ليلة اقفال الصناديق
جلال الصباغ
2021 / 10 / 11 - 11:32
اقفلت المراكز ابوابها لتحزم الصناديق وتنقل الى اماكنها المخصصة، ويبقى الحال كما هو منذ اول انتخابات، فلا جديد على ارض الرافدين سوى الخراب... لن تختفي اكوام القمامة من الشوارع والاحياء... وستظل الكهرباء كما هي بل ربما اسوء... ستزداد اعداد العاطلين وتقل القدرة الشرائية للمواطنين... لن تغادرنا مشاهد الصغار والنساء في تقاطعات الطرق وهم يجوبون الساحات والطرق يتوسلون عطف هذا وذاك... سنظل بلا مدارس او مصانع او مستشفيات، لأن الفائزين في مهرجان العهر هذا سيحافضون على مواقعهم.
جميع الفائزين يسعون للمزيد من النهب، جميعهم يمثلون اجندات اسيادهم ورعاتهم الاقليميين والدوليين.. هذا المستنقع الاسن لن تفوح منمه سوى روائح العفن والتفسخ، فما الذي سيجيء به هادي العامري ومقتدى الصدر وخميس الخنجر، وماذا سيقدم الحلبوسي او المالكي او البارزني، وهم على رأس السلطة منذ ما يقارب العقدين من الزمن؟
اقفلت الصناديق وامريكا والاتحاد الاوربي وايران وكل الداعمين لنظام القتل فرحين، لانهم استطاعوا المد بعمر جوقة الطائفيين والقوميين، فهؤلاء خير من يمثل مصالحهم وافضل من ينفذ اجنداتهم، لأنهم ببساطة مجرد ذيول يمارسون التخريب والقتل والتهجير بحق الجماهير من اجل ارضاء الاسياد.
سيفرح رجال الدين وزعماء العشائر بهذا الانجاز، فممارسة دورهم في النصب والاحتيال والتجهيل والسرقة يتطلب بقاء ذات المنظومة السياسية التي تكتسب شرعيتها من عملية شكلة تم الاعداد الجيد لها مسبقا.
اقفلت الصناديق وستبقى الملايين الرافضة لقوى المحاصصة غير قادرة على التغيير الحقيقي، ما لم توحد نضالاتها وتثور على من سرقها وضيع مستقبلها...
ان المشاركة الضعيفة في انتخابات اللصوص والقتلة تعبير عن وعي جماهيري يتبلور ببطيء. فكما انتجت مقاطعة انتخابات 2018 انتفاضة اكتوبر بعد عام من اجراءها، ستنتج مقاطعة هذه الانتخابات انتفاضة او ثورة جماهيرية اكثر تنظيما وتوحدا، فيما لو استطاعت القوى المقاطعة الاستفادة من تجارب واخطاء الماضي.