تعليقات على تطورات الحرب في أوكرانيا.


فريد العليبي
2022 / 4 / 22 - 01:19     

الحرب العالمية الثالثة تجري الان بحسب معلقة تلفزيونية روسية فالناتو في الميدان وروسيا تحطم بنيته التحتية ورغم ان هذا استنتاج متسرع ورد فعل مفهوم على وجع غرق الطراد الروسي موسكوفا ولكنه يتضمن بعض الوجاهة فالناتو يحارب فعلا في اوكرانيا ولكن النقطة التي معها يمكن القول ان الحرب الثالثة قد اندلعت لم تصلها تلك المواجهة بعد وكان لافتا تأكيد جريدة التايمز البريطانية أن طائرة أمريكية بها معدات الكترونية متطورة هي من أعطت احداثيات ذلك الطراد فدمرته صواريخ نيبتون الأوكرانية..
بوتين رد باستعراض عضلات صاروخ سارمات العابر للقارات وفي الاحتمال ضرب هدف أمريكي كبير فالكرامة الروسية مجروحة والدب الجريح عندما يتراجع يفعل ذلك وجها لوجه موجها اللكمات واحدة تلو أخرى كل خطوة الى الوراء معها لكمة .بمخالبه. وهناك من ذهب خياله الى القول أن ذلك قد حصل عندما غرقت المدمرة USS The Sullivan ولكن الحقيقة أنها حارج الخدمة منذ ستينات القرن الماضي عندما تحولت الى متحف مفتو ح للزيارات العامة وان الامر لا يعدو أن يكون حادثا.
الروس يشعرون مجددا بالحاجة إلى مجدهم السوفياتي ويحاربون أحيانا مستندين إليه، هذا الشعور سينفجر أكثر يوم الاحتفال بعيد النصر هذا العام ، 9 ماي القادم ، وستكون المقارنة بين نصر ستالين المنجز ونصر بوتين المؤجل أو هزيمته القاتلة ...
يبدو أن خطبة بوتين التي هاجم فيها لينين والحقبة السوفياتية لم تلق صدى..دبابات رفعت العلم السوفياتي وتماثيل تخلد ذلك العلم...حتى في اوكرانيا تبدو ملامح تلك الحاجة في مواجهة النازية الجديدة ورعاتها الأمريكيين والأوربيين وهى البلد الذي منع فيه كل نشاط شيوعي .
الحرب تتخذ أيضا مظهر الدفاع الاخير عن الهيمنة الامبريالية الغربية على العالم ..ريح الغرب غلبت ريح الشرق ويجب أن تظل كذلك إلى الابد هكذا يفكر الإمبرياليون الغربيون وهم مصممون على دفن الأحلام الروسية الصينية الشرقية .
فلاسفة البرجوازيات الغربية من فوكوياما حتى ليفي مستنفرون متنبئين بالهزيمة الروسية وانتصار الليبرالية على ما يعتبرونه فاشية بوتين.
في التبعات الدولية ، شعر العرب وهم أمة مضطهدة ممزقة مثقلة بالهزائم القريبة والانتصارات البعيدة ، بمزيد من الغبن فالعربدة الامريكية الصهيونية الدائمة والاختلال الجاثم على الأرض لم يقابل يوما بما يقابل به الهجوم الروسي على أوكرانيا ، ناظرين الى الحملات الانسانوية الاوربية الامريكية ضد الروس باعتبارها نفاقا فهم عميان في فلسطين وسوريا والعراق ، مبصرون في أوكرانيا .
عسكريا لم تنجح الحرب الخاطفة وبوادر نجاح حرب قضم الضحية لقمة بعد أخرى ، تكتيكان مخنلفان هما قيد التجريب ، ربما دار في عقل العسكرية الروسية مثالان قريبان حرب الأيام الستة الخاطفة وبيروت 82 القاضمة وحصار الفدائيين ثم إخراجهم إلى المنافي، جنرال أوكراني محاصر في ازوفتسال اقترح هذا الحل وبوتين فضل عدم الاقتحام آمرا بالحصار الطويل دون السماح بدخول أو خروج ذبابة
الجانب الايديولوجي في هذه الحرب حاضر بقوة وآخر ما فيه حظر دستيوفسكي وتشايكوفسكي ، زاخاروفا الناطقة باسم الخارجية الروسية تعلق ساخرة من رهاب الخوف من روسيا : قريبا سيحظرون جدول مندليبف في إشارة إلى الكيميائي الروسي ذائع الشهرة.
فكككت البرجوازية الروسية مدعومة بالبرجوازيات الغربية الاتحاد السوفياتي دون حاجة إلى حرب ساخنة اليوم تخوض البرجوازية الروسية حربا مكلفة لاستعادة مجد امبراطوري ووقف اندفاع الناتو شرقا مشهرة أسنانها النووية وقد تحول كل محافظة اوكرانية تسيطر عليها إلى دونيتسك جديدة وهذا قد تجد فيه البروليتاريا الروسية ما تبحث عنه لكن بإعطاء الجمهوريات الشعبية معاني أخرى ولن يكون ذلك ممكنا دون ثورة ورغم أن هذا الاحتمال يبدو بعيدا الان فإنه لا يجب نسيان أن ثورة البلاشفة نفسها كانت في خضم الحرب الإمبريالية الأولى.