حطابة . . في حضرة ملوك العرب


أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 7 - 14:09     

يحتطب غابة الوقت
في غفلة من الزمن
لأرض تدور على أهلها
- رحى معركة –
في ارض . . يلف التعب جباه القاطنين
تارة يكرر التاريخ عليهم دورانه
يدخلهم في تفاصيل الرياضة البحتة
لرسوم حبلت بها أحلامهم
وأخرى يسيل عرقهم الطافح بالدموع
تغطي الرؤوس وتغلق الطريق
عن أطفال يقبعون على حافة بئر
. . بحثا عن قطرة ماء
بعد ما استنزفت جموع القبائل أطراف المدينة
والملك الهمام فاقد فتح الحروف
لم يبقي جحرا إلا وفصل المسافات
. . والرؤى
لبيته . . وأبنائه المدللين
- كل يرمي الشباك
حجر . . حجر


وأصوات تنوح في الجوار
غير القابعين في الديار
. . في انتظار الفرج
بئر تحلم الطفولة فيه . . قطرة ماء
يفيض عليهم سبايا حاملة
من أثقال قاذفي السموم
. . بأمر القاتل المجنون
يفيض عليهم بمياه ملوثة
. . بذاكرة آباء مستضعفين
. . بكذبة الخط الفاصل
بين الحقيقة والوهم
بين الوقوف على أرض راحلة
. . في الجنون
. . وترائي العبقرية
. . لبؤر تتقاذف الناسكين في الصمت
- بين الثبات لخطاب النوايا
. . وعيش أيامنا المتكررة
بين راقصة تغير المسار
. . على إيقاع الرياح
. . وهتافات المتفرجين

- حين ترسم على الرمل صور العاشقين
، تصورني مذ كنت صغيرا
عالقا في السطح
. . أناجي النجوم العابرة
. . واسترق بعض مغازلة عفيفة
لابنة الحاج سعيد
فأحلم نفسي فاتحا
والعدالة تجوب المكان
- بؤر فصول راحلة
وإذا بقبو صنعاء
. . يزرع الأرض قذائف
وقبائل ناهبة
. . لا تعرف الاغتسال
. . وتحرق المدائن
- فصول راحلة . . تحط على أجنحة الشباب
فتورق الأرض بالأمنيات
تضج القابعين في القصور
والقاعدين في الزمن اليباب
- البلد الخراب -
حيث لا يجد حطاب قوت يومه
وينعق الغراب
على قصور شيدت بالرخام
. . لحكام يموتون ألف مرة
و . . يعودون ثانية
- لأسر ماجنة تنهب العباد
ترحل الضعفاء
. . على صوت القذائف
. . عراة في العراء
- زمن يدور
و . . يدور
بين أوهام الذاكرة
، سيرة في الخبايا
. . لوقت كان سيجيئ
. . ولم يأت بعد
و مخازن أسلحة أعدت للانتقام
. . ببطولة الكاذبة
، عبودية لأهل البادية
ويفاجئنا القدوم
صوت دون ضجيج
. . أو ضجيج
يحامي علينا
. . بالسلام
، والتشفع لوقف الانتقام

هتفنا تحت وآبل الرصاص
وعلى الصخور كتبنا عن الخلاص
وعلى الوريقات المتطايرة
. . في الشوارع المهملة
فكان الاعتقال
، ورصاص اثقب الجباه
. . ممن كان بيننا
- حتى المقابر
لم تخلو عن رسمنا
، احلامنا . . حين لم نعرف طفولتنا
، لم نعرف غير لون الدم المراق
و . . الاشلاء المتطايرة
وضجيج المسافرين
. . الى الشتات
- تمخضت القصور لتلد فأرا
، يقول لن نعود للبيوت
، للطرق التي سكنت حينا
، فالقدر كتب قوله
قد تخلت المواضع عنكم
و . . من قبض الثمن
- لم يبق لكم
. . سوى نقوش على الحجر
وذاكرة تحوم المنطقة
. . فوق رؤوس من استبدلونا
وعلى بقايا الازقة القديمة
- دخان ، غبار و . . انفجار
جثث مطمورة تحت التراب
، وصرخة طفل رضيع
. . لم يكتب له البقاء
- كتل اسمنت ، ضجيج و . . قصف
. . موت تحت الركام .