الحرب رئة الرأسمالية
محمد وهاب عبود
2019 / 6 / 26 - 02:30
يكاد يتفق معظم العلماء والمفكرين والفلاسفة في عصرنا الراهن على ان البشرية تقف حاليا امام منعطف تاريخي خطير قد يحدد مصيرها او ينهي وجودها .
-----------
نظرا الى حديدية المخالب الامريكية الراسمالية الخانقة على رقاب البشرية فمن الضروري حشد شباب وعمال الولايات المتحدة والعالم بأسره سياسياً ضد السياسة العسكرية للولايات المتحدة والإمبريالية العالمية ، التي تهددنا بالحرب العالمية الثالثة, فلا يقطع الحديد الا الحديد..
-----------
الخطر الأكبر الذي يواجه الطبقات المستضعفة الآن هو أن القرارات الكارثية تتخذها النخبة الرأسمالية سرا وخلف انظار المجتمع
-----------
قبل ما يزيد عن 100 عام ، تم إلقاء البشرية في الحرب العالمية الأولى كنتيجة لمؤامرة من الوزراء والملوك والأوليغارشيين الذين أرادوا جني الأموال من الانتصار العسكري. بعد 21 سنة من نهاية هذه الحرب ، اندلعت الحرب العالمية الثانية ، مما أدى إلى مزيد من الدمار والخسائر. لقد تسببت هاتان الحالتان العالميتان في مقتل أكثر من 100 مليون شخص وتدمير مناطق شاسعة من الكوكب.
-----------
اليوم ، وصل خطر الحرب العالمية إلى أعلى مستوى له منذ صيف عام 1939. السياسيون والجنرالات في واشنطن وبرلين ولندن وعواصم العالم الأخرى يفكرون بنشاط في "ما لا يمكن تصوره" ، بما في ذلك الحرب النووية.
-----------
بعد 25 عامًا من تدمير الاتحاد السوفيتي ، بعد 15 عامًا من بدء "الحرب على الإرهاب" ، تتأجج الصراعات التي لا نهاية لها التي أطلقتها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى
----------
بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض - ديمقراطي أو جمهوري أو ترامب أو أوباما أو بوش أو كلينتون - فإن التصعيد العسكري يتزايد باستمرار بدعم كامل من وسائل الإعلام.
في ظل هذه الظروف ، من الضروري اتخاذ إجراءات ملموسة وعاجلة ضد الحرب
----------
يجب أن يستند الكفاح ضد الحرب إلى الطبقة العاملة – القوة الفاعلة والكادحة في المجتمع ، القادرة على توحيد جميع القوى والعناصر التقدمية
----------
الأزمة الرأسمالية تضرب عصفورين بحجر واحد اذ تلجأ غالبا للحرب بغية انعاش نفسها ومعالجة ازماتها الداخلية من خلال التغطية وحرف الانظار عن حالة عدم المساواة والفقر وتخفيض الأجور والوظائف والخدمات الطبية والتعليم وجميع الحقوق الاجتماعية للطبقة العاملة
----------
تكلفة الحرب ، في حد ذاتها ، عامل مهم في تدهور مستويات معيشة الغالبية العظمى من السكان. يقول تقرير جامعة براون أن الحروب في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا أنفقت حوالي 5 تريليونات. دولار ، مع 6.8 تريليون دولار. ميزانية البنتاغون لنفس الفترة. إذا نظرت إليها من وجهة نظر المواطنين ، فقد أنفق كل رجل وامرأة وطفل في الولايات المتحدة 37000 دولار على الحروب منذ عام 2001. فلا يتم تمويل المدارس فيما تنهارالبنية التحتية الاجتماعية .
----------
يقول المسؤولون إنهم لا يملكون ما يكفي من المال للرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية والأجور اللائقة. ومع ذلك ، يتم إرسال أموال غير محدودة للحرب ، وأوباما قام بأرسال تريليون دولار لتحديث الأسلحة النووية.
----------
ينبغي اولا أن يكون النضال ضد الحرب مناهضا للرأسمالية ، لأنه لا يمكن أن يكون هناك كفاح جدي ضد الحرب من دون التصدي لدكتاتورية رأس المال والنظام الاقتصادي وهو السبب الأساسي للحرب
-----------
ينبغي ان تكون مناهضة الحرب مناهضة دولية باستخدام القوة الهائلة للطبقة العاملة على شكل موقف عالمي واحد موحد ضد الإمبريالية
----------
ينبغي أن تكون مناهضة الحرب مستقلة تمامًا وخارج مشاريع الأحزاب السياسية ومقاطعة منظمات الطبقة الرأسمالية
----------
تنشأ الإمبريالية من نمو وتناقضات النظام الرأسمالي العالمي. إن الأزمة الاساسية للرأسمالية العالمية تضغط من أجل الحرب ، لأن مصالح الشركات المتنافسة التي تسيطر على الحكومات تحاول تحويل عبء الأزمة إلى الآخرين عن طريق الاستيلاء على الأسواق والموارد الرئيسية.
---------
الحل الوحيد الذي يمكن أن تقدمه الطبقة الحاكمة هو الحرب ونهب ثروات الشعوب المستضعفة. الطبقة الحاكمة التي تحرض على الحرب هي نفس القلة المالية التي جمعت ثروة هائلة في الاحتيال والمضاربة. في بداية كارثة 2008 ، تبرعت حكومة أوباما بمليارات الدولارات للبنوك في شكل إعانات اذ يمكن للمضاربة الجديدة وفي أي وقت زعزعة الاقتصاد العالمي
-----------
يجمع برنامج ترامب بين الشعبوية والشوفينية المناهضة للمهاجرين مع زيادة في القوات المسلحة مع رفع جميع القيود المفروضة على الإنفاق العسكري. في الوقت نفسه ، يتهم الحزب الديمقراطي ترامب بالتقصير في حماية وصيانة المصالح الأمريكية الإمبريالية العالمية كما تحول وسائل الإعلام كراهية الشعب للمرشح الرأسمالي للحاجة إلى عدوان عالمي.
------------
يكمن خطر الحرب العالمية في تناقضات النظام الرأسمالي العالمي فلا يمكن منع وقوع كارثة عالمية جديدة إلا من خلال قوى الطبقة العاملة العالمية. لا توجد زاوية على هذا الكوكب ستظل بمنأى عن الحرب العالمية الجديدة ، ولن يكون هناك جزء من الطبقة العاملة سيستفيد من الخطط العسكرية للأوليغارشيين.
--------------
اخيرا , الولايات المتحدة هي قائد الحروب الرأسمالية. ألمانيا تحاول استعادة طموحاتها الإمبريالية. اليابان استأنفت العسكرة والتسليح وألغت القيود الدستورية التي شٌرعت بعد الحرب العالمية الثانية. تبحث الطبقات الحاكمة في بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا بنشاط عن فرص لتحقيق ربح من خلال اشعال حروب جديدة.