محاولة اغتيال الحريريّ حقيقة غير قابلة للجدل والتأويل
سلام عبود
2017 / 11 / 11 - 18:06
تنبيه: هذا النص ليس تحليلا علميّا، أو بحثا سياسيّا، بل هو خيال أدبيّ خالصٌ. لذلك يتوجب على القارئ عدم البحث عن علل ومحاججات وروابط عقليّة منطقيّة، وإنـّما الاكتفاء بالطابع الخياليّ للسرد. أي قراءة النص باعتباره هامشا تغريبيّا لمتن افتراضيّ. وهو هامش يحاول ربط أجزاء الذاكرة المبعثرة ببعضها، لكي يصنع منها حبكة متخيّلة، تتماهى مع جموح الخيال الموجود في الواقع وفي المتن.
يفسّر خصوم تيار المستقبل والمشكـّكون في فرضيّة "الاستقالة الطوعيّة" لسعد الحريريّ خبرَ الاغتيال على أنـّه مزحة سياسيّة ثقيلة، ويرون فيه محاولة مفضوحة للتستر على الاستقالة المفاجئة. تبريرهم يقول إنّ الدلائل كلّها، من لقاءات وزيارات وتصريحات قام بها الحريريّ قبيل الاستقالة بأيّام، بل بساعات، تشير بشكل مطلق الى أنـّه كان راضيا تماما عن أدائه كرئيس للحكومة، حتـّى أنّه بالغ في تقديرحجم نجاح حكومته قياسا بغيرها من الحكومات السابقة. إذاً، كيف يمكن له أن يستقيل من حكومة ناجحة، وكيف يكون "الكيل قد طفح" وهو في ذروة الارتياح والأمان!! وحتـّى لو كان هذا ممكنا، وأنّه كان يكذب أو يناور لأسباب مجهولة، فما معنى التهديدات السعوديّة التي سبقت الاستقالة، والتي تحدثت عن الزلزال المرتقب الذي سيهزّ لبنان! كيف نفسّر توضيح وزير الدولة السعوديّ، الذي أكـّد - من دون أن يطلب منه أحد - أنّ ما قاله لم يكن رأيا شخصيّا، بل هو ينطق باسم الحكومة السعوديّة. وهو يعني أنّ الهزّة اللبنانيّة المرتقبة فعل حكوميّ سعوديّ لا يقبل التأويل والجدل.
لقد ذهب المفسّرون الى جهات شتى في تفسير النيّات والمسببات السياسيّة للاستقالة، لكنّ أمرا واحدا لم يناقش على محمل الجدّ، ألا وهو فرضيّة اغتيال الحريريّ؛ وما زاد الطين بلـّة أن الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، بما فيها المؤسسات الأمنيّة المحسوبة على كتلة تيار المستقبل، تؤكـّد تحفظـّها على فرضيّة الاغتيال.
فهل كان الحريري يكذب في بيانه حينما قال إنـّه لمس خطرا على حياته؟
الجواب: كلا، وألف كلا. لم يكن الحريريّ كاذبا على الإطلاق، كانت الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة تعيش لحظة تشويش وطنيّ كبرى، وربـّما كانت مستغفلة بحسن نيّة.
لغرض تأكيد هذا الأمر لن نذهب بعيدا في تفسير الواقع السياسيّ والنفسيّ للحريريّ، ولن نقوم بتفسير ما قاله قبل سفره، وما فعله من زيارات ومقابلات وتصريحات تدلّ على هدوء باله وصفاء نيـّته. سنذهب الى الساعات القليلة السابقة لبيان استقالته، وسنعرّج على أقرب وأصدق وأكثر المواقع إخلاصا للحريريّ، الى العنوان الرئيس لصحيفة المستقبل، لسان حال تيار المستقبل. سنتوقف عند السطر الخامس عشر من النصّ، ونقرأ حقيقة الموقف من على لسان أعلى وأصدق جهاز إعلامي في التيار:
"... هذه الزيارة لم تكن مفاجئة كما أوحى البعض إعلاميّا إنما أتت بموجب موعد مسبق كان جرى تأجيله الى الوقت الذي حصلت فيه الزيارة". وفي السطر الحادي والعشرين نقرأ: " ستكون لها -الزيارة- نتائج إيجابيّة وستظهر قريبا خصوصا على المستوى الاقتصاديّ". وفي السطر الذي تلاه يقول النص بيقين مطلق لا تأويل فيه ولا لبس:" وختم - الحريريّ - قطعا لأي جدل أو تأويل: اللقاءات التي عقدتها في الرياض لم يكن لها أيّ علاقة بالحكومة وبمستقبلها، سيما وأن المملكة حريصة على حماية لبنان ومقدراته ومؤسساته الرسميّة".
خلاصة: الوضع الاقتصاديّ واعد ومبشر بخير. الوضع الحكوميّ لا غبار عليه، الوضع السياسيّ مطمئن. الوضع العربيّ والإقليميّ، وحصريّا العلاقة بإيران والسعوديّة مستقرة.
أمّا الزيارة فلم تكن مفاجئة، لأنّها جزء من جدول أعمال معدّ سلفا. حسناً، لماذا أكمل الزيارة الناجحة جدّا- حتّى قبل أن يقوم بإبدال ملابس السفر- بزيارة مفاجئة، غامضة، من دون تذكرة عودة؟ وما معنى الاستقالة؟ لماذا تمّ التعجيل بها الى هذا الحدّ؟ وأيّ مزاج عكـِر صاغ بيانها الانقلابيّ الناريّ؟
بعد هذا التوضيح لم يتبق سوى شأن صغير، يحتاج الى نقطة إنارة تفصيليّة: ما حقيقة الموقف من "العدوّ الإيرانيّ"، المحكوم عليه بقطع اليد، كما ورد في التهديد السعوديّ، الذي وجد ترجمته الحرفيّة في نصّ الاستقالة؟ عن هذا السؤال تجيبنا صحيفة المستقبل نفسها، بالخط العريض نفسه، في رأس صفحتها نفسها، ولكن ليوم الاستقالة والاغتيال. تقول الصحيفة: " طهران توضّح من السراي: ندعم استقلال لبنان". جاء الكلام - كما تدّعي المستقبل- على لسان علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الإيرانيّ الأعلى حرفيّا، كما نقله سعد الحريريّ شخصيّا!
أين مسببات الاستقالة إذاً؟ والأهم ما موقع الاغتيال في هذا التسلسل السلس والشفـّاف؟ وأين موقع جهاز "التشويش"، ذي الذبذبات الفارسيّة، التي تحمل جينات ولاية الفقيه؟ هل كانت قيادة تيار المستقبل كاذبة أم مغفلة، أم ماذا! كيف تفسّر هذه القيادة ما كتبته بالخط العريض، تحت عنوان صحيفتها الرئيس، في عددها الصادر قبل ساعات من الاستقالة، في العدد 6224 ، ليوم الجمعة 3 تشرين الثاني 2017 ، الموافق 14 صفر 1439 هجرية؟
على الرغم من هذه الحقائق لم يزل البعض يصرّ على أنّ الاستقالة حقيقيّة والاغتيال حقيقيّ، وأنا أوّلهم. كلاهما - الاغتيال والاستقالة- كان حقيقة قاطعة، لا تقبل "الجدل والتأويل". الاستقالة قرأها وقبـِل بها الحريريّ شخصيّا، ومحاولة الاغتيال وقعت حتما، بصرف النظر عن الجهة التي كشفت الذبذبات، أوالتي فكـّكت رموزها، أو التي تلذذت بحلاوة توجيهها، وحسن تدبيرها، أو التي تنتظر تداعياتها الآخذة بالتصاعد.
إنّ الموقف بمجمله يتركز في كلمة واحدة لا غير: الاغتيال، والاغتيال وحده. ونعني بالاغتيال هنا، اغتيال الحريريّ واغتيال لبنان.
فما سر الاغتيال؟
إنّ الموقف الملتبس - التناقض بين الاستقالة وأدبيّات صحيقة المستقبل - وضع الحريريّ في دائرة الطباشير القوقازيّة: خياران مميتان، لا ثالث لهما، يسعيان الى جرّه اليهما، وتمزيقه إرباً إربا. خيار الاستقالة، ممهورا بفقدان الكرامة والرئاسة والسلطة العائليّة والحزبيّة والشعبيّة، الذي يشبه الانتحار السياسيّ المحتـّم والأبديّ، وخيار التلويح بالذبذبات القاتلة. خياران بـُُنيا على مبدإ واحد، يقوم على التلاعب النزق بسلامة ووجود الحريريّ كفرد وكرئيس، وبسلامة لبنان بأكمله، بشعبه وكرامته واستقلاله وخصوصيّته. وهذا كلـّه نتاج لسوء فهم واحد، لا يريد أحدٌ الاعتراف به، نظرا لسرياليّة المشهد وغرائبيته. لقد لبس المفسّرون كافـّة ثوب العقل والمنطق، ونسوا أنّ المشهد خياليّ بامتياز: تناقضات في تناقضات من فم المصدر نفسه. لقد نسوا أنّ الأسرار الغرائبيّة لا تسري عليها قوانين المنطق، لأنّ للأخيرة منطقا خاصّا بها يحكمها. وكما أنّ الحديد لا يفلـّه إلاّ الحديد، فإنّ غوامض الخيال القاتل لا يحلـّها إلاّ الخيال المضاد.
ما حقيقة الموقف إذاً؟ وبدقـّة أكبر ما الجزء اللامنطقيّ فيه؟
السؤال الوحيد الذي يجيب عن حقيقة الموقف هو العودة الى المحتوى اللامنطقيّ للحدث، وليس الى المحتوى الواقعيّ. لأنّ الحدث بمجمله مجرد فرضيّات عن شهيد محتمل، لم يسقط مضرجا بدمائه بعد. شهيد مؤجـّل يبحث عن قاتل حقيقيّ أو افتراضيّ! شهيد حيّ أو شهيد ميّت، لا فرق! الذبذبات السياسيّة الانتقاميّة القاتلة لا تفرّق البتـّة بين الأحياء والأموات.
فكّ الرموز لا يحتاج الى كدّ ومهارات خاصّة. الخيال هنا بسيط وسلس وشفـّاف، مثل العدد 6229 من صحيفة المستقبل. لنفترض أنّ تيّار المستقبل كان صادقا في صحيفته ليوم الجمعة والسبت، قبيل ظهور خبر الاستقالة والاغتيال، وأنّ الحريريّ عرض الأفكار ذاتها، التي حوتها الصحيفة، على السعوديّة، وأنّ السعوديّة رفضت تلك الأفكار، وطلبت من الحريريّ أن يكذّب نفسه وتياره، وأن يقلب "الطاولة" رأسا على عقب، في لحظة واحدة، مضحيّا بحكومته التي لم يكفّ عن مدحها، وبالأمان الذي أشعره به الإيرانيّون في آخر مقابلة معهم. ماذا يكون ردّ السعوديين حينذاك؟
من دون شك سيوجعهم ذلك، سيمتعضون ويصرّون على تنفيذ طلبهم - أمرهم - بأن يأتي الحريريّ اليهم فورا، لكي يصحّح موقفه جذريّا بما يناقضه، وأن يفعل ذلك على أرضهم وفي إعلامهم حصريّا. ماذا سيفعل الحريريّ حينئذ؟ هنا سنفترض خيالا، لا جدلا، أنّه رفض أو تلكأ أو حاول أن يناور، أو أنّه وجد الأمر شاقـّا ويحتاج الى مهلة للتفكير أو المشورة. ما الرّد المحتمل الذي يقوم به السعوديّون؟ سيتعاظم غضبهم طبعا. لكنّهم سيطمئنونه قائلين: ربما أخافتك أخبار اعتقال الأمراء والمسؤولين السعوديين! ولكن، لا تخف! فأنت لن تكون سوى شاهد محايد. بيد أنّ الحريريّ سرعان ما يتأكـّد أنّ حفلة صيد الأمراء تتسع، وتصل حتـّى قمّة الهرم، فتشمل حتـّى من كانوا يرعونه ماليّا ونفسيّا. من منّا لا يصاب بالهلع، وهو يسمع أنّ حملة "التطيير" تحمل عنوان "القضاء المبرم على الفساء المالي"؟ ماذا عليه أن يفعل؟ ماذا يكون مصيره لو استشعر خوفا، وأبدى ترددا، في تلك اللحظة التي يُساق فيها من هم أكثر منه قوّة وسلطانا مثل "النعاج"؟ كيف سيتصرّف الحريريّ، وأيّ طريق يختار؟ ضعوا أنفسكم في موضعه! ثمّ ضعوا أنفسكم في موضع صاحب الأمر والنهيّ السعوديّ أيضا! وفكـّروا ماذا سيقرر الحاكم السعوديّ، وأيّ خيار يختار الحريريّ؟ وتذكروا أنّ الصعود الى القمّة والنزول الى الهاوية طريقان متعاكستان، لكنّهما تمرّان بنقاط العبور ذاتها.
لا يوجد حلّ أمام الطرفين سوى اللجوء الى تحريك إشارات الطريق في موكب الحريريّ الأخير، وإطلاق الذبذبات القاتلة؟
من سيكون الهدف التالي؟ لا نعرف!
هل يوجد حلّ آخر أمام الطرفين؟ لا، بكلّ تأكيد.
ربّما سيظهر شخص يقول: كان بمقدور الحريريّ أن يرفض الذهاب الفوريّ الى الرياض، حتّى لو كان مجرد شاهد في حملة صيد الأمراء. بيد أنّ ذلك لم يكن ممكنا حتّى لو توافرت في الحريريّ الجرأة على المناورة لكسب الوقت.
لماذا؟
الجواب على هذا نأخذه من فم السنيورة، في أول تصريح له عقب الحدث، فهو ينير الجزء الغامض - الموضوعيّ والتاريخيّ - من تقاليد الاغتيال. يؤكـّد السنيورة أنّ أجواء اغتيال رفيق الحريريّ تشبه أجواء إستقالة ابنه. وهو قول نابع من خبرات ومعايشات واقعيّة، تطابق فرضيتنا عن حصول محاولة الاغتيال، لكنّها لا تتفق مع السنيورة في تحديد مستثمر الاغتيال، ولا نقولن مسبّب الإغتيال.
جواب السنيورة أبويّ وصريح، يقول للحريريّ: احذر أن تتحول الذبذبات الى حقيقة! دمك سيُعـّلق على شمّاعة الأحزاب، كدم أبيك، الذي لم تزل المحكمة الدوليّة المدفوعة الأجر تبحث له عن قاتل مفترض، يناسب مقاس اللحظة السياسيّة الراهنة.
نعم، الأجواء تتشابه، كما قال السنيورة صادقا. ونضيف اليه أنّ حجم الخيال في محاولة اغتيال سعد الحريريّ يرغمنا على إعادة فرضيات الاغتيالات السابقة، كاغتيال وسام الحسن ومحمد شطح، وإعادة قراءتها من منظور آخر، من منظور الاستقالة الفريدة في بابها، وما لازمها من ذبذبات.
وهنا لا بدّ أنّ نشير الى أن تصريحات سياسيّ المستقبل تقاس بميزان الصيرفيّ. حرّاس المملكة في لبنان يقرأون "الممحي"! فحالما قرأ السنيورة بيان اجتماع قيادة تيار المستقبل، عاد في زمن قياسيّ، في غضون ساعات حسب، الى إلقاء بيان تكميليّ وتوضيحيّ يفسّر فيه بيانه الأوّل ويصححه، ويعيد توجيه رسائله. من أملى على السنيورة هذا التصحيح الفوريّ، وبهذه السرعة؟ إنّها الذبذبات الذكيّة ذاتها، التي حرّكت الإشارات المروريّة وشوشت شبكة اتصالات موكب الحريريّ. من يكون غيرها!
ولكن، من تكون إرادة الشرّ هذه؟
حينما توضع هيبة ومكانة ومصير وطن في قبضة إرادة شريرة كهذه، فإنّ فرضيّات الاغتيالات الخياليّة تصبح حقيقة لا تقبل الجدل والتأويل.
لذلك أقول: إنّ فرضيّة الاغتيال صحيحة وقائمة، بل هي مؤكـّدة بحكم تسلسل الحدث وانقلاباته العجيبة، المترابطة غاية، المتنافرة شكلا. إنّ من يبحث عن أدلـّة لن تعوزه الحيلة، فما عليه سوى أن يفتـّش عنها في جيوب مستثمري الحدث. المحكمة الدوليّة ليست بعيدة عنـّا أيضا، نستطيع استشارتها وضمّ ملف سعد الى ملف رفيق، مجّانا هذه المرّة. إسرائيل، المستثناة بشكل مطلق من جدول أعمال المحكمة، جار مؤتمن وبارع في تكنولوجيا إشارات الموت، يستطيع إعانتنا في تفسير لغز الذبذبات أيضا.
هامش أخير: هل تعرّض موكب الحريريّ الى ذبذبات وإشارات قاتلة، تدلّ على وجود تهديد بالاغتيال؟ نعم، بكلّ تأكيد. هل لمسها الحريريّ حقـّا؟ نعم، بكلّ تأكيد. هذا ما صرح به الحريريّ شخصيّا في بيان استقالته، وهذا ما يتوجب على الجميع تصديقه والاعتراف به، ومشاركة الحريريّ مشاعر القلق والخوف على مصيره ومصير لبنان بأكمله.
لا تركنوا الى الأعداء. سلوا مرافقي موكب الحريريّ وحرسه الشخصيّ. سلوهم! سيقولون لكم إنـّهم رأوا الذبذبات القاتلة بأمّ أعينهم، ولمسوها لمس اليد، كما لمسها الحريريّ قبلهم. ومن لم يلمسها بنفسه رآها مطبوعة على وجه الحريريّ في لحظة استلامه أمر المغادرة الفوريّة الى الرياض.
ولكن، ما يُشك فيه، أن تحمل الذبذبات بصمة ولاية الفقيه المميزة، أو رائحة فارسيّة، أو صبغة الدم المجوسيّة. مثل هذه الذبذبات الذكيـّة جدّا، لم تـُخترع بعد، ولا يوجد مثيل لها إلا في خيال الحمقى، صانعي ذبذبات القتل الغبيـّة، ووكلاء إعلامهم.
الاغتيال. الاغتيال وحده سيّد الموقف!
نحن في زمن الثورة الكبرى، في ربيع الأمراء، الأثرياء، "الزعاطيط"، العربيّ.
دائرة الطباشير السعوديّة، التي أطبق محيطها الكابوسيّ على سعد الحريريّ، تطبق على أرواح ومصائرالأمّة كلـّها، بالقدر نفسه.