سامية الحيوان البشري للدولة الصهيونية
أمين أحمد ثابت
2023 / 12 / 2 - 00:36
لا نحتاج لعرض معرفي تاريخي او تحليلي للفظ ( معاداة السامية
Anti-Semitism ) – الذي نراه وفق اعتقادنا الشخصي لا يرقى ليعتبر مصطلحا او اصطلاحا . . كونه لفظا دخيلا على أصل المعرفة . . لا يحتوي على قيم فكرية من حيث المعنى والمبنى والدلالة – وأيضا مثل ذلك لا نحتاج لتناول لفظة ( الصهيونية Zionism ) ، حيث وأن الأرشيف التاريخي المدون بتسجيل تفصيلي دقيق حول نشوئها وظهورها ومسارها بمحددات زمنية من ذلك التاريخ والأسباب وراء ظهورها الى جانب المسألة ( اليهودية Judaism ) خلال قرون مضت . . من اليونان والرومان قديما الى الإسلام والقرون الوسطى والعصر الحديث . . بطبيعتها المتحولة تلونا بين ثلاث ادعاءات الطابع للمظلومية ( الدينية ، الطائفية ، والايديولوجيا العرقية ) – حتى اصبح الوصول الى معلوماتها بضغطة زر على أي محرك بحث على الانترنيت .
إن ما يهم هنا . . ما علاقة متوهم مفهوم ( السامية Semitism ) باليهود – كونها مشتقة من اسم ( سام بن نوح ) على أساس الميثولوجيا الدينية ، وأصل الحقيقة المعرفية ( الدينية ) محددة نسل سام بن نوح تخصيصا ب ( العرب حديثا ) ، والذين كانوا يمثلون بشعوب شبه الجزيرة العربية وبلاد النهرين ( العراق ) والهلال الخصيب لسوريا القديمة الممثلة حديثا ب ( سوريا ، لبنان ، وفلسطين ) – وإن أخرجت التوراة من هذا المثلث الأخير من نسل سام بن نوح الكنعانيين – أي اهل فلسطين ومنهم الأردنيين حاليا من اصل فلسطيني – وذلك كما دون في تاريخ صراع الأديان اللاهوتية . . بأن ذلك الإخراج يعود لفعل انتقامي محملا بصبغة اللعنة – إذا . . كيف للعرق السامي العربي – وفق الافتراضية اللاهوتية الميثالوجية – أن يوصم ب ( العداء للسامية ) و لعرق بشري لا يعد من نسل سام بن نوح – بينما اعتنقت الشعوب العربية قديما تسلسل الديانات السماوية الثلاث ، اليهودية ثم المسيحية وأخيرا الإسلام ، وهو ما جعل شعوب المنطقة العربية القديمة حتى اللحظة تحتوي معتنقي الديانات السماوية الثلاث بتعايش مجتمعي واحد وبتناسب عددي سكاني متوافق مع تاريخ ظهور الأديان الثلاثة زمنيا – فمع مجئ دين معتقدي جديد يحل محل سابقه ، فإن الغالبية من السكان يدخلون في معتنقهم الايماني الديني الجديد . . تظل اقلية على دينهم المعتقدي الأسبق بينما يمكن أن تتواجد اقلية نادرة على معتقدهم الديني القبلي الأول القديم – مثلا عند ظهور وانتشار الديانة اليهودية ( كرسالة سماوية ) دخل غالبية انسان الشعوب العربية اعتناقا بها ، بينما ظلت القلة المتبقية بين صابئة على مذهب النبي إبراهيم وعبادة الاوثان – كما في عرب شبه الجزيرة العربية مثلا في عبادتهم للأصنام وقلة أخرى على دين إبراهيم – ومع ظهور المسيحية وانتشارها دخلت الغالبية فيها كدين معتنق بينما تبقت اقلية معتنقة لدينها الأسبق اليهودية ، وهو ذات الامر مع ظهور الإسلام ودخول الغالبية العربية فيه كدين ايماني معتنق مع تبقي اقلية معتنقة للدين الأسبق المسيحي ، وهي تزيد نسبة عددية مقارنة بمن تبقى على ديانته اليهودية كأقلية عددية نادرة – وبفعل الوجود الاجتماعي الوضعي القائم على معادلة التناسب المعتنقي كما سبق ذكره ، كان للأقليات الدينية المعتنقية الاقدم أن تنغلق في بيئات مجتمعية ضيقة . . توصفها ب ( طابع طائفي مناطقي او سلالي داخل مكونه بمحمول الدين المعتنق القديم عصريا ) – وهنا على أساس أن اليهودية ك . . ديانة سماوية ، فإن غالبية انسان الشعوب العربية يعد أصلا يهوديا باعتناقه هذه الديانة قديما – وإن اعتنق المسيحية ثم الإسلام لاحقا وبصورة متتابعة تاريخيا – والذي عليه ، فإن اليهودية ( المعاصرة ) لا يمثل ظاهرها ك ( فئة بشرية ) تعتنق الديانة اليهودية كغيرها من شعوب الأرض باعتناقهم ديانات مختلفة متعددة تحكم معتقداتهم بصورة ايمانية ومنها أيضا ما تعرف ب ( الديانات الوثنية ) ، بل انها تحمل جوهرا ( شوفينيا – عنصريا ) على مدلول سياسي – منذ الرومان واليونان القديمة وحتى الزمن الحديث – إلا انه تحدد نوعيا بمضمونه الحديث منذ مؤتمر هرتزل لاعلان المنظمة الدولية للصهيونية العالمية – أي تحول دلالة اليهود بمحمول الصهيوني – ونفذ هذا المشروع مع 1948م عبر الانتداب البريطاني على فلسطين كحركة تهجير يهود العالم الى فلسطين ك . . وطن لليهود – الذي هو وطن صهيوني لنظام امبريالي عنصري حربي متوحش بغطاء يهودي العرق ، والذي صنع بتفريخ غربي جاهز كشرطي امني امتدادي لمصالح الإمبرياليات الغربية الاستعمارية القديمة بصورة الاحتلال والمعاصرة بصورة التسيد التسلطي بالنفوذ على التجارة الدولية وخاصة المالية بغطاء وحماية أمريكية مباشرة من بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية .
والأكثر غرابة أن القانون الدولي والميثاق الاممي للإنسانية قد دلس سياسيا بجعل العداء للصهيونية ( العنصرية المتوحشة ) – مرتكبة الجرائم ضد الإنسانية البشعة لفرض نفوذها بواقع قوة القتل والتدمير العسكري المسلح – هو عداء لليهود ، وأن مقاومة الاحتلال بآلته العنصرية الحادة لأراضي شعوب أخرى – والتي تعد مشروعة وفق القانون الدولي – تفذلك بخداع امريكي – أوروبي بكونها ليست سوى صورا من العداء او الكراهية لليهود بكذبة موصف العداء للسامية ، وأن مقاومة الاحتلال لا تعد سوى تهديدا ( لأمن إسرائيل ) – وهو ما يمنح ( زيفا ) دولة الفاشية الدموية العنصرية الكريهة أن ( تدافع عن نفسها ) بتدمير بلدان بكاملها وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية الكاملة لمدنيي شعوب تلك البلدان الأبرياء . . تحت حجة ( العقاب الجماعي ) المتبع ضد أية مقاومة سلمية مجتمعية او مسلحة محدودة من الفصائل .
هذه هي السامية التي تبلينا أمريكا بها وبلدان غرب أوروبا الامبريالية ، والتي أصبحت ممجوجة ومنكشفة بخزي عالمي . . وما زالوا يكذبون كمصدقين انفسهم بما يتبجحون به ، وصولا الى اقذر فضيحة للإمبريالية الامريكية المتوحشة وحلفها الغرب أوروبي التابع بوحدتها الادمجاجية مع النهج العنصري الصهيوني في حربهم المعاصرة ( النازية الجديدة ) على غزة وتليها الضفة الغربية لفرض – وفق أوهام اجنداتهم الإرهابية - واقع بديل جديد غير بعيد بانتهاء القضية الفلسطينية والوطن الفلسطيني ، للولوج نحو شراكة شرق أوسطية جديدة تطبع فيها كل أنظمة الحكم العربية مع إسرائيل – تحت كذبة إشاعة السلام والاستقرار في المنطقة – تتصدر في هذا المشروع إسرائيل كذراع أساسي للمصالح الامبريالية الامريكية الفاشية كمتصدر لحلف الشر الغربي .