عمال وموظفي إقليم كوردستان والحراك الاحتجاجي
صوت الانتفاضة
2023 / 11 / 29 - 16:23
شهدت ساحة التحرير تظاهرة نظمها العشرات من مواطني إقليم كوردستان، احتجاجا على عدم دفع الرواتب للثلاث الأشهر الأخيرة، وقد رفعوا لافتات طالبوا فيها بتحويل مرتباتهم الى بغداد، وهو مطلب يحظى بتأييد واسع داخل الإقليم؛ وتعد هذه التظاهرة سابقة ملفتة، فهي الأولى من نوعها، وكان من المفترض وصول اعداد كبيرة من التدريسيين وباقي عمال وموظفي الإقليم، الا ان السلطة هناك قد منعتهم من الحضور.
أوضاع معاشية صعبة جدا، فالسياسات الاقتصادية التي تنتهجها السلطة "الليبرالية الجديدة" قد فاقمت من معاناة الناس، فأسعار الوقود هي الاغلى، حيث يصل سعر لتر البانزين الى 1250 دينار، اما لتر النفط الأبيض فيقارب الالف دينار، غير تكلفة سعر الامبيرية للمولدات الكهربائية الاهلية، وما يزيد المعاناة هو سرقة رواتب ومعاشات عمال وموظفي الإقليم.
حسب الاخبار فأن مجمل إيرادات الإقليم شهريا يتجاوز عتبة 2 ترليون دينار، اما رواتب عمال وموظفي الإقليم فيبلغ 400 مليار دينار شهريا، رغم ذلك فأن مشكلة الرواتب باقية، فهناك تجري عمليات نهب وسرقة علنية لكل الثروات، فالعوائل الحاكمة "بارزاني- طالباني"، والمتسلطين على رقاب الناس منذ عقود، والذين يحظون بدعم إقليمي ودولي، هذه العوائل بيدها كل ثروات الإقليم، وقد تقاسموا كل تلك الثروات، من نفط ومعابر حدودية ومصانع ومولات ومدن سكنية، ولم يكتفوا بذلك فلجأوا لسرقة مرتبات العمال والموظفين.
ان الحركة الاحتجاجية المستمرة في الإقليم هي الرد الطبيعي والتلقائي على سياسات الافقار والتجويع التي تمارسها سلطة العوائل هناك، وقد تأخذ مديات أوسع واشكالا اخرى، فهي في حالة تطور مستمر، ولا يمكن لها ان تتوقف بسبب انها تمس حياة الناس بالصميم.
ليس ذنب الناس في إقليم كوردستان الخلافات بين حكومتي الإقليم والمركز، هذه الخلافات لن تنتهي ابدا، بالتالي فلا يمكن القبول ابدا بمعاقبة الناس بتجويعهم وافقارهم وزيادة معاناتهم، هذه سياسات قذرة وبائسة، تنتهجها الأحزاب القومية الكوردية وأحزاب الإسلام السياسي، ولا يمكن القبول باستمرارها، عبر حراك احتجاجي مستمر وفاعل.
طارق فتحي