حول المؤتمر التاسيس لتقدم


تاج السر عثمان
الحوار المتمدن - العدد: 7997 - 2024 / 6 / 3 - 14:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

١
تم المؤتمر التاسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا في الفترة : ٢٧ مايو - ٣٠ مايو ٢٠٢٤، وصدر عنه رؤية( تقدم) التي تتلخص قي : وقف الحرب، تأسيس الدولة بنظام حكم مدني ديمقراطي، واستكمال مهام ثورة ديسمبر ٢٠١٨.
كما صدر البيان الختامي للمؤتمر.
مع التاكيد على ضرورة وقف الحرب واسترداد ثورة ديسمبر 2018، تلك الحرب اللعينة التي ارتكبت فيها إبادة جماعية واغتصاب وعنف جنسي، وأدت إلى :
نزوح أكثر من ٩ مليون داخل وخارج مع ظروف إنسانية بالغة السؤ يعيشها النازحون جراء فقدان مقومات الحياة من غذاء وماء شرب نقي وخدمات صحية وتعليم. الخ.
مقتل أكثر من ٣٠ الف شخص، واصابة أكثر من ٧٠ الف شخص، فضلا عن فقدان الآلاف.
يحتاج أكثر من ٢٥ مليون سوداني للمساعدات الإنسانية حسب بيانات الأمم المتحدة.
انهار النظام الصحي جراء خروج ٨٠ ٪من المستشفيات من الخدمة والهجوم على الكادر الطبي. كما يحتاج ١٥ مليون مواطن للخدمات الصحية.
يهدد شبح المجاعة البلاد.، حيث يواجه ١٨ مليون مواطن خطر المجاعة.
حرمان ١٩ مليون طفل من التعليم بعد تعطيل المدارس لأكثر من عام، اضافة لتدمير مؤسسات التعليم العام والعالي، وجعل ما تبقى منها ثكنات عسكرية.
تم تدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك، وتقدر الخسائر بأكثر من ١٢٠ مليار دولار.
إضافة لحملة الاعتقالات والتعذيب الوحشي حتى الموت للمعتقلين في سجون طرفي الحرب، اضافة لمحاولات الفلول لاعادة قانون الأمن الذي يبيح الاعتقال والاحتجاز التعسفي، والتراجع عن إنجاز الثورة في ان جهاز الامن لجمع المعلومات.
إضافة لنهب ممتلكات ومنازل وعربات المواطنين من طرفي الحرب. مما اكد انها حرب ضد المواطن وتصفية الثورة.
إضافة لدور المحاور الاقليمية والدولية في تسليح طرفي الحرب، بهدف نهب اراضي وثروات البلاد، في ظل اشتداد حدة الصراع الدولي لنهب موارد السودان وافريقيا، والوجود العسكرى على البحر الأحمر. مما يهدد بتقسيم وتمزيق وحدة البلاد بعد فصل الجنوب بتغذية وتوسيع الصراعات القبلية والعرقية، وخطر امتداد الحرب للبلدان المجاورة، اضافة للتفريط في السيادة الوطنية.
٢
أوضاع كتلك لايمكن النظر إليها كما جاء في رؤية (تقدم) التي تحدثت عن عموميات لاتخرج عن تسوية الاتفاق الإطاري، التي ابقت على الدعم السريع واتفاق جوبا، وحاولت دمج الدعم السريع في الجيش، وتم الاختلاف حول مدة الدمج، مما قاد للحرب الحالية.
الرؤية لا تنفذ مباشرة التي الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد.
إضافة إلى أنه لا حديث مباشر عن المحاسبة، بل تم اغراق ذلك في حديث عن عدالة انتقالية تفتح الطريق للافلات من العقاب.
كما اشارت الرؤية الي اتفاق جوبا الذي شبع موتا، باعتباره من الوثائق المرجعية في إطار التاسيس والحلول الشاملة للقضية السودانية.
هذا إضافة إلى ان الرؤية لم تتناول بالدراسة والنقد للتجربة السابقة التي قادت لانقلاب 25 أكتوبر 2021، وحرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣، بهدف استخلاص دروسها وعدم تكرار الأخطاء.
مع يعني ان الهدف من الرؤية والبيان الختامي للمؤتمر هو إعادة تكرار التسوية والشراكة التي تعيد إنتاج الحرب بشكل اوسع من السابق وتقود لتمزيق وحدة البلاد.