ح 24 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة


أمين أحمد ثابت
2024 / 1 / 9 - 00:49     

اعتقدت دائما أن مستجلب عالم افغانستان المظلم ، بتسلط جماعاتها الهمجية المتشددة دينيا - بتداول فيما بينها - بهيئاتهم الموحشة ، المنبعثة لتوها من القبور والاتربة العالقة كغبار عاصفة رملية خلفت آثارها عليهم ، ينضح منها غير الملتصق كغراء عتيق . . عن ذقونهم وشعر رؤوسهم الكثة الطويلة التي لم تعرف قصا لها منذ قرون ماضية ، كما لو أن مجتمع هذا البلد عجينة تاريخ سحيق في القدم ، تم اكتشافه صدفة نهايات القرن العشرين ، لا يربطه بحداثة العصر لشعوب مجتمعات العالم الاخرى سوى اسلحة القتل الاوتوماتيكية و . . صناعة المخدرات بمعامل كيميائية مختبرية متطورة الى جانب خبرات بمتخيلات فنية لنقلها الى مختلف بلدان الارض – لن يكون تخليق محاكاة صورية واقعية لقندهار في اليمن . . إلا من خلال العائدين ممن يعرفون بالأفغان العرب ؛ اليمنيون تحديدا منهم – انهم بذات السمات المرعبة القادمة من عشرات الاف السنين الماضية على هيئة اناس همجيين بقميص قصير اعلى الساقين العاريين ، بلون ابيض شفاف كاشفا عن الجسد الذي يرتديه , . . حتى عورته الداخلية – يقولون أن هذا اللبس سنة – يكفرون غيرهم كمخالفين للسنة في ملبسهم المدني الحديث ، المثير للغرائز . . الذي يقود الى انتشار الفاحشة ، وحتى يفقد المظهر الخشن لرجال الامة ويظهرهم كمخنثين . . متشبهين بالنساء تقليدا للكفار اعداء الدين والامة - لم تكن تختلف عن سواك حول هؤلاء العائدين . . المتجمعين سريا كامتداد لتنظيم القاعدة في صورة خلايا نائمة ، تعمل على خياط رداء حصين لحياة مجتمع يعاد الى ماضيه إبان خروجه من الكهوف ، كل ما يعتنق من العصرية الملحدة . . يجب افناءه وأدا او بالتصفية ، من لم يستجب للعودة الى الله بموالاتهم اتباعا خانعين . . كتبت عليه لعنة الله يوم القيامة وقتله في الدنيا ؛ ليحرق كل ما في البلد ؛ لينتهي ، وليموت كل الناس . . لتبقى كلمة الله هي العليا ودينه باقيا ، سينكحون النساء الحرات ومنهن الإماء . . بسنة رسول الله – اقبل أن ينكحني اخي في الاسلام ومولاي . . بصداق مسمى بيننا – لا وجود له لكونه غير محدد ذكره – وشاهدين يحضرهما الناكح و . . ومن ارتضى هو والنعجة . . عفوا المرأة الحرة أن يقضي بينهما كمصادق على شرعية الزواج ؛ ينكحون ثلاث ورباع و . . يخلعون منهن عنهم لينكحون مجددا ، الفيد وغزوات القتل يظلا اساس الجهاد ، لجني الغنائم ونكح النساء الواقعات في الاسر كإماء ؛ ينكحون ما طاب للواحد منهم النساء . . على أن يوفيهن اجرهن . . كما امر الله – عن ربع ساعة او يزيد . . أو ما شاء له أن يبقي على الواحدة منهن ، بعدد مضاجعتها يعطيها اجرها ، او يسرحها بإحسان برمي كلمة طالق عليها لثلاث مرات – لتتعاظم أمة الاسلام . . كأفضل امة – من منيهم - لرفع راية الاسلام عاليا ، وليفخر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم امام بقية الامم يوم القيامة – كنت ترى وقلة من المتهمين بالشيوعية من الزنادقة ، أن هؤلاء فرخوا كمسوخ قتل عبر شراكة رأس النظام العسكري القبلي المخلوع بمطلب شعبي في خروج الناس الى الشارع واعلان الاعتصام فيه حتى رحيل النظام . . واحزاب الدين السياسي بمقدمتهم الاصلاح . . الدعي بتحوله الديمقراطي لقيام مدنية على الطريقة الاسلامية ، . . يقضيان ببياتهم الشتوي والصيفي و يسمحان لها بالانبعاث والنشاط حين تقتضي الحاجة او المصلحة لأي منهما أو كليهما إن كانت الحاجة مشتركة – وتعرفون مفرخات القاعدة بصورة الخلايا النائمة . . بعد انتهاء زمن احجية بن لادن ، أن تغادر شرانقها البياتية الى مسميات علنية جديدة للجماعات الدموية – داعش ؛ التكفير والهجرة . . واخرى – ومسوقيها من المتخفين في ظلال الادعاء بالدين المعاصر ؛ إذنا من الله بالجهر كآخر الزمن لإعلاء عظمة الاسلام . . قبل اعلان الخالق إطباق السماء بالأرض وانتهاء الحياة . . للإذن بيوم القيامة وبعث الناس وابليس ومن اتبعه من الشياطين ، ليحاسبهم على ما وعدوا به فيما جاء به الرسل ونطق به الانبياء ، من غوي من الإنس وتبع ابليس وشياطين الشر بحب الدنيا الفانية ولم يعد الى الله واستغفر وعمل صالحا واهتدى في أن لا يستمع لوسواس شيطانه مرة اخرى . . مثواه جهنم وبئس المصير – إن الذين لا يناصرهم فهم من اتباع الشيطان لعنة الله عليهم في الدنيا وفي الاخرة هم الخاسرون . . .





ظل يؤرقك تعاظم يد الدين السياسي – السني – على حياة البلد ، الذي تقبع فيه واحلامك الهاربة يوما بعد يوم ، وتلجم يديك الى فمك . . اكثر فأكثر – انها علتك التي ارتكبتها طول عمرك ، حين سيطرت على عقلك المثل . . فنسيت حقيقة وجودك الواقعي . . غير المحكوم حياتك بها – وزاد تنامي ذلك الارق ليصبح فاجعة تعيدك الى وحدتك القديمة و . . بألم اشد اذى وشعور بنبذ اعتى . . لم تعرفه قبلا ابدا ، حين اعيد تصميم اللعبة السياسية بفك الارتباط الظاهري لأحزاب الدين السياسي القبلية عن الحاكم القبلي لتكون في المعارضة مع احزاب الكفر التي كانت تطلق عليها من قبل و . . تحتل رأسها المحرك ، مالكة القرار الفعلي . . الموجه لإنسان المجتمع بأطيافه وتياراته المعتقدية المختلفة باسم المعارضة – وجدتك طافرا . . تلفظ يوما بعد يوم ، ما زلت في عقليتك القديمة – كما يقولون رفاقك والقوميون – تغيرت الامور والحياة و . . زلت انت تعيش على اوهام نظرية المؤامرة ومفهومي القوى الثورية والرجعية – اْءنا الواهم ام أن كل الاخرين هم من يدورون في طاحونة وهم . . مصورة لهم واقعا وحقيقة حياة ، انهم لا يرون سوى الظاهر و . . لا يدركون انه ليس إلا صورة وهمية . . كتلك المتخيلات الصورية لواقع افتراضي معروض عبر جهاز عرض ليزري ، كل شيء يبدو للرائي حي واقعي ، من البشر وبتحركاتهم والاحاديث التي تدور بين بعضهم من اثنين الى ثلاثة . . من هم جالسين حول طاولات مستديرة واخرين واقفين هنا وهناك . . داخل محيط بما يحتوي فيه من الاشياء – لا يمكن لعين انسان ان تشكك في أن ما تراه ليس حقيقة ملموسة - وحين تلامسها تخترقها يدك وجسمك ، لم تكن سوى صورة ضوئية طيفية . . ولا وجود حقيقي مادي حي لها كما هيء لك قبلا – كيف تكون ادمغتهم مغلقة بأبصار معماه وحواس معطلة ؛ كيف لا يرون حقيقة واقعهم وحياتهم في العقد الثاني من القرن العشرين . . في احتوائهما التطويقي للقديم الكامل للقديم كمتحكم بهما قيميا روحيا وماديا على الصعيدين العلاقاتي بين الناس والمسلكي لإنسان المجتمع .


لما الناس – حتى عاليي التعليم . . ممن عاشوا لأكثر من عشرة اعوام في بلدان مجتمعات مدنية عصرية متحضرة – لا يرون من حقيقة الواقع الذي يعيشون فيه . . ليس ابعد من انوفهم مما هو ظاهر سطحي . . يبنون عليه تحليلاتهم ووصفهم الفهمي . . وتعليلاتهم ، الذي يوصلهم الى استنتاج يفيد العامة . . بأنه الامر الواقع المفروض جبرا على الناس العيش فيه . . حتى تنتهي ظرفية الحرب القائمة . . ستعود الحياة والواقع الى طبيعتهما . . مثل أي مجتمع ، كما كانا قبل اندلاع الحرب ، بغض النظر عن التركة الثقيلة المخلفة عن الحرب ، من الدمار والالم وعذابات الصعوبة لعودة انسان المجتمع لممارسة حياته طبيعيا – ما يرونه لا خلاف عليه . . بأن زمن الحرب تشيع الفوضى والدمار والقتل ، وتتحكم الجماعات المسلحة بفعل ما تريد ، والمسلحين من الافراد المنسبين للطرف او الاطراف المتقاتلة . . المسيطرين على الواقع وحياة السكان المستضعفين – اهناك عاقل ممكن أن يجتهد بمثالية أنه في زمن الحرب يمكن للغة اخرى غير السلاح أن تتحكم بما يجري واقعا ؛ سيكون مثل هذا القول سفها ساذجا . . مجانبا لفهم حتى الجاهل – إذن . . ماذا يعذبك ، وترى في الناس . . عمي او مصابون بتلوث عقلي . . لا يعقل نفسه وحياته وواقعه الذي يحيا فيه – أليس هذا هو الامر الذي تجده في اكثر من مجلس . . كنت تلتقي فيه ممن يعدون واجهة البلد ، في أن ما تقوله . . بقدر اختلاف الجميع معك ، فإنه يجدون فيه استفزازا لهم باتهام انسان المجتمع كفاقد للعقل و . . والتعالي بتحقير المثقفين بانهم سطحيين لا يفهمون شيئا ، . . وحدك انت الفاهم ؛ كثيرا ما آلمك تبجح من يخرج عليك تاركا طرح رؤيته او . . حتى نقد قولك ؛ يذهبون مثل هؤلاء لكيل الاتهامات لك ، سوداوي متشائم ، متغطرس واهم بنفسه ، لا يجوز تسفيه عقول الاخرين ، خاصة وأن منهم لا يقلون علما او ثقافة عنك . . إن لم يزيدون عليك ، وتصادف مراهقين يعتقدون انهم المعبرين عن العصر والحكماء فيه – ألم يقودوا ثورة شعبية . . تخلف عنهم الاحزاب والرموز الوطنية والاكاديمية ، الذين التحقوا متأخرين . . تحت قيادة الشباب للثورة – ما تقوله غير علمي ، ما فيه فهم . . حتى عند الناس الاميين البسطاء ، انتم قد فاتكم القطار ، اصبحتم ديناصورات بعقول ثخينة لا تفهم ابسط الحقائق ، انتم تتعيشون على ماضيكم ، من يمكن ان يحترم ما تقولونه من هراء ؛ يجاملونكم الاخرين فقط – يا ابني . . عيب طريقتك في التحدث هذه ، اعرف مع من تتكلم . . لا يليق بك ، نحن نختلف معه في رؤيته ، . . عند رؤية وإلا ما في – كان يتصدر اكثر من واحد في المجلس . . إذا ما ظهر متحدثا من مثل هؤلاء الاطفال او من الانفعاليين بخواء فكري – عندي . . ما تكونوا قمعيين . . وتقولون انكم ديمقراطيون ، أ . . طيب . . كل كلامه هذرفه وكلام فارغ . . غير مسؤول ، عيب يخرج من شخص مثقف عالم . . يحترمه الكثيرون – قل ما عندك ، في غيرك يريد يتكلم – طيب ، . . أ . . أ ، . . كيف وطني . . ويشوه الانسان اليمني ، انه متخلف . . بلا عقل ؛ أ . . مثل مارد عليه قبلي الدكتور عبدالله وعبيد – جازم ومحمود واديب في مجلس اخر – وهم من كبار المثقفين الوطنيين . . أن الدكتور مغرور و . . يحقر من عقل الاخرين – طيب . . كلمة وانتهي – لا يجوز احتقار ابناء بلده ، إنه يشوه سمعة اليمنيين . . كيف هذا وطني – كان لزاما اخلاقيا علي . . قول ما لا يتنبه له الاخرون ، وأن اتحمل كل ما سألقاه – ألم يقولوا الحقيقة مرة . . ولا يتم تقبلها إلا بعد مرور وقت طويل . . إن تذكروا . . كيف كانوا يرفضونها . . حتى بإعلان العداوة عمن يطلقها – إن ما يهمله العقل ولا يهتم التركيز عليه . . مما ينضح به الواقع والحياة الآن في ظروف حرب اللاحرب ، ليس استبداد القوة ولغة السلاح وفوضى انعدام الاخلاق واقعا على حياة الناس ، ما يغيب عن اذهانهم . . ترسخ ما سبق كقيم حاكمة . . لما بعد انتهاء الحرب . . وليست كقيم واقع خاص في ظرفية الحرب الجارية . . تتلاشى بعد توقف الاقتتال الدموي ؛ فالرموز الوطنية وقادة المجتمع نحو المستقبل . . ممثلة بالمنقذين الموقفين لحرب الاقتتال والعودة للسلم الاجتماعي – انهم امراء وتجار الحرب – الذين فرضوا واقع قوة سيطرتهم بجيوش مليشاوية و . . جنوا الثروات الضخمة . . تتنامى عند السلم . . بشرعية دولية ومجتمعية كقادة دولة انقاذ مقابل انهاء الحرب – يصبح قدر المرء اجتماعيا ليس عمله وكفاءته وقدرته . . حتى ما كان من الارث القديم المجتمعي . . بمتحدد مكانته من خلال اصل انحداره الاسري ؛ . . يصبح قدر الانسان – الهمجي والانتهازي - وفق ما أوجدته الحرب ، مليشاوي جاهل او غر تابع لسلطة حكم الواقع او محسوب من قبيلة او مذهب قائد الحرب ومتعيش رخيص من النخبة المتعلمة ، الذي وجد فراغا للانتفاع بتقديم نفسه كعبد مطيع . . حتى بعرض طاعته بابتذال فيما لم تعطى له الاوامر بذلك – السلاح والعصبية والتبجح بشجاعة قوة التسلط على الناس . . في صفة اعوان السلطة او بصفته الشخصية كصاحب نفوذ ومهابة اجتماعية ؛ لا يجرأ احدا نطق كلمة او اعتراض . . او حتى نصح متذلل بالرحمة والصفح كصفة الرجال الاشداء - يدار الواقع بقواعد عرفية جبرية بمسلكيات ممارسة تعطيه سمته الموضوعية دون صياغة دستورية ولكن كأخلاق عرفية . . الاكثر حداثة . . يحكم من خلالها المجتمع ؛ حياة الناس وعلاقاتهم ووجودهم المعذب و . . حتى فرص تحسين العيش . . غير ممكن إلا من خلال تلك القواعد – لم تعد هناك اهداف او طموح او طرق امام الانسان لفتح مسار افضل لحياته . . ولا وجود قيمة لمسألة القدرة الذاتية . . ما لم يطرح المرء قدرته ونفسه كقواد لأي عمل كان ؛ هذا إذا ما وجد من ينتبه له ويقبل به – انهم غائبون عن الوعي ، لن يعود هناك وطن ، حثالة الناس واجهلهم والاكثر همجية وتخلف . . هم سادة المجتمع ووجاهته و . . الاعلى مرتبة وقدرا ، بينما باقي كامل المجتمع ، لا قيمة لوجوده بعشرات الملايين من افراده . . إلا لمنفعة سادة الحرب السابقة و . . اسرهم وحواشيهم واتباعهم المسلحين والممثلين قاعدة اجتماعية لهم ومسيدين فعل القوة الاستبدادية في الحياة اليومية للمواطنين ، في كل الامور . . دون استثناء – انهم . . القانون ؛ الاخلاق ، الدين ، العدل . . واقعا ، وهم الوطنية ، القيمية . . والعلم والابداع – شراء الشهادات العليا وجوائز الابداع عربيا وعالميا . . قد اصبحت طرقها معروفة . . حتى من عقد ونصف من النظام الفاسد المخلوع لقبل حرب ثلاثي الوكالة للخارج الاخيرة – ألم تلاحظ النخب . . احلال الاف الاساتذة الجدد محل أولئك المستبعدين . . كنبت شيطاني لم يكن لأي واحد منهم وجودا من قبل ، بل . . غالبيتهم معروفين الى وقت قريب ، ومنهم ليسوا بقليل من لم يحصل مستوى التعليم الابتدائي ، فجأة يظهر حامل دكتوراه وبروفيسور ومبدع على مستوى عالمي ، حتى يمهر اللقب العلمي او الحائز على جائزة مرموقة . . لعضاريط جهله عبر التهاني والتبريكات بنيل هذه الدرجة العلمية او الجائزة ، ومن ثم ترويجه منظرا او قائد دولة في التنمية المستدامة ، وبفضله ادخل اسم الوطن . . في مصاف ارقى البلدان المتقدمة – انهم لا يرون حقيقة انفسهم ؛ ليس فقط فهمهم ومواقفهم التابع تأثرا بالترويج الاعلامي والثقافة السطحية عبر النت والفضائيات ، حيث اصبحوا هتافين باسمه عاطفيا حبا بالوطن . . الذي رفع اسمه ومكانته عاليا بين الامم المتقدمة ، ومدافعين عن عبقريته و . . ما ناله اقل بكثير مما يستحقه – كأنهم كانوا ضمن اللجنة العلمية الذي وقف امامها في دفاعه عن اطروحته ومنحته استحقاق نيل الشهادة ، او لجنة تقييم الابداع التي اجازت منحه تلك الجائزة – غالبا لا يرى او يطلع احد او من هؤلاء على ما قدمه هذا المدافع عنه ، وإذا وجد لواحد منهم نادرا منشورا عمله ذائع الصيت كمؤلف ، تكتشف اعتياديته او ركاكته او حتى خداعيته بلغة وفهم وقدرة لا علاقة لها بحقيقة ما هي عند ذلك الشخص ، وبموضوع وادوات بحث واسلوب وبيئة – علمية او ابداعية – لا يعرفها او يتصل بها من قريب او بعيد ، بانطباع سريع وسهل بالاستماع لشخصه او الاطلاع على مؤلفه . . تكتشف بيسر ان صاحب العمل شخصا اخر وظف لتجهيزه ، وأن المكان لانجاز ذلك العمل – بما يشتمل عليه من بيئة ووسائل وادوات ومناخ بحثي وعوامل ملائمة . . غريبة عن صاحبنا ، لم يكن هناك ، بل لم يخرج من اليمن المعدوم فيه كل ما يتصل بذلك المؤلف للعمل العظيم ، . . حتى ما يصيب المرء بجنون الارتياب في نفسه . . أن تجد ذلك خلال سنوات والى فترة قريبة بأسابيع كإنسان مثل العامة ، وبظرف شهر او شهرين . . إذا به حاملا للقب العلمي او الابداعي – تتذكر ضابط امن الجامعة وامينها العام خلال وجودك كأستاذ جامعي بعد عودتك من العراق بأعوام لاحقة ، كنت تتبادل الحديث مع زميلين احدهما نائب عميد كلية الطب – المعين حديثا لاول مرة كأستاذ جامعي ، لكونه من حزب الرئيس وعصبته القبلية وبسند امني – كان ذلك في الفناء الخارجي من الساحة بين مكتب رئيس الجامعة وكلية الطب – الرئيس الذي كرم في تعيينه لسرقة اموال التعليم الموازي والنفقة الخاصة لاكثر من عشرة سنوات ، والتي لم تكن تدخل في الميزانية العامة للجامعة ، ولا تعرف عنها وزارة المالية وغير مودعة في البنك المركزي بحسابات الجامعة – لقاؤنا كان في المقر القديم للجامعة . . في منطقة الكامب المجاور للقصر الجمهوري الرئاسي ؛ لم تمر ربع ساعة إلا وقد اتى من ورائي ضابط امن الجامعة ، بسلوك بلطجي بوليسي يضغط على اعلى كتفي الايسر بقبضته ويقول ممازحا بسخرية . . كيف الرئيس الزعيم ، التففت بقوة مبعدا يده . . مكانك متخلف . . بنفس اساليبك الهمجية القديمة ، ما بتمدن ابدا ؛ يا أخي . . لك اكثر من خمسة عشرة سنة في الجامعة . . ولا قدرت تفهم ماذا يعني هذا المكان و . . لم تتأثر حتى بشعرة – مالك زعلان ، انا اضحك معك – عفوا . . سلوكك الطفيلي هذا . . غير مقبول ، اتعلم كيف تتعامل مع أستاذ جامعي . . بلا جهل – انا احبك – انا عارف . . ما تقول لي – يفاجئني صوت قادم لمدرسة من قسم التجارة ، من حزب الرئيس . . بثرة اللسان وقحة وذات سمعة أخلاقية سيئة ، . . ها يا رئيس . . والله ما تشمها ، انتم ما تساوون حذائه – ألتفت مميزا لها بوجهها القبيح . . انت قليلة ادب وناقصة . . لن ارد عليك – أصبحت شائف نفسك . . قالها ضابط الامن و . . برد سريع عليه . . مثل هذا السلوك تكرره معي . . اعرف الطريقة التي ستكون ملائمة معك – تهددني . . صدقت جدك زعيم الحزب في المحافظة – تعرف جيدا . . الجبهة ، خمسة اشخاص منهم كانوا يقطعوا سمارة وتحصر صنعاء – بارك لي سأكون زميل لك مستقبلا ، انا سجلت لدراسة الماجستير هنا في الجامعة – هذا خبر جيد . . على الاقل تكون انسانا مدنيا - بعد ثلاثة شهور وجدني في دردشة مع ثلاثة زملاء والأمين العام معنا . . بدا ملاطفا مؤخرا لتغير الظروف السياسية وافول اسمه كرقم لأذى من هم خارج الحزب الحاكم وبتعاون مختلط وجماعة الاخوان المسلمين ، حيث بدأت تشن حرب عليه من حزبه لاقتلاعه ، كنا نرتشف الشاي ونتحدث وقوفا . . وقت الراحة بعد انتهاء المحاضرة الأولى ، كصاحب يخبرنا بتسجيله للماجستير في العام القادم . . مؤخرا بعد مرور عشرين سنة من حصوله على البكالوريوس . . كما يقول ، يقدم لحظتها على كلامه . . كعادته قدم من الخلف ضابط الامن متسللا حدست باقترابه ، مد يده مصافحا بغلاظة بضغط كفه نية اظهار القوة . . فضغطت بقوة أيضا – والله قوي . . ما انا داري – من اين تدري . . فأنتم عبد المأمور لا تعرفون التفكير – انا احبك واحترمك – وانا والله مثلك – دقائق . . ليس لديه ما يقول ، خاطبني . . ما باركت لي ، خلاص حصلت على الدكتوراه – اندهشت وفضحتني عيني اللتين اتسعتا الى اقصى حد ، م . . مبروك ، متى و . . من فين – من الخارج – كان قد غاب عن ذهنه انه اخبرني قبل ثلاثة اشهر آنذاك باستعراض . . انه سجل لدراسة الماجستير في قسم الحقوق بالجامعة – كيف . . ذلك ، ثلاثة اشهر من تسجيله لدراسة الماجستير في العام القادم ، يحصل على الدكتوراه ومن بلد عربي – خلال منتصف العام الدراسي الأول من السنة التالية ، عند الساحة الترابية خلف الإدارة العامة للجامعة . . وعلى درج السلم الحجري الموصل الى معامل البيولوجيا لكلية العلوم القديمة التي أصبحت تابعة لكلية الطب – كنت وزميلين قد اتينا لمتابعة مستحقات الساعات الإضافية ، وصدف مرور الأمين العام ذاهبا الى الإدارة من مكتب رئيس الجامعة ، الذي علمنا بخبر طازج خلعه من منصبه وتحويله الى لجنة تحقيق حول الفساد المتهم به – صباح الخير . . كيف اساتذتنا – تجاهل إذا ما كنا سمعنا بالخبر ، وإن كان انكساره الحاد . . لا يخفى علي – الحمد لله ، وجدت وقت فراغ وخلصت الدكتوراه وحصلت على الشهادة – ما هذا الذي يحدث . . قلت في نفسي – قدمت اوراقي لكلية التجارة عندنا وقبلت – ويحضر مصادفة ضابط امن الجامعة . . ولكن بتعامل اتكيت افضل هذه المرة – اصبحنا زملاء – إيش – قدمت اوراقي وعينت أستاذ في كلية الحقوق و . . رئيس القسم فيها – بعد خروجنا من السور كل ذاهب الى بيته . . قال الصلوي . . والله هزلت ، وبسخرية دندن الدكتور يوسف الحمادي . . ما بقى إلا مثل هؤلاء . . الذين لم نعرف أن لديهم شهادة جامعية او عامة من قبل ، مش كفاية المعينين من بشهادات مشبوهة وضعيفة وجامعات غير معروفة . . غير المنحلات أخلاقيا ، ما هذا . . من قبل واحد دكتوراه بشروط الوضوء واخر بالجماع و . . اخريات بأطروحات عن الزعيم القائد – كله مفضوح عند الطلاب ، الذي لا يستطيع يتكلم لمدة ربع ساعة ولا يعرف الرد عن تساؤلات الطلاب ، واخر يقول لهم افتحوا الصفحة رقم . . من كتابي . . ويتقاسم الطلاب القراءة بالصوت حتى انتهاء موعد المحاضرة . . .