غياب أنانا الجمعية ستقلص فلسطين الى غزة


عدنان الصباح
الحوار المتمدن - العدد: 8015 - 2024 / 6 / 21 - 18:56
المحور: القضية الفلسطينية     

"غزة أثبتت أن التمسحة مرض عربي إسلامي حصري "

العالم باسره مقتنع ان الشعب الفلسطيني شعب واحد الا الفلسطينيين فالأعداء يقولون علنا ان لا حماس ولا فتح ولا سلطة ولا مقاومة وان الفلسطيني عدو لنا لمجرد انه فلسطيني والاكثر وقاحة منهم يدعوا الى حلول ثلاث اما ان نغادر بلادنا وان نقبل بالخنوع ام نموت ولا خيارات اخرى برايهم وحتى اولئك الاقل دموية ولو لفظا يتفقون مع نتنياهو على انه يجب ايجاد هيكل فلسطيني خائن ليتعاطوا معه لخدمة اغراضهم وفي المقابل فان الاصدقاء يسعون معنا لعلنا نتحد اكانوا عربا ام غيرهم فقد حاولت مصر مرارا وتكرارا وفعلت ذلك السعودية واليمن والجزائر والاردن الى ان وصل الامر الى موسكو وبكين ووحدنا فقط من لم يقبل بالاعتراف اننا هدف واحد وبالتالي فلا داعي لان نصبح فعل واحد.
امريكا توقف المساعدات عن شعبنا وتمنع غيرها من تقديم هذه المساعدات وتتحدث عن غد ضبابي فتذكر الدولتين كمشروع وهمي يبدأ بفصل غزة عن الضفة وينتهي بمنح الضفة للمستوطنين فهم ومعهم كل الجوقة يصفوننا اما بالإرهابيين كحماس والجهاد ومن معهم من قوى المقاومة او كفاسدين في هيئة سلطة وبات الصراخ هذا علنا فمن يطالب حماس بوقف الحرب يعلن انه يتهمها ويبريء القاتل الحقيقي ومن يوصد ابواب الريح عن اطفال غزة يعمل على انهاء القضية الفلسطينية ومن يتحدث عن غد ضبابي ياخذ بيد شعبنا وقضيتنا الى التهلكة.
الامر واضح منذ هرب شارون من غزة والاحتلال يسعى للعودة الى الهدف الاساس من اوسلو وهو اقامة دولة فلسطينية في قطاع غزة فقط وتفتيت الضفة الى كانتونات اذلال بدون اسم فلسطين ويعرف من لا زال حيا من القيادة الفلسطينية وفي مقدمتهم الرئيس محمد عباس انه ومنذ كامب ديفيد السادات كان معروضا منحنا غزة واقامة دولة عليها ولم نقبل ومع كل هذا العلم والادراك ومع اننا لا زلنا نموت ونجوع ونعطش ونعرى في غزة ونواصل كيل الاتهامات لبعضنا البعض ونحمل حماس والمقاومة مسئولية الجريمة وكان احدا يرغب بان يكافئنا على ذلك وان يمنح المؤدب دولة بعد ان يقتل من يرفض الخنوع واذا كان هناك من يعرف بإمكانية هذا فلماذا لا يخرج على الملأ ليقول لنا ما لديه بدل مواصلة الشتائم والاتهامات للمقاومة ومن معها.
لا احد في معسكر الاعداء الذي تقف على راسه امريكا يريد لنا الحرية ولا باي حال من الاحوال وبالتالي لا احد فيهم يريد لنا ان نكون نحن كما ينبغي لنحن اي شعب ان تكون ومع اننا ندرك ذلك ونراه ولو في جوع وجرح ودم اهلنا في غزة بأبشع الصور وفي الضفة بصورة مصغرة ولكنها متنامية وفي الجليل والمثلث والنقب بجريمة منظمة تنخر وجود شعبنا وبالتالي نحن لا نرى الحقيقة ولا نرغب برؤيتها ولا نريد ان نعرف ماذا يخطط لنا على الاطلاق وندفن راسنا بالرمل كالنعامة ونترك لأيدينا تفعل ما يريدونه كأنما لنقول هذه ليست ايدينا فلا احد قدم قراءة او دراسة اوة احصائية عن عدد الشباب الذين هاجروا او ينتظروا الهجرة ويتمنوها وعن كم الذين يحملون جنسيات مختلفة وعم كم الذين نقلوا اموالهم واستثماراتهم خارج الوطن ولذا فان حالنا كما ارى تقوم على قاعدة صمت التآمر فكل صامت متامر ويسهل تمرير مخططات الاعداء والذي لا يستخدم ما يعرف بعلمه او معرفته او خبرته في سبيل توحيد انا فانه يواصل القبول بحالنا على ما هو عليه فنحن:
- منقسمين حتى النخاع وبكل شيء
- نرى ونتابع دمنا ودم ناسنا في كل بقعة من بقاع فلسطين يراق بلا ثمن ولا نفعل شيء حقيقي ولا حتى بمظاهرة صادقة وحقيقية
- في احسن الاحوال نواصل الشتائم للعرب والمسلمين انهم لم يفعلوا شيء ولا نفعل نحن شيء
- ماذا فعلنا نحن لهم ليفعلوا لنا ماذا فعلنا لإيران وهي تذبح على يد العراقيين وللعراقيين وهم يذبحون على يد الامريكان والعرب ماذا فعلنا للكويتيين غير ان بعضنا شارك باحتلال بلادهم ماذا فعلنا للسورين والليبيين والسودانيين والمصريين والجزائريين واليمنيين والخليجيين حين كانوا في شدة في يوم ما غير انا ناصرنا البعض ضد البعض او تامرنا مع البعض ضد البعض وحتى لم نسكت ونحترم حالنا على اننا شعب وارض تحت الاحتلال
- لا زال البعض منا حتى اليوم يشكك بدور حماس والمقاومة بل ويتهمهم بانهم سبب الكارثة وكان الاحتلال وجرائمه بدا يوم السابع من اكتوبر فقط
- والبعض يجرم من يقف الى جانب المقاومة الفلسطينية ويتهم ايران وحزب الله وانصار الله وسوريا والعراق بتهم ما انزل الله بها من سلطان
- فجأة يكفر البعض ايران ويجعل من نتنياهو صاحب كتاب
- العالم الغربي المسيحي والعلماني وحتى الملحد احيانا يقف الى جانب فلسطين والمقاومة بينما يتخلى عنها اهلها بما في ذلك فلسطينيا
- بسبب الهزيمة تعيش دولة القاتل الماجور اليوم اسوأ انقساماتها لان الهزيمة لا اب لها فقد كان مسموح لنا ذلك ايام الهزيمة فماذا عن حالنا اليوم وما مبرر ان ننقسم
- حارنا الاردن حتى غادرناها ولينان حتى لم يبق بها من يرغب بنا وسوريا حد التامر عليها فما الذي نريده
- عربيا نوالي امريكا ونعلم انها ترغب بنهبنا والسيطرة علينا ونراها عنوة تمارس الذبح والقتل في غزة ونواصل التعاطي معها على انها وسيط وصديق وملاذ.
- شتمنا ترامب واعلن القدس عاصمة للمحتلين وتحدث علنا عن اننا ملزمون بان ندفع ثمن حمايته لنا ولسنا ندري حمايتنا من من ان لم يكن منه
- جعل ترامب منا اضحوكة العالم وبالعلن وتحدث عن العرب بغير احترام وفي اكثر من مناسبة دون ان نغضب مرة واحدة حتى
- نتحدث عن مقاطعة الاحتلال ونتهم من يتعامل معه بالخيانة ولا ننظر لما نفعل نحن على ارض الواقع فلا زالت غزة تجوع ولا زال بيننا من ياخذ خضرواتنا كل صباح الى معابرهم دون ان يهتز له جفن
- يقاتل حزب الله ويقدم الشهداء وتفعل ذلك اليمن وايران والعراق وسوريا وتدفع اثمانا باهظة لموقفها دما وسياسة ومع ذلك تصر ان صاحب القرار بوقف الحرب هي المقاومة الفلسطينية ولا احد سواها وترفض هذه القوى والدول كل العروض والمغريات التي تعطى لها وتواصل القتال ولا تلتفت لأصوات النشاز ايا كان مصدرها
- يدفع طلبة الجامعات الغربية اثمانا باهظة مقابل مواقفهم وبعضهم فصل من جامعته وبعضهم سجن ومع ذلك لم يتراجعوا في حين لم نسمع صوتا واحدا من جامعات المسلمين والعرب بما في ذلك الفلسطينيين.
- الاحزاب والفصائل والاتحادات والنقابات بكل انواعها والفلسطينية منها تتصرف وكان " العرس عند الجيران " ولا نسمع منها الا بعض بيانات صحفية محسوبة العواقب ومحددة اللغة ومدروس مدى تأثيرها بان يبقى صفر
- لا نقف مع غزة بل ونتهمها ونتهم من يقف معها بكل الصفات والالقاب التي تصل حد التخوين احيانا للمقاومة وناسها بلا خجل
السؤال الان لماذا:
- لماذا نحن لسنا موحدين حتى اللحظة
- لماذا لم ننتقل الى الوحدة فورا
- اي شيء نراهن عليه ونحن نرى ونسمع وبالعلن ان لا احد فلسطينيا مقبول الا اذا اعلن خيانته وانضمامه للمشروع الصهيوني بالمطلق واثبت ذلك
- لماذا لم تنطلق القوى والاحزاب والاتحادات ومؤسسات الدراسات في عمل متواصل ومن الجميع لتقديم صورة للوحدة والنصر بينما يواصل الاعداء دراسة حالنا والتحدث عنا اكثر منا ويقدمون تصورات واقتراحات وافكار لليوم التالي للمقتلة ونبقى نحن بانتظار آرائهم ودراساتهم لنعلق عليها ونحللها ليس الا بل ان زعماء احزاب لا يجدون ما يفعلونه غير التعليق على ما يفعله الاعداء من كل حدب وصوب
- لم يدعو مركز دراسات واحد ولا حزب واحد حتى لورشة عمل جدية لقراءة حالنا ووضع تصور لغدنا
- الاف الاسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لأبشع حالات الموت والتعذيب والاجرام بكل اشكاله ولا نجد حتى بعددهم من يعمل شيء لهم بينما عند عدونا يتظاهر عشرات الالاف من اجل مائة اسير لدى المقاومة وفي كل الايام منذ تسعة شهور فاين حتى ذوي الاسرى لدينا والفصائل والقوى والاتحادات التي لا زالت تواصل اصدار البيانات ومخاطبة عالم يعلن كل يوم انه لا يسمع ومع ذلك نصر على مناشدته بنفس اللغة والطريقة ولا نغير من اداءنا بشيء ام ان الالاف من اسرانا ليس لهم من يؤيدهم وليس لديهم احزاب وقوى بل وعائلات فلو ان كل اسير لديه عشرة من عائلته لكان لنا اكثر من مائة الف ممن ينتفضون من اجلهم
- لجنة واحدة للحماية الشعبية لم تشكل في قرانا ضد قطعان المغتصبين الذين يحرقون ويضربون وينهبون ويدمرون كل شيء في قرانا يوميا ولا احد يفعل شيئا حقيقيا سوى العويل والبيانات وهتافات الجنازات وبيوت العزاء ولا شيء اكثر
هل لا زال هناك متسع من وقت للانتظار دون ان نسعى للإجابة على كل الاسئلة المثارة والاف تشبهها والى متى يمكن الانتظار ومن هو المطالب بتعليق الجرس ولماذا لا ننتقل جميعا بلا استثناء موحدين خلف المقاومة وبرنامجها ونخرس كل الالسن التي تطال منها وتطال من دم شعبنا وعذاباته وماذا يريد البعض منا حتى يصحو من سبات اراده بكامل وعيه
الاحتلال وسيده يخططون ونحن نعلم لفصل غزة عن الضفة بالمطلق بعد ان انتهوا من نزع القدس وتهويد غالبية جنوب الضفة ووسطها ولم يبق الا شمالها الذي لا زال يخلوا الى حد ما من المغتصبات " المستوطنات " ويعمل الاحتلال بكل الجهد لتدمير الضفة وتفتيتها وتحويلها الى كانتونات حكم ذاتي وحتى دول وسيكون ذلك على يدنا ان لم ننتقل موحدين الى الامام خلف المقاومة.
المشروع المعلن الان دولة فلسطينية في غزة تنهي كذبة حل الدولتين وتفتيت الضفة الى كيانات تابعة لا حول لها ولا قوة ودون ان نستحضر انانا الجمعية ونتنازل عن سخافاتنا وخياناتنا وجرائمنا وننتقل معا الى مربع المقاومة بكل اشكالها ومن كل حسب قدرته وحسب استعداده ودون ان نستعيد مؤسساتنا وفي المقدمة منها المؤسسات الدستورية كالتشريعي وغيرها فإننا سنكون ف لحظة ما نحضر لخراب بلادنا بأيدينا
المنظمة ليست وطن وليست بديلا عن الوطن وهي اداة بيد الوطن وناسه للحرية والتحرير وهي ليست حكرا على احد ولم تسجل في الطابو باسم احد وبالتالي فان رايي باختصار ان لا بديل عن ما يلي ومن حق من يشاء بل ومن واجبه ان يقدم حلا بديل او يبين نواقص وثغرات ما ادعو اليه فكل ما اريده مما تقدم ان اقول للجميع انه قد آن الاوان لان تشمروا عن سواعدكم وعقولكم وتنطلقوا للمقاومة ومعها فالحياة ابدا ما كانت ولا ستكون مفاوضات بل ان المفاوضات هي اخر شيء في سلم احداث الحياة ولذا فإنني اقول باختصار ما يلي
علينا ان نعود الى واقع حالنا يوم 14 حزيران 2007 وننطلق من هناك على قاعدة ان المجلس التشريعي والحكومة والرئاسة كانت شرعية بالانتخابات مع انها اصبحت قديمة الا ان غياب البديل يجعلها البديل الشرعي الوحيد وبما يضمن انتظام مؤسساتنا مع اعلان حرب على الفساد والفاسدين واطلاق مرحلة للمقاومة بكل اشكالها بما في ذلك نجوع معا او ناكل معا نعيش معا او نموت معا واعلان ان ما تم الاتفاق عليه من قيادة موحدة من الامناء العامين هي نفسها اللجنة التنفيذية للمنظمة حتى يصبح بالإمكان تشكيلها بطرق افضل والاعلان الجمعي ان المقاومة خيارنا وان اليوم التالي للمقتلة لا يمكن ان يكون الا صناعة فلسطينية تصنعها انانا الجمعية الموحدة.
انني ادعو كل صاحب فكر وبصيرة لان يبحث عن اجابة يطال صدق عروبتنا واسلامنا لعلنا نعرف مصدر وجعنا ونمضي الى الامام فلا يجوز الصمت ولا يجوز الانتظار والعالم يبحث عن بدائل لنا فالجميع دون محور المقاومة يبحث عن بديل للسلطة وللمقاومة بل ويعلن ذلك ويقدم الدراسات والحلول والرؤى والابحاث ويفتش في ارض الواقع عن بدائل ممكن ونحن في سبات عميق واذا ما فكر احد بان يسعى لفعل شيء تخرج الاصوات بالتخوين والاتهام والتجريم فلا احد يسعى لرحمة شعبنا ولا لرفعة قضيتنا ولا لحماية ارواحنا ولا هم يريدون من احد ان يفعل على قاعدة لن ارحمك ولن اقبل ان يمنحك الله رحمته وبالتالي فان البئر مفتوحة وكل ما تحتاجه ان يدلي كل من بيده دلو في البئر ونرى عن ماذا ستتمخض الامور واذا ارادت القيادة ان تقطع الطريق على كل خائن ان وجد وكل مخرب ان وجد وعلى الاعداء وهم كثر فان اعلان العودة الى يوم 14 حزيران 2007 لا يحتاج اكثر من قرار رئاسي وتسليم كتاب التكليف لرئاسة الحكومة كحكومة طوارئ وطنية مرة اخرى للسيد اسماعيل هنية ولننطلق من هناك على قاعدة واحدة لا تنازل عن اي منن ثوابت شعبنا وان المقاومة من اجلها حق وواجب لا يعفى منه احد.
لقد آن الاوان لان نخجل من مئات الاف المتظاهرين في لندن وواشنطن وباريس وبرلين وروما من طلبة وعمال وفنانين بل ومن فئات كنا نخجل من ذكر صفاتها ووظائفها هاتفين باسم بلادنا وصارخين بحقنا بالحرية والحياة بينما يصمت ملياري مسلم وعربي الا من رحم ربي.
لقد آن الأوان لان نفحص بصدق من ماذا وكيف تشكل ضمير الطيار الامريكي النبيل " آرون بوشنيل " الذي قاده الى ان يحرق جسده لنا امام البشرية جمعاء احتجاجا على سيول الدم في غزة دون ان يهتز ودون ان يتحرك فلقد احترق واقفا ثابتا قويا صادقا يجعل كل من يذكر تلكم الحالة ان ينحني احتراما لمثل وقيم واخلاق فهذا الانسان النبيل للا يعرف معى العروبة ولم يقرأ القرآن وليس لديه دراية بفوارق السني عن الشيعي ولا تعنيه المعتزلة ولا عمائم رجال ديننا ولا خطابات سادة قوميتنا ومع ذلك فعل ما فعل ونحن لم تهنز رقبة ايا منا ليس لفلسطين فقط ولكن لكل مكان فالعالم يجتاحنا ويحاربنا من افغانستان الى ايران ومن سوريا الى تركيا ومن السودان الى لبنان ومن اليمن الى تطوان ومع ذلك لا يبدو علينا اننا نعرف للأخلاق او للضمير او للقيم او للدين او للقومية او للوطنية او للجيرة اي طريق وبالتالي فلا شيء سيلحق بنا سوى عار الدم الذي يراق في كل مكان ولن يلحق باسم " آرون بوشنيل " الا كل قيمة نبيلة وسيبقى ما فعله اهم مليار مرة من كل من كتب وخطب ورسم وقال من النخب العربية من مكرين وكتاب وفنانين وقادة من عرب ومسلمين ظلوا في سباتهم ولم يصحو على وجع أيا كانت جنسية هذا الوجع وظل رضى الحاكم اهم من الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن اعظم الجهاد وذلك اضعف الايمان.
اللهم اشهد اللهم اني قد بلغت ان هذا محض اقتراح شخصي يحتمل الصواب مرة والف يحتمل الخطأ وبالتالي فان من حق اي فلسطيني ان ينسفه لصالح بديل افضل وسانحني احتراما لرايه اذا وجد قبول الجميع.