تصدع بمصداقية اللوبي الصهيوني وتعرية البروباعاندا في دعايته
سعيد مضيه
2024 / 7 / 30 - 19:51
اتساع العداء لإسرائيل وليس للسامية
لطالما اعتبرت الميديا الرئيسة في الغرب رابطة مكافحة التشهير (ADL) مصدرًا جديرًا بالثقة فيما يتعلق باللاسامية، تقاريرها تحظى بمصداقية المناقشات حول تصاعد الهجمات ضد الشعب اليهودي؛ ومع ذلك، تواجه الرابطة الآن ردود أفعال عنيفًة وواسعة بسبب خلطها الوقح بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.
أضافت ويكيبيديا رابطة مكافحة التشهير (ADL) ومقرها نيويورك إلى قائمة المصادر المحظورة والمحظورة جزئيًا بسبب دمجها لجرائم الكراهية ضد اليهود والانتقادات المناهضة لإسرائيل.
بعد أن صوّت المحررون على أنها "غير موثوقة" كمصدر للمعلومات، تجد ADL نفسها الآن جنبًا إلى جنب مع مصادر مثل Newsmax وOccupy Democrats. وهذا التطور يضع رابطة مكافحة التشهير، التي تعتبر جزءا من شبكة واسعة من الجماعات التي تشكل اللوبي الإسرائيلي، في فئة مصادر المعلومات غير الموثوقة.
قال أسكندر 323 ، المحرر في ويكيليكس، "يبدو أن رابطة مكافحة التشهير لم تعد تلتزم بتعريف جدي وسائد ومقنع فكريا للاسامية . بدلاً من ذلك، رضخت للتسييس المخزي للموضوع نفسه الذي كانت أصلا تُقدر انه محل ثقة ”.
إن وصف رابطة مكافحة التشهير بأنها غير موثوقة يمثل ضربة قوية للرواية التي تروج لها ميديا الغرب منذ ديسمبر/كانون الأول2023. استشهدت هذه الرواية بالبيانات التي أبلغت عنها المنظمة غير الحكومية بشأن الارتفاع غير المسبوق في الحوادث المعادية للسامية في أعقاب 7 أكتوبر.
زعمت رابطة مكافحة التشهير أن الحوادث المعادية للسامية ارتفعت بنسبة 360 بالمائة بعد بداية الحرب على غزة وأن 140 بالمائة من الحوادث وقعت في عام 2023 مقارنة بالعام السابق.
على كل حال كانت الرابطة قد اقرت بتغيير تعريفها لما يشكل حادثة معادية للسامية. يتضمن هذا التعريف الجديد الآن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والتي تضمنت "هتافات وشعارات مناهضة للصهيونية". وفقًا لصحيفة The Forward، فإن هذه الحوادث تشكل حوالي 1317 من إجمالي الحوادث المبلغ عنها.
كما تعرض جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير، لانتقادات متكررة بسبب تعليقاته بشأن الاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب في أرجاء الولايات المتحدة؛ فخلال مقابلة مع قناة MSNBC، زعم أن " لإيران وكلاء عسكريين مثل حزب الله، وإيران لديها وكلاء في الحرم الجامعي مثل هذه المجموعات مثل SJP [طلاب من أجل العدالة في فلسطين] وJVP [الصوت اليهودي من أجل السلام]".
ردًا على ذلك، احتج مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) على منبر جرينبلات. صرح إدوارد أحمد ميتشل، نائب المدير التنفيذي:
"إن الادعاء الكاذب بأن المنظمات الطلابية اليهودية والفلسطينية هي وكلاء فعليين للحكومة الإيرانية هو افتراء خطير وتشهير ليس له مكان على شبكة MSNBC أو أي شبكة تلفزيونية أخرى."
تناول ميتشل تعليقات أخرى لغرينبلات، زعم فيها أن رابطة مكافحة التشهير مجرد جماعة حقوق مدنية؛ أكد ميتشل "لا يمكن لأي زعيم للحقوق المدنية أن يساوي بين طلاب الجامعات اليهود والفلسطينيين وحزب الله، أو يشبّه الصليب المعقوف النازي بالكوفية الفلسطينية، أو يتساءل عما إذا كان المتعاطفون مع حماس يكتبون نصوص MSNBC".
في شهر يناير، اندلع تمرد بين موظفي ADL(رابطة مكافحة التشهير) بعد أن أشاد الرئيس التنفيذي جوناثان جرينبلات بإيلون موسك، الذي أيد على ما يبدو النظرية المعادية للسامية القائلة بأن مجتمعات الأقليات مسؤولة عن العداء لليهود، وأن الشعب اليهودي ملوم . كما أثار غرينبلات جدلاً عندما سربت مكالمة مسربة ورد فيها : "لدينا مشكلة كبيرة في تيك توك" وفي قضايا تتعلق بالأجيال في حشد الدعم العام لإسرائيل.
الاستهداف اللاحق لـ TikTok من قبل الكونغرس الأميركي ، بسبب تضمينه أن بعض أعضاء الكونغرس يتلقون تبرعات من جماعات الضغط الإسرائيلية، أشار الى أن المضمون المناهض لإسرائيل كان عاملاً في الاندفاعة التشريعية لحظر تيك توك.
جاء رد فعل ويكيبيديا ضد رابطة مكافحة التشهير وتعريفها للناشطين المناهضين للحرب الذين يحتجون على الصهيونية بمثابة توبيخ لتعريف اللاسامية المثير للجدل الذي وضعه التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة (IHRA).
فتعريف IHRA هذا، المعتمد في مئات الجامعات والشركات والحكومات والأحزاب السياسية وفي مجلس نواب الولايات المتحدة، يتضمن أمثلة على انتقادات إسرائيل والصهيونية.
بالتالي، فإن الخلط بين انتقاد إسرائيل وكراهية الشعب اليهودي ليس مجرد مشكلة خاصة برابطة مكافحة التشهير، كما تدعي هذه المجموعة الموالية لإسرائيل ، بانها تلتزم بتعريف مقبول على نطاق واسع.