أفريقيا فوق بركان
رابح لونيسي
2023 / 6 / 2 - 20:47
لم يول الكثير أهمية لما يقع في موريطانيا منذ الإنتخابات الأخيرة، وبما يمكن أن ينعكس على القارة الإفريقية كاملة. فبسبب إحتجاجات على إنتخابات تشريعية ومحلية مزورة مثل أغلب الإنتخابات في العالم الثالث تم إعتقال بعض الشباب ذوي البشرة السوداء أدت إلى مقتل أحدهم في مخفر للشرطة، مما أثار أعمال عنف ومظاهرات وخطابات كراهية تنذر بحرب أهلية في هذه الدولة الهشة التي لاتختلف في هشاشتها دول مثل النيجر والمالي أين تشكل أي فوضى أو إضطرابات فيها تهديدا لأمن دول الجوار، وعلى رأسها الجزائر، كما تتحول بذلك إلى بؤر لإنتشار الجماعات الإرهابية ومختلف المنظمات الإجرامية كما وقع في المالي في 2012 بسبب تدفق السلاح من ليبيا بعد سقوط معمر القذافي وإنتشار الفوضى فيها، مما أدى إلى تدخل عسكري فرنسي.
فما وقع في المالي في حقيقة الأمر يعود جذوره إلى العنصرية والتهميش والإقصاء التي مارسها الجنوب الذي يغلب عليه ذوي البشرة السوداء الذين سيطروا على الحكم في باماكو ضد التوارق في الشمال منذ إستقلال المالي في 1960. ونجد العكس في موريطانيا حيث هناك إقصاء وتهميش وممارسة عنصرية يعاني منها ذوي البشرة السوداء من ذوي البشرة البيضاء الذين يسيطرون على الحكم في نواكشوط منذ إستقلالها عن فرنسا في1960. فلنضع في حسابنا أن موريطانيا تعد نقطة الإتصال بين أفريقيا السوداء وأفريقيا البيضاء، فقد كادت الحرب الحدودية الموريطانية-السنيغالية (1989-1991) من تفجير القارة كاملة منذ سنوات بسبب لون البشرة.
أن أي فوضى في موريطانيا، ستكون إضافة إلى الفوضى وعدم الإستقرار في القارة الإفريقية بسبب تدخلات قوى دولية وإقليمية تتصارع حول ثرواتها وصراعات قبلية وعرقية وإنشاء الدول الإستعمارية بعد إنسحابها لدول إصطناعية تكون في خدمة هذه الدول التي لازالت تمتص خيرات القارة. فلم تنشأ الكثير من الدول الإفريقية بناء على أسس وحدود طبيعية، مما جعلها دولا هشة منذ بداية ظهورها، وتعيش صراعات قبلية وعرقية ودينية مزمنة، كما تنتشر فيها بقوة مختلف العصبيات التي تسود المجتمعات المتخلفة إقتصاديا والتابعة للمراكز الرأسمالية التي هي وراء عرقلة تطوير قوى الإنتاج فيها، مما سيسمح بالتخلص أو إضعاف مختلف هذه العصبيات المدمرة، وتجعل شعوبها تعتنق مباديء المواطنة والإحترام المتبادل والقيم الديمقراطية وغيرها التي هي نتاج الثورة الصناعية التي تطور قوى الإنتاج بصفتها بنية تحتية، والتي تغير بدورها إيجابيا ذهنيات المجتمع وثقافته وشكل الدولة وغيرها بصفتها بنية فوقية كما حدث في أوروبا القرن19 بعد ثورتها الصناعية.
ان الميلاد غير الطبيعي للدول الإفريقية جعلها هشة منذ بدايتها بسبب صراعات قبلية وجيوش ضعيفة خاضعة للقبائل المسيطرة على الحكم ومهمشة للآخرين، فتولد عن ذلك حروب قبلية وعرقية مزمنة إضافة إلى صراعات حدودية بين مختلف هذه الدول، مما جعل منظمة الوحدة الإفريقية تقر بمبدأ هام في 1963، وهو "الحفاظ على الحدود الموروثة عن الإستعمار"، وهو مبدأ يجب الإلتزام به، وإلا ستتحول هذ القارة كلها إلى ساحة حروب بسبب النزاعات الحدودية. وما يؤسف له أن الفقر والبؤس والصراعات السياسية والقبلية والعرقية في القارة الإفريقية زادها تأزما التغيرات المناخية، مما أنتج هجرات إلى أوروبا عبر دول شمال أفريقيا في عمومها التي هي معبرا لهؤلاء المهاجرين. لكن الضغط الأوروبي على دول شمال إفريقيا مثل الجزائر وليبيا وتونس والمغرب الأقصى كي لا تسمح لهؤلاء المهاجرين غير الشرعيين بالمرور إلى القارة الأوروبية، إضافة إلى الحراسة المشددة المقامة في سواحل دول شمال البحر الأبيض المتوسط جعل الكثير من هؤلاء المهاجرين يستقرون في هذه الدول الشمال إفريقية، مما يمكن أن يثير الكثير من المشاكل الإجتماعية والأمنية مستقبلا تصل إلى حد الصدامات العنيفة كما يحدث منذ فترة في مدينة صفاقس بتونس.
أن أي فوضى في موريطانيا، ستكون الجزائر من أكبر المتضررين بها، حيث ستضاف إلى مشكلة الساحل والصحراء التي أصبحت تهدد الأمن الإستراتيجي للجزائر. كما أصبحت مصر اليوم معرضة إلى خطر كبير على أمنها بسبب الحرب في السودان وتزايد المهاجرين إليها، وهو ما سيؤدي إلى تأزم الأوضاع فيها دون أن ننسى تهديد منابع مياه النيل بسبب هذه الحرب ومحاولات إثيوبيا التأثير في تدفق هذه المياه بعد بنائها سد النهضة، وهو ما ينذر بحرب بين الدولتين بسبب المياه. فأمن مصر تحدده جغرافيتها، فهي تتأثر بما يحدث في الشام شمالا والسودان جنوبا. فقد أثُبت التاريخ المصري بأن القوة التي تسيطر على سوريا يفتح لها الطريق للسيطرة على مصر، كما أن كل من يسيطر على لبنان يفتح لها الطريق للوصول إلى دمشق. أما بالنسبة للسودان الذي كان جزءا من مصر بعد إتفاق بريطاني- مصري في 1899 قبل إنفصاله عنها في1956، فأي تهديد للسودان معناه السيطرة ومحاصرة مصر بالسيطرة على منابع مياه النيل الذي أنتج مصر حسب المؤرخ الإغريقي هيرودوت الذي يقول "مصر هي هبة النيل". فهناك تخوفات عالمية من تحول هذه الحرب في السودان إلى حروب عرقية وقبلية في دارفور وكردفان وغيرها، مما سيؤثر ليس فقط على مصر، بل على أغلب الدول المحيطة بالسودان، ويمكن أن يصل تأثيرها حتى إلى الجزائر بسبب تأثير هذه الحرب على ليبيا والتشاد وغبرها، مما سيؤزم الأوضاع الأمنية أكثر في كل الساحل الإفريقي. هذا ما يجعلنا نطرح أسئلة مشروعة: فهل ما وقع في موريطانيا وفي السودان وغيرها جاء نتيجة تطورات طبيعية فقط بحكم البنية التأسيسية لأنظمة هذه الدول وتركيبتها أم أن هناك مخططات رسمت بدقة لمحاصرة وخنق بعض الدول مثل مصر والجزائر؟.
يجب الإنتباه إلى ما يحدث في موريطانيا وضرورة القضاء على هذا المشكل في مهده وعدم تركه يتوسع، فكم من أحداث بسيطة تراكمت شيئا فشيئا لتتحول إلى أزمات كبيرة جدا؟. فعلى الجزائر أن تتدخل بطرق دبلومسية ناعمة طبعا لحماية أمنها كما كانت تتدخل في المالي بنفس الطرق منذ عهد الرئيس هواري بومدين أين كانت تضغط بشكل ناعم وودي على باماكو لحماية حقوق مواطني شمال المالي. فقد صحح الرئيس بومدين الخطأ الفادح الذي أرتكبه الرئيس بن بلة الذي أيد تحت تأثير عبدالناصر حكومة باماكو بقيادة موديبو كايتا وسياساتها ضد التوارق في الشمال الذين عانوا التهميش والإقصاء، مما جعل الرئيس بومدين يتدخل دبلومسيا بعد توليه السلطة في 1965 كي يحافظ على الإستقرار في المالي بضمان حقوق كل سكانه، بما فيها مواطني شمال المالي والحفاظ في نفس الوقت على علاقات وطيدة مع باماكو والمالي التي لها تأثير على الأمن الإستراتيجي للجزائر مثلها مثل النيجر وموريطانيا وغيرها من دول الساحل وجنوب الصحراء. لكن تم إهمال مالي ودول جنوب الصحراء في العهد الرئاسية الأولى للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، فتفاجأت الجزائر من تفجر الوضع في المالي بعد تدفق السلاح الليبي عليه بعد سقوط القذافي، وتم ذلك كله في غياب الجزائر، مما أصبح أمنها الإستراتيجي مهددا، وأصبحت تتحرك بعد ما تدهورت الأوضاع في المالي، وكان من الممكن تجنب ذلك لو واصلت الجزائر إهتمامها بهذه الدولة الجارة المهمة لأمنها كما كانت من قبل.
فعلى الجزائر اليوم أيضا أن تنتبه لما يحدث في موريطانيا التي ربطت معها علاقات جيدة مؤخرا بعد زيارة وزير خارجيتها أحمد عطاف إليها والإتفاق معها على عدة مشاريع إقتصادية وتعاون أمني يضمن طرق المواصلات. فقد أدركت الجزائر مؤخرا أهمية أفريقيا لها بعد ما تم إهمال هذا البعد في عهد بوتفليقة. نعتقد أن الجزائر تريد توظيف موقعها الإستراتيجي كمدخل للقارة الإفريقية وكمعبر للسلع والغاز والنفط بين قارتي أوروبا وأفريقيا. ولهذا ظهرت العديد من المشاريع مثل أنابيب الغاز الممتد من نيجيريا إلى أوروبا عبر النيجر والآراضي الجزائرية، كما تعمل الجزائر على إعادة إحياء مشروع طريق الوحدة الإفريقية الذي بدأه الرئيس بومدين ليس فقط كمعبر بين أوروبا وأفريقيا، بل بهدف تسويق المنتجات الجزائرية في إفريقيا بعد ثورة صناعية طموحة تم إجهاضها بعد رحيله.
فبناء على ذلك كله، فعلى الجزائر أن تكرر مع موريطانيا نفس ما قام به بومدين في المالي بدفاعه وضمانه لحقوق سكان شماله، مما حفظ الإستقرار في هذا البلد الجار لمدة طويلة. أن الحفاظ على الأمن والإستقرار في موريطانيا يتطلب أيضا مساعدة جزائرية لنواكشوط كي تضمن حقوق المواطنة كاملة لذوي البشرة السوداء في هذا البلد الذي فعلا يعانون من التهميش والعنصرية والإقصاء يمارسها متطرفون وعنصريون ضدهم، ويتهمونهم يوميا ظلما وبهتانا بأنهم عملاء لفرنسا والكيان الصهيوني، وهي كلها تهم باطلة يوظفها العنصريون لتبرير عنصريتهم، وفي بعض الأحيان للتستر على عمالاتهم وخياناتهم هم. فلا نستبعد أن مقتل هذا الشاب هو نتيجة لممارسة عنصرية من طرف عناصر موجودين داخل قوات الأمن الموريطانية، هذا إن لم يكن ينفذون أجندات قوى أجنبية تريد إثارة القلاقل في موريطانيا، ومن خلالها كل المنطقة، ومنها الجزائر. ولهذا ضرورة الحرص على إستبعاد كل من يحمل أفكارا عنصرية، ولا يؤمن بمباديء المواطنة من تولي مناصب حساسة في الدولة أو الإنخراط في أجهزة الأمن والجيش لأن أمثال هذه العناصر هي التي تصنع الإضطرابات والفوضى داخل الدول بممارساتها العنصرية والتهميشية لمواطنين يختلفون عنهم، فيخدمون بوعي أو دون وعي أعداء دولهم.
فمن الموضوعية أن نشير أنه لا زالت العبودية تمارس في هذا البلد رغم إلغاء الرق في العالم منذ القرن19، خاصة أن الغرب يستغل ذلك، ويضخم إعلاميا وفكريا هذه الظاهرة بترويجه أن العرب هم وراء ممارسة الرق في أفريقيا متناسين عمدا ما مارسه الأوروبيون ضد الأفارقة، وبأنهم أختطفوا، ثم نقلوا بشكل وحشي أكثر من مئة مليون أفريقي من القارة إلى العالم الجديد أمريكا في القرن16ميلادي، وقد مات عددا معتبرا منهم في الطريق. ويدخل هذا الترويج الغربي لهذه الأكذوبة حول الرق والإستعباد في إطار زرع شقاق بين ذوي البشرة السوداء والبشرة البيضاء في القارة ألأفريقية. ونشير أن هذا الإختلاف في لون البشرة لم يكن إلا نتيجة لإختلاف الجغرافيا والمناخ لا غير، فمن الطبيعي أن يكون المطلين على المتوسط والأطلسي ذوي بشرة بيضاء، والتي ستميل إلى السواد تدريجيا كلما أبتعدنا عن هذه السواحل.
بدأ الغرب ومعه الكيان الصهيوني منذ سنوات بزرع الشقاق بين أبناء القارة الإفريقية على أسس إختلاف لون البشرة، وكل ذلك بهدف تحقيق تغلغل صهيوني في القارة الإفريقية والوصول إلى مناطق وطرق مواصلات كمضيق باب المندب والقرن الإفريقي، وكذلك منابع النيل، إضافة إلى خلق بؤر توتر وفوضى لعزل ومحاصرة دول أمنيا وإقتصاديا مثل مصر والجزائر.
عرفنا في الماضي ظاهرة أو فكرة النغريتود Négritude بزعامة ليوبولد سنغور Léopold Senghour في إفريقيا وإيمي سيزار Aimé cisaire في جزر الأنتيل وغيرهم بصفتها قيم وثقافة إفريقية في مواجهة الإستعمار الأوروبي وعنصريته، ويمكن لنا ذكر أيضا ضمن دعاة فكرة النيغريتود كل من المارتنيكيين ليون داماس Léon Damas وبوليت ناردال Paulette Nardale وإدوارد غليسان Edourd Glissanوآخرين. لكن بدأت تظهر بشكل محتشم مؤخرا فكرة خطيرة تتمثل في الترويج بأن الأفارقة كلهم ذوي بشرة سوداء، وأن ذوي البشرة البيضاء هم غزاة جاءوا من خارج القارة متجاهلين في ذلك دور الجغرافيا والمناخ في تحديد لون البشرة. فهناك قوى إستعمارية عدوة لأفريقيا تريد إبقائها في حالة فوضى وحروب قبلية وعرقية كي يسهل نهب ثرواتها التي برزت بقوة في السنوات الأخيرة من جهة ولضرب إستقرارها، خاصة بعد ما تنبهت بعض دولها إلى ضرورة التخلص من القوى الإستعمارية السابقة كفرنسا، فربطت علاقات وطيدة مع الصين الصاعدة التي تغلغلت في أفريقيا إقتصاديا بإستثماراتها ومساعداتها الضخمة لدول القارة، دون أن ننسى طريق الحرير الصيني الذي أدى إلى إنشاء الصين لعدة طرق وموانيء في القارة، وهو ما يعرقل مصالح الغرب الرأسمالي الذي يريد إبقاء هذه القارة حكرا له وإبعاد الصين الصاعدة عنها في إطار الصراع حول الزعامة العالمية، وهو ما يتطلب ضرب هذه المصالح الصينية بزرع الفوضى في القارة.
ان ظاهرة التخوف الغربي من التواجد الصيني القوي في القارة الإفريقية قد عرفها الغرب في منتصف سبعينيات القرن الماضي مع الإتحاد السوفياتي الذي تغلغل بقوة في هذه القارة وقيام عدة أنظمة قريبة منه، ومن أهمها نظام أنغيستو هايلي مريام في إثيوبيا، وهو ما يعني نفوذ سوفياتي على طرق المواصلات الناقلة للنفط والغاز، ومنها باب المندب في القرن الإفريقي الذي يربط بين المحيط الهندي والبحر الأحمر. فلجأ الغرب آنذاك لمواجهة الخطر السوفياتي إلى إنشاء مجموعة نادي السافاري برئاسة فرنسا التي تنسق مع أمريكا والكيان الصهيوني اللتان توارتا إلى الوراء عمدا، وتضم هذه المجموعة إضافة إلى فرنسا كل من مصر السادات والمغرب الأقصى والسعودية وإيران الشاه. فكان هدف مجموعة السافاري السرية تصفية كل نظام يقترب من السوفيات، ويهدد مصالح الغرب الرأسمالي. فقد أستخدم في هذا التدخل البترو- دولار السعودي والمخابرات الإيرانية والقوات العسكرية المصرية والمغربية. فهذه المجموعة هي التي تدخلت عسكريا مثلا في الزايير بعد تمرد كاتانغا ضد موبوتو. فقد كشف الصحفي المصري محمد حسنين هيكل الكثير من أسرار هذه المجموعة التي كان مقرها في طهران بعد ما سمح له آيات الله الخميني بالإطلاع على الوثائق التي استولت عليها الثورة الإيرانية، ومنها الوثائق التي وجدت في مقر المخابرات الإيرانية السافاك، وأيضا في السفارة الأمريكية بعد ما أستولى عليها الطلبة الإيرانيين في1980. فهل سيعيد الغرب نفس الأمر اليوم مع كل من يهدد مصالح الغرب بعد ربطه صلات وثيقة مع الصين في إطار هذا الصراع العالمي أم أن هناك مخططا لتفجير القارة كلها على أسس خلق صراع شامل على أسس إختلاف لون البشرة كما سبق أن تطرقنا إليه من قبل؟.
يدفعنا رغبة الغرب خلق هذا الصراع الشامل على أسس إختلاف لون البشرة إلى طرح عدة تساؤلات: من وراء إظهار الملك الأمازيغي ماسينيسا في أحد الأفلام الغربية ببشرة سوداء، وهو ما يناقض الحقيقة التاريخية، ثم تصوير ملكة مصر كيليوباترة مؤخرا ببشرة سوداء أيضا؟. نعتقد أن ذلك كله لم يكن بريئا، بل هي محاولة خبيثة لتصوير كل الأفارقة ذوي بشرة سوداء دعما لطروحات هذه التوجه الجديد الذي ظهر في مخابر غربية، وسيكون وسيلة لإثارة صراعا بين الأفارقة ذوي البشرة السوداء والأفارقة ذوي البشرة البيضاء بعد إعتبار الأخيرين أنهم غزاة جاءوا من خارج القارة، مما سيدفع البعض من المتطرفين إلى الترويج لفكرة طردهم من هذه البلاد كما طرد الأوروبيين، مما سيثير صراعا ت وحروب أهلية. وللأسف تمت تغذية هذه الفكرة من طرف البعض من ذوي البشرة البيضاء الذين تحركهم أياد خبيثة بشكل ذكي جدا، فيصرون على نسبة أنفسهم إلى بلدان في قارة آسيا، وهو أمر خطير يقوم به هؤلاء الأغبياء الذين يعطون شرعية لهذا المطلب الذي يشجعها الغرب، وكذلك الكيان الصهيوني. طبعا نحن لا ننفي وجود هجرات عبر التاريخ في كل قارات العالم، لكن هل هؤلاء المهاجرين بقوا أنقياء، ولم يختلطوا ويتصاهروا مع السكان الأصليين. فلما يصر هؤلاء على نسبة أنفسهم إلى بلدان خارج القارة الإفريقية بكل ما يثيره ذلك من حزازات يمكن لها أن تتطور على المدى البعيد إلى ما لا يحمد عقباه.