إعلان -إيما الحمراء-
محمد وهاب عبود
2019 / 5 / 24 - 03:52
كتبت نص هذا الاعلان الشهير الكاتبة الاميركية اللاسلطوية "ايما جولدمان" الملقبة ب "ايما الحمراء" في عام 1909 ونُشرته لاحقا في مجلة "امُنا الارض", وعن الاحداث التي رافقت وسبقت نشر الاعلان ذكرت ايما " كنت قد تلقيت رسالة من فريق تحرير صحيفة " بوسطن غلوب " تبلغني بتخطيط الصحيفة لاجراء مسابقة لاختيار افضل نسخة مكتوبة من نص اعلان الاستقلال الجديد , وفي وقتها وافق العديد من الراديكالين على المشاركة , فهل ينبغي عليً ان اشترك؟
صاحب الرسالة تعهد بنشر النص الفائز في الصحيفة مع مكافأة نقدية للمؤلف. اجبت انه على الرغم من ان القليل من الاميركيين يهتمون الان بمسالة الاستقلال فسوف اشارك في المسابقة لاجل المتعة . فقد ارسلت النص المعدل واحتفظت بالهيكل الاساسي . وبعد مرور بعض الوقت تلقيت مظروفا بداخله شيك . وفي ذات الوقت وصلتني رسالة من صديق يوضح كيف ان مالك الصحيفة راى بالخطأ نصا ملقى على طاولة التحرير ومهيئا للطباعة قرأه ثم قال: ارسل لهذه المرأة الشيك وارجع لها هذا النص اللعين المحرض على الفوضوية فلا اريد ان اراه في مقر الصحيفة.
وبما ان النص كان جاهزا للطباعة ونال اعجاب هيئة التحرير عدا المالك والجميع كان تحت ضغط الوقت فقد تم حذف بعض العبارات واستبادلها بكلمات اقل اهمية مع ذلك قرأه الاف الناس وتم توزيعه على بقية الصحف والمجلات مجانا ".
"(E. Goldman. . M. ، 2016. P.167) عش حياتك. السيرة الذاتية. الجزء الثاني
نص الاعلان
في سياق عملية التنمية البشرية وعندما تثبت المؤسسات القائمة عجزها عن تلبية الاحتياجات الإنسانية ، بل اسهامها في استعباد البشرية وسلبها وقمعها ، يكون للناس الحق المطلق والأبدي في التمرد ضدها والإطاحة بها.
إن مجرد حقيقة أن هذه المؤسسات - المعادية للحياة والحرية والسعادة - يتم تقنينها بالقواعد والتشريعات، وتقديسها ، ومنحها الهيبة/ السلطة السياسية فما من مبررلاستمرار وجودها بأي حال من الأحوال..
وانطلاقا من الحقيقة المتمثلة في أن جميع الناس ، بغض النظر عن عرقهم أو لونهم أو جنسهم ، يولدون مع حق المساواة والمشاركة في الجلوس سوية على طاولة الحياة ؛ ولضمان هذا الحق بين الناس ، يجب تأكيد الحرية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
نعتبر كذلك أن الحكومة موجودة فقط لتحقيق الثراء من الامتيازات الخاصة وحيازة الملكيات ، وأنها تجبر الشخص على الطاعة وهذا من شانه ان يسلبه الكرامة واحترام الذات وحتى الحياة.
إن تاريخ ملوك رأس المال والسلطة الأمريكية هو تاريخ لا حصر له من الجرائم والظلم والقمع والعنف والتعسف ، والغرض المباشر من ذلك هو قمع الحريات الشخصية واستغلال الناس. إن مقدرات دولة شاسعة غنية هي في أيدي قلة قليلة ، في حين أن الملايين من الأشخاص الذين لا اسم لهم هم تحت رحمة جامعي ومكدسي الثروة والمشرعين غير الشرفاء والساسة الفاسدين.
يضطر أبناء أمريكا للتجول في جميع أنحاء البلاد في بحث غير مثمر عن الخبز اليومي ، ويتم إلقاء الكثير من الفتيات في الشوارع ، ويتم التضحية بآلاف من الأطفال الرقيقين يوميًا . عهد هؤلاء الملوك يبقي البشرية تحت وطأة العبودية ، ويديم الفقر والمرض ، ويدعم الجريمة والفساد ؛ إنه يؤد روح الحرية ، ويخنق صوت العدالة ، ويُهين البشرية ويضطهدها. إنه غارق في الحرب والمذابح المستمرة ، وتدمير البلد ، وتدمير أفضل وأنبل صفات الإنسان ؛ إنه عهد يعتز بالخرافات والجهل ، ويزرع التحامل والشقاق ويحول الأسرة البشرية إلى معسكر للوحوش..
لهذا السبب ، نحن ، الرجال والنساء المحبين للحرية ، ندرك الظلم والقسوة الهائلين في هذا الوضع ، نعلن بإخلاص وجرأة أن كل فرد يجب أن يكون حراً , أن يكون سيد حياته وأن يتمتع بثمارها الكاملة. أن تحرير الانسان من كل ولاء لملوك السلطة ورأس المال ؛ يعني القدرة على الوصول إلى كنوز الأرض ووسائل الإنتاج ، فضلاً عن حرية التمتع في ثمار جهوده ؛ لكل شخص الحق المطلق وغير القابل للتصرف في الارتباط الحر والتطوعي والتعاوني مع غيره لأغراض اقتصادية وسياسية واجتماعية وأية أغراض أخرى ، ولتحقيق ذلك ، يجب على الشخص أن يحرر نفسه من شهوة التملك ، ومن احترام القانون الذي أنشأه الإنسان ، من خوف الكنيسة ، من جبن الرأي العام ، من الغطرسة الفظة للتفوق الوطني والعرقي والديني والجنسي ومن المفهوم البروتستانتي الضيق للحياة الإنسانية.
ومن اجل الحفاظ على هذا الإعلان ، سيكرس عشاق الحرية - برغبة خالصة وبكل سرور - تفانيهم وطاقتهم وذكائهم وتضامنهم وحياتهم للانصهار المتناغم لتحقيق التطلعات الاجتماعية والفردية.