هل فتح مقتل الجلاد ابراهيم رئيسي طريق التغيير في ايران الولي السفيه


جريدة اليسار العراقي
الحوار المتمدن - العدد: 7999 - 2024 / 6 / 5 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

من سوء حظ الولي السفيه خامنئي مقتل إبراهيم رئيسي قبل توفير شروط وصول أبنه مجتبي لموقع الرئيس في الانتخابات القادمة ومن ثم خلافته له كمرشد ..وبالتالي عليه مواجهة جناح عدوه اللدود محمود أحمدي نجاد في معركة رئاسية طارئة المرجح فوزه فيها وانقلابه على خامنئي نفسه.

ظهر محمود أحمدي نجاد بقميص أبيض في مراسيم دفن عدوه اللدود الجلاد ابراهيم رئيسي على عكس جميع قادة نظام الولي السفيه خامنئي الذين ظهروا باللون الأسود، في إشارة رمزية عن عمق الصراع الدائر في النظام الإيراني .

وكان أحمدي نجاد قد وجَّه انتقادات لاذعة إلى الحكومة والقضاء الإيراني خلال فترة الرئيس السابق حسن روحاني، خصوصاً بعد إبعاده من سباق الترشح للانتخابات الرئاسية في 2017.
واحتجّ أحمدي نجاد بشدة على إبعاده من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، في آب 2021، وقبل الانتخابات، قال أحمدي نجاد إن البلاد «تتجه للانهيار»كما طالب بتحدي صلاحيات منصب " المرشد " وهو ما أستفز الولي السفيه خامنئي. وواصل الرئيس الإيراني السابق، مخاطبا الولي السفيه خامنئي ودون ذكر اسمه أيضا "إنك تسير على خط الهزيمة".

وأتهم نجاد قادة النظام الإيراني بأنهم "أبعدوا الشعب ويتشدقون بالتبريرات" بهذا الخصوص.

إن نجاد أحمدي المُحارب من الطبقة الرأسمالية الطفيلية وتجار البازار يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف الفلاحين والنساء فقد أتخذ إجراءات خلال فترة رئاسته لصالح الفلاحين والنساء وهم النسبة العظمى من السكان إذ أعلن بشكل مفاجئ " أنه قد حان الوقت للسماح للنساء بحضور مباريات كرة القدم، وأنه ليس من مسؤولية حكومته أن تقوم بفرض القيود الخاصة باللباس وهناك مظالم معينة ترتكب ضد النساء لا شأن لها بالإسلام".
فأستشاط الملالي غضبا من تلك التصريحات وأصدر اثنان منهما فتوى تجاهلها أحمدي نجاد عمداً، كما أقر بالحقيقة السياسية السائدة في إيران وهي " أن المواطن الإيراني قد مل من القيود والفساد والإخفاق الاقتصادي للحكم الإسلامي." كما ضخ أموال النفط الإيراني في قنوات زيادة الأجور والمعاشات ومنح القروض محدودة التكاليف وإلغاء الديون المستحقة على الفلاحين ودعمهم .

وتبنى محمود أحمدي نجاد رؤية فلسفية إنسانية متحررة من سلطة الدين على الدولة وفي العلاقات بين الدول ورفض التدخل الفظ في شؤون الدولة الأخرى وخصوصاً المجاورة وإن الثورات لا تُصدر وإنما تتفجر على يد الشعوب عندما تتوفر ظروفها الموضوعية ..وهو ما أعتبره نظام الوليه السفيه خامنئي إنقلاباً شاملاً على نظام الولي السفيه في ايران .

وإذا كان نجاد من أكثر قادة إيران معاداةً للكيان الصهيوني العنصري الفاشي اللقيط لكنه لا يتاجر بالقضية الفلسطينية لقمع الشعب الإيراني وتجويعه كما فعلت الأنظمة القومچية العربية المهزومة بالأمس ونظام الولي السفيه خامنئي ومليشياته وأذرعه في العراق اليوم .
وفي إشارة إلى النفوذ الاستخباري الإسرائيلي وتأثيره في جهاز المخابرات والأمن والمستويات العليا في النظام الإيراني، قال محمود أحمدي نجاد ( إن هذا هو سبب قيام إسرائيل بعمليات كبيرة في إيران، والاستيلاء على أهم الوثائق النووية والفضائية من مراكز حساسة، لدرجة أن أعلى مسؤول تولى مكافحة التجسس الإسرائيلي في وزارة المخابرات الإيرانية هو نفسه كان جاسوسًا لإسرائيل.)

وبعد تولي حكومة رئيسي، اختفى نجاد من الساحة السياسية الإيرانية، وأثار تساؤلات حول فرض الإقامة الجبرية عليه، أو إجباره على الابتعاد من الحياة السياسية.

وكان الولي السفيه خامنئي قد وصف فوز الجلاد إبراهيم رئيسي بعد إبعاد جميع منافسيه من خلال مجلس صيانة الدستور، بـ"الانتصار العظيم".

ورد أحمدي نجاد على خامنئي: "الإنسان يتأسف أولا لوضع البلد، ثم لنفسه، ولذلك الشخص الذي قال إن الانتخابات شكلت انتصارا عظيما".

وفي الخلاصة من غير المعروف إن كان سيتمكن نجد وجناحه من خوض إنتخابات الرئاسة لخلافة الجلاد المقبور ابراهيم رئيسي أو ستمنعه أجهزة نظام الولي السفيه…لكن المؤكد هو أن سلطة الولي السفيه خامنئي في ورطة قد لا تخرج منها سالمة هذه المرة .

وستكون لنتائج معركة الرئاسة الايرانية تداعياتها قطعاً على منظومة 9 نيسان 2003 العميلة وخصوصاً على حيتان وميليشيات وأذرع الولي السفيه خامنئي…