فلسطين والحرية
محمد عمارة تقي الدين
2022 / 2 / 25 - 18:21
شعر دكتور محمد عمارة تقي الدين
(القصيدة هي جزء من قصيدة: ما الحرية؟)
تقول القصيدة:
من مخيم اللاجئين
جاء الصوت
أتدري ياصديقي ما الحرية؟
ولما تثير الكلمة فينا
برغم الوجع
برغم الألم
تلك الآمال الوردية؟
فقلتُ:
هي فلسطين الجميلة
وقد ابتسمت برغم آلامها الأزلية
تُعتِّق الزمن لتُحيله قنبلة
في وجه العصابات الصهيونية
*****
هي مآذن الأقصى وقد نادت
بكل الصيغ السماوية
أن هبوا يا مسلمين لأجلي
فما الحياة إلا رجلٌ
وقد أخلص للقضية
*****
هي كنائس فلسطين العتيقة
إذ تطوف القرون حولها
في مهمة قدسية
مرددة ترانيم المحبة والسلام
منذ الخطيئة الأولى وحتى اللحظة الآنيَّة
****
هي أسوار القدس وقد احتضنت مدينتها
كأم موسى وقد استردّته بأوامر علوية
ودَّت الأسوار لو كانت نهايتها
قبل أن تطأها جيوش البغي الهمجية
*****
هي غزَّة الباسلة
وقد ضربت المثل في الكرامة الإنسانية
يحج إليها كبرياء العالم
مُبدياً إعجابه ومُقدِّماً التحية
****
هي الضفّة الصامدة
كأروع قصة تراجيدية
حيث البطولة كائن أسطوري
قادمٌ من الأزمنة المَنسيّة
****
هي أريحا وحيفا ويافا
وكل معالم فلسطين التاريخية
إذ تقف شاهدة على الحق
وعلى زيف الرواية الصهيونية
****
هي إدوارد سعيد
وقد واجه العالم بنزعته الاستعمارية
وأنَّ لفلسطين شعب أبيّ
يرفض الاستمرار في دور الضحية
****
هي طفل الحجارة
وقد تحدى آلة القُبح القمعية
مُعلنا: لسنا هنوداً حُمر
بل شعوباً عانقت الأبدية
****
هي عشقي لكي يا حبيبتي
وأنا مُعلَّق على مشانق القاهرة المملوكية
ألفظ أنفاسي الأخيرة لأجلك
وأعلم أني ما أجزلت العطاء
وما أديت الوصية
****