في سبيل فلسطين أغلق معبر رفح
حسني كباش
2015 / 1 / 21 - 23:05
نأخذ في بداية المقال تعريف النهيلية من النيهيلي الروسي الثائر سيرغيي نيتشاييف مما كتبه في جريدته المشاعة قائلا (( المؤامرة و الدمار ليسا وسيلة للوصول إلى أهداف الثورة بل هما كل هدف الثورة و برنامجها ))
أما المؤامرة فتعرف على أنها كل ما يحاك بالسر و نيتشاييف كان زعيم منظمة ارهابية تسمى الثأر الشعبي و كانت جميع نشاطات المنظمة المذكورة تحاك بالسر
أما عن الدمار فيمكننا إعطاء أمثلة إحراق البنك مثلا يكون هدفه المفروض الرد على سياسات البنوك اتجاه الطبقة العاملة في نظر نيتشاييف هذا هراء فإحراق البنك على حسب التعبير الذي سبق و ذكرته هو هدف بحد ذاته
و هنا تخصر الثورة هدفها و تصبح هدف بحد ذاته فلا اسم الجريدة المشاعة يبقى له معنى و لا اسم المنظمة الثأر الشعبي
و هنا نأتي لنوضع بمقارنة بين نيهيللي نهايات القرن التاسع عشر و مناهضي الامبريالية اليوم بعد خصارتهم للاتحاد السوفييتي السابق إذ أصبحوا كالغريق حين يتعلق بقشة
فكثير من مناهضي الامبريالية اليوم يدعمون الديكتاتور الطاغية بشار الأسد بسبب مواقفه الممانعة و المقاومة و دعمه لحزب الله و حركة حماس و غيرهم من المنظمات التي تحارب اسرائيل
طبعا الهدف المفروض لمحاربة اسرائيل عليه أن يكون دعم القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية التي هي قضية شعب مهجر من وطنه , القضية الفلسطينية التي هي قضية أرض محتلة , القضية الفلسطينية التي هي قضية طفل يستشهد بغارة جوية أو بنيران جيش الاحتلال , القضية الفلسطينية التي هي أكثر قضايا العالم إنسانية
و لكن لا يمكن تفسير تهجير السوريين من بيوتهم و نهبها بأنه تضامن مع اللاجئ الفلسطيني الذي يستحق و بكل تأكيد العودة لأرضه المغتصبة , لا يمكن تفسير احتلال المدن و القرى السورية من قبل جيش الطاغية بشار الأسد بأنه يهدف لتحرير فلسطين من الاحتلال , لا يمكن تفسير قتل حمزة الخطيب و التمثيل بجثته لا و بل قتل آلاف الشهداء من أطفال سورية الأبراياء بالبراميل المتفجرة بأنه في سبيل أطفال فلسطين الذين يقتلون يوميا
فإن كان الهدف من تأييد مناهضي المبريالية اليوم لنظام الأسد لعدائه للامبريالية الأميركية و طفلتها المدللة اسرائيل - التي كانت طفلة استالين قبل ذيارة غولدا مائير للاتحاد السوفييتي - يصبح هنا هدف محاربة هذين الشريرين هدف بحد ذاته ليس لشرهما و لا لجرائمهما و لا حتى للهدف الإنساني النبيل ألا و هو تحرير فلسطين هنا يتحول مناهضوا الامبريالية إلا نيهيليين بكل معنى الكلمة
و لكن و بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الديكتاتور الجديد المجرم القذر عبد الفتاح السيسي الذي و لعدائه الشرس لحركة حماس اعتبرته الصحافة الصهيونية بطل قومي لكل اليهود حصل هذا الانقلاب على الدعم الإعلامي الأعمى من إعلام الأسد و الفضائيات الموالية له مما جعل مناهضي الامبريالية هؤلاء يدعمون أيضا و بشكل أعمى الطاغية الآخر عبد الفتاح السيسي
و لكن لنعد للموضوع الأساسي ألا و هو دعم مناهضي الامبريالية للديكتاتور بشار الأسد فسنرى أن السبب كان بأنه نظام ممانع و مقاوم أي و بتعبير آخر بأن السبب كان القضية الفلسطينية و لكن لنعود و ننظر لنظام مصر الجديد سنرى بأن معبر رفح كان مغلقا في فترة الحرب على غزة و لا يزال مغلقا حتى اللحظة إذا اختفت الحجة الرئيسية من دعم القضية الفلسطينية و أصبح الهدف من دعم المجرمين السابقيين هو دعمهما إلا إن كان معبر رفح قد أغلق في سبي القضية