يفاخرون بجريمة قتل السلام
سهيل قبلان
2020 / 3 / 13 - 18:02
منع رئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي في القدس القضاة من اقرار الطلاق بين الزوجين خلال شهر رمضان المبارك وهذا يعني تاجيله لفترة معينة وليس غيابه كليا وعودة المحبة والتفاهم والاحترام المتبادل والتعاون البناء والجميل
بين الزوجين وافراد الاسرة, والسؤال الذي يطرح نفسه, لماذا لا يمنعون ويُطَّلقون التشرذم خاصة انهم يرزحون تحت الاحتلال, الطلاق في رمضان غير شرعي, وماذا مع اعمال العنف والاعتداءات واطلاق الرصاص على خلفيات عائلية وطائفية وحزبية وفصائلية وفئوية, فهل هي شرعية ومقبوله ولا يجوز طلاقها, ولماذا لا يعلنون وليس في رمضان فقط ان التشرذم الفلسطيني في غزة والضفة غير شرعي ويمنع التعامل معه اطلاقا ويجب ان يُطلق من الواقع الفلسطيني الى الابد, وفي رمضان صاموا عن الطعام وماذا مع الصوم عن الاحقاد والتشرذم والعداوات وغذاء العقل الذي لا يخدم الكرامة الفلسطينية والقضية الفلسطينية؟ ان جراح الفلسطينيين الناجمة عن التشرذم كثيرة, وتلتقي مع الجراح الناجمة عن التشرد واللجوء والتفرق وآن الاوان لكي يذوتوا ان خطوات الفلاح فوق ارضه وضربه بالمعول للتراب لغمر الحبوب وريها بالماء بعد العرق لا بد ان تنبت ما يزرع وعندما يطلع وينتشر السناء يزيل الظلام وعرق الجباه يتحول الى مسك لما يمنزج مع الثرى, وتكون الثمار الطيبة في النهاية, فالجهد لم ولا يذهب سدى, والتشرد والاحتلال والقمع والاستيطان لم ينزلوا من السماء وليسوا قضاء وقدرا وانما نتيجة حتمية لممارسات عدو فالمنطق يقول بان يتوحدوا ويرصوا الصفوف ويقفوا وقفة المارد الجبار ويطردوه وليس ليتشرذموا ويفرحوه, والارض الفلسطينية تسال اصحابها الشرعيين متى يموج حبكم لي في انغام ناي وارغول وشبابة وليس بندقية التشرذم وتفريق الصفوف والابتعاد عن التقارب والالفة والمحبة وتوحيد الصفوف لضمان بقاء راية الكرامة عالية خفاقة, فماذا لقيتم من تشرذمكم غير العار والاحقاد والاستهتار بكم واطالة ليل الاحتلال, وزيادة القمع والحصار والتنكيل والاحتقار بكم, ان مجدكم في وحدتكم خاصة في ظرف وجودكم تحت الاحتلال, فبوحدتكم تترنم المروءات والمجد والكرامة فلماذا ترفضونها, ولماذا تطلقونها والى غير رجعة كما يبين الواقع؟ ومعروف ان الحروف في اللغة تتجمع لتشكل كلمات لتعبر عن رغبة وارادة وتسيير شؤون الحياة ولكنها تميت حين تقال اذا تجمعت في كلمات لتعبر عن سيئات وشرور, فمثلا كم من مسؤول يغوص في شهواته ويدفع بينما شعبه يموت جوعا وتشردا وفقرا, فهل هذا قضاء وقدرا, فاسرائيل هدمت واحرقت ودمرت وشوهت وقتلت واستوطنت, احرقت مساجد ومصاحف ونبشت القبور, والضحية الفلسطينية بالذات صريعة الشهوات واللامبالاة بلا كرامة واحساس ونبض بالذات في واقعها الحالي الذي يحرم عليها الخلافات والنزاعات والتشرذم على الاقل حتى كنس الاحتلال كليا ونهائيا من بيتها الذي هو الوطن المحتل, والسؤال متى يستيقظ الانسان فيهم جميلا شهما كريما ويفرض وحدة الصفوف على الاقل الى حين كنس الاحتلال, وكذلك حكام اسرائيل صرعى شهوات الاحتلال والتوسع والاستيطان والحروب واقامة الجدران والسدود بينهم وبين القيم الانسانية الجميلة وفي مقدمتها السلام الجميل والعادل والدائم والمفيد فمتى يستيقظ الانسان فيهم جميلا وشهما وكريما محبا للسلام افليس الافضل لهم ان يكدسوا اوهامهم واحلامهم بدولة من النيل الى الفرات ومشاريعها وحلمها بانه لا يمكن ان تقوم لفلسطين قائمة خاصة في ظل التشرد والتشرذم والفئوية في كيس والقائه في حفرة عميقة جدا ودفنه دون الصلاه عليه بدلا من دفن الاجساد والقيم الجميلة والضمير والوحدة والمحبة والعلاقات الجيدة, ومن الحقائق الحتمية والتي ستتحقق ومئة بالمئة ان الاحتلال الاسرائيلي في طريقه الى الزوال بغض النظر عن الفترة المتبقية من عمره ليفارق الحياة وكذلك قلاع العنصرية والاستبداد ستسقط وتنهار فقد شهدنا وشهد التاريخ انهيار قلاع الظلم والاستعمار والاحتلال واللصوصية في العالم ولن يكون مصير الاحتلال الاسرائيلي شاذا عن غيره, ويمر الوطن الفلسطيني في فترة الحاجة الاشد فيها للتصرف المسؤول بحكمة وشجاعة واول متطلباتها حمل الراية المقدسة المتجسدة في الوحدة ونبذ التشرذم ووحدة الفلسطينيين بالذات في هذه الظروف بمثابة اضاءة للمسيرة الكفاحية وتواصلها لان الدرب مظلمة وتضلل, والراية المقدسة هي راية الوحدة الوطنية الطريق الوحيدة الى الاستقلال وكنس الاحتلال ومستوطناته وافكاره واهدافه وبرامجه,وهي بذلك تؤكد ان الشعب الفلسطيني غير مستعد مهما كان الثمن والوضع للتفريط بحقوقه وغير مستعد للتراجع عنها مهما كان الثمن ويجب ان تكون العلاقات بين افراده مثالا يحتذى للعلاقة بين مكافحين شرعيين يوحدهم الهدف المقدس المتجسد بالتحرر وكنس الاحتلال ولا تفرقهم اجتهادات فكرية وانتماءات فئوية ومنذ فترة طويلة تجري المفاوضات, توقفت واستؤنفت مؤخرا وهي بناء على الواقع شكلية وتفتقر الى الجدية لان حكام اسرائيل يصرون على التنكر لمتطلبات السلام العادل ويساعدهم في موقفهم الرفضي لمتطلبات السلام العادل تشرذم الفلسطينيين وعدم تحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الفصائل الامر الذي يضعف موقف الضحية ويعمق تعنت ورفض قادة الاحتلال والاستيطان لمتطلبات السلام الحقيقي والعادل والدائم والمعروفة وبدون تنفيذها ستظل المنطقة كلها على فوهة بركان, ورفض السلام جريمة يجب معاقبة منفذها المتجسد وعلانية بحكام اسرائيل المتفاخرين بجريمتهم.