الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية - الجزء الأول
نجم الدين فارس
2020 / 2 / 11 - 23:29
الجزء الأول
السلطة الأوليكارشية ، هرم السلطة الرأسمالية
الكاتب : نجم الدين فارس
الترجمة : يوسف عمر
" الرغبة القومية والمطلب الأوليكارشي "
الجزء الأول
السلطة الأوليكارشية ، هرم السلطة الرأسمالية
الطبقة أو القبيلة الأوليكارشية عبارة عن طبقة أقلية في المجتمع والدولة وفي الأنظمة المتقدمة أو المتأخرة ، وفي العصور المختلفة من التاريخ ، وعند سلطتهم أو خارجها هدفهم ومطلبهم إحتكار جميع المفاصل ، والهدف الأساسي الاستيلاء على كل المفصل الاقتصادية والأجتماعية والسياسية والاعلامية والعسكرية ، ويكون جميع المؤسسات الحيوية في الدولة خاضعا لهم ، ويتم إستخدامهم لصالح الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، وذلك عن طريق تعيين وزج الأشخلص التابعين لهم في المفاصل الرئيسية للسلطة والدولة .
جميع أعمال وأفعال هذه الطبقة الأقلية من أجل زيادة الثروة والحفاظ على الرأسمال ، ويعد هذا العمل السبب المباشر في زيادة الفقر وتجمع ثروة المجتمع لدى مجموعة فاسدة .
للأوليكارشية تعاريف عدة وفي المصادر لها نفس المحتوى والتعبير ، سواء كانت التعريف للدولة الأوليكارشية أو الطبقة الأوليكارشية لا يفرق كثيرا ، لأن الدولة الأوليكارشية دون نظام سياسي اوليكارشي لن يدوم ، إذن في هذه الحالة يكملان بعضهما ، وبتفرقهما لا يستطيعان الصمود في مجتمعاتهم وبلدانهم على الصعيد العالمي .
في الدول التي ليست السلطة فيها ديموقراطية ، كما أن الحكومة ليست سلطة الأغلبية ولايمثل الشعب ، دون وجود نظام أقلية محتكرة لن يكون بالإمكان تسمية النظام السياسي والسلطة بالأوليكارشية ، وحسب الزمان والمكان والعصر يتغير .
إستخدام هذا المصطلح من قبل افلاطون في كتابة ( جمهورية أفلاطون ) تجاه طبقة أقلية سلطوية فاسدة ، حيث كانت مكاسبهم عن طريق أجساد وارواح الناس ، وكانوا يحتركون جميع المصادر الطبيعية وانشطة أفراد المجتمع لخدمة مصالحهم .
وينظون انفسهم أسياد الناس وصاحب الموارد الطبيعية ، وينظرون للناس كعبيد ومسخرين لهم ، وحسب المكان والزمان استخدموا شتي الطرق والأشكال المختلفة للسيطرة على الاقتصاد والسياسة .
يتكون مصطلح ( الأوليكارشية ) من فقرتين ( الأوليكوس ) يونانية اغريقية ويعني الأقلية ، ( ارخو) يعني السلطة أي حصر السلطة بيد عدة أشخاص أو عدة عوائل أو عائلة واحدة . علما بعد أفلاتون يتم استخدام مصطلح الأوليكارشية من قبل ارسطو في تحاليلة وأرائه السياسية تجاه السلطة في اليونان بذلك العصر ، واصبحت مصدرا لتحليل السلطة والطبقات في اليونان .
استخدام هذا المصطلح وتزحلقه للغة السياسة لدى الأوروبين يعود الى عام 1577 ميلادية ، ومن ثم أستخدمت كمصطلح سياسي واقتصادي في الفواميس السياسة . (1)
الأوليكارشية لدى ( هتشنسون ) سلطة الأقلية من أجل المصلحة الذاتية ، وفي الوقت الراهن هنالك عدة أشكال من سلطة الأقلية ، حيث يصفون أنفسهم بمتبعي الديموقراطية ، على سبيل المثال عائلة (دوفالير) في هاييتي كانت سلطة شبه عسكرية ودام حكمها من العام 1957 لغاية عام 1986 ميلادية . (2)
تعريف أخر للآوليكارشية يعتبر ( المالية ) هرم البرجوازية وسلطة الرعاية للصناعات والتجارة والبنوك ..... الخ ، كما أنها صورة مشيدة وثابتة لرأسمال المالية . (3)
حسب الرؤية الحالية للتعاريف معطم السلطات واحزابهم في العالم سلطات وفرق أوليكارشية لأنهم يمارسون الاحتكار في جميع أفرع الحياة ، ويتم السيطرة على جميع المفاصل الاقتصادية والسياسة والتجارية والاعلامية والثقافية من قبل الرأسماليين والأغنياء الفاحشين والمليارديرات ، وإختلاطهم بنظام النقد العالمي وأسهمهم في البنوك العالمية والشركات الاحتكارية لاستخراج النفط الخام والغاز الطبيعي والمصادر الأخرى ، ويتم إستخدامهم لمصلحة الطبقة الأقلية الأوليكارشية.
لذا الحكام وبعض السياسيين وأحزابهم وبعض العوائل المتداخلة في السياسة وأحزابهم على الصعيد المحلي والعالمي ينطبق عليهم التعريف الأوليكارشي أو الطبقة الأوليكارشية .
منذ عام 1991 يتم السلب والنهب في الاقليم ، وبعد ذلك ومنذ عام 2003 في عراق المرجعية الشيعية والمتعصبون القوميين في المذهب السني والأحزاب الدينية وميلشياتهم ، ومن قبل مجاميع المافيا ، وتمت السيطرة والاستيلاء على المصادر الاقتصادية والمالية والطبيعية .
القادة من الأحزاب بعد الإنتفاضة الربيعية عام 1991 في إقليم كوردستان عادوا الى المدن دون أن يكون لديهم أي رأسمال أو يمتلكون شيئا يذكر ، ولكن حسب التقرير الذي أعدتها السفارة الأمريكية في العراق بعام 2016 مفادة أن قادة الجزبين الكبيرين في الأقليم وعوائلهم يمتلكون 300 مليار دولار ، وهذا المبلغ الضخم من ضمن الرأسمال الذي حصل عليه القادة في العراق من العلمانيين والاسلاميين والقوميين والذي قدرة 700 مليار دولار ، وحسب التقرير ذاته خمسة أشخاص من القادة الكورد يمتلكون ذلك المبلغ والذي قدرة ثلاثة مائة مليار دولار ، حيث أنهم من اعوان العائلة السياسية والاحزاب .
وحال مجاميع المافيا في وسط وجنوب العراق ليس أحسن حالا من أقرانهم في الاقليم .
كما يشير التقرير أن ثروة أعضاء دولة القانون والتي يتراسها (نوري المالكي) مبلغا هائلا وقدرة 210 مليار دولار ويتوزع المبلغ على (24) عضوا ، وكذلك قائمة أياد علاوي حيث كان أنذاك يحمل اسم القائمة العراقية ، ويعرفون أنفسهم كعلمانيين ، يمتلكون مبلغا قدرة 180 مليار دولار وتتوزع المبلغ على (24) عضوا . (4)
كل هذه الأمثلة وغيرهم عن الاحزاب منذ عودتهم الى العراق واقليم كوردستان حيث لم يكونوا يمتلكون أية ثروة أو لو كان لديهم شيئا من المال كان مبلغا مقارنة بما يملكونة الان شيئ لا يذكر حيث كان يدفع لهم من قبل بعض البلدان من أجل تنفيذ مقاصدهم السياسية في العراق واقليم كوردستان . مثال أخر على ذلك الوضع الذي حصل في اوكرانيا بعد عام 1991 ، أي بعد إنفصالها عن الاتحاد السوفيتي السابق في عام 1991 .
وقعت الدولة تحت سيطرة أعضاء الحزب الشيوعي الأوكراني حيث كان همهم الوحيد كيفية الحصول على الثروة وكيف يكونون أثرياء ، والمجموعات اليمينية القومية والمتطرفين ومؤيدي روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي ومساندتهم من لدن الدولة الروسية الحديثة ، ومن ثم عمليات السلب والنهب .
كل ذلك من أجل الاستيلاء على ممتلكات الدولة والثراء ، ويكونون من ذوي الرأسمال الضخم ، وأصبح هؤلاء طبقة أوليكارشية أقلية وأصحاب الرأسمال الكبير والثروة الوفيرة ولايتم استجوابهم لأنهم فريق أوليكارشي مسنودين من روسيا والغرب ، وظهرت هذه الحقيقة عند ابرام الصفقة السياسية مع الرئيس الوكراني (كوتشما) الذي كان من ضمن عائلة اوليكارشية أوكرانية كبيرة ويدعم من قبل روسيا ، وكان زعيم الثورة البرتقالية الوكرانية (فيكتور يوشينكيو) أوليكارشي أوكراني كبير ويدعم من قبل الغرب والولايات المتحدة الأمريكية .
في إنتخبات 26 كانون الأول 2004 خسر المدعوم من قبل امريكا والغرب ، واتهم أعوان روسيا بالتزوير ، عندها وعدت الولايات المتحدة الامريكية (كوتشما) المدعوم من روسيا إذا فاز (فيكتور يوشينكو) في الانتخابات المعادة ، سوف لن يقوم الحكومة الجديدة المدعومة من قبلهم بمس ثروة عائلته ولن يقدموا للاستجواب والمحاكمة وعلى الوجه الخاص عدم الاقتراب من (بينشوك) الحفيد ، وهذا لان الجميع قام بجمع الثروة بطرق غير مشروعة .
تم إعادة الانتخابات ونفذت الاتفاقية ، وحصل (فيكتور يوشنكو) على نسبة %52 من الأصوات ، يصح القول إذا قلنا لقد زتبت له هذه النسبة من الأصوات .
كانت الثورة البرتقالية كذبة عارية وإهانة لمؤيدي الإصلاح ، لأن كما يقول الباحث السويدي (أندرس أسلوند) كانت الثورة البرتقالية ( ثورة أصحاب الملايين ضد سلطة أصحاب المليارات ). (5)
لم يكون الثورة البرتقالية ثورة من أجل الاصلاح والنزاهة ، بل كانت مصدرا لإندلاع القضايا والصراع بين أصحاب المليارات الأوليكارشية ، والشيئ ذاته ظهر في القضايا والصراعات الداخلية في العراق بين حكومة الاقليم والحكومة الفدرالية .
أو نقول صنيعة هؤلاء على شاكلة أسلافهم هناك . الطبقة الأوليكارشية في العراق و اقليم كوردستان ، وحتى التي في أوكرانيا لديهم سياسة وهدف مقرب وقاموا بإتباعه وتنفيذه على نفس النمط ، وذلك من أجل الثراء حيث استفادوا من السيطرة على واردات وممتلكات الدولة واهماوا العمران وإنبعاث البنية التحتية لأوطانهم ، مما جعل منهم طبقة اوليكارشية وقاموا بتكوين الأوليكارشية السياسية حيث أدى الى المأسي والحياة النعيسة وعدم العدالة والحقوق .
هذه الطبقة الأقلية الأوليكارشية يتكون مصدر إيراداتهم من سلب ونهب ثروات وإيرادات والقوة الأقتصادية لدولة وقوت المواطنين ، ويتم استخدام الثروات في خدمتهم الشخصية وسلالتهم وعوائلهم. هذه الطبقة الأقلية لم يكونوا أصحاب المليارات عن طريق الصناعة والتجارة والانتاج ، بل عن طريق الاحتكار والاستيلاء على معظم المصادر المالية والايرادات ، ومن أجل ذلك قاموا بخلق الوضع المؤزم واستخدام الحالة المعيشية للمواطنين فضلا عن الخطابات المزيفة والكلمات الرنانة حيث باث الحالة المعيشية من الناحية الاقتصادية في اسوا الحالات ، كما قاموا ولايزالون مستمرين بتصنييق مساحة الحريات وجعل الحياة أشبه بالجحيم ، لا يدعون أي فرصة للناس واصحاب الرأسمال الصغير والوسط ، ويجعلون من الجميع تابعين لقدرتهم الاقتصادية ، وإذا ظهر إختراع أو عمل حديث لصالح المجتمع سيقومون بإزاحته أو يتم إستخدامه لخدمة مصالحهم .
استطاع عائلتان أو ثلاثة عوائل في اقليم كوردستان احتكار السوق والاستيلاء على الايرادات عن طريق سلب ونهب الثروات العامة ، وبذلك جمعوا ثروة هائلة ودمروا المصادر الجزفية وما فوق الأرض والمؤسسات الاقتصادية . كما تم نقل الملكية العامة الى الملكية الخاصة حيث معظم المسؤولين السياسيين وذوي السلطة يستولون على أبار النفط أو لديهم مصافي التكرير أو المستشفيات الكبيرة ووسائل الاتصال .. الخ ، كما يستولون على المصادر الاخرى للانتاج والطاقة الكهربائية وحتى الايراد الطفيف للزراعة ، هؤلاء لم يفعلوا شيئا لأجل الناس وتحسين الحالة المعيشية للمواطنين ، وفي معظم الأحيان كانوا سببا لتحطيم كل ماتم ذكره ، ويعود وجود هذه الطبقة الأقلية في الاقليم والعراق الى السلب والنهب المتواصل خلال السنين المنصرمة ولا يزال العملية مستمرة .
لم يسعى هؤلاء لبناء بنية متينة لإنشاء الدولة ، أو العمل لتقدم الوضع والرأي الدولي . بدلا عن ذلك ساد الحزاب والتدمير للقوة الذهمية والمعنوية لقاطني الاقليم ، لكي يخلولهم الدرب للاستمرار في أعمالهم . لو كانوا رجال دولة وقوميين لعملوا سابقا وفي الوقت الحاضر من أجل بناء بنية اقتصادية وسياسية ودبلوماسية متينة لكي يتسني قرار إنشاء الدولة بسهولة ويكون امرا مسورا ، وكان بإستطاعتهم وحسب الفقرات والمواد القانونية الدولية والعمال الدبلوماسية وخطة استراتيجية العمل على تكوين وضع ورأي محلي واقليمي ودولي لإعلان الدولة الوطنية المستقلة . في مقال سابق وفي عام 2013 تحت عنوان ( محاولة من أجل إنشاء دولة كوردستان الوطنية ) أشرت الى عدة جوانب هامة ، ولكن لايبالون بذلك لأن ثرائهم أتت في ظل عدم وجود الدولة ومؤسساتها . في الوقت الراهن ومستقبلا سيصبح إنشاء الدولة نحسا لهذه الطبقة الأوليكارشية في اقليم كوردستان ، ولكن هذه الطبقة متواصلة مع الدولة ، وهذه الحالة يختلف عن أوكرانيا والدول الأخرى .
في حالة إعلان الدولة المستقلة سيظهر الحكومة شيئا من التخفوف والقلق ، كما جرى عند عملية الاستفتاء السابقة ، والأفعال التي قامت بها الحكومات العراقية المتعاقبة ضد المواطنين في الاقليم وتم إستعلالها من قبل الطبقة الأقلية الأوليكارشية ، لذا هذه الحالة ربط المواطنين في الاقليم بالسلطة الحاكمة ، ولكن لايبالي الناس بهذا الارتباط وسيفكرون بإستجواب تلك الطبقة الأقلية الأوليكارشية في الاقليم تجاه عدم العدالة والحقوق وممارسات السلطة ضد المواطنين .
لن يكون هذه العملية في صالح السلطة ، لذا السلطة الأقلية الأوليكارشية من أجل بقائها فكرت بالسيطرةعلى القوى العسكرية والاستخباراتية والأجهزة الأمنية ، وبالفعل تم ذلك .
سيبقى القوى العسكرية الحزبية على حالهم ، ويتم إلتصاقهم بصورة تامة بالأحزاب المسيطرة على السلطة ، كما هو الحال بالنسبة للمؤسسات الاستخباراتية والأمنية والبيشمركة .
من جهة أخرى يحاولون الاستيلاء على الاعلام ورؤي وأفكار الاعلاميين والمنظمات المختتصة بشؤون الطبقات والنخب ومنظمات المجتمع المدني ، ويجعلون من المراكز والجهات الاجتماعية والمؤسسات المسمى بمؤسسات الأبحاث تابعين لهم ويكونون تحت إمرتهم .
يقوم أحزاب الطبقة الأوليكارشية وسلالتهم وعوائلهم بالاحتكار والاستيلاء كما هو الحال في الأقليم ، ومن شدة خوفهم على الرأسمال والحياة لن يبقى شيئ إلا وأستلوا عليه تماما .
كل ذلك من أجل الدفاع عن بقائهم في السلطة والاحتفاظ بالثروة والأموال ، لذا بالنسبة لهذه الطبقة الأقلية الدولة لا يعني شيئا ، والوضع الحالي في الاقليم حيث أنها ليست بدولة وليست حوكمة مدينة تامة يفع في خدمة هذه الطبقة واسيادهم . يأمرون من الخارج ويعلمون لسيرالمسار السياسي لدول المنطقة نحو التقدم ، وفي المقابل يقوم تلك الدول بحمايتهم وبقائهم ضمن المجتمع وفي رأس السلطة ، وهذا يعني الحديث عن إنشاء دولة مستقلة في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ليست إلا كذبة عارية من الصحة .
(الأوليكارشية المالية) مجموعة يتكون من كبار رجال البنوك والصناعات الاحتكارية ، ويستولون على اقتصاد وسياسة الدول الرأسمالية المعاصرة .
الذي يميز عصرالإمبريالية عن العصر الراهن عبارة عن اتعاد رأسمال البنوك مع رأسمال الصناعات حيث يكون الناتج عن هذا الاتحاد التكوين المالي .
كما يعتبر هذا الاتحاد تكثيفا لجزء هائل من الثروة الاجماعية لدى مجموعة قليلة من المحتكرين الكبار . (6)
يقول الباحث في العلوم السياسية (جيفري ويتنزر) الطبقة الأوليكارشية عبارة عن أقلية حاكمة أو تلك السلطة الياسية المحصورة عند مجموعة أو فرقة أقلية في المجتمع ، والذي يميزهم عن بقية أفراد المجتمع إنهم أصحاب أموال أو أنهم ذو أصل أو أنهم سلطة عسكرية ، وحسب العصر وجنودهم يصنهرون بصور مختلفة .
يشير ( ويتنرز) أن النخبة في علم الإجتماع الحديث منذ عصر بارميتو وميشيلز لديهم مفهوم ودلالة واسعة للأوليكارشية حيث الأثرياء الفاحشين والبيروقراطين الكبار وممثلي الأحزاب السياسية وقادة الرأي يكونون جزء صغير من السلطة . حسب رأي أرسطو الثروة والأموال الهائلة مصدر رئيسي لقوة الأقلية . (7)
كما يجري في الولايات المتحدة الأميركية حيث السلطة محصورة بيد أصحاب المليارات والأثرياء ، ويكون تداول السلطة فيما بينهم ، الحزبين الجمهوري والديموقراطي حزبي النخية في الولايات المتحدة الأميركية يضم كل حزب مجموعة من أثرياء الأوليكارشية المالية حيث يساندهم الصناعات والبنوك ، ويجري الحصلات الانتخابية برأسمالهم وفي المقابل الحزب الذي يتسلم السلطة يقع على عاتقة خدمة رأسمالهم .
يضمنون لهم فرص نمو الرأسمال عن طريق الاستثمار ضمن إقتصاد الدولة وبلدان العالم ، ويسهلون لهم عمليات الاحتكار ولا يدعون أن يصيبهم أي مكروة اقتصادي وانخفاص في الرأسمال عن طريق الدعم والتسهيلات الكثيرة للأسنثمار ، كما ذكر (مجلة فوربس) في أواخر عام 2014 الفاحشين في أميركا البالغ عددهم أربع مائة شخص بلغ نمو ثروتهم حوالي %14 .
لم يقتصر احتكار الرأسماليين على الولايات المتحدة الأميركية فقط ، بل في الوقت الراهن كل من الصين وروسيا يأتيان بالمرتبتين الثانية والثالثة بعد أميركا ويوصفون ببلدان المليارديرات ، وحسب المجلة ذاتها يبلغ عدد المليارديرات في الولايات المتحدة الأميركية 413 مليارديرا وفي الصين 115 مليارديرا وفي روسيا 101 مليارديرا ، وكما ذكر المجلة الأميركية (فوربس) يبلغ عدد المليارديرات في العالم 1210 شخصا حيث يقدر رأسمالهم بأربعة ونيف تريليون دولار حيث كان رأسمالهم قبل عام كان 3.6 تريليون دولار ، وحسب ذلك قد زاد رأسمالهم في عام واحد حوالي 900 مليار دولار.(8)
التسلسل العالمي لمليارديرات الدول الأولى والثانية والثالثة يقومون الان بعمليات الاحتكار في جميع بلدان العالم حيث يحتكرون أسواق الاسلحة التقليدية والأسلحة الاستراتيجية وانتاج السيارات والحاسوب وتكنولوجيا الألكترونات والأقمشة والغاز والنفط والحبوب والألواح الحنشبية والكثير من السلع اليومية المذداولة .
هؤلاء الآوليكارشية الدولية يؤثرون على القرارات والتصويات وقوانين المنظمات والؤسسات الدولية ، إذن نستطيع القول بأن الأثرياء يحكمون العالم وليس السياسيون ، لأن السياسيين يقعون تحت تأثير رأسمال الأوليكارشية المالية والبنوك وعن طريق اقتصاد الاستثمار يصبحون سندا وعونا لهم ويخدمون بعضهم البعض ، والحكام والسياسيين عن طريق السلطة والقوة العسكرية والطبقة الوليكارشية يساندون بعضهم البعض .
مامسمى بالقادة والسياسيين وعوائلهم عن طريق الاهتمام بالسلالة واعمال السياسة وعوائلهم وأحزابهم والقوة العسكرية القابعة تحت نفوذهم يحتكرون جميع مفاصل وجوانب السلطة والادارة والاقتصاد ويضنون ان جميع المفصل والجوانب المذكورة جدير بهم .
تم تنظيم القوة العسكرية (البيشمركة) ضمن إطار حزبين مختلفين من أجل الإبقاء على السلطة والاقتصاد المحتكر ، ولم يقوموا بتوحيدهم كجيش وطني منظم ، والظاهر ليس لديهم نية لفعل ذلك ، لأن تنظيم البيشمركة ضمن جيش وطني منظم سيفقدهم السيطرة على تلك القوة العسكرية ، ولن يكون هذه القوة تحت إمرتهم ويخرج عن الاطار الحزبي ويصبح قوة وطنية حيث لن يكون بإستطاعتهم إنتشارها حسب أهوائهم والجربهم للإقتال الداخلي ، وكذلك لن ينتسنى لهم إستخدامها للوقوف بوجه القوى الاخرى ، أو إستخدامهم ضد المواطنين العزل في الاقليم ، والدفاع عن عملياتهم الاحتكارية في جميع مفاصل الحياة . إذا تم ذلك لن يكون بمقدورهم وحسب مصلحتهم صياغة القوانين والأحكام لمعاقبة ومكافأة الناس ، وكذلك لن يكون بإستطاعتهم بيع النفط والغاز والثروات الطبيعية الأخرى ، حيث الأن يستفادون من هذه الوضعية وليس هنالك أي شخص على علم ودراية بكيفية البيع والتعامل ونوعية الصرف والتوزيع دون ان يكون الموال الهائلة المستحصلة في خدمة المجتمع ، كما لا يخلولهم الدرب كالذي يحدث الن للإستيلاء على الأشكال المختلفة للتجارة والإستثمار في العقارات والصناعات إن وحدت . الطبقة الأوليكارشية سواء كانت في السلطة أو خارجها يحاول السيطرة على مؤسسات الدولة ، و ذلك عن طريق زج أفرادهم والعمل على كل ماهو غير قانوني عملا قانونيا والعكس صحيح .
يتم هذه العملية مؤسسات القضاء والإدعاء العام ومجلس النواب ورئاسة الحكومة والمفصل العسكرية وجميع الميريات ومنظمات المجتمع المدني والطبقات والنخب حيث يتم استخدام الجميع من أجل مصلحتهم ، لكي لا يأخذ القوانين والأحكام مجراه الطبيعي ، ومن جهة أخرى يسيطرون على التيار الاعلامي ويقومون بصناعة ألف كاتب وكاتب وباحثين من دون أبحاث ومحللين سياسيين (مراقب سياسي) ويجعلونهم ميسورين من الناحية المالية ، وفي المقابل يقوم هؤلاء بحفظ ماء وجه الطبقة الأوليكارشية من خلال أكاذبيهم وكلماتهم المرزكشة لتغيير الواقع الذي بواجهه الواطنين من ظلم وفساد ومخالفة القوانين .
لا يخلو هذه الشبكة العنكبوتية من أساتذه الجامعات وما يسمى بالمثقفين حيث باتوا عبيدا للنقود ، والحقيقة هؤلاء يقومون بصناعة الكذب من أجل المال ، وبعض من هذه النخبة يستلمون النقود عن طريق تقاعدهم فضلا عن ما قبضوا من الموال سابقا مقابل صناعتهم للأكاذيب والكلمات المزركشة ، وطالت هذه السيطرة منظمات الطبقات والنخبة حيث أصبحوا سبب وعقبة أمام إيصال إحتجاجات المواطنين ويعلمون على إسقاط المتطلبات ، جميع الأصناف المذكورة يخونون أنفسهم والناس لصالح الطبقة الأوليكارشية من أجل مبلغ من المال .
يجعل الطبقة الأوليكارشية كل الأطراف في السلطة ملحقا للمال من أجل مصالحهم والدفاع عن البقاء في السلطة والعمليات الاحتكارية ، الدعم الوفير المقدم من قبل أساتذة الجامعات ودكاترة السياسة وما يسمى بامثقفين للأحزاب ، أو يصحون أعضاء في الأحزاب ، وهذا فضلا عن مبادئهم إذا كان نظير مباديء أحزابهم ، وعن طريق كتاباتهم ومحادثاتهم الخالية من المعرفة يصبحون دعاة الأحزاب وبدلا عن إنهاء العبودية في المجتمع والعمل على انتشار الوعي حول الحياة والمعيشة ، بأفواههم المهلهل وكتاباتهم المشبوهة ، يجعلون من العبودية مكافأة لأنفسهم وللمجتمع . ما نفعله هؤلاء من أجل نيل المناصب الحكومية والحزبية وعضوية البرلمان أو الحصول على مرتبة وزير أو مدير عام ومستشارين و... الخ ، وكل هذا من اجل الحصول على راتب أعلى مقارنة بذويهم في النخبة حيث يجرون ذويهم والناس نحو العبودية . يظهر هؤلاء كالمؤسسات الدينية التي تقوم عن طريق الفتوى والخطابة في المملكة العربية السعودية بالدفاع عن السلطة الملكية ، ويدفع لهم وعائلة (محمد عبدالوهاب ) الدينية في السعودية مبالغ هائلة ، إذن إستطاع الآثنان عن طريق النقود والكذب الدفاع عن الأوليكارشية الملكية السعودية ، إذن بصورة مباشرة أو غير مباشر جميع رؤساء النخبة المذكورة أعلاه جزء أو مكملة لبقاء السلطة الأوليكارشية ، ومع ذلك لن يقوم هؤلاء بأي خطوة إيجابية للأمام لكي يكون جميع الأعمال قانونية ويكون الدوائر الحكومية على صورة مؤسسات ، ولذا هؤلاء جزءمن عملية فساد السلطة السياسية الأوليكارشية واحيانا يكونون سببا لإشعال فتيل الإقتتال الداخلي عن طريق أفواههم المهلهل واحاديثهم الغير مرغوبة .
الطبقة الأوليكارشية في أقليم كوردستان ودولة العراق الفدرالية والأوليكارشية المذهبية والقومية المتعصبة أصحاب الأبار النفطية المسروقة والمحتكرة وحتى في العالم بأسره لكي يكونوا أثرياء أكثر وأكثر يقومون بزرع المخاوف وإندلاع الحروب الأهلية والاقتتال لالداخلي في بلدانهم وخارجها ، ويحصل أحيانا اللأقتتال الداخلي بين عائلتين أوليكارشية في الوطن التي يجمعهما ، والكثير من الناس يصبحون وقودا لقضايا وصراع الطبقات الأوليكارشية ، وخير دليل على الاقتتال الداخلي التي حدثت في اقليم كوردستان ، وأحيانا يصبح الاقتتال حربا بين دولتين ويحدث هذا إما بالوكالة أو يندلع الحرب بينهما بصورة مباشرة ، وكل هذا الصالح ومن أجل رأسمال الأوليكارشية العالمية والأقليمية.
يقف وراء معظم الحروب شركات متعددة الجنسيات في العالم ويدار من قبلهم .
لو كان كل ماتم ذكرهما مطلب الأوليكارشية ، فلن يستطيع الطبقة الأوليكارشية الكوردية والمذهبية والقومية العراقية إعطاء الحرية لإنشاء دولة كوردستان الوطنية ، لأنهم يهتمون بالرأسمال وليس الوطن والقومية .
استعمال المصطلحان المتعفنان العلاقة الأجتماعية السياسية واقتصاد العصر توأمان يتم تداولهما من اجل السيطرة و زيادة الرأسمال .
* المصادر :-
1- د. عبدالمنعم الحفني ( المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة ) الناشر / مكتبة مدبولي ، القاهرة ، الطبعة الثالثية ، 2000 ، ص 133 .
2- هنشنسون ( معجم الفكار والإعلام ، ترجمة خليل راشد الجيوشي ) دار الفرابي ، بيروت – لبنان ، الطبعة الأولى ، 2007 ، ص 60 .
3- الشيوعية العلمية معجم ، دار التقدم ، موسكو ، الترجمة الى اللغة العربية (دار التقدم) طبع في الاتحاد السوفيتي ، 1985 ، ص 51 .
4- كاظم نوري الربيعي ، واشنطن (700 مليار دولار) ثروة حكام العراق ، (صوت اليسار العراقي) صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة الكتاب والصحفيين العراقيين .
5- محمد الكوفي ( الأزمة الأوكرانية وصراع الشرق والغرب ، جذور المسألة ومالاتها ، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، بيروت ، الطبعة الولى ، اكتوبر 2015 ، ص 92-93 .
6- ب – ف بونو ماريوف ، مختارات القاموس السياسي ، ترجمة واعداد ( عبدالرزاق الصافي ) دار الوطن العربي ، ص 62.
7- رقية حسن ، المليارديرات ، الأوليكارشية في الديموقراطية الألكترونية ، مدونة بريدة ، الثالث من اغسطس 2015 .
8- موسكو تصبح موطن أكبر عدد من المليارديرات في العالم ،
مباشر ، تاريخ النشر 10/3/2013 .https ://arabic. rt .com