بوب أفاكيان – الثورة عدد 65 : ماذا لو قَبِل ببساطة الديمقراطيّون ترامب و الفاشيّة ؟ ماذا لو لم يفعل الديمقراطيّون ذلك ؟ و ما صلة كلّ هذا بإمكانيّة ثورة فعليّة ؟


شادي الشماوي
2024 / 7 / 30 - 13:58     

بوب أفاكيان – 20 جويلية 2024 ؛ جريدة " الثورة " عدد 863 ، 22 جويلية 2024
https://revcom.us/en/bob_avakian/bob-avakian-revolution-65-what-if-democrats-just-accept-trump-and-fascism-what-if

الآن ، يبدو أنّ ترامب في طريقه إلى كسب الانتخابات القادمة . و في الوقت نفسه ، لا يبدو ذلك مرجّحا لكن لا تزال هناك إمكانيّة أن يتمكّن عمليّا الديمقراطيّون من تنظيم حملة حيويّة ، و أن يكسب المرشّح الديمقراطي للرئاسة عمليّا ، ليس التصويت الشعبي فقط بل أيضا حسابات معهد الانتخابات . و في هذه الحال ، كما شدّدت على ذلك قبلا ، من الأكيد تقريبا أنّ ترامب و الجمهوريّون سيرفضون القبول بهذه النتائج و يمكن للأشياء " أن تتدحرج إلى الفوضى " على مستوى أبعد حتّى من ما حدث في الانتخابات الرئاسيّة الفارطة ( سنة 2020) حيث رفض ترامب أيضا خسارته في لتك الانتخابات و دفع تقريبا نحو إنقلاب للبقاء في السلطة .
أو ، إذا خسر ترامب التصويت ثمّ توجّه إلى المحكمة العليا تماما ليستأنف ضد هذه الخسارة و حكمت المحكمة لصالحه ( و هذا أيضا ممكن تماما ) ، ثمّ سيواجه الديمقراطيّون مسألة ما إذا يقبلون ذلك أم يتحدّون حكم المحكمة العليا على أنّه غير شرعيّ و يبحثون عن الحفاظ على الرئاسة بيد الحزب الديمقراطي ، وفقا إلى النتائج الفعليّة للإنتخابات .
في هذا الوضع ، و كذلك في وضع حيث ترامب يكسب ترامب " شرعيّا " الانتخابات ( على الأقلّ حسابات معهد الانتخابات، إن لم يكن التصويت الشعبيّ ) ، من الممكن جدّا أن يستسلم الديمقراطيّون و يقبلوا بسلبيّة وصول الفاشيّة إلى السلطة .
لكن ، طبعا ، لا شيء من هذا أكيد أو محدّد مسبّقا .
و بالعودة إلى المسألة الأكبر التي أثرتها في البداية ، ما صلة كلّ هذا بإمكانيّة ثورة فعليّة ، لكنس هذا النظام برمّته ؟ و للتوغّل في هذا ، لننظر عن كثب أكثر إلى هذه السيناريوهات الممكنة .
- يكسب الديمقراطيّون عمليّا الانتخابات ، لكن الفاشيّين ، بمن فيهم المحكمة العليا التي يهيمن عليها الفاشيّون ، يرفضون القبول بهذا و يصرّحون بأنّ ترامب هو الفائز . إذا لم يستسلم الديمقراطيّون لهذا بل تحدّوا حكم المحكمة و حاولوا البقاء في السلطة ، فإنّ الجمهوريّون و الذين في خندقهم تقريبا من المؤكّد أنّهم لن يقبلوا بهذا الوضع ، و يرجّح أن ينخرطوا في معارضة عنيفة لهذا . و يمكن بدرجة كبيرة أن يؤدّي هذا إلى نوع جديد من الحرب الأهليّة . و في هذا الوضع ، سيوجد تحدّى ، و ستوجد إمكانيّة أن تفتكّ القوى الثوريّة المبادرة لتغيّر هذا القتال – مغيّرة طابعه الأساسي من معركة في صفوف الذين يقاتلون للحفاظ على هذا النظام ، بشكل أو آخر ، إلى معركة حيث تقاتل الجماهير الشعبيّة بهدف القضاء على النظام بأكمله ، هذا النظام الذى ولّد فاشيّة ترامب و الجمهوريّون ، و الذى يقترف بإستمرار جرائم كُ|برى ضد الإنسانيّة و جرائم حرب ، سواء كان الحكم برئاسة الديمقراطيّين أو الجمهوريّين ، نظرا إلى كون الحاجة إلى إقتراف مثل هذه الجرائم الوحشيّة مبنيّة في أسس طبيعة هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ذاتها .
في هذا الوضع ، ستحتاج قوى الثورة إلى التقدّم في القتال ضد الفاشيّين – و ت تفعل ذلك ليس بهدف الحفاظ أو إعادة تركيز الشكل " الديمقراطي " من هذا النظام الإضطهادي المجرم الرأسمالي – الإمبريالي ، بل بهدف إستراتيجي هو الإطاحة بكامل هذا النظام ، و إنشاء شيء أفضل بكثير .
- إمكانيّات واقعيّة أخرى : يكسب ترامب " شرعيّا " الانتخابات – أو يخسر ، لكن يصرّح الجمهوريّون الفاشيّون ، بمن فيهم المحكمة العليا ، بأنّه هو الفائز – و بدلا من القتال ضد هذا ، يستسلم الديمقراطيّون و يقبلون بسلبيّة بذلك . في هذا الوضع سيوجد بالتأكيد تقريبا ، ضمن عشرات ملايين الناس المحترمين ، كلّ من اليأس و الخوف – و في الوقت نفسه عذابات و غضب شديدين ، و على الأقلّ رغبة جامحة لفعل شيء ، بينما في الوقت نفسه سيخلق شلل الديمقراطيّين " فراغا سياسيّا " ، ما يوفّر إنفتاحا للقوى الثورة لتقديم القيادة للجماهير الشعبيّة التي ستكون متعطّشة لذلك لمعارضة فرض الحكم الفاشي للجمهوريّين .
و لنلقى نظرة أعمق على هذا .
على نطاق أضيق لكن مع ذلك له دلالته ، هذا الصنف من الأشياء ق د جدّ في الماضى القريب . سنة 2003 ، مع الغزو اللاشرعي للعراق من قبل الولايات المتّحدة ، كانت الجماهير الشعبيّة في هذه البلاد معارضة بقوّة لهذا الغزو . غير أنّ الديمقراطيّين لم يستطيعوا أن يعبّروا عن النبض القويّ المحسوس لمعارضة هذه الحرب ، لأنّ الديمقراطيّين بشكل طاغي دعّموا هذا الغزو اللاشرعي للعراق . و نتيجة هذا كانت وضع فيه نحن الشيوعيّين الثوريّين تمكّننا من إفتكاك القيادة و تحديد الإطار و توحيد الناس على نطاق واسع في إطلاق التعبأة الشعبيّة ضد هذه الحرب في العراق ، فأصبحت معارضة هذه الحرب جماهيريّة حقّا .
و في فترة أحدث ، في 2022 ، عندما صار واضحا أنّ المحكمة العليا كانت عمليّا تتحرّك للإنقلاب على حقّ الإجهاض [ رو مقابل وايد – Roe v. Wade ] دائسة على حقّ الإجهاض ، و الديمقراطيّون مرّة أخرى أظهروا أنّهم لن يبدوا أيّة معارضة جدّية لهذا ، و نحن ، الشيوعيّون الثوريّن ، تمكّننا مجدّدا من إفتكاك المبادرة للتوحّد مع آخرين لتنظيم معارضة على نطاق واسع لهذه الفظائع ، معبّئين عشرات الآلاف .
بوضوح ، حتّى مع هذه الأمثلة من التطوّرات الكبرى ، ليست على ذات النطاق مثل ما ستعنيه ثورة فعليّة تهدف إلى الإطاحة بالنظام برمّته . غير أنّ النقطة هي ، إذا تطوّرت الأمور ، في هذه الفترة القادمة ، على نحو يكون فيه الديمقراطيّون ببساطة قد إستسلموا و قبلوا بعودة ترامب / الفاشيّة إلى السلطة – بإنتقام – سيكون هناك نوعا من " الفراغ السياسي " على مستوى عميق قد يجعل من الممكن لقوى الثورة التي نحن في حاجة ملحّة إليها أن يفتكّوا المبادرة و يكسبوا الجماهير الشعبيّة لينهضوا إلى القتال من أجل هذه الثورة .
و بطبيعة الحال ، ما قد ناقشته هنا ليس سيناريوهات ممكنة فحسب قد تتطوّر في علاقة بالإنتخابات المبرمجة في نوفمبر ، أو بصفة أعمّ في الفترة القادمة . بيد أنّها إمكانيّات حقيقيّة و ، إلى جانب الأحداث و الهزّات القصوى ، تجسّد واقع أنّ " الطريقة العاديّة " التي سار عليها هذا النظام في هذه البلاد لبعض الوقت ستشهد تقطّعات مستمرّة بالتأكيد و حتّ يرجّح أن تصبح غير ممكنة ، مع تواصل إحتدام التناقضات و الإنقسامات صلب هذه البلاد ، و خاصة النزاعات بين مختلف فئات الطبقة الحاكمة ، و تعمّقها .
و بوضوح أيضا ، إمكانيّة إنتزاع ثورة فعليّة من كلّ هذا لا يمكن أن يتحقّق في الواقع إلاّ إذا وُجد لبّ صلب من القوّة الثوريّة بالآلاف ، قادرة على و مستعدّة لقيادة الملايين للحصول على فرصة قتال حقيقيّة لإنجاز هذه الثورة . هذا ما سأعالجه أكثر في رسالتى المقبلة .
Get the latest social media message from BA on Substack, Instagram, Facebook, X, Telegram, Threads, TikTok, WhatsApp and YouTube
@BobAvakianOfficial