لماذا مهد يانكي خطة انقلاب الدموي في ثمانية شباط عام 1963
تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين
2016 / 2 / 16 - 13:51
لماذا مهد يانكي خطة انقلاب الدموي في ثمانية شباط عام 1963
انقلاب ثمانية شباط الدموي تحديدا جاء حصيلة صراع المصالح وصراع النفوذ القائم انذاك بين القطبين العالميين ، بين الامبريالية الاشتراكية السوفيتية وحلفائها وبين الامبريالية الامريكية وبريطانيا وحلفائهما ، حينها الامبريالية الامريكية كان يسودها القلق على مصالحها في العراق بالذات ، لكون العراق تمتلك خمس نفط دول الشرق الاوسط ، النفط هو المادة الذي شغل بالهم وسال لعابهم له ، فتمكنت عبر عملائها التغلغل في المؤسسة العسكرية للنظام العراقي انذاك ، بواسطة اجهزت مخابراتها التي تسربت الى الجيش النظامي الرجعي العراقي ، ورسخت ثقتها بمجموعة تسمى الضباط الاحرار ذات النهج القومي الشوفيني ، كان جمال عبد الناصر الداعم العرقي لتلك المجموعة ، في حين كانت مجموعة ضباط الاحرار تنقسم الى فصيلين متناحرين ، فصيل موالي للمخابرات السوفيتية ـ كي جي بي ـ والفصيل الاخر كان موالي لجهاز المخابرات الامريكية ـ سي ئاي ئي ـ لم يمثل انذاك مصالح الامبريالية الامريكية في العراق سوى بعض افراد من الظباط البعثيين بزعامة عبد السلام عارف وحزب الشوفيني الكردي بزعامة العميل الانكلو امريكي ملا مصطفى البرزاني ..
هذين الجناحين او الطرفين الفاشيين كانت تسايرهم المخابرات المركزية الامريكية ، امتدة من خلالهم مؤامراتها الى العراق ، وغايتها الاساسية التخلص من النفوذ السوفيتي في العراق للنهاية ، هذا النفوذ كان يمثل بحكومة البيروقراطي العسكري الزعيم عبد الكريم قاسم وحلفاءه ـ حزب فهد التحريفي ـ المساير انذاك من جانب اجهزة المخابرات السوفيتية ـ كي جي بي ـ
ابان عهد خروتشوف الكلمة العليا كانت لجهاز مخابرات ـ كي جي بي ـ وليس للحزب الشيوعي السوفيتي الذي رسخ جذوره ستالين بعد وفات لينين ، الذي هدم خروتشوف
بنيانه التحتية والفوقية وحرف مساره
كما تعرض خروتشوف لمسيرة حركة الثورة البروليتارية العالمية ، وعجل على ايقاف عجلتها ، فتصدى له ماو العظيم بعد مؤتمر 1956 وصرف جهدا مكثفا على احياء حركة الثورة البروليتارية العالمية التي توكبها الحركات الشيوعية الماوية في العالم الراهن ..
في حين العالم انذاك يواجه نظام عالمي امبريالي بتوازن القوى و امريكا خشيت على مصالحها في العراق والشرق الاوسط وشمال افريقيا وبقية دول ضعيفة التطور ، من النفوذ السوفيتي ، ارادة يانكي التخلص من نظام قاسم ، الذي كان بدوره اكثر الانظمة في المنطقة ميلا للامبريالية الاشتراكية السوفيتية ، وحزب فهد مقاد انذاك من قبل جهاز المخابرات السوفيتية التي كانت تقود عجلته وتسايره وفق مصالحها وهيمنتها ..
وضعت الامبريالية الامريكية خطة الاطاحة بالنفوذ السوفيتي في العراق حيث وكلت الحزبين الفاشيين حزب البعث وحزب البرزاني مهمة التهيئة لخوض الانقلاب العسكري الذي تمكن في ثماني شباط بالزحف نحو مؤسسات الدولة والسيطرة الكاملة عليها ببساطة منقطعة النظير .
فتمكنت من السيطرة الكاملة على المراكز الحساسة في الدولة العراقية ومنها وزارة الدفاع المركز الرئيسي لعبد الكريم ، كل ذلك تم دون رادع في حين كانت تتوفر لديهم الامكانيات لصد الانقلاب وسحقه ولم يفعلو ذلك يجب ان يحاكمون بتهمة التقصير والخيانة لدماء رفاقهم وغيرهم من العراقيين الضحايا .
وببساطة للغاية تمكن الانقلابيون اجتياح مؤسسات الدولة ومحطات الاذاعية دون اي مقاومة حقيقية وفعلية ، فوقع التحريفيون جواسيس مخابرات ـ كي جي بي ـ بقبضة عملاء ـ سي ئاي ئي ـ الخصم المخابراتي ، فتم تصفية حساب المخابرات الامريكية مع المخابرات السوفيتية على الساحة العراقية ، فتم ابادة قاعدة التحريفيين وبعض افراد من قادتهم . وكل الانقلابيون من قبل اجهزة مخابرات ، سي ئاي ئي ـ بمهمة القضاء على نفوذ المخابرات السوفيتية في العراق ، في حين كان البعثيين على قناعة تامة ان حزب فهد لايمت صلة بالشيوعية لا من قريب ولا من بعيد ، غاية الانقلابيين من ابادة افراد هذا الحزب التحريفي لكونهم مرتبطين ارتباطا وثيقا بجهاز المخابرات السوفيتية ، لنتابع حقيقتهم اليوم كيف منح لهم الغزات الامبرياليون حق الانخراط في سلطة الغزو، و لماذا لم يفعل بهم يانكي بهم ما فعل في ثمانية شباط تطرقنا حول هذه النقطة في الاسطر الاولى للمقال .
بعد غزوهم للعراق عام 2003 في منح لهم يانكي فرصة المشاركة في السلطة المشاركة الفعلية الى جانب عملائه في الزريبة الخضراء ، لكونهم لايشكلون خطر مخابراتي على مصالحها في العراق كما كان ابان نظام قاسم .
نقل لنا احد رفاقنا كان مقيم انذاك في افغانستان بعض الحقائق الملموسة عن قادة هذا الحزب التحريفي ، اكد رفيقنا انه حضر عدة مقابلات جرت انذاك مع بعض زعماء حزب فهد التحريفيين مع مخابرات كي بي جي ـ السوفيتية في افغانستان ، كان عليهم الادلاء بما لديهم من المعلومات الدقيقة حتى يسمح لهم من قبل مخابرات ـ كي بي جي ـ بالدخول الى الاراضي السوفيتية .
الحزب التحريفي الذكوري الابوي ، تامر على الثورة البروليتارية في العراق بتحالفاته الرجعية مع اعداء البروليتارية ، جعل من جريدته الرجعية المركزية ـ طريق الشعب ـ وسيلة اعلامية مناهضة للثورة الحقيقية ، اندمجوا فعليا وبخبث مع الحركة الكردية الماسونية الانكلو امريكية بهدف زرع الشقاق والفرقاق والفوضى بين ابناء الشعب العراقي ، وزرع الحقد القومي بين العرب والاكراد وبقية القوميات العراقية ، تحت ذرائع سخيفة تقرير مصير قبيلة ال برزان الماسونية اللصوصية ، دون المبالات لتقرير مصير البروليتارية من حكم الانظمة الطبقية الشبه الاقطاعية ، ودون المبالات للجرائم الوحشية التي يرتكبونها القبائل الكردية والعربية ضد المراءة ، اخذ هذا الحزب الشبه الاقطاعي رويدا رويدا التفاعل مع الشريعة الاسلامية شريعة الدواعش ، واركوع للمركعية الشيعية النازية والانصياع لاوامرها وتعايمها الخرافية ، وبالتالي عناصرهذا الحزي الرجعي تجوب المساجد والحسينيات بهدف ذوبانهم المطلق بالخرافات الاسلامية هذا الذي يحدث ، لم يبقى لدى هذا الحزب الماسوني الاشتراكي الفاشي شيء لايستحق الهدم .
الحرب الشعبية او الموت