" الجواب بعيد كل البعد عن الواقع، بعيد جدًا عن الواقع لأنهم يتحدثون إلى أنفسهم فقط.

إنه نظام عانى من قدر كبير من الاختراق الثقافي من الغرب. لا يمكنك التحدث مع هؤلاء الناس وإقناعهم بوجود فقر وسخط في الغرب. إنهم لا يصدقونك. هم يعرفون. لقد تصوروا المستقبل وهو الولايات المتحدة. إذا قلت "هل تعلم أن هناك أشخاصًا ينامون على حواجز شبكية، ومشردين في نيويورك وكل ذلك"
قالوا "هذا غير صحيح. عاد نيكيا للتو من نيويورك، وقال إنه لم ير أي مشردين".

كان أحد أصدقائي في كوبا يتحدث إلى الناس هناك، وكان هناك شاب يقول له: "أنتم أيها الأمريكيون تعيشون بشكل جيد. لا تقل لي، فأنا أشاهد ذلك على تلفزيونك، وتلفزيون ميامي الخاص بك. أشاهد داينستي ودالاس و ارى كيف تعيشون ". صحيح نعود جميعًا إلى المنزل و نامر الخدم لدينا وخادماتنا في عقاراتنا بذلك، كما يفعلون في داينستي. هذا الاختراق الثقافي، وليس فقط أوروبا الشرقية والدول الاشتراكية، في جميع أنحاء العالم الثالث، هذه الأسطورة القائلة بأن أمريكا هي مكان المكافأة اللامحدودة. أن أي شخص في أمريكا يمكن أن يعيش بشكل جيد، إذا رغب في ذلك وكان على استعداد للعمل، فسوف تعيش بشكل جيد. هذا الرأي هو دين أوروبا الشرقية، والدول الاشتراكية القائمة، والاتحاد السوفيتي ومعظم دول العالم الثالث، على الرغم من أنهم يكرهون اليانكيين ويريدون خروجهم من بلدانهم، إلا أن هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين سيأتون غدًا هنا.

نحن نتحدث عن اللاجئين من الشيوعية، واللاجئين من الرأسمالية، إذا فتحت أبوابك لأمريكا اللاتينية وقلت "تعالوا أيها المعذبون ، تعالوا وسنسمح لكم بالدخول". دعوني أخبركم شيئاً عن اللاجئين من الرأسمالية، لأولئك الذين يعتقدون أن الرأسمالية منتصرة في جميع أنحاء العالم. في إيطاليا هناك حركة تسمى الحركة الديمقراطية للعاطلين عن العمل، في نابولي. والآن، إيطاليا، كما هي حال الدول الرأسمالية، ليست بهذا السوء. هناك نوع من الديمقراطية الاجتماعية، وهناك حزب اشتراكي، وهناك حزب شيوعي. لقد حصلوا على بعض الفوائد، لذلك وفقًا للعديد من المعايير، إيطاليا ليست سيئة جدًا، فهي واحدة من أفضل الدول الرأسمالية. ذهبوا إلى السفارة الكوبية في روما. ووجه الطلب إلى الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، وجاء فيه "لقد وجدنا أنه من المستحيل أن نعيش حياة شريفة وكريمة في بلدنا. لذا، اسمح لنا أن نطلب اللجوء السياسي، لأننا على قناعة تامة بأننا سنجده في كوبا، ليس فقط العدالة الاجتماعية، بل أيضا القليل من السلام والهدوء". كما وجهت الحركة نداء إلى كافة الأحزاب في البرلمان الإيطالي، وهو مجلس النواب، تطلب منهم الضغط على الحكومة التي لا تزال تصم آذانها عن نداءات المجموعة حول المشاكل الخطيرة التي تواجه الشباب العاطلين عن العمل في نابولي. لذا، في وسط كل هذا، إليك قصة مثيرة للاهتمام وغير عادية، ألا تعتقد أن وسائل الإعلام كان لديها شيء ما تقوله حول هذا الموضوع؟ حسنًا، في وسط كل من في الشرق يريد أن يأتي غربًا، هناك بعض الناس في الغرب الذين يريدون الذهاب إلى الشرق. دعونا ننظر إلى هذا لمدة دقيقة، ماذا يعني ذلك؟ يمكنني القيام بعرض برنامج [حول الموضوع]، لكن أعتقد أن توم بروكاو ذلك الغبي الصغير لا يمكنه القيام بذلك.

حسنًا، ما أود قوله بهذا المثال هو، دعونا نتخلص من الأسطورة القائلة بأن الرأسمالية منتصرة، وأن الرأسمالية قد حلت مشاكل شعبها، أنها تمنح شعبها حياة جيدة، أنها تمنح العالم فرصة جيدة للبقاء، لأن أياً من هذه الأشياء ليس صحيحاً. إذا لم يكن أي من هذه الأشياء صحيحًا بشأن الرأسمالية، فإن الكثير من الأشياء التي يقولها الماركسيون صحيحة، وهذا يعني أنه يتعين علينا مواصلة النضال ومواصلة النضال ومواصلة القيام بالأشياء التي نقوم بها لمحاولة تغيير هذا الوضع الفظيع. النظام اللاإنساني اليوم ،لجلب الإنسانية إليه، لتحقيق العدالة وإحلال الديمقراطية، الديمقراطية الحقيقية.
شكرًا لكم

(تصفيق)

سؤال وجواب

(الأسئلة غير مسموعة طوال الوقت)

حسنًا، أعتقد أن ما نفعله عمليًا في هذا المجتمع هو محاولة التحرك نحو رأسمالية أكثر إعاقة وتقييدًا، وبناء القطاع العام وتوسيعه. التوجه نحو الملكية الوطنية لبعض الصناعات الأساسية وربما الاقتصاد المختلط. هذا هو الهدف الذي يجب أن نناضل من أجله في هذه المرحلة من التطور التاريخي، ولكن ما كنا نتحرك نحوه في السنوات العشر الماضية، هو في الحقيقة نحو رأسمالية غير مقيدة؛ من نوعية تكسر النقابات العمالية وتتمتع حقًا بانتصارات طبقية هائلة وتفعل ذلك بدون الفاشية. أعني بعض عناصر الفاشية: الإكراه، وكسر اليسار في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، واستخدام القوة والعنف، اعني مكتب التحقيقات الفيدرالي وقتل الفهود السود وما شابه، لذلك هناك سلالات من الفاشية. بشكل عام، ما أنجزه ريغان هو ما أنجزه موسوليني وهتلر، إلا أنهما فعلا ذلك من خلال خرق النظام السياسي، لأن اليسار كان قوياً بما فيه الكفاية في ذلك النظام وكانت الأزمات هائلة لدرجة أنهم كسروا ذلك النظام.
عندما يناقش الناس الفاشية، فإنهم لا يناقشون أبدًا ما فعله الفاشيون بعد وصولهم إلى السلطة. هناك أدبيات حول هذا الموضوع: من دعم هتلر، ومن لم يدعم هتلر، ومن كان وراء من، ولكن السؤال ليس من الذي دعم النازية؟ ولكن ما الذي دعمته النازية عندما وصلت إلى السلطة؟ لقد فعلوا بالضبط ما فعله رونالد ريغان، لكن ريغان فعل ذلك ضمن أشكال ديمقراطية، ما يسمى "الإطار الديمقراطي"، لأن الطبقة العاملة مستبعدة من السياسة في هذا البلد والنموذج الذي يحاولون تطويره في أوروبا الشرقية. ، هو استبعاد الطبقة العاملة.
الأسطورة الأخرى التي تسمعها في وسائل الإعلام هي أنهم يتجهون نحو التعددية في أوروبا الشرقية. التعددية استمرت شهرين، انتهت أيها السيدات والسادة. انتهت. وتجري الآن خصخصة وسائل الإعلام. حسنًا، عندما تقوم بخصخصة وسائل الإعلام الخاصة بك، فإنها تذهب إلى أيدي أولئك الذين يمكنهم الحصول على التمويل من المعلنين أو المشترين الأثرياء. وفي المجر، دخل روبرت مردوخ إلى هناك مع عدد قليل من أباطرة الصحافة اليمينيين، وهم يشترون وسائل الإعلام. وفي ألمانيا الشرقية، قامت وكالة الأنباء، التي كانت تنقل أشياء عن القمع الأمريكي في العالم الثالث، بقتل تلك القصص. أعرف هيئة الصحافة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية في واشنطن العاصمة، ولم يعدوا ينشرون التقارير بعد الآن، وانتهت وظائفهم، وقيل لهم إن الحكومة لم يعد لديها أموال لهم، وقد يتعين عليهم خصخصتهم. قالوا "إذا تمت خصخصتنا، فلن يكون لدينا المال، فكيف يمكننا أن نعمل؟" إذن هذا كل شيء، ليس لديك إعلام تعددي، بل لديك إعلام رأسمالي. لذا فإن ما يجب أن نناضل من أجله هنا هو التعددية الحقيقية، والاختلاف الأيديولوجي الحقيقي، والانفتاح الحقيقي.

الجمهور غير مسموع

إننا نعمل، في هذه المرحلة من التطور التاريخي، على إنشاء مجتمع ديمقراطي تعددي ومنفتح، وهو ما يعني المزيد من ديمقراطية السلطة الاقتصادية والسياسية، حتى لو لم يعني اقتصادًا طليعيًا مؤممًا بالكامل لحزب واحد. إذا لم ينجح هذا البديل، لأنه ليس ديمقراطيًا، وليس هناك ما يكفي من ردود الفعل، وليس هناك ما يكفي من المساءلة، وليس هناك ما يكفي من الضوابط والتوازنات وكل ذلك، وكان لديه كل المشاكل الأخرى؛ نحن نناضل من أجل اقتصاد اشتراكي ديمقراطي مختلط في هذه المرحلة من التنمية ومناهضة للإمبريالية.

الناس جميعًا يعانون، إذا كنت تريد أن تعرف ما الذي يجب أن نعمل من أجله، فيمكنك رؤية ذلك في كل مكان حولك. نحن نناضل من أجل التضامن، ونعمل ضد الإمبريالية في أمريكا الوسطى من أجل حماية البيئة، لكن علينا أن نبدأ في تسميتها بشكل صحيح ونفهم أنه عندما تريد حماية البيئة، فإنك تقول شيئًا أساسيًا جدًا عن طبيعة الرأسمالية. سؤالك صعب وهو: "إذا كانت الرأسمالية سيئة للغاية والاشتراكية لا تعمل، فما هو الطريق الثالث؟" لا أحد لديه طريق ثالث، أعني أن التاريخ لم يعطنا طريقًا ثالثًا، لذا فإن أفضل ما يمكن أن نأمله هو نوع من الاقتصاد المختلط حيث يمكننا التخلص من أسوأ آثار الرأسمالية وإدخال قطاع عام أقوى. ما تحصل عليه في البلدان الاشتراكية تسمعه "نعم، يجب أن نأخذ ما هو جيد من كليهما"، وهذا ليس ما يحصلون عليه. ما يحصلون عليه هو أسوأ ما في فترة الرأسمالية. إنهم يحصلون على أسوأ ما في نظام ما، ولا يحصلون على الكثير مما هو جيد في النظام الآخر.

الجمهور غير مسموع

حسنًا، هذان أمران من قائمة طويلة جدًا، بقاء النقابات العمالية. وبعيداً عن الديمقراطية النقابية، ماذا عن الديمقراطية للنقابات العمالية؟ الديمقراطية النقابية تعني: داخل الاتحاد يجب أن يكون هناك المزيد من الديمقراطية، والمزيد من المشاركة، ولكن أيضًا ديمقراطية للنقابات. في هذا البلد، تنظيم النقابات، يعد من أصعب الدول في تنظيم النقابات. أعني أن قانون تافت-هارتلي مزور للغاية بحيث يجعل من الصعب جدًا الحصول على النقابات، و بعد النقابات الحصول على عقد المفاوضة الجماعية، ثم إقناع الشركة بالالتزام بما موجود في العقد وما إلى ذلك. لدى التنظيم النقابي قيود قانونية أكثر في الولايات المتحدة فيما يتعلق بقوانين الحق في العمل وكل شيء آخر مما هو عليه في جنوب إفريقيا. فكر في ذلك لمدة دقيقة.

الجمهور غير مسموع

لقد تم طرح النموذج النقابي اللاسلطوي، وأنا أكرر السؤال، كنموذج ثالث مقابل الشيوعية/الاشتراكية أو الرأسمالية. تبدو النقابية الأناركية جيدة، تصبح مصانعنا الرأسمالية ، مصانع مملوكة للعمال. هناك سوق، وهم يكسبون الكثير من المال، ويبدأ العمال في توظيف عمال آخرين. وهذا ما يحدث مع التعاونيات. اللامركزية ليست بالضرورة أكثر ديمقراطية، وليست أكثر مساواة، تمامًا كما أن كون شيء ما مركزيًا لا يعني أنه غير ديمقراطي. وفي بلدنا، قمنا بإضفاء اللامركزية على سياسات الأراضي والمياه في الغرب. لديك لجان المياه ومجالس المياه في جميع أنحاء الغرب. هذه هي مجالس المياه الفيدرالية وقد تم تحقيق اللامركزية فيها تحت عباءة المشاركة المحلية، إنها تبدو "مشاركة" جميلة جدًا. حسنا هل تعرف ماذا يحدث؟ كبار ملاك الأراضي يسيطرون على المجالس ،وفي الغرب الذي يسيطر على المياه، يسيطر على الأرض، يسيطر على القطعان، يسيطر على المحاصيل وكل شيء آخر. ويصبح الأمر غير ديمقراطي إلى حد كبير، لأنهم يستطيعون اتخاذ القرارات لتحقيق مصالحهم الاقتصادية الخاصة، ولكنهم يستخدمون سلطة الدولة للقيام بذلك. لقد قمت بالفعل بتقسيم الأمور، وفي كتاب "الديمقراطية للقلة" لدي قسم كامل يسمى "السلطة العامة والخاصة"، هناك كل أنواع الأشياء في اقتصادنا التي تم تقسيمها إلى أيدي القطاع الخاص، ولكن مع الجزاءات العامة التي تقف وراءهم وهذا ليس ديمقراطيا، إنه لامركزي للغاية، لكنه ليس ديمقراطيا.
ثم لدينا أشياء مركزية للغاية وديمقراطية. الضمان الاجتماعي، إذا لم يستولوا على الأموال . لقد عمل الضمان الاجتماعي، لسنوات عديدة، بطريقة ديمقراطية للغاية، بمعنى أنه أفاد جموع الطبقة العاملة. لقد كانت مساواتياً وكانت في صالح الناس العاديين. يعد برنامج تغذية الرضع للنساء، برنامج النساء والأطفال الرضع WIC، واحدًا من أفضل الدولارات التي تم إنفاقها، إنه برنامج مركزي. ما إذا كان الشيء مركزيًا أو لامركزيًا قد لا يكون السمة الضرورية.

المشكلة في النقابية العمالية هي أنك قمت بإضفاء اللامركزية على الأمور إلى درجة أنه من الصعب أن نتخيل كيف سيعمل الاقتصاد الحديث وهذه هي المشكلة. الأشخاص الذين كانوا في بولندا وتحدثوا عن العمل النقابي لفترة من الوقت وكانت الأسئلة مثل "حسنًا، ماذا لو كان العمال في مصنع الصلب يريدون إنتاج نوع مختلف من الفولاذ وحوض بناء السفن في غدانسك لا يمكنه استخدام هذا الفولاذ، ولكن يريدون إنتاج هذا الفولاذ المختلف، لأنهم يريدون بيعه في مكان آخر؟"
"حسنًا، سوف تقلق الحكومة بشأن ذلك." إذن أنت بالفعل تشير إلى سلطة مركزية. يمكنك أن تقول "يمكننا أن نجعل العمال في مصنع الصلب هذا يصنعون الفولاذ الذي سيخدم حوض بناء السفن".
ثم أنت تتحدث عن التنسيق، أنت تتحدث عن سلطة فوق النقابية العمالية يمكنها أن تقول لهؤلاء العمال، "لا. لا يمكنك القيام بذلك بالطريقة التي تريدها". المشكلة هي أنك ستعاني من فوضى الإنتاج، وستحصل على الكثير من الهواجس، على ما أعتقد.
أعتقد أنه لن يكون أمرًا سيئًا وجود المزيد من التعاونيات العمالية في هذا المجتمع، أعتقد أن ذلك سيكون خطوة إيجابية إلى الأمام. إذا كنت تريد أن ترى مجتمعًا لاسلطويًا إيجابيًا للغاية، فيمكنك النظر إلى موندراجون في إسبانيا، حيث قاموا بالفعل بالإنتاج ولديهم الكثير من ملكية العمال ويتم تنفيذ الأمور من خلال مشاركة اللجان وليس هناك ربح، أعني أنه من الواضح أن هناك ربحًا ، في أي مجتمع تريد أن يكون لديك بعض القيمة الفائضة التي يمكنك استخدامها لإعادة التجهيز، للتوسع، لإعادة التطوير وكل ذلك. عندما يواجهون مشاكل في قطاع ما ويتم تسريحهم، يحاولون إعادة تدريب العمال في مكان آخر. الشيء الوحيد الذي لا تمتلكه موندراجون هو سلطة الدولة، فهي تعمل في منطقة واحدة في إسبانيا، ولكنها مثال جيد جدًا لما يمكنك فعله، لكنني لا أعتقد أن هذا هو الحل في النهاية فيما يتعلق بتنظيم المجتمع كله.

الجمهور غير مسموع

السؤال هو "أود أن أسمع عن الانتقادات الموجهة لستالين وإعادة تأهيل امثال بوخارين و الآخرين ". أعتقد أن انتقادات ستالين لا بأس بها. لقد كانت بالتأكيد صائبة ومطلوبة، لأن ستالين لم يرتكب أخطاء فحسب، بل ارتكب بعض الجرائم الخطيرة للغاية ضد شعب الاتحاد السوفيتي وضد حزبه، لذلك لا أعتقد أن هذا أمر فظيع للغاية.
ما أكتشفه في الاتحاد السوفييتي بين الكتاب والأكاديميين وما إلى ذلك هو عبادة محافظة تماما. موقف عبادي تجاه الغرب. إنهم يترجمون الآن كتبًا يمينية، ويترجمون كتب روبرت كونكويست عن الإرهاب الستاليني. حسنًا كونكويست، أعني أنه حتى علماء السوفييتالوجيا الرسميين في هذا البلد ينتقدون كونكويست، نظرًا لأن عمله غير موثوق به حقًا ويستشهد بمصادر ملفقة ومشكوك فيها للغاية وما شابه ذلك، ولكن هذا هو ما يطبعونه. وبعبارة أخرى، كلما كانت سلبية أكثر، أصبحت أكثر جاذبية. هذا ما كنت أقوله سابقًا وهذا ما يحدث.
قبل ثلاث سنوات، كتبت لي دار نشر التقدم قائلة "إننا نرغب في ترجمة كتاب الديمقراطية للقلة إلى اللغة الروسية، ولكن هل يمكنك تحديثه؟"
قلت "لا، أنا لا أقوم بالتحديث للطبعات الأجنبية"، سأقضي بقية حياتي في إعادة تأليف هذا الكتاب فقط وهو لا يستحق ذلك. قلت "لكن طبعة جديدة ستصدر بعد عام ونصف من الآن"
قالوا "أوه حسنًا ، أخبرنا". لذلك عندما صدرت الطبعة الجديدة، الطبعة الخامسة، أرسلتها إليهم فقالوا "أخبرنا في أقرب وقت ممكن لأننا نريد نشر هذا الكتاب". وصلتني رسالة من دار نشر التقدم، وهم حصلوا على الكتاب، ثم وصلتني رسالة غريبة جدًا
كانت الرسالة تقول "شكرًا جزيلاً لك، إذا مضينا قدمًا في الإنتاج فسنخبرك بذلك" ولم ينشروه أبدًا.
ما ينشرونه الآن، عن السياسة الأمريكية، هو الأشياء السائدة القياسية: كيف لدينا نظام ديمقراطي، وكم هو تعددي، وكم هو رائع ويعمل وكل أنواع الأشياء وما إلى ذلك.

هي الكتب التي ينشرونها الآن في الاتحاد السوفييتي. هذا ما جلبه (الغلاسنوست)، رد فعل عكسي على الماركسية.
اسمحوا لي أن أشير إليك في الجريدة الأدبية. The Literary Gazette هي مطبوعة سوفيتية، وهي تُنشر الآن باللغة الإنجليزية، واسمحوا لي أن أقتبس لكم من Literary Gazette ما يقولونه، رئيس التحرير، يتحدث عن حقيقة أن لديهم، أعتقد أن الرجل هو فنان من نوع ما، لقد أصبح وزيرًا للثقافة وهم يقولون "حسنًا، الناس هنا ينتقدون كونه فنانًا ووزيرًا للثقافة في حين أنه ينبغي أن يكون لدينا شخص أكثر رسمية".
وقال "هذا هو الفرق بيننا وبين الأمريكيين. الطريقة التي يرى بها الأمريكيون والسوفييت الأشياء. ربما لم يتفاجأ أحد في الولايات المتحدة عندما تم انتخاب الممثل السابق رونالد ريغان رئيسا. وأنا أدرك أنه بعد مسيرته الفنية"، هذه "مسيرته الفنية و ليس مسيرته التوحدية" [كلمة Artistic قريبة من كلمة Autistic و تعني مرض التوحدية] (ضحك في القاعة)، اعتقدت أنه قال توحدية. "أدرك أنه بعد مسيرته الفنية اكتسب قدرًا كبيرًا من الخبرة كرجل دولة". أنتم أيها الناس تعرفون ذلك، أليس كذلك؟ "قبل الترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة"، لكني أتذكر أن محلل الأخبار السوفييتي أغفل بطريقة ما تجربته السياسية، على الأقل خلال الأشهر الأولى من توليه منصبه، وسخر من النجم السينمائي ومظهر السياسي باعتباره شيئًا نموذجيًا للحياة الأمريكية. ثم يتابع فيقول: "لقد انخفض الآن خطر نشوب حرب نووية، وهناك تقدم في نزع السلاح. لقد تم تحقيق النتائج الإيجابية الأولى في عهد ريغان والآن يواصل الرئيس بوش السير على خطاه"، دون ذكر غورباتشوف أو أي من هؤلاء. تلك الأشياء.
ثم يتحدثون عن وزير الثقافة، هناك صورة له، ويجرون معه مقابلة طويلة جدًا ويقولون له ما يلي: "في الصيف الماضي كانت هناك مناقشات ساخنة في مجلس السوفييت الأعلى حول ما إذا كنا بحاجة إلى وزير للثقافة على الإطلاق "، استعد لهذا، "لا توجد مثل هذه الوزارة في الولايات المتحدة، ومع ذلك يبدو أنه لا يوجد شيء خاطئ في الثقافة الأمريكية". هذه هي العقلية. إنهم مجانين. إنهم مجانين، وهناك أشخاص في الحزب الشيوعي هنا، بما في ذلك القيادة، الذين لا يدركون حتى تلك التغييرات المذهلة التي تحدث هناك. إنهم الآن مناهضون للماركسية، ويعتقدون أن الماركسية هي قبعة قديمة. الإمبريالية شيء لن تسمع عنه، على الرغم من أنه لا يزال يحدث في جميع أنحاء العالم. ليس هناك أي كلمة انتقادية في الجريدة الأدبية أو أخبار موسكو عن الولايات المتحدة، فقط أشياء إيجابية تملق عن الرأسمالية وما شابه.

إن علماء الوراثة السوفييت ينظرون إلى علم الأحياء الاجتماعي، وهم متحمسون للغاية بشأنه. إنه يذكرني بالطلاب الصينيين الذين التقيت بهم في واشنطن، الصينيين من الصين، الذين كانوا يتظاهرون في ميدان تيانانمن، تعرفون أولئك الذين كانوا هناك. فقلت لأحدهم: ماذا تريد؟ ماذا تريد بالضبط، الذي تتظاهر فيه هناك؟

قال "أريد أن أملك المصنع". إذن لدينا الآن مديرو مصانع، هذا مجرد اسم مديرك، ولكن يجب أن تمتلك المصنع بنفسك...امتلكه. أتذكر بريق عينيه، تلك الفكرة الجديدة والمثيرة في التاريخ والتي تسمى الملكية الخاصة. لم أسمع بهذا الشيء من قبل أنت تمتلكها، كما ترى، إنهم متحمسون لذلك.

الإمبريالية؟ لم أسمع قط عن الإمبريالية. أعني بالنسبة للصينيين، إذا كنت تستطيع التفكير في أمة عانت من الاعتداءات الإمبريالية... فالصين هي واحدة من أكثر 80 دولة تعرضًا للانتهاكات. أقول 80، كلما قلت من هو الأكثر انتهاكا، هناك 80 ، هم رقم واحد؛ لديهم جميعا تاريخ رهيب عنهم و الصين هناك في اعلى السلم. التفت إلى الطالب التالي وقلت له: "ماذا تفعل؟"
يقول "لقد جئت لدراسة الهندسة، ولكني أتلقى دورات في إدارة الأعمال" قال "أريد أن أصبح رجل أعمال" قال، وهو أمر مثير حقًا.

وكما قال أحد قادتهم كما نقلت عنه صحيفة الغارديان منذ بعض الوقت، فقد قال "كل ما يفكرون فيه هو المال، المال، المال" وقال "هذا جيد لأن هذا يعني أنهم أداروا ظهورهم للاشتراكية. ومع ذلك، يحتاج الناس إلى بعض القيم أيضًا، أليس كذلك؟" حتى أن أحد هؤلاء القادة المنشقين كان يقول إن التركيز على المال أمر لا بأس به، لكننا بحاجة إلى بعض القيم. أعتقد أن الأمر لا يعني أن هؤلاء الأطفال الصينيين على وجه التحديد فاسدون بشكل غير مبرر أو أي شيء آخر، بل هذا هو رد الفعل التاريخي. لقد كان لديهم هذا المجتمع والنظام، وهو بطريقة ما لم يأت بالمستقبل، المستقبل لم يصل وهم أدركوا الآن أن الطريق للحصول على المستقبل هو المضي قدمًا بالطريقة التي يتبعونها في الغرب، وقد أصبحت هذه فكرة جديدة ومثيرة بالنسبة لهم وسيتعين عليهم التعلم بالطريقة الصعبة.

الجمهور غير مسموع

أولاً، التخلي عن سلطتهم ، إنهم يفعلون ذلك الآن، أمام أعينكم. كان هناك ضغط، وكان يجب ان يحدث بدفعة جيدة، وكان عليهم التخلي عن السلطة. وفيما يتعلق بنقطتك الأخرى، فإن التهديدات الخارجية غالبًا ما تُستخدم للاحتفاظ بالسلطة وإبقاء نفسك بعيدًا عن الانتقادات الداخلية، تمامًا. اعتقدت أنني أوضحت نفس النقطة، وهي أن المشكلة هي أن الأنظمة طورت أساليب بيروقراطية للعمل، ولا توجد استجابة و سماع رأي ، وفي كثير من الأحيان لا توجد مساءلة كافية. الآن ترى أن الشيء الذي كان من المفترض أن يعمل كضمير ودافع وضابط لتلك التجاوزات هو الحزب. كان من المفترض أن يكون الحزب هو العيون والآذان والضمير، وقد عمل الحزب بهذه الطريقة إلى حد ما. غالبًا ما نجح الحزب في استئصال الفساد، وغالبًا ما دفع المسيرات القسرية اللازمة للتصنيع لمحاربة النازيين. كان أداء الحزب رائعاً في ظل الحصار الاشتراكي، عندما كان يقاتل من أجل حياته ويقاتل من أجل حياة الأمة، ولكن يبدو أيضاً أن هناك أدلة في الاتحاد السوفييتي وفي أماكن أخرى على أن نفس الفساد كان موجوداً في الحزب نفسه. نفس الوصولية، الذين يقضون الوقت وكل الأشياء الأخرى، لذا نعود إلى السؤال القديم: من يحرس الحراس؟ إن عصر نظام الحزب الواحد الطليعي لم يعد ممكنًا .
لا أفهم حقًا سؤالك الأخير، "هل كان هناك مثال لزعيم شيوعي، عندما وصل إلى المرحلة الرابعة الأخيرة من الشيوعية، تخلى عن السلطة عن طيب خاطر؟" حسنًا، بما أنه لم يصل أحد على الإطلاق إلى المرحلة الرابعة الأخيرة، فكيف يمكن أن يكون هناك مثال لأي شخص لم يتخلى عن السلطة؟ وفي المجتمعات الشيوعية القائمة، تخلوا عن السلطة. يتمنى المرء أن يتم ذلك في السلفادور، حيث يُقتل عشرين أو ثلاثين شخصًا كل يوم، حيث قتل سبعون ألف شخص، ويتحدثون عن النقابيين والفلاحين وقادة الفلاحين وقادة التعاونيات وقادة الطلاب والعمال و قُتل كهنة ورجال دين أثناء محاولتهم محاربة نظام استبدادي.

هنا لديك دولة في بولندا أو في تشيكوسلوفاكيا: مائة ألف شخص يسيرون عبر الجسر إلى الميدان وتستسلم الحكومة وتقول "حسنًا، أعتقد أنك لا تريد هذا النظام بعد الآن" وهؤلاء هم الشموليون المتعطشون للسلطة، الشيوعيون المجانين عديمي الرحمة، الذين لن يتخلوا أبدًا عن السلطة، والذين هم موجودون فقط من أجل السلطة، والذين لم يريدوا أن تنهي السلطة الجوع، كانوا جوعى للسلطة فقط. هذا ما سمعناه. هذا ما سمعناه. هناك كل الجوع للسلطة. أود أن أرى ذلك يحدث في أمريكا الوسطى، وأحب أن أرى ذلك يحدث.(تصفيق)

الجمهور غير مسموع

لا أعرف.
كما أخبرك أحدهم

الجمهور غير مسموع

معذرة يا سيدي، أنا حقًا لا أقدر الروح التي تتمتع بها، والتي تضفيها على هذا الاجتماع، فنحن جميعًا أصدقاء هنا. انتظر لحظة، لا شيء، انتظر لحظة، هل تسمح لي بالإجابة؟ أريد أن أنتقد الطريقة التي ضخت بها هذا النوع من الروح هنا ولا أعتقد أنه ينبغي عليك ذلك. حسنا، لدينا بعض الناس. لا تضيع وقتك ،هذا هو الحال.

الجمهور غير مسموع

والسؤال هو "كيف يمكنك وضع الأشخاص في السلطة في مجتمع صناعي حديث؟ كيف يمكنك إدارة الأمور عندما يكون "الشعب" في السلطة؟"

يجب أن يكون الناس أنفسهم في السلطة لاتخاذ القرارات، وهذا جميل. من بحق الجحيم ضد ذلك؟ ارفع يدك إذا كنت ضد "الشعب نفسه "؟ هذا جميل. كيف ينضم "الشعب" نفسه للمشاركة في الإجماع في الأخذ والعطاء، كيف تقاتل ثمانين فرقة نازية عندما تفعل ذلك؟ كيف يمكنك التوجه شرق جبال الأورال وبناء قاعدة صناعية جديدة تمامًا، لأنك تعلم أنك ستتعرض لهجوم من الغرب في غضون عشر سنوات؟ أعني كيف تفعل ذلك؟ كيف يمكنك إدارة شركة طيران حديثة بوجود "الشعب" في السلطة؟ طريقة غير مقيدة، تشاركية، لاسلطوية، عفوية للقيام بذلك، "الشعب" يحكم بشكل مباشر، إنها جميلة. من يمكن أن يكون ضدها، أنا أحب ذلك. أتمنى أن يكون ذلك ممكنا. كيف تفعل ذلك؟ لا أعرف.

لا أعرف إذا كنت سأسافر على متن شركة طيران يديرها "الشعب". كنت سأسافر على متن شركة طيران مملوكة للعمال، الذين يمتلكون تلك الشركة وكانوا يعتنون بها، لكن حتى هؤلاء العمال، أود إجراء تدقيق خارجي، لأن ما اكتشفناه أيها السيدات والسادة هو أنه حتى العمال يمكن أن يفسدوا . يتم القبض عليهم وهم يسرقون من الصندوق، ويمكنهم البدء في اهمال قضاء الوقت وكل هذا النوع من الأشياء. إنها فكرة طوباوية للغاية، إنها مثل وجهة نظر السوق الحرة.

هناك مجموعة كبيرة من الأحاديث الجارية الآن حول السوق الحرة، وأقول للطلاب نفس الشيء "أود أن أراكم تسافرون على متن شركة طيران تدار وفقًا لمبادئ السوق الحرة الخالصة". أولاً، لن يكون لديك مطار، مطاراتك اشتراكية، هل تعلم ذلك؟ طائراتكم الخاصة في السوق الحرة تذهب إلى المطارات الاشتراكية التي دفع ثمنها الشعب الأمريكي، من خلال ضرائبنا، مع المراقبين الجويين الذين ندفع لهم أتعابهم، مع النقابة التي تم خرقها من قبل رئيسنا. يتم تنظيم هذه المطارات من قبل الولاية والحكومة الفيدرالية. لماذا؟ ولأن شركات الطيران لا تهتم بهذا الجزء منه، فإنها لا تجني أي أموال من بناء المطار وتنظيم كل ذلك. إنهم يكسبون المال عن طريق إيصال الركاب.

لذا، يجب على القطاع العام دائمًا أن يأتي، ويكنس، وينظف خلف القطاع الخاص، ومن ثم يمكن للقطاع الخاص أن يستدير ويقول "هل ترون حجم الديون والمشاكل التي لديهم، وكم هو رائع عملنا؟" أود أن أراك تستقل طائرة يتم تشغيلها وفقًا لمبادئ السوق الحرة تمامًا. فقط من قبل مسؤول تنفيذي يقول "سأقوم بتعظيم الأرباح دون أي لوائح من أي نوع". هل تعرف ماذا سيكون لديك؟ سيكون لديك هذا الكارتون النيويوركي، هل ترى ذلك؟ شباك التذاكر، شباك التذاكر بالمطار، وكان لديهم لافتتين كتب عليهما "صيانة"، "لا صيانة". ماذا ستختار؟

الجمهور غير مسموع

كان لديهم خيار، كان بإمكانهم قتل 10 آلاف شخص. أرعابهم، بمرور الدبابات فوقهم، كانت حاشدة. ما هي الأكثر حشدًا من التي في السلفادور؟ أعني أن جموع الناس ضد حكومة غواتيمالا التي قتلت 70 ألف شخص منذ عام 1954. وكانت المظاهرات الحاشدة عارمة في مواجهة الرشاشات، لكن الرشاشات في غواتيمالا فتحت النار. ثم يصعدون إلى القرى ويدمرون القرى وكل ذلك. في مواجهة الضغط الساحق، أحد الأسباب التي جعلت هؤلاء الأشخاص يشعرون أنهم يمكن أن يكونوا غامرين وصريحين للغاية هو أنهم لم يكن لديهم الخوف من أنهم سيفتحون النار عليهم. لقد كانوا يواجهون عدوًا أكثر اعتدالًا، والسبب الوحيد وراء ظهور التضامن وخروج عشرة ملايين عامل في عام 1982 و 1983، عندما حدث ذلك لأول مرة، ما لم يخبروك به هو أن كل هؤلاء العمال استمروا في تحصيل رواتبهم. الأماكن الوحيدة في العالم التي يمكن للعمال فيها الإضراب والاستمرار في الحصول على رواتبهم هي الدول الاشتراكية. لذا، فأنت تدخل في إضراب في بولندا وتستمر في الحصول على رواتبك، وتحصل على حكومة تقول "هيا، هيا. دعونا نتحدث. لا تفعل ذلك، فأنت تعلم أننا دولة عمالية". تخرج للإضراب في السلفادور وتأتي فرق الموت وتضع رصاصة في رأسك، في رؤوس كل القادة و يطلقون النار على الناس في الميدان عندما كانوا يسيرون. لذلك، أعتقد أنه كان هناك اختلاف كبير في كيفية عمل السلطة.

الجمهور غير مسموع

لقد رأيتهم. لقد رأيتهم في مدينة نيويورك. عندما كان لدينا مليون شخص في عام 1982 يطالبون بالتجميد النووي وقالت الحكومة "اذهبوا. اخرجوا بحق الجحيم" ولم تقم وسائل الإعلام حتى بتغطية الأمر... مليون شخص وحصلت على مقطع صغير في الليل، سريعًا بعض الشيء مقطع. لم يتم عرضه أبدًا في وسائل الإعلام الرئيسية. نخرج مائة ألف للمشردين، ونخرج الكثير من أجل الإجهاض. إنهم حتى لا ينظرون إلى الأمر، ولا يستجيبون حتى للسياسة. لننسى طبيعة الدولة. انس هذا. لننسى المطالبة الثورية بالسياسات العادية والحد الأدنى.
كان علينا أن نناضل لمدة 10 سنوات من أجل إحداث تغيير في سياسة فيتنام، وأنا أتحدث عن ملايين الأشخاص الذين خرجوا والسبب الوحيد الذي تغيروا فيه أخيرًا هو أنهم قرروا أنهم يخسرون الحرب في الداخل، وأن الأمر كان لقد أدى ذلك إلى نزع الشرعية عن الحكم في الداخل، وكان ذلك يكلف الكثير من الناحية السياسية، واضطروا أخيرًا إلى التوقف، وهذا حدث فقط لأننا واصلنا الضغط كثيرًا وبسبب شجاعة وإصرار الشعب الفيتنامي الذي أطال أمد تلك الحرب. لو كانت حربًا سريعة وسهلة لكانوا فعلوا ذلك، لكن نعم، كان هناك هذا النوع من المسيرات في السلفادور وقُتل الناس، وكان هناك هذا النوع من المسيرات في المكسيك، مذبحة إتشيفيريا، أتذكر اسم الرجل، أطلق وزير الدفاع النار من مدفع رشاش على الطلاب المكسيكيين. كان هناك عشرات الآلاف منهم يسيرون، وفتحوا النار عليهم وأطلقوا النار عليهم. الآن هل يمكنك أن تتخيل لو حدث ذلك في دولة اشتراكية؟ سوف تسمع عن ذلك في السنوات العشر القادمة.

الجمهور غير مسموع

هل أنا عدائي؟
لا، إنهم جمهور رائع،

أعتقد أن هناك شخصًا أو شخصين يأخذون الأمور على محمل شخصي للغاية.

الجمهور غير مسموع

حسنًا، لست متأكدًا بشأن كوبا، أعتقد أن كوبا قد يكون لديها وعي أكبر بالإمبريالية، لأنها موجودة والإمبريالية تحدث في كل مكان. لكنني أعتقد أنه من المحتمل أن يكون لدى جيل الشباب في كوبا بعض الأعراض نفسها التي كنت أتحدث عنها. إنهم يأخذون الأجر الاجتماعي كأمر مسلم به. ليس لديهم فهم للإمبريالية. ربما يعرفون عنها، على الأقل قرأوا عنها، لكن ليس لديهم خبرة بها حقًا.

تذهب إلى فلاح، فلاح، في كوبا، يبلغ من العمر 55 أو 60 عامًا. يتذكر في أحشائه الزمن الميت بعد حصاد السكر، حيث بكى أطفاله من الجوع. تذهب إلى شخص ما الآن، أو تذهب إلى أحفاده الآن أو في المدرسة بعمر 16-17 عامًا، ربما قرأوا عنها، وكأننا قرأنا عن العبودية. الفرق بين القراءة عن العبودية وكونك عبدًا وتجربة الرعب المطلق للعبودية هو عالم من الاختلاف وعليك أن تبذل جهدًا متضافرًا حقيقيًا للعقل والخيال ،حتى لإلقاء نظرة خاطفة على الشعور بما يجب أن يكون عليه الأمر.

لذا فهم لا يمتلكونها ويفكرون في مايكل جاكسون وفي كل الأشياء الجيدة الموجودة هناك. أنا لا أحاول أن أقول إنه لا يوجد شباب كوبيون آخرون يعملون في الألوية التطوعية الصغيرة وهناك أشخاص يقومون بالكثير من هذه الأشياء أيضًا، لكنني لست متأكدًا من أن مستقبل الاشتراكية آمن في كوبا. نظراً لنوع الاختراق الثقافي والرأسمالي الموجود.

اسمع، أريد أن أتوقف، لأن صوتي بدأ ينفد. شكراً جزيلاً

(تصفيق)