|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
السياسة الامريكية واوهام الجري وراء السراب
كان المؤمل أن تكون النكبة التي حلت بالشعب الامريكي في يوم الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة الامريكية , فرصة تنتهزها الادارة الامر يكية كي تعيد النظر في سياستها الخارجية التي أضرت بمصالح غالبية شعوب المعمورة , واثارت مشاعر العداء لامريكا في مختلف مناطق العالم. غير ان الرد الامريكي جاء مخيبا للامال باعلان ادارة الرئيس بوش الحرب على الارهاب بدأ من افغانستان وصولا الى العراق في معركة مفتوحة من حيث الجغرافية والزمان- هي في الواقع جزء من اعادة صياغة العالم بما يضمن هيمنتها عليه, لتكريس تلك الفكرة التي جاء بها فرانسيس فوكاياما حينما سمع بانهيار المظومة الاشتراكية والقائلة ب( نهاية التاريخ). لقد احدثت الحرب على العراق بالنتائج الخطيرة التي تولدت عنها زلزالا في حياة العراق والعراقيين . صحيح انها اسقطت نظاما استبداديا من ابشع واشرس انظمة الاستبداد التي عرفها التاريخ الا انها أرفقت ذلك الانهيار بتخريب شامل لبنى الدولة العراقية وتشكيلاتها الاجتماعية بشكل لم يسبق له مثيل. ولقد تفاقم حجم التدهور في الاونة الاخيرة في جميع مرافق الحياة قياسا لما قبل الحرب وعشية الحرب.كل هذه التطورات أوضحت صحة موقف الحزب الشيوعي العراقي الرافض للحرب وتوفعاته لنتائجها الكارثية. ويشير الاعلام الامريكي أن المعلومات المتسربة عن تقرير تقديرات الاستخبارات القومية , تفيد توصله الى تحول العراق الى معقل للارهابيين . ذلك هو ما اكده كتابان صدرا حديثا , هما الافضل مبيعا بسبب فضحهما لفشل ادارة بوش واكاذيبها فيما يتصل بمسار الحرب واستقواء شوكة العنف الدموي في العراق. ويعتبر كثير من المراقبين السياسيين في امريكا وخارجها, ان انتخابات الكونكرس الامريكية التي جرت في السابع من نوفمبر الجاري تعد لحظة تاريخية خارقة وسيكون لها اثار بالغة الاهمية بكل المقاييس على امريكا. ولابد من النظر الى الدور المحوري الذي لعبه موضوع العراق في التاثير على الناخبين الامريكيين . حيث اعتبرت نتائجها من قبل العديد من المراقبين على انها تصويت شعبي ضد سياسات بوش في العراق بعدما فشلت في تحقيق الاهداف المعلنة للحرب.ويشير الاعلام الامريكي انها المرة الاولى في الانتخابات الامريكية التي تضطلع فيها السياسة الخارجية بدور محوري في تحديد نتائج الانتخابات بعدما كانت القضايا المحلية والاقتصادية تحظى بالاولوية في بلورة اتجاهات الناخبين. واعترف بوش بان استياء الناخبين من الموقف في العراق , لعب دورا في الانتخابات وفي النصر الذي حققه ا لديمقراطيون . كما اعترف ان السياسة في العراق لاتعمل بشكل جيد على نحو كاف ولا بالسرعة الكافية. وقد تضاربت الرؤى والمقترحات والمبادرات بخصوص الخروج من المأزق في العراق ومن الحلول المطروحة هي كما يلي---
|
|