حرب عالمية ثالثة غير معلنة

تتفاعل اصداء العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وذلك بين من اعتبرها دفاعا عن أمن وسيادة روسيا وبين من يستنكر العملية الروسية ويندد بها ويعتبرها احتلالا .
لا تكمن المشكلة بالتوصيف بل بابعاد وخفايا الصراع الروسي الاوكراني والتي تصطف وراء كل منهما دول ومواقف عدة .
واضح ان الإدارة الأمريكية تريد التعويض عن تراجعها بالعديد من بلدان العالم وخاصة بعد انسحابها الهروبي من أفغانستان وانحسار نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وذلك بدعم اوكرانيا وصولا لتهديد روسيا حيث رفضت الولايات المتحدة إعطاء ضمانات للروس بعدم انضمام اوكرانيا لحلف شمال الأطلسي(الناتو )وكذلك تشجيعها لاكروانيا بتجاوز اتفاقية منسك وذلك عبر التمهيد لنصب الصواريخ التي تهدد الأمن القومي الروسي الأمر الذي آثار حفيظة الرئيس بوتين والذي أراد استغلال حالة التراجع الأمريكي لكي يستعيد قوة ونفوذ روسيا بعد ان وصلت الأخيرة الي المياة الدافئة في سوريا وبعد أن استطاعت ان تضم شبة جزيرة القرم وتمنع استغلال جورجيا من قبل الولايات المتحدة عبر إعادة السيطرة العسكرية عليها .
لقد أدركت الولايات المتحدة ان دخول روسيا الي اوكرانيا يعني ان هناك مرحلة مفصلية تاريخية عنوانها انتهاء عالم احادي القطبية التي كانت تسيطر علية الولايات المتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية التسعينات من القرن الماضي وان عالم جديد عنوانة التعددية القطبية ربما تنجح روسيا وعبر تحالفها مع الصين بوصفها القوة الاقتصادية الصاعدة والمتقدمة عالميا بتشكيلة من خلال البوابة الاوكرانية.
وعلية فقد استنفرت الولايات المتحدة وأظهرت ما لديها من قوة اقتصادية ومالية واعلامية وعسكري لعزل وحصار روسيا .
ان العقوبات الغربية الاقتصادية والمالية غير المسبوقة المفروضة علي روسيا من قبل الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين وذلك باعتراف الرئيس بايدن يعكس مدي قلق اميركا من التحول الجديد .
لقد استغلت اميركا العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا لتعيد سيطرتها علي حلف الناتو وعلي أوروبا منهية اية محاولات او اجتهادات أوروبية باتحاة تأسيس جيش اوروبي مستقل عن اميركا والناتو ومؤكدة إعادة سيطرتها من جديد علي أوروبا.
تدعي اميركا انها لن تتدخل عسكريا في اوكرانيا بوصف الأخيرة ليست عضوا في حلف الناتو ولكن تشير التطورات انها تتدخل وذلك من خلال دعم حلفائها الاوروبيين بالاسلحة الذين يقوموا بدورهم بدعم اوكرانيا الي جانب استنفار المقاتلين المرتزقة الذين استخدمتهم في حروبها السابقة في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرهم من المرتزقة بالعالم.
ان اميركا تشن حرب شاملة علي روسيا بما يشمل البعد العسكري علي العكس من الادعاء الأمريكي.
ان ما تقوم بة الإدارة الأمريكية عبارة عن حرب عالمية شاملة ضد روسيا بصورة مباشرة وضد الصين بصورة غير مباشرة .
ان استنفار الطاقات الغربية ضد روسيا لايعني ان الأخيرة تتبني الفكر الاشتراكي حيث أن روسيا الحالية ليست الاتحاد السوفيتي ذو الأفكار الاشتراكية .
وعلية فإن الصراع الحالي يهدف للحد من نفوذ روسيا كدولة راسمالية تطمح بحصة افضل في إطار سوق المنافسة الراسمالي العالمي
علما بأن الصين تنافس أيضا وفق أسس النظام الراسمالي العالمي وليس بديلا عنة .
انتهي .