في الذكرى الستين للحزب الشيوعي الم الل بالاكوادور (ج 10)


مرتضى العبيدي
2024 / 6 / 19 - 02:23     

الثمانينيات: الحزب يتولى القيادة السياسية للجماهير

كان عقد الثمانينات هو الفترة التي تقلّد فيها الحزب القيادة السياسية للجماهير، وعزز موقعه كطليعة ثورية وثبت نفسه في الماركسية اللينينية، وهي الظروف التي سيسمح له توفرها مواجهة الهجوم الأيديولوجي والسياسي وقمع الحكومات اليمينية والديمقراطية الاجتماعية.
ففي أفريل 1980، انعقد المؤتمر الثاني لـ PCMLE، وهو الحدث الذي انتظم بعد 10 سنوات من الكونفيرانس الوطني، وهي الفترة التي شاركت فيها المنظمة في نضالات كبيرة وعززت نفسها كواقع في البلاد. وقد حدد هذا المؤتمر الثاني المبادئ التوجيهية للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجديدة التي تعيشها الإكوادور، بعد العودة إلى مرحلة الديمقراطية التمثيلية.
تسارع التطور الرأسمالي للبلاد مع استغلال النفط، وتفككت المزارع، مما أدى إلى تقليص دور ملاك الأراضي كطبقة. أثرت هذه الحقائق في تحديث الخط السياسي، وتطوير توصيف المجتمع الإكوادوري بأنه شبه إقطاعي وشبه مستعمر، نحو دولة رأسمالية تابعة ومتخلفة مع استمرار بعض مظاهرالتخلف الإقطاعي؛ التوصيف الذي سنحافظ عليه حتى مؤتمرنا الاستثنائي في عام 2000. هذا التحليل للتشكيلة الاجتماعية والاقتصادية سمح لنا بتحديد تكتيكات واستراتيجية المنظمة بشكل أفضل، من خلال تحديد أن الثورة في هذه الظروف ستكون ديمقراطية ومعادية للإمبريالية وذات أفق اشتراكي.
إن المهمات والتوجهات الكبرى التي عددتها القيادة الوطنية قد تم التصديق عليها بهذه المناسبة، مثل التوجه نحو المشاركة النشيطة في الحياة الاجتماعية وفي الانتخابات التمثيلية الديمقراطية كشكل من أشكال النضال الذي يمكّن من تطوير قوى الثورة.
لقد أكد تحديث الخط السياسي من جديد المسلمات الرئيسية للماركسية اللينينية التي وُضع تصوّر لها خلال الكونفيرانس الوطني لعام 1970، أي أنه صادق على الطابع اللينيني للحزب، والأممية البروليتارية، والمسار المسلح للثورة الإكوادورية، من بين أمور أخرى. وفي ختام المؤتمر، تم تعيين اللجنة المركزية الجديدة لقيادة حياة الحزب على مدى السنوات الخمس اللاحقة.
خلال الثمانينيات، صاغ الحزب العديد من التكتيكات وأنشأ الجبهات التي نعمل من خلالها حاليًا. في عام 1981، تأسس اتحاد الفلاحين في الإكوادور (UCAE). وبالمثل، في عام 1982، تم إنشاء الاتحاد العام لعمال الإكوادور (UGTE)، وكذلك في أكتوبر 1984، تم إنشاء الشباب الثوري في الإكوادور (JRE).
بين عامي 1980 و1984، كان العمل السياسي للمنظمة والحركة الديمقراطية الشعبية التي تشكلت حديثا (MPD) مهمًا للغاية، حيث وصلت في انتخابات 1984 إلى المركز الرابع في الانتخابات الرئاسية مع الثنائي خايمي هورتادو – ألفونسو يانيز. لقد حارب حزبنا حكومة ليون فيبريس كورديرو الاستبدادية وعارض إملاءات صندوق النقد الدولي. وعلى الرغم من القمع الذي مارسته هذه الحكومة الاشتراكية المسيحية والذي أدى إلى مقتل وتعذيب العديد من الشباب، عقد حزبنا مؤتمره الثالث في نوفمبر 1985 الذي حدد سياسة المعارضة الشعبية لحكومة ليون، والتي أخذت في الاعتبار النضال من أجل الحريات العامة، واحترام حقوق الإنسان.
ومن خلال قيادة معارضة العمال والشعوب، عملنا على توحيد القوى الشعبية وحتى القطاعات البرجوازية التي عارضت هذا النظام الاستبدادي والليبرالي الجديد. وفي هذا الإطار تم إنشاء الجبهة الشعبية كمركز لوحدة وتنسيق قوى الثورة والمنظمات الجماهيرية التي تتمتع بقيادة ثورية ثابتة ومكافحة. وأكد المؤتمر من جديد التوجهات الأيديولوجية والسياسية للحزب، وشاركت فيه عدة أحزاب شقيقة عززنا معها علاقاتنا السياسية في إطار الأممية البروليتارية.