فرنسا المتمردة .
فريد العليبي
2023 / 7 / 2 - 00:38
سقوط ضحية خلال الاحتجاج الشعبي في فرنسا من أعلى سطح عمارة وعشرات الجرحى ، ماكرون يلوم منصات التواصل الاجتماعي ويقول إن بعض محتوياتها ستحذف، وزارة داخليته تعلن بدورها انها ستصل الى المحرضين في شتى المواقع التواصلية ضاربة عرض الحائط بما تسميه الليبرالية الميتة الحرية وحقوق الانسان
رقم المعتقلين فاق الألف حتى الآن وهو مرشح للمزيد والقمع على اشده وتلويح بفرض حالة الطوارئ...البرجوازية الفرنسية تستعرض عضلاتها البوليسية ضد المهاجرين والمهمشين في الضواحي المتروكة لكل انواع الظلم الاجتماعي وتنشر العربات المدرعة وتمنع عربات النقل بعد التاسعة مساء من الحركة.
الجزائر تستنكر القتل الوحشي بالرصاص لمراهق لا يزيد عمره عن 17 سنة فالضحية واسمه العربي نائل من أصول عربية جزائرية.
لو كانت فرنسا بلدا من الأطراف لسقط ماكرون فوقتها سيكون التدخل الخارجي جارفا. وقد يزورها الناتو كما زار ليبيا.
يبدو ماكرون في غربة عن فهم اسباب الاحتجاج الشعبي في فرنسا الذى بلغ مدى واسعا ،هو يلوم التربية الفاسدة والالعاب الالكترونية أما بوليسه الغبي فنقاباته تنعت المحتجين بالمخربين وتقول ان الوقت الان للمعركة وانها في حالة حرب...هو وهي يصبان الزيت على النار.
التربية الفاسدة التي نشأ عليها أفراد البوليس والقوانين الجائرة التي سنتها الحكومات المتعاقبة والاضطهاد الطبقي هي التي تفسر ما يجري. ... ومن يزرع الشوك يجني الجراح
في حصيلة أولية اصابة "79 شرطيا بجراح و حرق 1350 سيارة و 234 مبنى و 2560 حريقا في الطرقات العامة. ونشر 45 ألف شرطي .
قاتل الفتى العربي ، وحيد أمه ، عمره 38 سنة ..هو الآن في السجن بتهمة القتل غير العمد ..و في ظل ذلك لا يعرف الحد الفاصل بين القتل العمل والقتل دون عمد.
ومن بين ردود الفعل تصريح للبرجوازي الامريكي من اصل كندي ايلون ماسك يستغرب فيه امتلاك المحتجين اسلحة والحال انها مقيدة الملكية في اوربا فقد كتب "من أين يحصلون على كل الأسلحة؟ الملكية الشخصية للأسلحة في أوروبا محدودة للغاية، لكنها لا تزال موجودة. لذلك، من المرجح أن تكون معظم هذه الأسلحة مسروقة أو مستوردة بشكل غير قانوني إلى الأراضي الفرنسية". وللتذكير فإن المحتجين سيطروا على بعض محلات بيع الاسلحة كما تم اطلاق النار على عناصر من الشرطة .
اقصى اليمين مستنفر في طول فرنسا وعرضها ، البارحة نزل الى الميدان مسلحا فواجهه المحتجون المسلحون ايضا واذا استمر الحال فإنها الحرب الأهلية.
في فرنسا اليوم تستعمل العصي والمتاريس كما كانت تستعمل في انتفاضات القرن التاسع عشر ولكن اذا تطور الاحتجاج فإن اساليب اخرى سترى النور فالعصر غير العصر .
جريمة المراهق العربي انه لم تكن معه رخصة سياقة ، هو أصلا يعمل في ورشة صيانة سيارات ويبدو انه كان بصدد اختبار سيارة ، مقتله بتلك الطريقة ليس سابقة بل هو عادة في فرنسا التي لم تتخلص من عقدتها الكولونيالية .وتقول ارقام انه خلال السنة الماضية فقط قتلت الشرطة الفرنسية 13 شخصا بما يشبه تلك الطريقة وهناك من يلوم التاثير الجارف لأقصى اليمين الفاشي ضمن أجهزة الشرطة فمعظم القتلى من أصول غير فرنسية وخاصة عربية .