صالح دكلة ..من سواحل الشيوعية الى ضفاف الديمقراطية
مؤيد عبد الستار
2023 / 8 / 29 - 22:08
أعلام النهج الديمقراطي في العراق يعدون على أصابع اليد، من بينهم السياسي الراحل صالح مهدي دكلة . بدأ حياته معلما في مدينة العمارة وانتمى للحزب الشيوعي عام 1950 ، اثر وثبة كانون والاحداث التي رافقتها .
وبسبب نشاطه السياسي في مدينة الكحلاء اعتقل ومن ثم نفي الى ناحية شيخ سعد ومن هناك استطاع الهرب الى بغداد.
واصل نضاله في صفوف الحزب الشيوعي واضطلع بدور متميز قبيل ثورة الرابع عشر من تموز إذ كان مسؤول التنظيم العسكري وعلى صلة بالشهيد وصفي طاهر.
بالاضافة الى مسؤوليته للتنظيم العسكري قررت قيادة الحزب توليه قيادة منظمة بغداد عام 1957 .. لذلك كان لولب العمل ابان اندلاع ثورة الرابع عشر من تموز وعرف عنه النهوض بالمسؤولية بتواضع واتزان وهدوء .ص 13 من مقدمة د , نزيهة الدليمي لكتاب من الذاكرة لصالح دكلة .
بعد ثورة الرابع عشر من تموز تميز بنشاطه الى جانب الشهيد سلام عادل ، واعتقل اثر انقلاب شباط 1963 ولكنه استطاع الافلات من الحرس والهرب من المعتقل . ظل يعمل سرا حتى هروبه خارج العراق .
تفرغ للعمل الديمقراطي ولكنه ظل على علاقة وطيدة مع الحزب الشيوعي العراقي ، فاصدر في دمشق جريد الغد الديمقراطي والتي منحتني زاوية للنشر، فاخترت لها عنوان ( الكلام المباح ).
حين داهمه المرض بدأ يسابق الزمن ليدون سيرة حياته، فبدأ بكتابة ذكرياته في أذار 1998 حتى وافته المنية في تموز 1998 اختار خلالها محطات تاريخية ليدونها قبل الرحيل الابدي عن هذه الدنيا.
يتناول في القسم الاول من كتابه( من الذاكرة، سيرة حياة ) نشأته والبيئة التي عاش فيها في مدينة العمارة وعمله معلما في سلك التربية والتعليم وبداية تفتح وعيه السياسي ونشاطه في السياسة ومن ثم في صفوف الحزب الشيوعي وحصوله على عضوية الحزب عام 1952 م موقعة من قبل ( الرفيق باسم ) الاسم المستعار لسكرتير الحزب بهاء الدين نوري ص 35 وكان عمره أنذاك 21 سنة .ويواصل رواية تفاصيل نشاطه السياسي واعتقاله وشغل عدة مواقع هامة في الحزب الشيوعي .
العدوان الثلاثي على مصر
عمل رئيس الوزراء نوري السعيد بنشاط لادخال العراق في حلف بغداد ما تسبب في حراك جماهيري معارض قاده الحزب الشيوعي على شكل تظاهرات واعتصامات طلابية في الكليات والمدارس .
وزاد الوضع تفاقما إثر العدوان الثلاثي على مصر فاشتدت الحركة الاحتجاجية في بغداد وبقية المحافظات فبرز دور منظمة بغداد في قيادة تلك الاحتجاجات . وكان الراحل صالح دكلة المنسق لهذه الاحتجاجات وفي مقدمة التظاهرات ، فاستشهد بين يديه في تظاهرة باب المعظم المناضل عواد الصفار الذي اصيب برصاص الامن . ص 52
ولاينس ذكر الرفاق الذين ابلوا بلاء حسنا في هذه التظاهرات مثل ثابت حبيب العاني و عبد الرزاق الصافي و حسين الكمر وعشرات الكوادر النسائية . ويشير الى انتقال الغضب الشعبي الى الجيش .
ويعد الراحل صالح دكلة هذه الاحتجاجات بمثابة التمرين الاخير الذي سبق ثورة الرابع عشر من تموز 1958.
ضمن سيرة حياته بعض الوثائق المهمة مثل النقد الذاتي للرفيق محمد حسين ابو العيس حول الكتلة الانتهازية المعادية للحزب ، والنقد الذاتي للرفيق زكي خيري ، ومحضر اجتماع المكتب السياسي الطارئ للحزب حول اضراب الطلبة عام 1962
والذي انعقد بدعوة من سكرتير الحزب سلام عادل .
التجمع الديمقراطي العراقي
ايمانا من الراحل صالح دكلة بالديمقراطية ساهم بتوحيد التيارات الديمقراطية المعروفة مثل : اتحاد الديمقراطين العراقيين، حزب العمل العراقي ، وحركة الطليعة العراقية .وعملت هذه التنظيمات معا تحت اسم التجمع الديمقراطي العراقي ، ونجحت في عقد مؤتمرها التأسيسي في برلين عام 1985 وفي الجلسة الختامية تم انتخاب الراحل صالح دكلة سكرتيرا للتجمع الديمقراطي ومكتبا سياسيا من خمسة اعضاء .
شارك التجمع الديمقراطي بنشاطات المعارضة العراقية وحضر مؤتمر بيروت 1991 والقى سكرتير التجمع صالح دكلة كلمة التجمع .
من الذاكرة تقديم نزيهة الدليمي
في مقدمتها لكتاب من الذاكرة ، كتبت المناضلة الراحلة نزيهة الدليمي ، أول وزيرة في العراق 1959 ( من الذاكرة هي سيرة حياة مناضل وطني شيوعي من العراق ، تعتز به الحركة الوطنية العراقية ، فقد كرس حياته للنضال السياسي أجل إعلاء شأن وطنه العراق ومن أجل نصرة وسعادة شعبه . وقدم تجربته تلك في أحرج أيام مرضه ليخدم بذلك الاجيال القادمة من الوطنيين والديمقراطيين العراقيين )ص 17
ويكشف الراحل صالح دكلة السياسة الخاطئة التي أفضت الى نجاح انقلاب شباط 63 والاجهاز على الجمهورية الاولى بوحشية راح ضحيتها الاف المناضلين، يكتب مايلي ( لقد كشف تهافت تنظيماتنا العسكرية وانهيار روحها الهجومية القتالية ، فضلا عن تراخي همة كوادرنا وتنظيماتنا مدى خطأ السياسة التي اتبعناها منذ أواخر عام 1959 وحتى أواخر عام 1962 . ولقد بدأت هذه السياسة المشؤومة بقرار اتخذه القادة اليمنيون بعد اجتماع تموز 1959 ، الكامل للجنة المركزية
بحل تنظيماتنا العسكرية بذريعة إعادة التحالف مع قاسم ..! ) ص 95
ومن أجل معرفة اسلوب الراحل دكلة ونهجه في العمل السياسي ننشر بعض رسائله التي نعتز بها لنلقي المزيد من الضوء على جانب من اسلوب عمله السياسي .
دمشق 5/10/1991
الأخ الأستاذ مؤيد
تمنياتي وتحياتي الطيبة
استلمت مسروراً الكارت المؤرخ في 20/9 اشكرك على تمنياتك الأخوية الصادقة بالشفاء أملاً ان تكون انت وأقرب الأصدقاء في منأى من المرض وفي دوام الصحة.
بمناسبة مساهماتك في الجريدة اجتهدت
في نشر مساهمتك" شر البلية ما يضحك" في العدد السياسي لتصوري إنها أكثر وقعاً وعسى ان لا أكون قد أسات التقدير.
أبو فراس غادر دمشق من بداية أيلول الى العراق وسيقضي فترة هناك وقد وصلتنا أخباره وهو بخير.
على كل حال نحن على الدوام ننتظر مساهماتك القيمة سواء في الملحق او العدد السياسي من الغد.
هذا مع تمنياتي المخلصة
أبو سعد ( صالح دكلة )
28/2/1992
عزيزي الدكتور مؤيد
تحياتي الحارة وبعد
لا بد لي وأنا أكتب إليك هذه الرسالة أن أعبر لك عن امتناني الشخصي وتقدير الرفاق في الغد الديمقراطي على مساهماتك الثقافية والسياسية في الغد الديمقراطي والتي تلقى الثناء والاعجاب من قراء الجريدة. وهذا ما يجعلني أطمع، وقاتل الله الطمع، في المزيد منها.
عرفت عرَضاً، أن ... (أبو بشار) كتب اليك يعرض عليك العمل في إطار التجمع، وهذه، باعتقادي، مبادرة جيدة من أبو بشار يستحق عليها الثناء، لكني لا أكتمك مشاعري، إذ كنت اعتبرك، ومن طرف واحد طبعاً، واحداً منا ومن أقرب رفاقنا، ويسعدني حقاً ان تعتبر نفسك أنت الآخر واحداً منا، فنساهم في مشروعنا الديمقراطي فتضيف جهودك الى جهودنا وطاقاتك الى جانب طاقات الآخرين من أجل انتصار قضية الديمقراطية في بلادنا.
لقد انتهينا، مؤخراً، من صياغة مشروع وثيقة برنامجية ولائحة تنظيمية للتجمع ويسعدنا جداً ان تطلع عليها وأن نتلقى منك ملاحظات واقتراحات تغني الوثيقتين تمهيداً لمناقشتها وإقرارها في المؤتمر الذي نزمع عقده في بحر هذا العام ويسرنا كثيراً ان تساهم في أعماله.
أبو سعد ( صالح دكلة )
لندن 1994
عزيزي الدكتور مؤيد
تحياتي الحارة وبعد
أبعث اليك مع رسالتي هذه بالدعوة لحضور مؤتمر التجمع الذي ينعقد أواخر شهر تشرين الأول (اُكتوبر) القادم في لندن، وآمل أن يكون حضورك فرصة للإفادة من أفكارك ومساهماتك ومناسبة لتعزيز أواصر العلاقة بيننا لما فيه خير قضيتنا المشتركة وقضية الخلاص من الدكتاتورية وتمكين الشعب من تحقيق خياره في إقامة النظام الديمقراطي التعددي البديل.
ختاماَ تقبل تقديري واعتزازي
أخوك
صالح دكله (أبو سعد)
وثيقة عقد مؤتمر التجمع الديمقراطي
لندن في 30 حزيران 1994
الى الأخ العزيز د. مؤيد عبد الستار المحترم
تحية طيبة وبعد:
منذ حرب الخليج الثانية ولاسيما بعد هزيمة النظام العسكرية والسياسية في الكويت، حدثت تطورات سياسية هامة في بلادنا عمقت من أزمة النظام وقلصت الى درجة كبيرة القاعدة الاجتماعية للدكتاتورية، كما جرت، على الصعيدين الإقليمي والدولي، تغييرات عاصفة ليست في مصلحة الحكم من بينها المقاطعة السياسية والدبلوماسية والعزلة المفروضة على النظام، وضعت حركة المعارضة العراقية بصفة خاصة والشعب العراقي بصفة عامة وجهاً لوجه أمام مهمات الإطاحة بالنظام وإقامة البديل الديمقراطي التعددي.
لذا فقد نشر التجمع الديمقراطي العراقي في آذار 1992 في العدد 98 من صحيفته ( الغد الديمقراطي) مشروع وثيقته البرنامجية ولائحته التنظيمية بعد إعادة النظر فيهما في ضوء تلك التطورات والاحداث الجديدة تمهيداً لعقد مؤتمره العام الثاني، الذي له قبل غيره من هيئات، صلاحية إجراء تغييرات وتعديلات وتدقيق في سياسة التجمع وفي أهدافه البرنامجية وفي القواعد التي تنظم العلاقات الداخلية في التجمع بما يتلائم والظروف الجديدة.
ولما كانت المؤتمرات هي من أهم صيغ الممارسة الديمقراطية في التنظيمات والأحزاب السياسية، ولانها الدعامة التي يقوم عليها ويستند اليها البناء التنظيمي وشرعية الهيئات القيادية، فقد قررت الهيئة القيادية للتجمع في اجتماعها يوم 28/5/ 1994عقد المؤتمر العام الثاني مساء الجمعة المصادف 28 تشرين الأول(أكتوبر) من هذا العام 1994.
وإذا كان قد تعذر، بسبب من بعض المعيقات الفنية، عقد المؤتمر قبل هذا التاريخ، فان النجاح في تذليل العديد من تلك المعيقات ولا سيما منها إمكانية حضور عدد كاف من المندوبين فضلاً عن ان التجربة الناجحة لعقد المؤتمر الأول لفرع بريطانيا في خريف العام الماضي قد جعلا من مهمة عقد المؤتمر العام الثاني للتجمع مهمة عملية يمكن تحقيقها.
إن هذه الرسالة الموجهة الى الرفاق منتسبي التجمع كافة سواء منهم أولئك الذين لايزالون عند التزامهم بعضوية التجمع والعمل فعلياً في صفوفه أو أولئك الرفاق والاخوة جميعاً الذين ابتعدوا عنه في فترات ولأسباب مختلفة، هي بمثابة دعوة لحضور المؤتمر والمشاركة في اعماله والتمتع بجميع الحقوق التي تضمنها لهم اللائحة الداخلية للتجمع... كحرية مناقشة وثائق المؤتمر وتقاريره وحق الترشيح والانتخاب لمختلف الهيئات القيادية للتجمع.
وان هذه الرسالة هي دعوة لحضور المؤتمر والمشاركة في اعماله بكامل الحقوق التي جرت الإشارة اليها آنفاً، موجهة لأيضاً الى الديمقراطيين العراقيين ممن يشاطرون التجمع رأيه بأهمية وضرورة حشد طاقات قوى الحركة الديمقراطية العراقية كلها، أحزاباً وجماعات وشخصيات، وتوحيدها في إطار ملائم يمكنها من الاضطلاع بدورها في الحركة السياسية العراقية ويساعدها على المساهمة بفعالية أكبر الى
جانب القوى الوطنية العراقية الأخرى في ترجيح خيار الشعب العراقي على تحقيق الحكم الديمقراطي البرلماني التعددي البديل من الدكتاتورية، الحكم الذي يحقق الديمقراطية للعراق ويمكن الشعب الكردي من تقرير مصيره وبناء علاقاته الأخوية مع الشعب العراقي كله بما يضمن وحدة العراق أرضاً وشعباً ويتيح لبقية المواطنين من التركمان والآشوريين التمتع بحقوقهم الإدارية والثقافية في عراق ديمقراطي موحد.
هذا مع الاعتزاز والتقدير وإلى لقاء قريب حول طاولة المؤتمر.
عن / اللجنة المركزية
للتجمع الديمقراطي العراقي
صالح دكله
وفيما يلي أهم الأمور المتعلقة بعقد المؤتمر من الجدير بالرفاق والاخوة المشاركين في المؤتمر الاطلاع عليها:
1) جدول عمل المؤتمر يتضمن:
أ ـ مناقشة وإقرار الوثيقة البرنامجية
ب ـ مناقشة وإقرار اللائحة التنظيمية
ج ـ مناقشة وإقرار التقرير السياسي
د ـ مناقشة وإقرار التقرير التنظيمي
ه ـ مناقشة وإقرار التقرير المالي
و ـ مناقشة وإقرار قرارات المؤتمر وتوصياته
ز ـ انتخاب اللجنة التنفيذية العامة للتجمع
2) الجلسة الافتتاحية للمؤتمر مساء الجمعة 28 تشرين الأول(أكتوبر) ويحضرها الضيوف من أصدقاء التجمع وحلفائه وأحزاب وحركات المعارضة العراقية.
3) يخصص يوما السبت والأحد 29 و30 تشرين الأول لأعمال المؤتمر ويختتم المؤتمر أعماله مساءً في 30 تشرين الأول.
4) يتحمل مندوبو المؤتمر القادمون من خارج بريطانيا نفقات سفرهم لحضور المؤتمر في لندن قبل يوم واحد على الأقل من الجلسة الافتتاحية.
5) يتدبر التجمع ومنتسبوه في الساحة البريطانية أمر ضيافة المندوبين خلال أيام المؤتمر وبخاصة توفير أماكن السكن لفترة لا تزيد عن أسبوع واحد.
6) يتعين على الاخوة المشاركين من خارج بريطانيا ممن يحتاجون بعض التسهيلات للحصول على الفيزة البريطانية ان يبعثوا ألينا بالمعلومات الضرورية في وقت مبكر بغية تنظيم دعوات لهم تساعدهم الحصول على إذن الدخول (فيزة) الى الأراضي البريطانية على العناوين المبينة في نهاية هذه الرسالة.
7) سيزود المندوبون، قبل وقت كاف من عقد المؤتمر، بوثائق المؤتمر.
هذا مع الشكر والتقدير وإلى اللقاء في رحاب المؤتمر.
العنوان:
Iraqi Democratic Assembly,p.o.box 88......UK.