2021: العام الذي لم تنته فيه الجائحة (ولا الأزمة الاقتصادية)

الرابطة الأممية للعمال
2022 / 1 / 18 - 09:32     





People stand in a queue to receive food aid amid the spread of the coronavirus disease (COVID-19) outbreak, at the Itireleng informal settlement, near Laudium suburb in Pretoria, South Africa, May 20, 2020. REUTERS/Siphiwe Sibeko
هذا العام بدأ بوعد البرجوازية بأنه مع بدء التطعيم، سيتحرك العالم بسرعة نحو نهاية الجائحة. واقترحت أن هذا من شأنه أن يساعد على وضع حد للتدهور العميق في الظروف المعيشية التي باتت تقاسيها الطبقة العاملة. رغم هذا التأكيد، تستمر الجائحة في موجات، ولايزال الاقتصاد الرأسمالي الإمبريالي في أزمة.

صادر عن الرابطة الأممية للعمال_ الأممية الرابعة. نشر في الأصل باللغة الإسبانية على الرابط التالي:
https://litci.org/es/el-ano-que-no-se-termino-la-pandemia-ni-la-crisis-economica/

ترجمه من الإسبانية دولوريس أندروود

كنا نرفض باستمرار التلميح بالغ التكرار بأن الجائحة قد انتهت [1]، وهي كذبة باتت صارخة إثر موجة الحالات التي تضرب اليوم العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم [2]. منذ البداية، أكدنا أن الرأسمالية مسؤولة عن طفرات فيروس كورونا المستمرة، وانتشاره المتسارع، واستمرار الجائحة.

الظروف البيئية والاجتماعية والسياسية للنظام الاقتصادي الحالي جعلت معالجة الوباء بطريقة فعالة وشاملة مسألة شبه مستحيلة. تدمير النظم البيئية وتوسع الأسواق وديناميكية حركة الناس والبضائع أدت إلى خلق الظروف المواتية للإصابة بالأمراض حيوانية المنشأ (الأمراض التي تنتقل بين الإنسان والحيوان) [3]. الهجمات المستمرة من قبل الحكومات البرجوازية على نظامنا الصحي العام لإعطاء الأولوية للتوسع في الرعاية الطبية الهادفة للربح فقط، خلقت أزمة رعاية صحية ذات أبعاد كارثية. وفي النهاية، حتى قبل أن يبدأ الركود في النصف الأول من العام 2020، وبدون هزيمة الوباء، فرضت الحكومات في كافة أنحاء العالم مسألة “العودة إلى الوضع الطبيعي الجديد” التي لم تؤدي إلا لمضاعفة احتمالات العدوى.[4]

العام 2021 تم الإعلان عنه على أنه “عام اللقاح” الذي سيتحقق فيه الانتصار على الوباء. ومع ذلك، كان إطلاق اللقاح محكوما بمعايير الرأسمالية الإمبريالية. تم تنظيم “السباق على اللقاح” بدون خطة مركزية للتعاون الدولي، وعوضا عن ذلك تم تحفيز المنافسة الشديدة بين التكتلات الصيدلانية الخاصة الكبرى، لضمان الفائز في هذا السباق أرباحه من خلال حقوق براءات الاختراع [5]. كان للقاحات ثمن باهظ، حيث قامت الدول الإمبريالية والغنية بشراء كميات هائلة من اللقاحات وتخزينها لصالح سكانها، ما أدى على الجانب الآخر إلى عدم امتلاك البلدان الفقيرة إلا لفرص ضئيلة لشراء اللقاحات. اليوم، لا تزال هذه البلدان تسجل أدنى معدلات التطعيم.

هذا التناقض ظهر بوضوح في الهند، التي تعد، من ناحية، إحدى أكبر الدول المنتجة للقاحات في العالم (في المختبرات التي تملكها التكتلات الإمبريالية)، والتي لم تتمكن، من ناحية أخرى، من شراء كميات اللقاحات الكافية لسكانها. شهدت الهند موجة ثانية قاتلة، وتطور متحور دلتا الخطير [6]. في جنوب إفريقيا، وهي دولة غير إمبريالية لديها القدرة على إنتاج اللقاحات، تمت ولادة المتحور أوميكرون [7]. التوزيع غير المتكافئ للقاح، إلى جانب سياسات “الوضع الطبيعي الجديد” خلقت وضعا يؤدي إلى عودة انتشار المتحورات الجديدة، التي ظهرت بين السكان الأقل تلقيحا، إلى البلدان الإمبريالية في نهاية المطاف. هذا “التأثير المرتد” هو ما نراه يحدث اليوم في الولايات المتحدة وأوروبا مع أوميكرون.

في مواجهة هذه البانوراما القاتمة، نتمسك بالمطالب التي أعلنتها الرابطة الأممية للعمال_ الأممية الرابعة قبل أشهر: اللقاحات للجميع، ووضع حد لبراءات اختراع اللقاح، والحاجة إلى خطة تطعيم دولية ضخمة ومجانية تعزز أنظمة الصحة العامة. هذا هو المسار الواقعي الوحيد للمضي قدما في مكافحة جائحة فيروس كورونا [7]. حتى لو انتهى الوباء، فإن الرأسمالية الإمبريالية تقدم لنا مستقبلا كئيبا: سيكون هناك المزيد من الأوبئة. هذا الاستنتاج توصل إليه علماء متخصصون في هذه الأنواع من الأمراض: سارة جيلبرت، إحدى مبتكرات آسترازينيكا حذرت، في مؤتمر عقد مؤخرا من أن “الوباء القادم قد يكون أكثر فتكا من كوفيد”.[8]

الرأسمالية الإمبريالية فشلت في عكس مسار طابعها المدمر المتزايد للعالم الطبيعي. وكذلك الأمر فيما يتعلق بهدف تغيير مصفوفة الطاقة لتقليل استخدام الوقود الأحفوري الملوث. لا تنظر أبعد من مؤتمر الأمم المتحدة الأخير لتغير المناخ (المسمى كوب 26) للحصول على مزيد من الأدلة على أن الطبقة الحاكمة ليست على استعداد لإدخال تغييرات منهجية.[9]

انتعاش بطيء للغاية
موجات الوباء الجديدة أثرت على الاقتصاد العالمي. استجابة لذلك، خفضت المؤسسات المالية تقديراتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي. تقرير صندوق النقد الدولي الصادر في تشرين الأول 2021 توقع انخفاضا لهذا العام، “بسبب تأثير موجات الوباء الجديدة”. [10]

هذا التفسير صحيح جزئيا فقط. في العام 2020 ، بدأ “الركود العالمي” بالفعل. الجائحة والقيود الناتجة عنها أدت إلى تحول الاقتصاد العالمي المتعثر بالفعل إلى ركود ديناميكي. سياسة “الوضع الطبيعي الجديد” بدأت في انعاش الاقتصاد الرأسمالي حتى العام 2021 لكن هذا التعافي كان بالفعل مثقلا بمشاكل وتناقضات عميقة.[11]

في أيلول الماضي، قمنا بتحليل العقبات الرئيسية أمام مسيرة التعافي [12]. بداية، بيّنا كيف “تعطل” الانتعاش نفسه: فجوة التفاوت العميقة بين البلدان تجعل أي انتعاش للاقتصاد متباينا وغير متكافئ. على حد تعبير أحد المحللين، “بعد الأزمة رأينا رابحين وخاسرين” [13]. كان الاقتصاد الأمريكي والصيني الأكثر قابلية للتعافي في العام 2021، على الأقل اسميا. الشركات الفائزة هي التي تنتج أو ترتبط بإنتاج قطاع التكنولوجيا. قطاعات أخرى، كالسياحة والتجارة، تضررت بشدة، بينما تبحث القطاعات الصناعية التقليدية للاقتصاد عن خطط لتقليص القوى العاملة وإعادة هيكلتها.

هل يلوح التضخم المصحوب بالركود الاقتصادي في الأفق؟
العقبة الثانية التي نواجهها في التعافي هي طبيعة التضخم الذي يسجل في الولايات المتحدة [14] وأوروبا [15] أعلى المؤشرات التي رأيناها منذ عقود. البلدان والمناطق الأخرى تسجل أرقاما مماثلة أو أعلى. وهذا يجعلنا نتوقف قليلا للنظر في البعد الحقيقي لتعافي الاقتصاد، لأن نمو الإنتاج يبلغ 2٪ فقط [16]. لهذا السبب، بالنسبة إلى الاقتصاديين مثل نورييل روبيني، “يمكن أن تؤدي ديناميكيات العرض والطلب هذه إلى تضخم مصحوب بركود اقتصادي شبيه بفترة السبعينيات (ارتفاع التضخم وسط ركود) وفي نهاية المطاف إلى أزمة ديون حادة”.[17]

وهذا يعني أنه بعد انتعاش قصير وضعيف، سيتباطأ الاقتصاد العالمي ويتجه نحو ركود جديد. بعض البلدان، مثل البرازيل، دخلت بالفعل في حالة ركود [18]. دول أخرى، مثل تركيا [19] والأرجنتين [20]، تشهد انهيار عملاتها. ومن المتوقع أن نشهد وضعا أكثر خطورة بسبب الفقاعات المختلفة التي توشك على الانفجار في قطاعات الإسكان والديون والعملات المشفرة، حيث علينا أن نتوقع أزمة أسوأ من تلك التي بدأت في 2007 / 2008 [21]

الاقتصاد الصيني لديه أيضا مشاكله
الصين كانت هي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي انتهى بنمو الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في العام 2020، وقد حافظت على أحد أفضل الاقتصادات في العام 2021: شهدت الدولة زيادة في الصادرات التجارية، ومستوى صحيا من الاستثمار الأجنبي، والاستثمار في بلدان أخرى (يطلق عليه “طريق الحرير” ). وقد أشادت وسائل الإعلام بهذه الديناميكية، وصرحت بأن الصين ستستمر في كونها عامل استقرار اقتصادي عالمي [22]. لكن التوقعات الآن للعام 2022 تبدو أقل تفاؤلا.[23]

العقارات والإنشاءات العامة هما القطاعان اللذان أسهما في تحقيق النمو وخلق فرص العمل للاقتصاد الصيني. القروض العامة والخاصة أدت إلى تضخيم كلا القطاعين بشكل مصطنع، وقد شهدنا بوادر أزمة منذ عام 2015 على الأقل [24]. هذه المشكلة تجلت للمرة الأولى في الأزمة المالية لمجموعة إيفرغراند، وهي شركة تطوير عقارات صينية مترامية الأطراف، لم تكن قادرة على سداد ديونها [25]. المشكلة باتت أكبر، حيث أننا نشهد بالفعل تأثير كرة الثلج على قطاعي العقارات والبناء. في تشرين الأول الماضي، لم تسدد شركة فانتازيا القابضة ديونا تزيد عن 200 مليار دولار، وتتعرض حاليا لخطر الإفلاس [26]. يقترح البعض أن هذين القطاعين قد انفجرا بالفعل في الصين. [27]

ما هو تأثير هذه الصيرورة في الصين، وما هو تأثيرها على الاقتصاد العالمي؟ يتوقع البعض أن يكون لها نفس التأثير الذي أحدثه إفلاس بنك ليمان براذرز عام 2008 [28]. في تشرين الثاني الماضي، حذر صندوق النقد الدولي من أن “زخم النمو الصيني يتباطأ”. [29]

باختصار، دعنا نتناول المواجهة بين الولايات المتحدة والصين والتي تم وضعها كاستراتيجية جيوسياسية استراتيجية لحكومة جو بايدن. في البداية عبرت عن نفسها على أنها “حرب تكنولوجية تجارية” بدأها دونالد ترامب [30]، الصراع بدأ الآن في اتخاذ تعبيرات دبلوماسية مختلفة [31]. وبغض النظر عن التوصيفات المحتملة لأهمية هذه المواجهة، فمن الواضح أنها تهدد بزعزعة استقرار الاقتصاد العالمي والانتعاش.



الحراكات الجماهيرية


الجائحة أصابت العمال بشدة في كافة أنحاء العالم: تأثير العدوى والوفيات. ولأن البرجوازية وضعت على عاتق الطبقات العاملة العالمية ثقل الأزمة الاقتصادية خلال العام الماضي، أدى ذلك إلى تفاقم الهجمة المستمرة على ظروف العمل ونوعية الحياة، والتي استمرت لعقود.
إحدى أشد النتائج خطورة كانت زيادة “الفقر المدقع” و”انعدام الأمن الغذائي” [32]. لقد شهد العالم زيادة في معدلات الفقر والبطالة وفقدان السيطرة على الرواتب وتدهور ظروف العمل وعدم الاستقرار. هذه الخسائر يكاد لا يتم تعويضها طوعا: فالبرجوازية لا تنوي إعادة ما سرقته، بل على العكس، فهي تتطلع إلى ترسيخ هذا التدهور في الأوضاع بشكل دائم. هذا الواقع يخلق ظروفا لا تطاق للجماهير العاملة، عبر مختلف المناطق والبلدان، ما ولد استجابة قوية من خلال الصراع الطبقي.

في العام 2020، تسببت الجائحة وأثارها في مأزق نسبي للحركات الجماهيرية، ما وضع طبقتنا في حالة دفاعية. نقول “نسبي” لأنه في بداية الجائحة اندلعت في الولايات المتحدة انتفاضات مناهضة للعنصرية ضد قمع الشرطة وإطلاق النار، ما وضع حكومة دونالد ترامب في مواجهة جدار، وأثار أزمة في النظام السياسي [33]. الإضرابات المستمرة كانت أقل وضوحا إلى حد ما، لا سيما في قطاعات التعليم والخدمات والتجارة.[34]

العام الماضي شهد، إلى حد كبير، انتعاشا في نضالات الطبقة العاملة في مناطق ودول مختلفة. سنركز هنا على بعضها فقط، مع إعطاء الأولوية لتلك التي لديها أهمية سياسية أكبر.

كوبا
في تموز الماضي، احتشد الآلاف عبر مدن متعددة في كوبا احتجاجا على الأزمة الصحية الناتجة عن الجائحة، وتقنين الأدوية والعلاج، وغياب الحريات الديمقراطية الذي فرضه نظام كاسترو. تم قمع الحراك بوحشية واعتقال مئات النشطاء [35]. هذه الأزمة أعادت إحياء الجدل الحاد حول طبيعة النظام الكوبي الذي بقي مستمرا في أوساط اليسار الدولي منذ عقود.

التيار الكاستروي التشافيزي يعتبر كوبا “معقل الاشتراكية الأخير”، وأن العامل المحدد للمشاكل التي تواجهها البلاد هو الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الإمبريالية لسنوات. لهذا السبب، يعد هذا التيار الحراك ثورة مضادة. حسب رأيه، فإن الحراك مدفوع ويخدم مصالح الإمبريالية والبرجوازية الكوبية المنفية، والمتواجدة حاليا في ميامي (تسمى بالديدان باللغة الإسبانية). لهذه الأسباب، فإنه يؤيد قمع نظام كاسترو للحراك.[36]

كثير من المنظمات التي تعد نفسها تروتسكية (الفصيل التروتسكي، بقيادة حزب العمال الاشتراكي في الأرجنتين) تعتبر أن كوبا لا تزال “دولة عمالية بيروقراطية”، حيث تدفع الكاستروية باتجاه استعادة الرأسمالية، وتطرح مخاطرة مشابهة فيما يتعلق بضغط الولايات المتحدة الإمبريالية والبرجوازية الكوبية في ميامي [37]. إنها تصف الحراك بأنه “متناقض”، وبأنه من ناحية، رد مشروع على تدهور الظروف المعيشية للجماهير، ومن ناحية أخرى، رجعي، يتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي بتمويل من الولايات المتحدة. في مواجهة هذا “التناقض”، تبنى الفصيل التروتسكي موقفا ممتنعا، ولم يقترح توجها ملموسا. هذا الموقف آل في نهاية المطاف لصالح نظام كاسترو. والأسوأ من ذلك بالنسبة لحزب تروتسكي، أن الفصيل لم يتخل عن دعم الحراك فحسب، بل أنه لم يفعل شيئا تقريبا للتنديد بالقمع الذي أعقبه. إنه لا يدعم ولا ينخرط في أي من الحملات الدولية المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين خلال الانتفاضات. ونظرا إلى أن حزب العمال الاشتراكي قد انتخب عدة مشرعين في الأرجنتين، فإنه من الممكن أن يكون له تأثير كبير إذا غير موقفه الحالي.

الرابطة الأممية للعمال_ الأممية الرابعة ميزت، على مدى عقود، نظام كاسترو بأنه يستعيد الرأسمالية في كوبا [38]. استفادت الإمبريالية الأوروبية والكندية من هذه الاستعادة (من خلال استثمارات كبرى في قطاع السياحة الدولية عبر عملية إعادة استعمار متسارعة)، واستمرت المستويات العليا في نظام كاسترو في التحول إلى برجوازية تابعة (من خلال سيطرتها على تكتل مجموعة إدارة الأعمال العسكرية). إذا أضفنا إلى ذلك غياب الحريات الديمقراطية للعمال والجماهير، فإننا نعرف نظام كاسترو بأنه تحول إلى ديكتاتورية رأسمالية.

من المؤكد أن الحصار الأمريكي موجود، ويهدف إلى خنق الاقتصاد الكوبي، وتوليد ضائقة اقتصادية وسياسية، لوضع السكان في مواجهة نظام كاسترو. لهذا السبب فإننا نحارب الحصار ونندد به. ومع ذلك، يجب أن نصر على أن الحصار جزئي فقط، لأن العديد من الدول الإمبريالية تستثمر في كوبا وتتاجر معها. دول أخرى، مثل البرازيل، شاركت في بناء المنطقة الخاصة في ميناء مارييل الذي مولته الدولة البرازيلية من خلال بنك التنمية البرازيلي.[39]

يواصل النظام الكوبي إحداث تغييرات تقضي على مكاسب الثورة. أحدثها هي خطة “ساعة الصفر”، التي تم إطلاقها عام 2021 [40]. حتى النجاح الأولي الذي حققته البلاد في مكافحة الجائحة قد تدهور منذ ذلك الحين [41]. الجائحة تسببت في انخفاض السياحة الدولية (مصدر الاستثمار الدولي للبلاد) وبالتالي خنق الاقتصاد. بات وضع الطبقة العاملة لا يطاق، بينما تتسوق المستويات العليا في نظام كاسترو والسياح الدوليون في المتاجر الخاصة وبالدولار.

هذا الواقع، والافتقار المطلق للحريات الديمقراطية، خلقا الظروف المناسبة للتعبئة في تموز.

لهذا السبب، نرى أن الحراك تعبير عادل وتقدمي عن النضال ضد الدكتاتورية الرأسمالية، ويجب دعمه بما يتجاوز التناقضات الحتمية التي يطرحها الوضع. لذا، تتمثل إحدى أنشطتنا المركزية في الحملة الدولية للإفراج عن السجناء السياسيين الكوبيين.[42]

أفغانستان
حدث مهم آخر هذا العام كان هزيمة القوات الإمبريالية، بقيادة الولايات المتحدة، في الحرب في أفغانستان. هذه الحرب بدأت قبل عشرين عاما مع الرئيس الأمريكي آنذاك جورج دبليو بوش، الذي استمر في حروبه عام 2003 بغزو العراق [43]. كان انسحاب القوات الأمريكية بمثابة هزيمة نهائية، حيث بات من الواضح أن كلا الحربين لم تسرا، منذ سنوات حتى الآن، على ما يرام بالنسبة للبلدان الإمبريالية. كانت حكومة أوباما قد بدأت بالفعل تكتيك سحب القوات، بهدف بناء الجيش الوطني الأفغاني، الذي سلحته الحكومة الأمريكية، ودربته، ومولته على أمل أن يتمكن من احتواء طالبان. ثبت أن هذا التكتيك غير فعال وفاسد، حيث انهار في الثانية التي أعلنت فيها القوى الإمبريالية انسحابها النهائي.

اتخذت حكومة ترامب هذا القرار بالفعل، معلنة أن الوقت قد حان لإعادة “شعبنا إلى الوطن”. لكن حكومة جو بايدن هي التي قامت بالانسحاب النهائي. كانت هذه هزيمة جديدة للإمبريالية الأمريكية وحلفائها الأوروبيين في محاولاتهم لغزو البلدان من أجل فرض إرادتهم بالقوة. نحتفل بهذه الهزيمة لأنها تثبت أن الإمبريالية ليست منيعة؛ في الواقع، إنها هشة للغاية. هذا درس حاسم من السنوات العشرين الماضية، وعنصر مهم في وضعنا الحالي. بالنسبة لنا، هذه النتيجة تعزز نضالات الطبقة العاملة في كافة أنحاء العالم ضد الإمبريالية، وندعو الجماهير إلى مضاعفة نضالها.

بناء على هذا المعيار (ندعم نضال الجماهير ضد الإمبريالية رغم القيادة)، خلال الحرب، وضعنا أنفسنا بوضوح في صف المقاومة الوطنية الأفغانية. لقد دعمنا قيام جبهة موحدة للعمل العسكري إلى جانب طالبان ضد الإمبريالية. وقد ثبت أن هذا الموقف مثير للجدل خاصة في بداية الحرب.[44]
أعيد فتح هذا النقاش لأن طالبان استولت على السلطة. طالبان منظمة لديها أيديولوجية رجعية للغاية، ذات طابع شبه فاشي. لقد نصبت ديكتاتورية ثيوقراطية تطبق تشريعات جائرة وقمعية بشكل خاص تجاه النساء والأقليات العرقية والدينية واللغوية التي تعيش في أفغانستان. هذا يجعل بعض قطاعات اليسار تعلن أنه ليس لديها ما تحتفي به، لأن نتيجة الحرب كانت صفرا صافيا فيما يتعلق بمصلحة الجماهير. ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك ليقولوا إن البلاد كانت أفضل قبل تولي طالبان السلطة. نعتقد أن هذه المعايير لتحليل الحرب ونتائجها خاطئة.[45]

في الوقت الذي نحتفل فيه بهزيمة الإمبريالية، ندرك أيضا أنه مع وجود طالبان في السلطة، فإن الواقع في البلاد قد تغير، وكذلك سياساتنا. نعتقد أن المهمة الرئيسية للجماهير الأفغانية الآن (خاصة النساء والأقليات المضطهدة) هي محاربة الديكتاتورية. لذلك فإننا ندعم التحركات الأولية التي بدأت بالفعل.[46]

خلف أيديولوجيتها الرجعية الثيوقراطية، فإن طالبان منظمة تطمح إلى التحول إلى برجوازية، لتثري نفسها من خلال استخراج الموارد الطبيعية الهائلة التي لا تزال غير مستغلة في البلاد (كالليثيوم). هذه الرغبة تواجه مشكلة معينة: مستوى التصنيع المطلوب في الدولة غير موجود تقريبا، ولا توجد قوى عاملة مدربة لإدارة وصيانة التكنولوجيا اللازمة لاستغلال الموارد (دعنا حتى لا ندخل في مسألة إنتاجهم). لهذا السبب، ستحتاج طالبان إلى الانحياز إلى البلدان التي تمتلك هذه التكنولوجيا، وتكون قادرة على القيام بالاستثمارات اللازمة مقابل جزء من الثروة.

الصين وروسيا هما المتنافسان الرئيسيان. لكن القوى الإمبريالية الأخرى ستكون قادرة أيضا على تقديم مساعدتها. في مقابلة مع إحدى الصحف الإيطالية، أعرب المتحدث باسم طالبان عن “الترحيب بالمستثمرين الأجانب الذين يرغبون في المشاركة في الاستثمار في أفغانستان مستقرة وآمنة” [47]. هذا يعني أن طالبان لا تتطلع إلى استخدام انتصارها لمواصلة القتال ضد الإمبريالية، بل على العكس، تريد أن تثبت أن الدولة آمنة ومستقرة لجذب المستثمرين الإمبرياليين. وهذا يعطي سببا آخر للقتال ضد النظام الحالي.

عودة نضال الطبقة العاملة!
عام 2019، اكتسحت موجة من الثورات أنحاء مختلفة من العالم. كانت أمريكا اللاتينية بؤرة الصيرورة الثورية في تشيلي [48]. هذه النضالات جاءت ردا على تدهور الظروف المعيشية وقمع الأنظمة الديكتاتورية. كانت هذه الصيرورات تتفجر في الحراك الذي واجه قمعا شديدا. وضع الشباب أنفسهم في موقف محفوف بالمخاطر ودون مستقبل، في طليعة هذه المواجهات. في تشيلي، اكتسب هذا القطاع مبدأ تنظيميا، وقد سمي بـ: الخط الأمامي [49]. بشكل عام، لم تتدخل الطبقة العاملة في هذه الصيرورات عبر الهياكل والمنظمات والأساليب، لكنها فعلت ذلك بطريقة مشتتة بين أوساط الجماهير.

عام 2020، تسببت الجائحة وأثارها في مأزق بالنسبة للحشود الجماهيرية، التي خرجت للدفاع عن ذاتها. حتى أننا عانينا من الهزائم، كما هو الحال في هونغ كونغ. في الولايات المتحدة، انفجر الحراك المناهض للعنصرية واتسعت رقعته. في نهاية العام، انتهت معركة بطولية من قبل نساء الأرجنتين بانتصار بالتصويت البرلماني لإضفاء الشرعية على الحق في الإجهاض.

عام 2021، بدا أن العمال والجماهير قد عادوا إلى ديناميكيات العام 2019. في أذار، اندلعت في شوارع الباراغواي موجة من الغضب، ردا على المعالجة الفظيعة للجائحة من قبل حكومة بارتيدو كولورادو [50]. في حزيران، بدأت موجة من التعبئة في كولومبيا ضد حكومة إيفان دوكي، والتي رد عليها النظام بقمع شديد [51]. حافظت هذه الصيرورات على الخصائص التي حللناها بالنسبة للعام 2019. ومع ذلك، في عام 2021، بدأ تغيير مهم يأخذ مكانه: وجود الطبقة العاملة المشاركة من داخل هياكلها ومنظماتها وبأساليبها الخاصة.

على مدار العام، تطورت موجة هامة من الإضرابات في الولايات المتحدة، بينما كانت في الغالب محصورة في قطاعي التعليم والخدمات عام 2020، في العام 2021 انضم العمال الصناعيون إلى هذه الاضرابات، الأمر الذي كان مفقودا من المشهد لسنوات [52]. تؤكد موجة الإضراب هذه على المطالب الاقتصادية، ولكن لديها إمكانيات سياسية عميقة، كونها تهدف إلى قلب السياسة المركزية للبرجوازية: وضع عبء الانتعاش الاقتصادي على كاهل العمال. نعتبر أيضا أن هذه الموجة لها تأثير إيجابي كبير على روح الطبقة العاملة في الولايات المتحدة.

صيرورة أخرى مهمة شهدها هذا العام هي الإضراب العام في الهند الذي بدأ في كانون الأول 2020. الحراك جاء ردا على قوانين زراعية مختلفة، ومعارضة لـ “قانون العمال” الجديد الذي هاجم التنظيم في مكان العمل، بقيادة حزب بهاراتيا جاناتا للحكومة اليمينية. أكثر من 250 مليون شخص شاركوا في هذا الإضراب، وهو العدد الأكبر تاريخيا. في تشرين الأول الماضي، عادت جبهة موحدة للمزارعين ونقابات مختلفة للدعوة إلى إضراب جديد. وأمام هذا التهديد، قام مجلس النواب بإلغاء القوانين المثيرة للجدل، ما حقق أول انتصار للنضال.[53]

في جنوب إفريقيا، شن عمال المعادن (المجتمعون في الاتحاد الوطني لعمال المعادن في جنوب إفريقيا) إضرابا للمطالبة بزيادة الرواتب [54]. في إيطاليا، تغلب العمال في شركتي “جي كي ان” وأليتاليا للمعادن على الانقسامات الداخلية لمحاربة الهجمة التي شنها أرباب العمل وحكومة دراجي [55]. في تشرين الأول، أطلق اتحاد أمم السكان الأصليين، والجبهة العمالية المتحدة إضرابا عاما ضد الحكومة الإكوادورية لغويليرمو لاسو ضد ارتفاع أسعار النفط [56]. في بلجيكا، في بداية كانون الأول، تظاهر الآلاف في شوارع بروكسل، بدعوة من الاتحاد المركزي، ضد التضخم والاعتداءات على حقوق العمال.[57]

إذا تم توحيد هذه العناصر، فستكون لها تداعيات كبرى على استمرار نضال العمال في العام 2022. وستشير أيضا إلى بدء صيرورة هامة للرابطة الأممية للعمال_ الأممية الرابعة، لأننا منظمة للطبقة العاملة، وهذا هو المكان الذي نطور فيه تدخلاتنا الرئيسية.

رد البرجوازية
البرجوازية الإمبريالية والقومية لم تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذه النضالات. ردا على الحراك الجماهيري في الشوارع، قامت مرات عديدة بممارسة القمع الشديد الذي وصل إلى مستويات إجرامية (كما هو الحال في كولومبيا) [58]، أو بدلا من ذلك سجن المئات (كوبا). في حالات أخرى، ردت بانقلابات، مثل ما حدث في ميانمار (بورما سابقا) في شباط 2021 [59]، وفي السودان في تشرين الأول.[60]

كان الرد الرئيسي على هذا الحراك هو السعي لتحويل الغضب الشعبي نحو الانتخابات البرجوازية. على سبيل المثال، هذا ما تم إنجازه في تشيلي. الانتصار الانتخابي للإصلاحي غابرييل بوريتش هو تعبير مشوه للحراك الجماهيري على مدى العقد الماضي. فوزه الانتخابي يولد آمالا كبيرة داخل البلاد وخارجها. لكن بوريتش، كما حذرنا، لا يمثل مصالح أولئك الذين ثاروا في الشوارع. بل سيستمر في الدفاع عن مصالح الشركات الكبرى في البلاد. إن حكومته، ذات الخطاب “التقدمي” على الدوام، ستكون حكومة للرأسماليين. تتمثل استراتيجية بوريتش، واستراتيجية الجبهة المتحدة والحزب الشيوعي التشيلي، في التفاوض مع أصحاب النفوذ بالتزامن مع تهدئة الحراك الجماهيري، ودفع العمل الثوري نحو الموت على أيدي المؤسسات البرجوازية الديمقراطية. لهذا السبب، مع وجود النائب الدستوري، ماريا ريفيرا، التي تستخدم المنبر البرلماني لتعزيز الصيرورة الثورية وكشف كل المشاريع البرجوازية الإصلاحية، نقترح مسارا مختلفا: مسار تعبئة وتنظيم الطبقة العاملة والشباب لمواصلة النضال ضد الرأسمالية التشيلية النيوليبرالية والشركات القوية. هذا البديل الاشتراكي، بقيادة العمال، يعني الاستقلال عن حكومة بوريتش، التي لن تحل مشاكل طبقاتنا، ولن تستجيب لمطالبنا الثورية.

من خلال تحويل انتباهنا نحو العمليات الانتخابية، تعيد البرجوازية فكرة أن الطريق الوحيد للتغيير هو من خلال الانتخابات، وفي هذه الانتخابات، يجب عليك الاختيار بين الخيارات البرجوازية – اليمين أو “التقدميون” المفترضون – من خلال الأحزاب السياسية التي تمثلهم.

إنهم يسعون إلى الإبقاء على سيطرتهم من خلال حركة انتخابية متدرجة: إذا كان اليمين في أزمة، يمكن أن يفوز “التقدميون”، كما حدث في الولايات المتحدة مع بايدن، وفي البيرو مع بيدرو كاستيلو، وفي هندوراس مع زيومارا كاسترو، وفي تشيلي مع بوريتش، وما قد يحدث في البرازيل مع لولا. إذا كان التقدميون هم الذين يتعثرون، فلنذهب إلى اليمين، مثل ما حدث مع “لاكالي بو” في الأوروغواي، أو ما قد يحدث في الأرجنتين بسبب انحلال الحكومات البيرونية والحكومة الجديدة مع هونتوس بور إل كامبيو (معا من أجل التغيير) في العام 2023.

في أمريكا اللاتينية، حيث نرى أن هذا الاتجاه مؤكد، وفي غياب قيادة ثورية تقود الصيرورة النضالية إلى ما بعد العملية الانتخابية، فمن المحتمل جدا أن نرى التعبئة تتجه نحو صناديق الاقتراع، وبالتالي نحو تحقيق الفائدة للائتلافات البرجوازية، التي يفترض أنها تقدمية، من الانتخابات.

بسبب استمرار الأزمة، وتآكل الاحتمالات التي قدمتها الديمقراطية البرجوازية لحلها، إلى جانب زيادة شك الجماهير، سنرى مجالا مفتوحا للشخصيات التي تستخدم خطاب اليمين المتطرف متنكرة في صورة “الدخيل السياسي” “كما رأينا مع بولسونارو في البرازيل. هذه الأزمة، وحقيقة أن اليسار تكيف معها تماما دون تقديم أي بديل ثوري، يتيحان لهذه النسخة من اليمين بمواصلة التقدم في الانتخابات، مثل ما حدث مع خافيير ميلي في الأرجنتين، أو مع فرانكو باريزي في شيلي. وراء خطابها اليميني المتطرف المربك في كثير من الأحيان، فإن هذه الشخصيات لا تخلق منظمات فاشية بهدف الاستيلاء على السلطة بالقوة، فهدفها هو الاستفادة من المساحة الموجودة لبناء ذاتها كبدائل انتخابية أو برلمانية.

سننهي ببعض الاستنتاجات الموجزة. الأول هو العمل الرئيسي الذي اقترحته الرابطة الأممية للعمال_الأممية الرابعة هو دعم النضالات ودفعها لمزيد من التطور، لا سيما تلك التي تشارك فيها الطبقة العاملة. في هذه النضالات، سنشارك كجبهة موحدة بمنظمات متنوعة. ولكن، أثناء الانخراط في الجبهات، علينا أن نطور نضالا ضاريا ضد سياسات المنظمات الإصلاحية والبيروقراطية، التي ستدفع معاركنا حتما في اتجاه العمليات الانتخابية أو الآليات البرلمانية. وأثناء قيامهم بذلك، فإنهم سيرتدون معاطف “التقدميين” البرجوازيين الذين يتولون السلطة. على سبيل المثال، رأينا ذلك بوضوح مع حزب الاشتراكية والحرية في البرازيل، الذي دعم تحالف لولا مع قطاعات من البرجوازية اليمينية. أو المنظمات اليسارية في الأرجنتين، التي اندمجت في قائمة المرشحين الانتخابيين تحت عباءة الكيرتشنرية.
بالنسبة للرابطة الأممية للعمال_ الأممية الرابعة، لا ينبغي أبدا إخضاع نضالات الطبقة العاملة والجماهير للعمليات الانتخابية، رغم أننا نشارك ونستفيد من تلك المساحات عندما نستطيع ذلك. في ذات الوقت، نعتقد أن تلك المعارك يجب أن تساعدنا على المضي قدما في الصراع الطبقي للفوز بالسلطة للطبقة العاملة، وتدمير النظام الرأسمالي والإمبريالي غير الإنساني، واستبداله بثورة اشتراكية أكثر عقلانية وإنسانية. نختتم عام 2021 بإعادة التأكيد على ضرورة قيام طبقتنا، في كافة البلدان، ببناء أحزاب ثورية، عمالية، واشتراكية، للانضمام إلى منظمتنا الأممية من خلال المركزية الديمقراطية، وإعادة بناء الأممية الرابعة. تجدد الرابطة الأممية للعمال_ الأممية الرابعة التزامها بهذه الاستراتيجية.



ملاحظات



[1] https://litci.org/es/la-mentira-del-fin-de-la-pandemia/



[2] https://litci.org/en/europe-at-the-epicenter-of-the-pandemic/



[3] https://litci.org/en/im Imperialism-failed-to-fight-the-pandemic/



[4] https://litci.org/es/la-verdadera-cara-de-la-nueva-normalidad/



[5] https://litci.org/en/im Imperialism-has-created-a-vaccine-apartheid/



[6] https://litci.org/en/indias-covid-response-and-the-second-wave/



[7] https://litci.org/en/66102-2/

[8] https://www.bbc.com/news/health-59542211

[9] https://litci.org/en/leaders-summit-on-climate-end-capitalism-to-prevent-a-climate-catastrophe/

[10] https://www.imf.org/en/Publications/WEO/Issues/2021/10/12/world-economic-outlook-october-2021

[11] https://litci.org/en/worldeconomy/

[12] https://litci.org/en/the-world-economy-an-anemic-and-troubled-recovery/

[13] https://www.elblogsalmon.com/indicadores-y-estadisticas/recuperacion-forma-k-economia-rota-ganadores-perdedores

[14] https://www.theguardian.com/business/2021/dec/10/us-inflation-rate-rise-2021-highest-increase-since-1982

[15] https://www.theguardian.com/business/2021/nov/30/inflation-in-eurozone-soars-to-49-highest-on-record

[16] https://www.eleconomista.es/economia/noticias/11322656/07/21/La-inflacion-no-da-respiro-a-la-Fed-el-IPC-general-sube-hasta-el -54-y-el-subyacente-toca-maximos-de-1991.html

[17] https://www.project-syndicate.org/commentary/mild-stagflation-is-here-and-could-persist-or-deepen-by-nouriel-roubini-2021-08

[18] https://economia.ig.com.br/2021-12-02/brasil-recessao-o-que-e.html

[19] https://www.bbc.com/news/world-europe-59487912

[20] https://www.elmundo.es/economia/2020/09/17/5f6261e7fdddffbb108b45f6.html

[21] https://www.libremercado.com/2021-11-21/daniel-rodriguez-asensio-la-mayor-burbuja-de-nuestra-historia-explotara-crisis-sistema-financiero-daniel-rodriguez-asensio -6838798 /

[22] https://www.brasil247.com/mundo/china-continuara-sendo-estabilizador-da-recuperacao-economica-mundial

[23] https://www.aljazeera.com/economy/2021/12/6/china-think-tank-warns-of-economic-slowdown

[24] https://litci.org/en/the-fall-os-stock-exchanges-deepens-contradicted-of-economy/

[25] https://litci.org/en/evergrande-collapse/ و https://www.nytimes.com/article/evergrande-debt-crisis.html

[26] https://www.wsj.com/articles/after-dollar-bond-default-chinese-developer-fantasia-says-it-will-fix-its-finances-11633694556
[27] https://litci.org/es/certezas-e-interrogantes-que-plantea-la-crisis-economica-en-china/

[28] https://www.bbc.com/news/business-59605130
[29] https://www.imf.org/en/News/Articles/2021/09/23/sp092221-Chinas-Post-Pandemic-Growth-Deepening-Reforms
[30] حول هذا الموضوع ، نوصي https://litci.org/es/armas-de-guerra/

[31] https://www.reuters.com/world/china/australia-joins-diplomatic-boycott-beijing-winter-games-2021-12-08/



[32] https://www.worldbank.org/en/news/press-release/2020/10/07/covid-19-to-add-as-many-as-150-million-extreme-poor-by -2021



[33] https://litci.org/en/a-revolutionary-process-shakes-the-united-states/



[34] https://litci.org/en/on-the-picket-line-november-2021/



[35] https://litci.org/en/all-support-and-solidarity-with-the-november-15-mobilization-resist-any-attempt-of-im Imperialist-interference/



[36] https://litci.org/en/castroism-x-central-american-revolution/



[37] https://litci.org/en/cubawhy-do-we-support-the-call-to-mobilize-on-november-15/



[38] https://litci.org/en/debate-with-the-cuban-delegation-at-the-porto-alegre-forum-part-i/



[39] https://www.miamiherald.com/news/state/florida/article231630353.html



[40] https://litci.org/en/cuba-the-meaning-of-day-zero/



[41] https://litci.org/es/por-que-cuba-logra-frenar-la-expansion-del-coronavirus/



[42] https://litci.org/en/after-the-15n-redouble-the-efforts-to-free-the-cuban-political-prisoners/



[43] https://litci.org/en/afghanistan-the-consolidation-of-an-im Imperialist-failure/



[44] https://litci.org/en/afghanistan-how-do-we-analyze-the-war/



[45] https://litci.org/es/los-salvadores-de-mujeres-armaron-su-cautiverio-hace-decadas-en-afganistan/



[46] https://litci.org/es/estamos-con-la-mujeres-afganas/



[47] https://ciarglobal.com/gobierno-taliban-busca-confianza-internacional-para-atraer-inversion-extranjera/. انظر أيضًا: https://economictimes.indiatimes.com/news/international/world-news/taliban-ready-to-let-moscow-exploit-mineral-resources-in-afghanistan/articleshow/85668451.cms و https: / /www.thehindu.com/news/international/china-endorses-the-taliban-government-in-afghanistan/article36358824.ece



[48] https://litci.org/es/tiempos-de-rebelion/



[49] https://litci.org/en/open-letter-from-insurgent-chile-to-the-first-line-of-the-u-s/



[50] https://litci.org/en/paraguay-peripheral-capitalism-and-the-pandemic/



[51] https://litci.org/en/the-strike-an-opportunity-to-think-about-a-new-society/



[52] راجع https://litci.org/en/uaw-worker-john-deere-strike-has-been-years-in-the-making/ و https://litci.org/en/kellogg-workers -إضراب-نقض-عقدين-مستويين /



[53] https://www.aljazeera.com/news/2021/11/29/india-pa