غزة . . محاكمة تاريخية للبشرية وأنظمة حكمها / الجزء 1- ح 5 / الأسبوع الرابع من جرائم حرب النازية الجديدة – وسقوط الأكاذيب
أمين أحمد ثابت
2023 / 11 / 7 - 00:29
( ج )
. . استكمالا لما سبق ، مع اعلان إسرائيل الحرب وبدء عمليتها الوحشية بالقصف – الجوي والبري والبحري – بآلاف القذائف الثقيلة المسقطة أبراج ومنازل على رؤوس المدنيين وافناء مربعات سكنية بأحيائها تبيد كل من يوجد من المدنيين داخل ذات المحيط – اكثرهم أطفالا ونساء – خرجت رؤوس أنظمة الحكم العربية في ردود أفعال عاطفية عالية الانفعال وتوتر المشاعر ضد جرائم مجازر الإبادة لأهل غزة ، خطابا باستثارة الشعوب العربية . . لتمثل مبررا شعبيا لتنامي سقف لغة الخطاب ضد حيوانية جرائم الإبادة التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيونية ، و . . تحركا في اجتماعات ( عربية ، إسلامية ودولية ) تحشيديه لإيقاف إسرائيل لوقف الحرب و . . الضغط لاحقا على أمريكا وذيولها من الغرب الامبريالي الفاشي ، لكونها هي الحامي الأساسي لإسرائيل في ارتكابها ما تشاء من الجرائم المنافية للقانون الدولي والأخلاق الإنسانية ، حماية عسكرية تمنح إسرائيل فعلها الاستئصالي للعرق العربي الإسرائيلي في غزة و . . التجهيز البطيء لاستكمال ذات المهمة في الضفة الغربية بعد انهاء الأولى من سكانها الفلسطينيين – ومع تقدم مسار الحرب زمنيا وتنامي آلية الإبادة الجماعية اليومية وانفضاح لا إنسانية النظام الأمريكي والغرب أوروبي في دعمهم الصريح والصلف للجرائم المرتكبة والاستمرار فيها امام انظار العالم – مئات من القتلى والاف من الجرحى والمطمورين تحت الأنقاض يوميا ، غالبيتهم أطفال ونساء وكهول ، هذا غير قصف الجوامع والكنائس والمستشفيات والمدارس والجامعات و . . حتى اطقم الإسعاف الدولية والموظفين الدوليين العاملين بالإغاثة ، غير الصحفيين واطقمهم والأطباء . . الخ وانهاء البنية التحتية وقطع الغذاء والماء والكهرباء ومشتقات النفط ، فمن لم يطلهم القصف عليهم الخروج من غزة ، ويظلون مهددين بالموت تحت قصف اخر يطالهم مكان لجوئهم اليه او الموت جوعا وظمأ مع يقين موت المصابين المسعفين والمرضى في المستشفيات الخارجة عن العمل بفعل الحصار المطبق على غزة بفقدان مشتقات النفط للتشغيل الكهربائي لعمل الأجهزة والاضاءة لإجراء العمليات وانتهاء كامل الادوية العلاجية – ما دفع الى تحول الموقف الشعبي العالمي للتنديد بأعمال إسرائيل النازية بمساندة أمريكية والضغط على أمريكا لإيقاف هذه الحرب القذرة والمطالبة بتحويل قادة هذه الحرب النازية للمحاسبة الدولية على اقتراف جرائم حرب وحشية – وهو تحول عن وعيه المخدوع قبلا وتظليله بأكاذيب عن وحشية حماس الإرهابية تجاه مواطني إسرائيل الأبرياء والمسالمين ، خاصة وتلفيق قصص كاذبة عن ارتكابها جرائم تستثير أي انسان كان . . كذبح الأطفال والاعتداء على النساء وتعذيب المدنيين المسالمين الذين وقعوا في اسرها – تحول الوعي الذي افرزته وحشية إسرائيل بتجاهلها كل المواثيق والقوانين الدولية المحرمة ارتكابها في الحروب – على المدنيين والبنى التحتية الى جانب الموظفين الدوليين ومقراتهم وأماكن اللجوء التي تعلنها – لتحمل الأيام المتوالية بفعل العنجهية العنصرية لحكومة الحرب المعنوزة الإسرائيلية والعنجهية الامريكية بقوتها المفرطة العسكرية المستقدمة الى البحر الأبيض المتوسط وتحريك قواعدها العسكرية في البحر الأحمر . . بتهديد لكل البلدان العربية وايران وحتى الدولية ، بأنها شريك دفاعي لأمن إسرائيل . . ستطالها ضرباتها المدمرة – ليس فقط لو تدخلت ، بل إذا ما فتحت جبهة من داخلها ( غير رسمية ) للمشاركة في الحرب – وهو تصريح معلن بترك آلة الحرب الصهيونية للانفراد في تصفيتها العرقية واحتلال بدء غزة ومن ثم الضفة الغربية – حملت هذه الغطرسة بعد مرور الوقت . . تلك الاهداف المخفية التي كانت تتجهز لها إسرائيل عند تهيؤ الظرفية المناسبة للإنهاء الكلي للوجود الفلسطيني في موطنه المحمي دوليا وتصفية القضية الفلسطينية الى حيث لا رجعة فيها و . . بمصاحبة تحقيق الأهداف الاستراتيجية الرئيسية لإحكام أمريكا على المنطقة العربية والشرق أوسط – افرزت تلك العنجهية تكشف ما ترمي اليه إسرائيل ( سرا ) في حربها النازية هذه ، حيث استقدمت عملية طوفان الأقصى ما كانت تنتظره إسرائيل للعمل به . . خاصة مع صعود اليمين المتطرف وتحكمه بحكومة نتنياهو ( الهارب الى الامام ) ، ولكن بردة فعل مهلوس مجنون انتقامي ، وتكشفت المغالطات الامريكية المساندة باطلاق عسكري مشارك ولوجستي دبلوماسي بكذبة حق إسرائيل ( الدفاع عن نفسها ) – تكشفت غرضية الكيان الصهيوني غير نزعتها المرضية بالتصفية العرقية العربية الفلسطينية وتهجير ما تبقى الى سيناء والأردن – وهو ما استثار النظام المصري والأردني . . دافعا لهما لتقدم صفوف الغيرة العربية لإنقاذ الاشقاء المعرضين للإبادة والرفض المعلن لقبول الاملاء الإسرائيلي بفتح المعابر للمهجرين ( المتبقين ) الى داخل بلديهما . . إن كانوا يريدون انقاذهم من التصفية تحت القصف او الجوع والعطش والمرض – ومن جانب ثان تقدم قوة الخطاب الصريح لتركيا ودعمها الشعبي الذي ساند كثيرا فضح متحالف النازية الجديدة الإسرائيلية - الامريكية والغربية الأوروبية باقتراف جرائم الإبادة الجماعية والافعال المرتكبة ضد الإنسانية و . . التعطيل الأمريكي للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والأعراف الأخلاقية الإنسانية العامة – وهو موقف تركي ( خطابي وتحرك دبلوماسي ) فاضح ومساند كليا للفلسطينيين ودعوته لإيقاف الحرب العنصرية القائمة وإدخال المساعدات الاغاثية دون قيد او شرط .
وعلى ما سبق توضيحه من مواقف جبارة وبعاطفة جياشة مع اهل غزة والضفة فيما ينالونه من استهداف وحشي استبدادي وابادي لالة الحرب المحتلة – يصنع فينا وعيا ( توهميا عاطفيا ) بحدوث صحوة قومية عربية وإسلامية تنتصر للقضية الفلسطينية المتناسية لفترة طويلة من الزمن ، والتي كانت عرضة لتلاشيها بعمل سري في الاروقة الدولية المخفية لخطة بديلة لحل الدولتين . . عرفت بمسمى ( صفقة القرن ) – وحقيقة الامر أن ما هو حادث – بتوحد الموقف العربي والإسلامي ضد آلة الحرب الفاشية الصهيو- أمريكية المستهدفة انهاء وجود وطن فلسطيني عبر هولوكوست ابادي للفلسطينيين وتهجير من يتبقى منهم – يعد وعيا زائفا عاطفيا في اصله ، فهي ليست صحوة لإعادة الموقف القيمي عربيا واسلاميا ، ولكنه موقف خلقته مصالح الحكم والبقاء فيه ، فما يجري استثار انسان العالم اجمع تضامنا مع اهل غزة والضفة والتنديد بالنظام الصهيوني الوحشي غير الإنساني وسلوك أمريكا والغرب المفضوحة بعملها ضد القانون الدولي وتجيز جرائم الحرب واستمرارها بتعطيلها قوة القانون في ان يطال مجرمي الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين – داخل وطنهم – فما بالنا بالموقف الشعبي العربي عموما كموقف أخلاقي قيمي وليس عاطفي فقط – وهو من جانب ما اظهر ذلك الموقف العربي شبه المتشدد ضد هذه الحرب وادارتها الفاشية الامريكية – الصهيونية . . كتفاعل نظامي التسويق – مثل ما عبرت به شعوبها – ومن جانب اخر تخوفها مما سيأتي بفرض واقع وطن بديل للمهجرين الفلسطينيين مجددا الى داخل كل من مصر والأردن ولبنان وسوريا ، أما بالنسبة لتركيا فهي تجد في موقفها الاستبسالي الخطابي والسياسي والشعبي التعاطفي نافذة لعودة تقوية مصالحها مع العرب وفي مستقبل الشرق الأوسط الجديد القادم كمنفردة إقليميا الى الجانب العربي ، خاصة ومعلن العدائية الامريكية - الغربية لإيران وتهديدها . . بأنها وراء هذه الحرب وتهدد الامن والسلم العالمي في المنطقة من خلال اذرعها في المنطقة العربية - وهي عودة تعويضية ب ( دخول قوي ) عن خسارتها في دخولها الفاشل ابان ( ثورات الخريف العربي ) . . كبوابة خلفية لتنظيم الاخوان المسلمين الدولي .
تلخيصا لما سبق ، ما نقوله لا نكون مأسورين ( لوعي عاطفي زائف ) من خلال ظاهر الانخداع ، فبحدوث متغير تقلبي لمسار احداث الحرب . . قد نفاجأ – وهو امر مؤكد – تلاشي لموقف الصحوة ذاك وعودة الخنوع لإملاءات أمريكا والدولة الصهيونية العنصرية الفاشية ب . . ذريعة تحول الموقف الأمريكي والاوروبي وضغطهم لوقف الحرب انقاذا للمدنيين الأبرياء – وذلك عبر صفقة تنازل سرية لإسرائيل – سنصطدم وقتها عما كنا فيه واهمين – هل كل تلك المجازر وكراهية الإبادة والتدمير . . لا عقاب له ، إذا هل كنا واهمين بالانتصار العربي – أنظمة وشعوبا – لاهل غزة والضفة وعودة القضية الفلسطينية رأس الهم العربي كقضية قومية اسبق من كل الهموم والرغبات القومية او حتى القطرية ؟ ؟ ! – ولذا حين نعي حقائق ما وراء الظاهر ، نكون عندها بوعي نظيف غير مشوه . . نستطيع استقراء ما سيأتي واقعا ، ونمتلك عندها موقفا عقلانيا منطقيا وعلميا لاستثمار ذلك الظاهر ليملأ – بضغطنا الواعي – بتحرك المسار بما يحقق اكتمال الانتصار للفلسطينيين وقضيتهم و . . املاء ذلك المسار نحو تحقيق تقديم مجرمي هذه الحرب الابادية للمحاكمات الدولية – إن كان انتصارا للمظلومين ممن اريقت دماهم بعشرات الالاف ومثلهم الجرحى ، فإنه سيكون انتصارا للإنسانية في تثبيت قوة القانون لحماية الانسان وحقوقه في الحياة وتطبيقه على أي كان – بغض النظر على قوة النفوذ او الجنس او العرق او اللون او الديانة .
وهو ما سنأتي عليه في المنشورات القادمة ، جول إمكانيات تحويل سلبيات القيمة المنتجة بعد طوفان الأقصى الى إيجابيات تستكمل ( القيمة الشاملة ) لطوفان الأقصى ، الى جانب مستقرآت غير المنظور في كشف المسارات الاحتمالية المستقبلية لما بعد هذه الحرب الحيوانية المسعورة ضد اهل غزة والضفة ، ودور وعينا في تحميل تلك الاحتمالات التي تقود لانتصار القضية الفلسطينية وتحقيق الوجود والكرامة والحياة للفلسطينيين . . على الأقل مقابل كل تلك التضحيات التي قدمت خلال 75 عاما واشدها قسوة ما دفع ثمنه في هذه الحرب القذرة الجارية اليوم .