|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
تاريخ غرب تامازغا بين الحقيقة و التزييف
الإعتماد المنهجي على النص الاسطوري ضمن المنظومة الميثولوجيا, تهدف لإنتاج حكاية الربط بين التاريخ الماضوي الخرافي و صناعة شرعية الحاضر, بشرعنة النظام العلوي الكولونيالي, في هذا المنحى و المنظور أنتجت الحكاية الخرافية ل12 قرنا من تاريخ المورك, في الربط الجدلي بين تاريخ وهمي مزيف و بين الإحتلال اللاشرعي المعاصر. للإعلان عن شرعنة الإحتلال, تأسست جمعية 12 قرنا التي صرفت على نشاطها الدعوي ملايين من الدراهم, لإقامة إحتفالات في كل أرجاء الدولة للترويج للأسطورة في معناها الخرافي, و لتدعيم الخرافة يقوم الإعلام الرجعي بدوره التدميري في نشر المعلومات الزائفة و المغلوطة, حول الإمتداد المصطنع و الوهمي للشعب الموركي بالحجاز, و سلخ الشعب عن جذوره العميقة الضاربة في التاريخ, و جعلوا بلاد الأمازيغ جزء لا يتجزأ عن الحجاز تاريخيا و ثقافيا و لغويا في إطار منظومة العروبة و الإسلام, فيما يتخيلونه بثوابت الهوية العربية الأسلامية ( ما يعني فترة ما بعد ما سمي بالجاهلية). هذه الهوية المزيفة هي خارج عن تاريخ المنطقة, مرتبطة مباشرة بالصناعة الإمبريالية للتعريب الدولتيي لبلاد الأمازيغ, بهدف إستغلال ثروات المنطقة بحرية و بحماية الدولة العروبية الوليدة, بيدق الإمبريالية في بلاد الأمازيغ. الدعاية للأسطورة الخرافية لصناعة تاريخ دولة المورك المختزل في إثني عشرة قرنا من التأسيس السياسي بفضل المكون العربي, هي أطروحة إستعمارية, مبنية على تزوير تاريخ المنطقة بنفي الحقيقة التاريخية و إلغاء تاريخ الشعب الأمازيغي المستقل الممتد الى آلاف السنين قبل تشكل القبائل الأعرابية في موطنها, صحاري و قفاري الحجاز. أسطورة اثني عشرة قرنا, هي خرافة حكواتية دون سند تاريخي, مخطوطة أو إكتشاف أركيولوجي, يأكدان تأسيس دولة مركزية عربية, من جهة ( إدريس الفرد العربي في الدولة المورية, شخصية وهمية, لم يكن لإدريس الوهمي مكانة في الكتابة التاريخية إلا في العصر المريني بعد قرون عدة من التاريخ المقصود), فمن المنطق العلمي, فالأفراد لا قدرة لهم على تأسيس الدول, حتى و إن كانوا محليون, و ما بالك أن يكونوا أجانب و غرباء عن المكان( لا محل لهم من الإعراب), و من جهة ثانية, تجاهل مروجي أسطورة إثني عشرة قرنا من تأسيس الإمارة "الإدريسية" الإفتراضية في المورك, بأنه نتيجة الثورة الأمازيغية 740 و طرد الإستعماري الأموي, أدى الى تأسيس أكثر من دولة بنظامها السياسي المستقل و إستمرت بعد إنهيار "الإمارة الإدريسية" المفترضة. ما يخفيه النظام الكولونيالي و أعوانه من قومجيي العروبة القهرية و الإسلام العرقي عن القطيع البربري بشقيه, أن الدولة المركزية المورية تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد, حسب ما أثبته الأكاديمي محمد شفيق في كتابه " 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين", يقول محمد شفيق: "أن موريطانيا كان لها ملوك إبتداءا من القرن 4 قبل الميلاد, و قد ورث عرش باكا أسرة بوكوس. مارس الملك بوكوس الأول سلطته المطلقة في حدود قدراته العسكرية, و في حدود التعامل مع العصبيات القبلية. كان له مجلس شورى من الأقارب و الأصدقاء و بعض زعماء القبائل, وكان له ديوان للكتابة و لتدبير شؤون الجيش, و كان عصده الأيمن في العمليات الحربية هو إبنه أولوكوس, كانت تساعده في الإتصالات الخارجية خاصة مع روما هيئة سفراء من خمسة أعضاء, وكانت له دار للسكة. و كان من أجل هذا كله كان بوكوس الأول يعتبر نفسه أعظم ملك يوجد على وجه البسيطة, حسب ما رواه سالوستيوس الروماني".
|
|