زهرة لفهد ..
مظفر النواب
2023 / 9 / 22 - 00:40
ـــــ زهرة لفهد ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مظفر النواب
زهرةٌ لفَهد
أي نَعَم
وقُرُنفُلةٌ
لأكونَ أشَدَّ وضوحاً وعِلمِيَّةً
للرئيسِ الحَقيقيِّ
للمجلسِ الوطنيّ فَهد
يا فَهد
يا فهد بنَ عبد العزيز
يا فهد بنَ عبد النزيز
يا فهد بنَ عبد الكلاب
أي صحيحٌ
جميعُ الأقاويلِ
والشائعاتِ
وما يَمنعُ الحَمَل
لكنهُ مَبدئيٌ
خِيانَتُهُ المبدئية
مهما تُكُن
تَستَحِقُّ احتراماً
وكلٌ كثيرٌ
لوجهِ الحَسَن للعَطَن
كان قولونُهُ الوَحدَويُّ
يُناقِشُ في قوميةِ
الوطنِ العربي
فمن دونِ أنفاسِ سيدِنا
ليسَ للمجلسِ الوطنيّ
وطن
يَستحِقُ احتراماً
كذلكَ يا سادتي
إنهم واضِحونَ
فآهٍ مِن الآخرين
وأقصدُ هذا تماماً
فَهِمتُم ؟
فَهِمتُم ؟
فَهِمُتم؟
على ذِمَّتي
لم أجِد قَطُّ إلا ذئاباً
فإيّاكُمُ أن تكونوا حماماً
إنهم واضِحون
فَهدُ واضِحٌ
سلطانُ بن عبد العزيز
واضِحٌ
فلانُ بن فلان
واضِحٌ
فآهٍ مِن الآخرين
وأقصدُ هذا تماماً
فَهِمُتم ؟
لم تَفهَموا
فِهمُتم ؟
سَلِمتُم
على ذِمَّتي
لم أجد قطُّ إلا ذئاباً
فإيّاكُمُ أن تكونوا حَماماً
تَمرَّستُ بالحاكِمين
وقاومتُ نفسي
تُحِبُّ مُقاماً
أخافُ كما
طائرِ الفلواتِ المُقاما
خَشيتُ تَمُنُّ عليَّ الإقامةُ
أو تَتَخَجَلُني لُقمةٌ
فَغَصَصتُ بها سَلَفَاً
أن تكونَ لِجاما
أما زَعموا قد قَبَضتُ؟
نَعم قَد قَبَضتُ
نِصفَ أرواحِهِم
ونَفَضتُ يدي قَرَفَاً
إنَّ هذا
أشَدُّ مُلاءَمَةً لمَزاجي
وأشهى انِتقاما
زهرةٌ لوضوحِ الخِيانةِ
تَفرِزُ فَرزاً
وتُفري أنوفاً تَغَطرَسَ
فيها النِّفاقُ سَناما
رِفاقَ السلاحِ بِكُم أستعيذُ
وعَنكُم أقولُ
ومِنكُم أشُدُّ عَزيمةَ قلبي
وأرمي ولا أتَرامى
لا يَهُمَنَّ
إن نَفَثوا السُمَّ
في جَسدي
قَد غَفَرتُ
إذا اعتَذَروا هُم لأنفُسِهِم
فالورودُ تَبُثُّ أريجاً
وحَرقُ المَزابِلِ
يذرو سُخاماً
أشيحُ وما بِيَ ضَعفٌ
على رَدِّهِم
أي شيءٍ
أردُّ كُلُّ هذا الرماد
سوى أن أموتَ ابتساماً
يا رفيقي
ولستُ أريدُ الإهانةَ
حينَ وطَأتَ المطار
تَذَكَّرتَ ذَبحَكَ
يوماً هُنا
هَل تَذَكَّرتَ نيرانَهُم؟
هَل تَذَكَّرتَ
دَمَّ صِغارِ العصافيرِ
يَرتطِمونَ بجدارنِ
غرفةِ نومِكَ
والسَّقفُ والأرضُ واللهُ
والبَدو يستَخرِجونَ
حليبَ حواصِلهِم
هَل تَذَكَّرتَ
مَن وَضَعَت في الطريقِ
جَنينَينِ مُلتَصقَينِ
حَناناً ورُعباً
وقد سَحَبوا فَخِذَيها
إلى قصرِ رغدان
كيفَ إلى الحَدِّ هذا
تَخونُكَ يا سيدي الذاكِرة؟
تَذَكَّر إذا لم أكُن قاسياً
بَعضَ نَفسِكَ
تَذَكَّر
تَذَكَّر
تَذَكّر بَعضَ جُروحِكَ
بعضَ جلالةِ عَورَتِهِ
هل نَسيتَ
النُّزولَ إلى الغَورِ
قَبلَ نُمُوّ الصباحِ الفَتِيّ
ورائحةَ الزعترِ الجَرَشيِّ
وقُبَّرَةٍ تَفتَحُ الريقَ
بإسمِ السمواتِ
أم أنتَ
بعدَ المذابحِ يا سيدي
تُهمِل الذاكرة؟
وطأةُ العُمرِ
أم وطأةُ الحُزنِ
أم وطأةُ البُندُقِية
أم أنتَ
أنتَ نَسيتَ؟
وهل جِئتَ عَمّانَ
كي تَستقيل؟
وهل أحضروكَ
بهذا الرِّباطِ الأنيقِ
لتَشهدَ أنكَ لستَ القتيل؟
وهل أحضروكَ
لتَشهدَ أنكَ لستَ القضية؟
رفيقي لعلَّكَ لم تَنسَ
أني وقَفتُ
بِوَجهِ الحكوماتِ
مُستَقتِلاً
دونَما بلدٍ
أو قبيلةِ حِزبٍ
لعلَّ قبائلُ كُلُّ الحكوماتِ
يا سيدي تَتَرَصَدُني
وتُشَهِّرَ بي
مُذ فضحتُ
تواطُأَهُم في دمك
وبَنيتُ لعشقِكَ صَرحي
رفيقي حبيبي
ولستُ أريدُ
المَساسَ بِجُرحِكَ
ثِق…ثِق…ثِق
مَن أنا غَيرُ جُرحِكَ
أو أنتَ جُرحي
أتَشعُرُ إذ نَطَّ
جَلّاد أيلولُ فَوقَكَ
ما زِلتَ يا سيدي
رَجُلاً أم حصان؟
آهِ
ما أوجعَ الجُرح
كَيفَ خَمُدتَ
وأنتَ النبيُّ المُعاصر؟
صِرتَ نبياً جبان
أنفضُ الذُّل
كَم أتمنى تُصَرِّخُ
في قاعةِ العَرشِ هذي
مُزَوَّرَةٌ كُلُّ هذي التقارير
كُلُّ الوجوه
وتُعلِنُ أن الكِفاحَ المُسَلَّحَ
لا غَيرَ
مِفتاحُ هذا الزَّمان
أكادُ أقولُ
وكلَّ زمان
لم يَزَل بَعدُ مُتسعٌ
للتَّذَكُرِ يا سيدي
يا حبيبي
ورَميُكَ للنَّعلِ
في وجهِ هذا العِناق
البَيان.