ألم يفوق الحنين


أمين أحمد ثابت
2024 / 8 / 21 - 14:26     

قد تكون أتيت باكرا
، وقد تكون حللت في غير موضعك
. . لكنك أتيت
وظللت تكبر
تكبر . . أسير ذكرى أبيك
. . في بلد تبسط على سمائها
. . نسور جائعة
- تغلقها ليل نهار
كحلقوم مهترئ
، وتجوب في اليابسة ضباع وابن اوى
و . . كل طاحنات العظام
في انتظار فرائسها البشرية
. . عند الذهاب والرواح
، والقادمين عبر الحدود
و . . الموانئ المتهالكة في الفقر
- حين رجعت
، رصدت رائحتك
. . قبل مغادرتك سلم الطائرة
- عدت محملا بالأماني وحزم المعرفة
، محملا حتى عبور المستحيل
- تناسيت غلبة الألم على الحنين
، وذكريات سجون مظلمة
، أوباش تطاردك من حي لحي
، من شارع الى شارع
، ولم تكتفي بالمدينة المحرمة عليك
، ذهبت تطاردك وراء الحدود
، وعند شبابيك أمن المطارات
، وفي القائمة السوداء
. . لا تمنح فيزا للدخول
- حين رجعت
رصدتك أضلاف طاغوت سمعته عن ابيك
، ألفته حين كبرت
- كانت قد محت تاريخ ابيك
وكل اسرار ربطتك بالبلد
، صرخت
، زئرت وانت تطوف ارضك اليباب
، حتى الأغنيات لم تعد تعرف لها سماء
. . تصدح فيها
، أو حتى دندنات الفلاحين والشغيلة
- لم ترمى مجددا في سجونهم
، فلحمك لم يعد مرغوب به
- لك سجن جديد
ألعن من ساكني القبور
- كل من اعتقدتهم اهلك
، ومن اتخذته مقربا إليك
. . يغدر بك
، ينتهك ضعفك
، يرمي عليك – سبب – لمراراته
و . . اخطائه الساذجة
وتلاشي أحلامه الضائعة
- منذ عدت
افرغت جعبتك من كل ما أتيت به
، أمان
، أحلام
حتى إرادتك افرغت
وتجد نفسك تغرق في وحل من الضعف
- تسائل السماء
، تناجي الموت وتدعوه سيدي
وانت لم تسيد احد او شيئا على نفسك
- لا شيء يحدث
، لا شيء يأتي
سوى غرقك البطيء
. . في وحل لا قرار به
. . أو حدود .