الحلم الاشتراكي في مخيلة الشباب الامريكي
محمد وهاب عبود
2019 / 6 / 11 - 03:16
ذكر التقرير السنوي الثاني بشأن موقف الامريكيين من الاشتراكية الذي نشرته -على مضض- المؤسسة الامريكية " ذاكرة ضحايا الشيوعية " المناهضة للشيوعية عام 2017 وجاء بالتزامن مع الذكرى المئوية للثورة الروسية انه يفضل معظم الشباب الامريكي الاشتراكية بدلا عن الراسمالية .
ووفقا لمسح اخر اجرته منظمة "انت الحكومة" "يو كوف" فإن 51٪ من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و 29 عامًا ، والذين اطلق عليهم "جيل الألفية" في التقرير ، يفضلون العيش في بلد اشتراكي أو شيوعي وليس دولة رأسمالية.
كما قال غالبية الشباب ونسبتهم (56٪) إنهم لا يشعروا بالاحراج إذا أطلق عليهم شيوعيون. ويشار إلى أن حوالي نفس النسبة (53٪) قالوا أن النظام الاقتصادي الأمريكي يعمل ضدهم حيث ان كثيرا من المجيبين هم جزء من جيل واجه شخصيا وشاهد بعينه فشل النظام الرأسمالي بعد ان تخرجوا من المدرسة الثانوية أو الكلية وبدأوا العمل في ذروة الأزمة الاقتصادية عام 2008. والعديد منهم لم يحصل على عمل لائق وقسم اخر غارق في الديون الطلابية ولا يستطيع سدادها كما وجدوا انفسهم عاجزين عن بناء حياة جديدة خارج بيوت ابائهم.
بعد عشر سنوات من أزمة عام 2008 لا يزال العمال والطلاب الشباب في الولايات المتحدة يعانون من الفقر والبطالة والعمالة المحدودة والحروب المفتعلة التي لا نهاية لها والتي تتوسع باستمرار وأزمة المواد الأفيونية التي تفتك بهم وبأصدقائهم وبأقاربهم.
وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الالتباس حول معنى المصطلحين "الاشتراكية والشيوعية" ، فإن الغالبية تدرك أن الاشتراكية هي المساواة الاجتماعية وضمان لمكان عمل بأجور لائقة وتعليم مجاني عالي الجودة والحق في الرعاية الصحية الشاملة وهو ما عجزت الراسمالية عن توفيره او ضمانه بكلف ثقيلة.
ان الاهتمام المتزايد بالاشتراكية لم يقتصر على الشباب بل وجد التقرير أن أكثر من ثلث (37 ٪) من الأمريكيين يفضلون العيش في بلد اشتراكي أو شيوعي. كما بين الاستطلاع أن ما يقرب من 70 ٪ من الأمريكيين لا يعتقدون أن الأثرياء يدفعون حصة عادلة من الضرائب ، وحوالي 90 ٪ من هذه المجموعة يعتقدون أنه من الضروري إما زيادة الضرائب (49 ٪) أو تغيير النظام الاقتصادي بالكامل (37 ٪) . بالإضافة إلى ذلك ، يعتقد 80 ٪ من الأميركيين أن عدم المساواة في الدخل بين الأغنياء والفقراء يمثل مشكلة بالغة الخطيرة.
وتجاهلًا للرأي العام ، فإن حكومة ترامب والجمهوريين و بدعم كامل من الحزب الديمقراطي ، دفعت على عجل لاجراء تخفيضات ضريبية قياسية ومما لا شك فيه ستؤدي هذه الخطوة إلى مشاكل ستؤرق الطبقة الحاكمة وتوسع المعارضة المناهضة للرأسمالية.
إن هذا الموقف الإيجابي تجاه الاشتراكية في الولايات المتحدة هو أمر ملفت وغير عادي لأن أي نقد للرأسمالية مستبعد تمامًا من وسائل الإعلام الامريكية.
لقد تم التعبير عن المشاعر المناهضة للرأسمالية والمؤيدة للاشتراكية بين العمال والطلاب في الحملة الانتخابية لبرني ساندرز الذي هزم كلينتون في فيرمونت بـ 13 مليون صوت. وقد تظاهر بأنه اشتراكي ديمقراطي يناضل ضد "طبقة المليارديرات" وحصل ساندرز على دعم واسع من الناخبين ، وخاصة الشباب. في البداية كان دور ساندرز تصعيد مشاعر المعارضة للحزب الديمقراطي وفي الوقت نفسه هي محاولة لمنع تطور معارضة واسعة للنظام الرأسمالي. ففي الولايات المتحدة هناك مستوى متزايد من الخوف من أن تؤدي المعارضة الشعبية للرأسمالية إلى إنشاء حركة اشتراكية مستقلة للطبقة العاملة على غرار ثورة أكتوبر 1917
كما أن هذا الخوف يعتري الجماعات المناهضة للشيوعية مثل مؤسسة "ذاكرة ضحايا الشيوعية" (التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمؤسسة التراث للمحافظين الجدد) ، فقد شن الحزب الديمقراطي حملة شرسة ضد المعارضة ، متهماً روسيا بنشر الدعاية في الشبكات الاجتماعية. وتستهدف حملة فوبيا روسيا -منذ زمن بعيد- مواقع اليسار والقوى التقدمية المناهضة للحروب بما في ذلك موقع الويب الاشتراكي World Socialist Web المذكور كما لوحظ ان كوكل تمارس الرقابة على مواقع اشتراكية واسعة الانتشار والمعبرة عن مشاعر طيف واسع من الناس الرافضين وحشية الطبقة الحاكمة ونظامها الاقتصادي والحالمين بحياة اشتراكية.
Young People Want Radical Change—Survey Blows Lid Off Right-Wing And Corporate Economic Propaganda[6], Les Leopold, alternet.org, popularresistance.org, April 26, 2017.
https://www.salon.com/2017/04/24/young-people-want-radical-change-survey-blows-the-lid-off-right-wing-and-corporate-economic-propaganda_partner/