|
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
|
خيارات وادوات |
|
خلاص البشرية من واقعها هل من المستحيلات؟
يجلس المرء بعد يوم عمل شاق لساعة من الزمن على شرفة بيته, ويمعن النظر في الجبال الخضراء المحيطة بالقرية ويسرح بفكره وفي انحاء العالم وكيف يعيش الناس وخاصة ابناء امة واحدة فالعالم وبناء على الواقع حافل بالالام العديدة وخاصة الام الذين فقدوا اولادهم واهاليهم في الحروب اللاحتمية والعدوانية وفقدوا الاحبة والاعزاء والاصدقاء والدور, وهناك الام البطالة والفقر والامية والكذب والسرقات الشرعية وغير الشرعية,الشرعية المتجسدة في غلاء الاسعار والاستغلال ومتطلبات الحياة خاصة للمعدمين الفقراءوالذين يعملون بالذات ولكن رواتبهم بالكاد تكفي لتوفير المتطلبات الاولية لمواصلة الحياة, ومن الطبيعي ان يقابل ذلك وجود الارادة عند المظلومين لتوحيد صفوفهم والتفاهم وتنظيم الامور والنزول الى الميادين والبدء بالعمل والتمهيد لوضع حد للالام التي يمكن تفاديها ومنعها وخاصة الام العنف وتفشي العنصرية وافكار الحرب والتي هي نتيجة حتمية لسلوك ونهج القادة والمؤيدين والحاقدين واللامبالين بالاوضاع والتي يمكن تلافيها كالام الحروب مثلا والاستغلال والعنف والعنصرية والاستهتار بالقيم الانسانية الجميلة وترجمة قول ابي ذر الغفاري," عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه", وماذا مع الذين لا يجدون ليس القوت فقط وانما الالبسة والكتب ورسوم التعليم, فكم من مواهب دفنت بسبب اوضاع اصحابها المزرية والمعدمين الفقراء, وهناك مثل مصري يقول, من بنى مدرسة اغلق سجنا, وبالتالي فالام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق ولكن الاهم من المدرسة وفي اعتقادي وهو المقرر يتجسد في المضامين والمواضيع التي يجري تدريسها ونوعية التعليم والمعلمين والمعلمات فهل مدارس المستوطنين والاحتلال ونهجه وافكاره واهدافه وخادميه ومرسخيه والاستهتار بالرازحين تحته لدرجة عدم استحقاقهم للحياة الانسانية الراقية بكرامة وحرية في كنف السلام وحسن الجوار والتعاون البناء ونبذ الموبقات وكل ما يشوه جمالية انسانية الانسان ومشاعره وسلوكه وابداعه, تغلق السجون وتكفل السير على طريق المحبة والخير والصواب والاخلاص لجمالية وقدسية انسانية الانسان في كل مكان, ام انها تزرع وتنمي وتعمق العنصرية والاحتقار للرازحين تحت الاحتلال مثلا وعدم التورع عن احراق المساجد واماكن العبادة وتلطيخها بالشعارات العنصرية والسادية وبدعم من السلطة الرسمية والشرطة علانية؟ واحتقار الرازحين تحت الاحتلال وعدم المبالاة باوضاعهم, لدرجة ان رئيسة الحكومة السابقة ولشدة عنصريتها كانت تقلق وتنزعج عندما تفكر ان طفلا عربيا قد ولد فهل مسؤولة كهذه يهمها الام البشر ومن شعبها نفسه, وجاء كذلك في الحديث الشريف: " ما آمن بي من بات شبعانا وجاره جائع " وكيف اذا كان قريبه ومن شعبه وعائلته والواقع برهان, فهل الذي يفضل تكديس الاسلحة والمتفجرات ويفضل الحديث بلغة المدافع والبنادق ورمي الاطنان يوميا من بقايا اطعمة الاغنياء وبعد امتلاء كروشهم الى اكوام القمامة ونعف الاثرياء كبعض امراء النفط ملايين الدولارات في بارات ومحلات الدعاره في نيو يورك, فيما هناك من دينهم وشعبهم من يتضور جوعا ومن مات جوعا, يؤمن الاليم والتعيس في كلمتين في اعتقادي وهما المحبة والسلام, المحبة التي ليست آنية ولحاجة في نفس يعقوب والسلام ليس الذي يجري الحديث عنه للتمويه ويستخدم كستار للتغطية على السلوك الحقيقي على ارض الواقع للمعتدي والرافض السلام والذي يعتبره بالنسبة له كارثة وجريمة, فهل هناك احذق وابرع من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتن يا هو في الحديث عن السلام ومدى حبه ودولته له وبالمقابل يمارس على ارض الواقع ما ينسف اقواله وما يبعد تحقيق السلام الحقيقي الدائم والعادل والراسخ وخاصة الاستيطان وزيادة ميزانية وزارة الحرب والاحتلال والاستيطان, والطريق الناجمة لمواجهة المشاكل هي سياسة التعاون والتفاهم والاحترام للانسان الانسان في كل مكان وبغض النظر عن قوميته ولغته ودينه, وتقدم وتطور وترسخ التفاهم والصداقة وخاصة صدق اللسان في كل شيء وكل مكان يكون الواقع والحياة والعلاقات والمضامين في كل الامور احلى واروع وافيد للجميع ولكن عندما يسيطر وعلانية النفاق والكذب والنمائم ودوس القيم الانسانية واللامبالاة باوضاع الناس والتخلي عن نظرة خاصة الاثرياء عن رؤية الارض وثرواتها في كل دولة وكانها غنيمة لهم وحدهم ويتصرفون بوارداتها المالية على كيفهم وكانها لهم فقط بينما الذين عملوا لانتاجها لا يستحقون منها الا ما يسد الرمق, وعندما يعيش ابناء اي مجتمع بروح التاخي والمحبة والاحترام المتبادل وتقديس حق الانسان خاصة العامل في العيش باطمئنان وكرامة وتقدير واحترام وعدم قلق على الغد وعلى البيت ومكان العمل, والاخلاص والوفاء لاجمل القيم وخاصة صدق اللسان في كل شيء وكل مكان, يكون الواقع والحياه والعلاقات والمضامين في كل الامور احلى واروع وافيد للجميع, ولكن عندما يسيطر وعلانية النفاق والكذب والنمائم ودوس القيم الانسانية واللامبالاة باوضاع الناس وخاصة الذين يئنون جوعا والحفاة والعراة والاميين والمشردين واللاجئين والفقراء والسرقات بشتى الطرق وخاصة المسؤولين في شتى المواقع والمراكز, غير المنزلة وغير الحتمية ولا بد منها وتكون كلها اساس الاخلاق والافكار والمشاعر والنهج والحب تكون الكوارث والمصائب والضحايا ونوعية الحياة ونتائجها والواقع برهان فليس المطلوب خروج الذي لا يجد القوت في بيته الى الشوارع شاهرا سيفه وحده فماذا مع الذي لا يجد السلام والامن والاطمئنان والاحترام والعمل في وطنه؟
|
|