وجهة نظر ...
صادق محمد عبدالكريم الدبش
2022 / 9 / 24 - 19:27
Addil Alinsan
المشكل الأساس في المنظومة الفكرية والسياسية والتنظيمية للأحزاب والمنظمات والجمعيات العراقية ، بكل مسمياتها ومراجعها ، دينية كانت أو قومية أو ليبرالية علمانية دون استثناء !..
التنكر بل الرفض للتعددية وللرأي الأخر والتعامل مع هتين المسألتين على أنهما خصمان .. كخطين متوازيين لا يلتقيان .
وهذه المسألتان تنسحب على كل الأنظمة المتعاقبة من 1921 م وحتى الساعة ..
بالتأكيد هناك تفاوت بين تلك الأنظمة بشكل نسبي ، فمن هذه الأنظمة من يستخدم كل وسائل البطش والقمع والتنكيل والالغاء والاقصاء ، بشكل سافر مثل نظام البعث من 17-30 تموز 1968 حتى اسقاطه في 9/4/2003 واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والغرب .. والفترة الأخرى في 8/2/1963 م واسقاط حكومة عبدالكريم قاسم على يد القوميين الناصريين وحزب البعث والذي دام تسعة أشهر وتم اسقاطه في 18 تشرين 1963 م على يد العقيد عبدالسلام محمد عارف ...
والفترة الأولى التي امتدت من 1921 م وقيام الملكية الدستورية من قبل المندوب السامي البريطاني ، بعد احتلال العراق عام 1917 م وتنصيب الأمير فيصل الأول ملك على العراق ، والتي امتدت حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 م ، وتتسم بشيء من الليبرالية وبعض الممارسات الديمقراطية ، والسماح بالعمل السياسي والأنشطة الديمقراطية ، ولكن شابها في فترات عديدة القمع والتنكيل والتضييق على الحريات ، وتنفيذ الإعدامات لقادة وطنيين عسكريين ومدنيين ، لكنها فترة نتمكن القول عنها بأنها أقل بطشا عن التي تلتها للفترة من 8/2/1963 م وحتى الاحتلال الأمريكي للعراق في 9/4/2003 م ...
اعزي السبب الرئيس لهذا الإرهاب والقمع والقتل والكراهية والتصحر الفكري والثقافي والتعصب الأعمى والانغلاق ، سببه يعود لسياسة الإلغاء والاقصاء وانكار التعددية والاعتراف بالأخر !...
ما زالت هذه السياسة قائمة لليوم عند الغالبية العظمى من هذه الأحزاب والمنظمات والجمعيات ...
إن التعددية الفكرية والسياسية والتنظيمية وقبول الأخر ، شرط أساس ووحيد لاستتباب الأمن والسلم المجتمعي والتعايش والتعاون والمحبة ، والسبب الرئيس للتقدم والرقي وقيام دولة العدل والمساواة والقانون .
وبعكسه لن نشهد استقرار وسلام وأمن ورخاء في عراقنا ، وسيستمر الصراع على أشده ويستمر نزيف الدم وثقافة الكراهية والعنصرية كسياسة تسود بين قوى شعبنا المختلفة .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
24/9/2022 م