حوارات التمدن: حواري مع نبيل عودة حول تجربته الثقافية، السياسية والفكرية بمناسبة بلوغه جيل السبعين..
ماهر عدنان قنديل
2017 / 3 / 4 - 18:25
مؤسسة الحوار المتمدن
الأستاذ نبيل عودة ضيف سلسلة حوارات التمدن:
تعريف بالأستاذ نبيل عودة: درس الفلسفة والعلوم السياسية في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو. يكتب وينشر القصص منذ عام 1962، نشيط بالصحافة ، والكتابة الصحفية منذ تلك السنة.. عمل كمدير عمل ثم مدير إنتاج في الصناعات المعدنية.
يحرر ويصدر اليوم مع آخرين مجلة فكرية ثقافية ( المستقبل ) وينشر مقالات أسبوعية بشتى المواضيع في صحيفة "الأخبار" النصراوية.. صدرت للكاتب 6 مجموعات قصصية، و 3 روايات، ومسرحية، و 3 كتب في النقد الأدبي والفكري. عدا مئات.. كثيرة من الأعمال المختلفة التي لم تجمع بكتب بعد للناقد الفلسطيني محمد توفيق الصواف( سوريا )، دراسة هامة عن بعض قصص نبيل عودة منشورة في كتاب عن أدب الانتفاضة في موقع القصة السورية وفي موقع اتحاد الكتاب العرب ضمن زاوية كتب الدراسات. (المصدر الحوار المتمدن).
البداية:
* ماهر عدنان قنديل: تحياتي الأستاذ نبيل عودة، نتشرف بالتواصل مع حضرتك، وأحييك على هذه المقدمة الجميلة والمفصلة عن مسيرتك الطويلة. بعد هذا المسار العلمي المتميز والطويل، وبعد هذا التنوع الفكري الرائع، ما هي استنتاجاتك عن تطور الثقافة العربية خلال كل هذه المدة؟ خصوصًا أنك رافقت أجيال وأجيال فكرية متعددة. وبما أنك تتمتع بازدواجية ثقافية عربية وعبرية، ما هي، في رأيك، الفوارق الأساسية بين الثقافتين؟
* نبيل عودة: لا شك لدي ان الثقافة تشكل الوجه الناصع لكل مجتمع بشري.، الثقافة العربية في مسيرتها كانت الطليعة للتنوير ومواجهة التضليل بكل اشكاله.
حتى في زمن السادات وتطبيعه السياسي مع اسرائيل ، لم ينجح بتدجين الثقافة العربية وجرها الى التطبيع ..حتى التيار الذي يعرف بمثقفي السلطة لم يجرؤ على ممارسة التطبيع الثقافي.
واقعنا داخل اسرائيل بعد نكبة شعبنا كان صعبا وقاسيا اذ عوملنا من تيارات سياسية قومية ويسارية وانظمة عربية تلفعت بوطنية شكلا واستبدادا سياسا فعلا، بصفتنا عملاء للصهيونية لأننا لم نترك وطننا ونصبح لاجئين تحت رحمة الأمم المتحدة وانظمة عاجزة عن انقاذ الشعب الفلسطيني من ضياعه وواقعه المأساوي..
في الحصار السياسي والثقافي الذي كان من نصيبنا خاض الحزب الشيوعي بقياداته التاريخية نضالات بطولية ، في جبهات عديدة.. اولا للحفاظ على رابطنا الوطني، منع تهجير من بقي بوطنه وعلى كسر الحصار الثقافي الذي فرض رقابة عسكرية على المطبوعات ومنع استيراد الكتب العربية الا ما ندر ، ودفاعا عما تبقى لنا من ارض بعد المصادرات التي لم تبق لنا الا اقل من 3.5% من ال 95% التي كانت ملكا لأبناء شعبنا قبل النكبة...
من بقي في الوطن فقد كل مقومات الحياة الطبيعية، وجزء كبير من المواطنين العرب كانوا لاجئين في وطنهم، مثلا اهل صفورية القريبة من الناصرة هدمت قريتهم ولجأ قسم كبير منهم الى الناصرة وهم يقيمون بالناصرة اليوم وقريتهم على مرمى حجر من الحي الذي سمي حي الصفافرة.. يرون قريتهم ولا يملكون الحق للعودة اليها وبناء منازلهم من جديد ، وبنيت قرية يهودية للمهاجرين على انقاض املاكهم...
في ظل هذا الواقع تطورت ثقافة المقاومة التي اشتهرت بعد حرب 1967 عندما كشفها الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني.
طبعا شكل الشعر جوهر هذا الأدب. نضالاتنا اسفرت عن الغاء الحكم العسكري والتمتع بحرية نسبية واسعة، وكسىرالحصار الثقافي، وهنا نشهد مرحلة الرواية المضادة للرواية الصهيونية خاصة برواية اميل حبيبي -المتشائل-
الثقافة العبرية لم تكن كلها سلبية .. نجد ادباء انسانيين .. والموضوع يستحق دراسة خاصة.. انا شخصيا لست جاهزا لها.. وكنت قد نشرت مراجعة نقدية عن رواية سامي ميخائيل -حمام الطرف الأغر -التي يواصل فيها رواية غسان كنفاني -عائد الى حيفا- بعض الأدباء العرب هاجموا الرواية ولكني اعتقد انها عمل هام يكشف ماساة التهجير الفلسطيني وهناك الأدب العنصري بل والفاشي الذي يدعو حتى لقتل كل طفل عربي لأنه قد يكبر ويقتل يهوديا في المستقبل والمعروف باسم -نظرية الملك وهو كتاب صاغه حاخامات عنصريين.
* ماهر عدنان قنديل: بما أنك تطرقت للتساؤل في مقدمتك عن عصر تنوير عربي، ماذا ينقصنا في رأيك للاندماج في ركب الحضارة العالمية؟ وهل الخطأ فينا أم في غيرنا؟ من ناحية أخرى، كيف ترى مستقبل الحضارة العربية، والحضارة عمومًا، مع تطور العولمة الرقمية؟ ومن ناحية ثالثة، بما أنك ذكرت سحرك بالفلسفة، ما هي أبرز المواضيع التي شدتك إليها؟ ومن هم أبرز الفلاسفة الذين تأثرت بأفكارهم وفلسفتهم؟
* نبيل عودة: لا يمكن الفصل بين التنوير والرقي الاقتصادي، الاجتماعي، التعليمي والعلمي. انا هنا لا اتحدث عن ايديولوجيا ثورية، بل عن ضرورات بنيوية للدولة في عصرنا الحديث.
حتى اليوم لا ارى نهضة اقتصادية في العالم العربي، ولا ارى ان الأنظمة العربية تعمل على سد الفجوة الحضارية مع الآخذة بالاتساع لدرجة كارثية مع الحضارة الانسانية. الأمية تسود مجتمعاتنا، هل يمكن تنشئة أجيال جديدة في أحضان امهات جاهلات؟ البطالة ظاهرة مرضية تتسع باضطراد. العالم العربي بحاجة قاتلة ووليس ماسة فقط لتطوير ما لا يقل عن 5 ملايين مكان عمل سنويا. الظاهرة السائدة عكسية. الظاهرة الاقتصادية السائدة في العالم العربي هو الاقتصاد الريعي وليس الصناعي او العلمي. أي بيع ما يخرج من الأرض.. ولا ارى تخطيطا اقتصاديا لما بعد مرحلة النفط. أي نتقدم من واقع في الحضيض العالمي الى واقع أكثر كارثية.
ولتوضيح الصورة اكثر تعالوا نقيم مقارنة صغيرة مع اسرائيل.. التي لم يكن وضعها عام 48 يختلف كثيرا عن وضع العالم العربي.. وهي لا تملك ابار نفط ولا ثروات طبيعية.
كان تخطيط النظام الاسرائيلي على تطوير العلوم والاقتصاد.. اليوم تعتبر اسرائيل من اكثر الدول تقدما عليما وابحاث جامعاتها تدر عليها دخلا هائلا.. وفي مجال الهايتك تعتبر من اكثر الدول تقدما ويشكل الهايتك نسبة كبيرة جدا من تصديراتها، وعالمنا العربي يستهلك هذه التصديرات أيضا.
في المجال العلمي نرى جامعاتها في المراكز المتقدمة ضمن اول 100 جامعة ، وتوظف سنويا في الأبحاث الجامعية اكثر من العالم العربي كله بعدة مرات.. بينما الجامعات العربية تجيء في اماكن متأخرة جدا بعد ال 500 حسب سلم شانغهاي للجامعات.
أي تنوير تتوقع اخي العزيز من هذا الواقع؟
اقتصاديا دخل اسرائيل من الناتج القومي يتفوق على كل الدول العربية المحيطة بها، تصل حصة الفرد من الناتج القومي الاجمالي أكثر من 38 الف دولار سنويا. لا توجد دولة عربية تتجاوز ال 5 – 6 الاف دولار سنويا ، بل ومعظمها ما دون ذاك. فقط تركيا يتجاوز دخلها ال 10 الاف دولار.. (ربما بحدود ال 11 الف دولار).
اسرائيل تنفق على البحث العلمي والتكنولوجي بين 5% - 6% من ناتجها القومي الاجمالي بالمقياس لكل فرد ، إسرائيل في المكان الأول عالميا، اذ يصل حجم الإنفاق لكل فرد حوالي 1000 دولار سنويا، المهزلة بالمقارنة مع العالم العربي حيث الانفاق اقل من 10 دولار لكل فرد وتوظيفات الدول العربية بحدود 0,2 من الناتج القومي الإجمالي ، فأي تنوير ننتظر من هذا الواقع المؤلم؟
حتى في الصناعة ، وانا كنت مدير انتاج في الصناعات المعدنية ، وانتجنا تجهيزات تحلية مياه البحر .. ومعظم انتاجنا كان للدول العربية وخاصة مصر ودول الخليج ، وكثيرا ما تساءلت بألم، الا يوجد علماء عرب لتخطيط وانتاج هذه التجهيزات غير المعقدة مهنيا ولا علميا..؟؟؟
اعتقد ان هذا العرض كاف لتصوير الواقع المؤلم السائد في عالم عربي ما والت الأمية تسود نسبة هائلة ومخيفة من مواطنيه والعالم يحلق علميا وتقنيا بأكثر مجالات العلوم والتقنيات الدقيقة. ولن اتحدث عن السلاح النووي .. مقابل النبابيت العربية!! طبعا اسرائيل اقرت قوانين هامة حول معاش الحد الأدنى للعمال وهو يصل الى 1200 دولار شهريا، عدا صناديق التأمينات الاجتماعية والصحية المتطورة جدا لدرجة ان هناك معلومات عن علاج شخصيات عربية في مستشفيات اسرائيلية.
طبعا لا اكتب دفاعا عن نظام قمعي واحتلالي، وعنصري في تعامله مع الفلسطينيين في المناطق المحتلة او حتى مع المواطنين العرب في مناطق 48.. لكن للأسف لا يمكن المقارنة مع الواقع العربي ...
حول الفلسفة، لا توجد مواضيع محددة، الفلسفة موضوع واحد متواصل وشامل .. ومن لم يطلع على الفلسفة منذ نشأت في اليونان في القرن السادس قبل الميلاد.. يعيش في ظلام !! لا انفي اني سحرت بالماركسية وما زلت اعتبرها من اهم الفلسفات الانسانية، لكنها عانت من سيطرة اغلقت عليها مجال التطور وحولتها الى ما يشبه نصوص دينية، وهذا يتناقص مع فكر ماركس التنويري. ومع ماركس المثقف الثوري والانساني.
قرأت قبل سنوات كتاب -المجتمع المفتوح واعدائه- لكارل بوبر ، وهو فيلسوف متخصص بفلسفة العلوم وكتب عن الفلسفة السياسية أيضا. تأثرت بطروحاته .. واعتقد انه من اهم الفلاسفة الذين بحثوا بالفلسفة السياسية، قرأته بالعبرية لأني لم اجد نسخة عربية، والترجمات العربية تعاني من اشكالية في الاصطلاحات الفلسفية والعلمية عامة..
* ماهر عدنان قنديل: بعد هذه المسيرة الطويلة من النضال والنشاط الفكري والسياسي، ما هي استنتاجاتك الأبرز عن السياسة والمجتمع والانسان؟ ومن ناحية ثانية، كيف ترى المستقبل في عالم يترنح ما بين حوار وصدام الحضارات؟ لمن ستكون الغلبة في النهاية، حسب رأيك، للحوار والتعايش أم للصدام والتنافر؟
* نبيل عودة: اسئلة مصيرية لا بد ان تراود فكر كل انسان قلق للمستقبل. طبعا القلق هو ظاهرة انسانية لكل من يعيش نبض الأحداث المقلقة في عالم اليوم.
لا يمكن التنبؤ بدقة بمسار التطورات، وكل النظريات التي طرحت رؤية لمسار التاريخ البشري، خاصة ما يعرف بالمادية التاريخية لكارل ماركس، لم تثبت التطوات صحتها ويبدو جليا ان التاريخ لا يتقدم حسب مسارات فكرية تنبؤية.
مرحلتنا تشهد ضعف الدور السياسي لليسار العالمي، ولا اريد ان اقول تلاشي هذا الدور، وتنامي دور المنظمات والهيئات غير الحزبية، أي الاجتماعية والانسانية. لم نعد نسمع مثلا عن احزاب شيوعية مؤثرة في سياسات بلدانها مثل الأحزاب الشيوعية في ايطاليا وفرنسا واسبانيا وغيرها.. الصراع السياسي يتخذ اتجاهات لم تكن سابقا بمثل هذا الفراغ السياسي من قوى اليسار. مرشحو اليمين، ولا اعرف مدى يمينيتهم وماذا يعني اليمين اليوم.. ما يشغل المواطن أصبح يتركز أكثر بواقعه الاقتصادي الاجتماعي، اذا كان اليمين سينجز ما لم ينجزه اليسار( وصار تعريف اليسار ملخبطا) فليكن. هل نحن امام تطور فاشية سياسية جديدة؟ لا أظن .. الشعوب الأوروبية تعلمت درسا لا ينسى وآثارة لن تمحى ... لكن خوفها اليوم، وخوف حتى ما يمكن ان نسميه اليسار، يتركز أكثر بالقلق من الارهاب ومنظمات الارهاب التي دفعت ملايين البشر للجوء الى بلدان اوروبية ودول الجوار التي تبدو اليوم آمنة.. لكن أمنها أصبح مخلخلا..( تركيا مثلا) .. ومن احتمالات مضاعفة العمليات الارهابية في اقطارها.. لذلك المهاجرين سيدفعون الثمن مرة وراء أخرى.. وستتواصل الهجرة او الهرب من حمامات الدم ..
انا لا ارى صداما بين الحضارات، الحضارات تثري بعضها بعضا، ما اراه صراع بين حضارات وبين انحطاط حضاري.. بين عالم يتطور اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا وينجز الرفاه الاجتماعي وعالم يتناحر حول فتاوى وقناعات ايمانية تليق بانسان العصر الحجري ، ويعاني فيه المواطن من فقر مدقع واستبداد سياسي متحآلف مع الدين، فأي صراع بين العالمين لا يمكن وصمه كصراع حضاري.. ربما سيكون الثمن رهيبا ، لكن الحضارة لن تتراجع.. وستنتصر. السؤال ما هو الثمن؟
طبعا لا انفي مسؤولية الغرب عن التخلف الذي انتج ظاهرة العنف المجنون.. عبر مخططات لابقاء الدول التي تنزف دما من العنف اليوم مزارع خلفية لأسواقها.. وليس بالصدفة وعد بلفور.. الذي اسفر عن اقامة جسم سياسي عسكري متطور اقتصاديا وعلميا، قادر على الحفاظ على تخلف دول الشرق الأوسط وابقائها خارج التاريخ الانساني. لكن لهذا الدور ثمن رهيب نعيش أحداثه اليوم.
الانسانية لا تعرف التراجع,, التقدم هو القانون الذي يتحكم بالتاريخ الانساني، للأسف عبر الام مرعبة..
* ماهر عدنان قنديل: كسؤال أخير أود معرفة نظرتك لمستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟ أشكرك في الأخير الأستاذ نبيل عودة على هذه المعلومات والمشاركة القيمة التي أفادتني كثيرًا. تقبل تحياتي
* نبيل عودة: لست متفائلا من الحلول المطروحة، من اسرائيل اولا، والدعم الهائل الذي تتلقاه من الولايات المتحدة. حتى ما يعرف باليسار الاسرائيلي مواقفه تكاد تكون مواقف اليمين مع بعض التلطيف في التعابير، في النهاية كلهم من اجل اسرائيل تسود على الشرق الأوسط وليس على فلسطين فقط.
ما عدا ظاهرة رابين، الذي رأى واقتنع ان هذا الواقع سيقود اسرائيل الى الخراب، كل الزعماء الأخرين واصلوا التمسك بالاحتلال والقمع.
طبعا هناك قوى عقلانية في الوسط اليهودي، وعلى راسهم صحيفة هآرتس التي تصدر بالعبرية والانكليزية وأنصع العرب بقراءة نسختها الانكليزية على الانترنت.
وصل الأمر ان كتب احد المعلقين اليهود في هآرتس -ان اسرائيل تحكمها عصابة اجرامية-.
انا اميل للتفاؤل.. لكني لا اعرف هذه المرة من اين أبدأ تفاؤلي. هناك تهجمات ونقد على السلطة الفلسطينية و انا اعتقد ان نهجها السياسي سليم ، فهي اصلا لا تملك أي قوة او قدرة على مصارعة الاحتلال.والانقسام الذي نفذته حماس هو لصالح اسرائيل والاحتلال.زابو مازن بةتاكيده على النهج السياسي، يقوم بعمل عقلاني، فقط بهذا النهج يمكن محاصرة اسرائيل ، خاصة بغياب أي دعم عربي او جهد عربي او قوة عربية ...او رغبة عربية بحل المشكلة الفلئسطينية
الجانب الذي لم يطرح عربيا هو الدور العربي. من المستحيل ان نفهم العجز العربي واستمرار التخلف العربي في واقع التفوق المتواصل لاسرائيل في جميع المجالات العلمية الاقتصادية البحثية العسكرية وما شئتم.
نحن اليوم في ظل غياب عربي ، الغياب كامل ولم يتغير منذ 1948... 350 ملون عربي عاجزون عن حل قضية فلسطين. لا افهم هذا العجز الا بأن ما يشغل النظام العربي فقط قضايا استمرار القبيلة بالسيطرة على السلطة.
ماذا نفذ العرب من مشاريع ليجعلوا اوطانهم ضمن مسيرة الحضارة العالمية. اترك فلسطين. كيف نفهم ان دخل الفرد من الناتج القومي الاجمالي في اسرائيل يقترب من 40 الف دولار أمريكي والدول العربية الغنية (السعودية مثلا) لم تصل الى 6000 دولار ؟ مصر بحدود 3500 سوريا انتهت.. لبنان افضل من السعودية.. كل الدول العربية المحيطة باسرائيل سوية لم تصل الى نفس المردود الانتاجي السنوي؟؟
يدون اقتصاد لا نظام ولا دوله، قبائل تقود العالم العربي الى خارج التاريخ .. وهذا الواقع غير متحول.. الدين يقتل العقل العربي ويشوه الأجيال الجديدة.. الأمية متفشية بصورة رهيبة، التعليم في ادنى المستويات العالمية، ابحاث علمية في الحضيض، الجيوش لقمع الشعب والحفاظ على الآلهة الحكام.
اذن أي حل نتوقعه والعرب شراذم تثير الامتعاض؟؟
الفلسطينيون لا يملكون تغطية لظهرهم اذا قاموا بثورة على طريقة الجزائر.. هم مطوقون من العرب ايضا. وربما القمع العربي أشد وطأة!!
فقط بظهور قائد اسرائيلي عقلاني، لينقذ اسرائيل اولا من احتلالها اولا، يمكن ان يحدث تحول؟ متى ؟
لا جواب!!
(انتهى)