قراءة نقدية في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 1968- 1979)-. للدكتور سيف عدنان القيسي (3)
جاسم الحلوائي
2014 / 10 / 27 - 21:41
قراءة نقدية في كتاب "الحزب الشيوعي العراقي في عهد
البكر ( 1968- 1979)". للدكتور سيف عدنان القيسي
(3)
يقع كتاب القيسي في 686 صفحة من القطع الكبير. ويحوي مقدمة وأربعة فصول وخاتمة وملحقين أحدهما لبعض الوثائق والآخر لبعض الصور. تناول الفصل الأول بمباحثه الثلاثة نشاط (ح.ش.ع) للفترة 1958-1968. وجاء تقسيم المباحث على الحكومات الثلاث في تلك الفترة وهي: قاسم والبعث والأخوين عارف. أما الفصل الثاني فيتضمن مبحثين متداخلين يغطي الفترة الممتدة من الانقلاب البعثي الثاني17 تموز 1968 حتى 1971. كما يتضمن الفصل الثالث أيضاً مبحثين، يتناول الأول منه نشاط (ح. ش. ع) منذ 1971 وحتى عقد الجبهة الوطنية والقومية التقدمية في السابع عشر من تموز 1973. أما المبحث الثاني فيتناول نشاط ومواقف (ح ش ع) منذ انعقاد الجبهة حتى انعقاد المؤتمر الثالث أيار 1976. أما الفصل الرابع، فإنه يتضمن كذلك مبحثين، الأول من المؤتمر الثالث 1976 حتى آذار 1978، والمبحث الثاني من آذار 1978 حتى انهيار الجبهة التام في تموز 1979.
لقد اعتمد القيسي على كم كبير من المصادر المتنوعة، بلغت أكثر من 400 مصدر، من بينها وثائق حكومية وأخرى حزبية وكذلك مخطوطات غير منشورة، وبعض هذه المصادر غير معروفة . هذا فضلا عن مراجعة حوالي 200 كتاب من الكتب العربية والأجنبية، بما فيها أكثر من خمسين كتاباً من المذكرات الشخصية. وقام المؤلف بإجراء 20 مقابلة مع قادة الحزب الشيوعي العراقي وأعضائه بمن فيهم الرفيق عزيز محمد السكرتير السابق للجنة المركزية والرفيق حميد مجيد موسى السكرتير الحالي للجنة المركزية. وبصرف النظر عن مدى وكيفية استفادة الكاتب من تلك المصادر، وهذا ما سنتطرق إليه لاحقاً، فان مجرد الوصول إليها واعتمادها في البحث تطلب بالتأكيد جهداً كبيراً، يستحق القيسي الثناء عليه.
يذكر الأستاذ أسامة الدوري في مقدمته آنفة الذكر بأن سيف القيسي " لم يكن متعاطفاً مع أي طرف سياسي" أما الدكتور عقيل الناصري فيشير في مقاله المرفق بالحلقة الأولى بأن "القيسي لم يتعاطف مع الرؤية الفلسفية ﻠ(ح. ش.ع)". مهما يكن من أمر، فان القيسى الذي سعى لكي يكون موضوعياً، فأنه توفق في ذلك أحياناً، وأخفق أحيانا أخرى، متأثراً بمنهج أستاذه الخاطئ، ألا وهو: "كسب احترام الجميع لمضمون ما يكتبه". وكيف لا يتأثر وهو القائل بحق أستاذه، في مستهل الكتاب وتحت عنوان "شكر وتقدير،ما يلي: "أتقدم بجزيل الشكر والامتنان، إلى أستاذي المشرف الدكتور أسامة عبد الرحمن الدوري لرعايته الأبوية ولدوره في التوعية والتوجيه والنصح السديد، وحرصه على تعلم المنهجية العلمية والدقة في الأخذ بالمصادر، والتأكد من المصدر ومنهجيته قبل الأخذ به أدعو الله أن يحفظه ويجعله لنا ذخراً أبا وأستاذا نقتدي به، وأن يبقى نبعاً صافياً أنهل منه العلم والصدق وحب العلم". وسأذكر فيما يلي أهم ما جلب انتباهي في ما يتعلق الأمر بتأثر القيسي بمنهج أستاذه الخاطئ.
إن عنوان الكتاب هو: "الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر" (1968- 1979). واختير هذا العنوان ضمن إطار منهجية الدكتور الدوري، أستاذ القيسي، الخاطئة.
يشير القيسي في مقدمته للكتاب إلى أن الفترة (1968- 1979) "أهم المراحل في تاريخ العراق بالعموم، والحزب الشيوعي العراقي بالخصوص لما تركته من مردودات ايجابية وسلبية له" و "كون المرحلة (1968- 1979) تعد قمة الإنفتاح [الانفتاح] *[1] العلني السياسي والفكري والتنظيمي بالنسبة (ح.ش.ع)".
سوف لا نناقش خطأ اعتبار هذه المرحلة "أهم المراحل في تاريخ العراق" تجنباً لتشعب الموضوع، فإن ما يهمنا تأكيده هو أن الفترة المذكورة لم تكن أهم مرحلة في تاريخ (ح. ش. ع)، ولم تعد قمة الانفتاح العلني والسياسي والفكري والتنظيمي بالنسبة له. وليس هناك شيوعي واحد لديه حد أدنى من المعرفة بتاريخ حزبه يؤيد هذا الرأي الخاطئ. وهناك معطيات في كتاب القيسي نفسه تؤكد بأن الفترة التي أعقبت ثورة 14 تموز 1958، والسنة الأولى منها تحديداً هي المرحلة الأهم في تاريخ (ح.ش.ع). فقد كان الحزب قاب قوسين أو أدني من استلام السلطة. وهذا ما أثار الرعب لدى الدوائر الامبريالية رغم محاولات (ح.ش.ع) لتبديد، كما يشير القيسي في كتابه، مخاوفها. (48)
وكان بإمكان الحزب أن يملأ الشوارع بالجماهير بنداء واحد منه، والمظاهرة التي اعتبرت مليونية في بغداد في الأول من أيار 1959، عندما كان نفوس العراق لا يتجاوز الستة ملايين، والتي طالبت الزعيم عبد الكريم قاسم بإشراك الحزب بالسلطة، مشهورة، وقد أشار إليها القيسي أيضا. (ص47) وقبل هذا بصفحة واحدة يقول القيسي ذاته عن تلك الفترة ما يلي"وهكذا أصبح واضحاً للقاصي والداني، هيمنة (ح.ش.ع) على إدارة شؤون البلاد، بعد انحسار دور القوميين". إذن ليدلنا القيسي في أي يوم من أيام مرحلة (1968- 1979) يمكن أن ينطبق عليها الوصف المذكور على لسانه. وبعيداً عن خلط الأوراق،ومن أجل توضيح الأمور، نتساءل هل حصل ما يشابه ذلك في الفترة الممتدة من ربيع 1970 حتى خريف 1971 حينما تعرض (ح.ش.ع) إلى القمع الوحشي وتحطمت منظماته في طول البلاد وعرضها، كما جرت الإشارة إلى ذلك آنفاً؟!
صحيح أن الحزب تمتع في فترة الجبهة بالعلنية نسبياً، ولكن من غير الصحيح القول بأنها كانت" قمة الانفتاح العلني السياسي والفكري والتنظيمي بالنسبة (ح.ش.ع)"؟ فخلال تلك"القمة" وفي عهد البكر أُجبر (ح.ش.ع)" على حل منظماته الديمقراطية تحت تهديد حزب البعث باعتقال أعضائها. واضطر الحزب على حلها، لتجنيب أعضائها الملاحقات والاضطهاد ولتجنب الاصطدام مع البعث وتعريض استقرار البلد للاهتزاز وتعريض الحزب للقمع. *[2] وهل هناك وجه للمقارنة بين هذه الحالة وبين ما يشير إليه القيسي في كتابه عن طبيعة علاقة (ح.ش.ع) بالمنظمات الديمقراطية في السنة الأولى من ثورة 14 تموز، حيث بدا للقيسي وعلى حد تعبيره ﺒ"أن (ح.ش.ع) أخذ زمام الأمور على صعيد المنظمات المهنية والاجتماعية، سواء العمال أم الفلاحون والمعلمون والطلبة، حتى هيمنت كوادر (ح.ش.ع) على أكثر من (700) جمعية ونقابة ومؤسسة اجتماعية". (ص49)
وفي "قمة الانفتاح المزعومة" تلك كنّا نتهامس في مقراتنا بالأمور السياسية الحساسة. ونستخدم أجهزة الراديو في اجتماعاتنا للتشويش على أجهزة الإنصات التي زرعتها الأجهزة الأمنية في مقراتنا.
ومن خلال عنوان الكتاب أيضا، يريد الكاتب أو المشرف أن يوحى للقارئ بأن "قمة الانفتاح العلني السياسي والفكري والتنظيمي بالنسبة (ح.ش.ع)" كانت في ظل حزب البعث وفي عهد البكر. وثُبت هذا العهد في خلاف صريح لمحتوى الكتاب الذي يحوي ثلاثة مباحث من مجموع تسعة مباحث تغطي عهدي ثورة 14 تموز والأخوين عارف. وكان الأجدر أن يكون عنوان الكتاب، على سبيل المثال، "الحزب الشيوعي العراقي في ثلاثة عهود 1958-1979".
وبصدد مقاومة انقلاب شباط الأسود فاجأنا القيسي برأي غريب وهو ما يلي: "ومن الأمور المثيرة للانتباه أن قادة (ح. ش. ع) من الكرد، تنصلوا عن فكرهم الأممي وتراجعوا إلى القومية وما يؤكد ذلك أن مكتب لجنة الفرع الكردستاني ﻠ (ح. ش. ع) قرروا [قرر] الإيعاز [الايعاز] الى منظمات الفرع في المدن التوجه الى الريف والإلتحاق [الالتحاق] بالثورة الكردية". (ص86) . ليس هناك علاقة للفكر الأممي بمثل هكذا موقف، يبدو أن القيسي يقصد الفكر الوطني. فبصرف النظر عن هذا وذاك، فان مبعث استغرابنا هو أن القيسي يذكر، ما هو خلاف ذلك تماماً، في كتيبه المعنون "قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي- بغداد 2014"، وهي حوارات أجراها القيسي في عام 2012 واستشهد بها مراراً في كتابه موضوع هذه القراءة، ما يلي:
"في صبيحة انقلاب الثامن من شباط 1963 كنت في كركوك. ولما سمعنا خبر الانقلاب، قمنا بتنظيم عدد من المظاهرات ضد الانقلاب. ووجهنا نداءً إلى الضباط الشيوعيين من أجل التوجه صوب المقرات العسكرية للمقاومة ومنع سيطرة الانقلابيين على الوضع. ولكن الضباط مُنعوا من الدخول إلى معسكراتهم بعد سيطرة الضباط الموالين للانقلاب على الوضع. ويضاف إلى ذلك أن منطقة كركوك لم تكن منطقة متعاطفة بشكل كبير مع الشيوعيين بعد أحداث تموز 1959. وبالرغم من ذلك نظمنا جيوب للمقاومة، وشرعنا ببناء الربايا، واستمرت مقاومتنا لثمانية أيام. وبعد انتهاء المقاومة في بغداد والمدن العراقية الأخرى، وجدنا أنه من الضروري الانسحاب بعد أن حسم الموقف لصالحهم".[3] وبناء على ذلك فان ما ادّعاه القيسي لا أساس له من الصحة.
يشير القيسي، في خاتمة أطروحته إلى أن الشيوعيين حملوا السلاح ضد انقلاب شباط 1963 "لإدراكهم أنهم سيتعرضون للانتقام عن مواقفهم إبان حكم عبد الكريم قاسم". هذا الرأي غير دقيق، فقد حمل الشيوعيون السلاح، أولاً وقبل كل شيء، لإدراكهم أن أي انقلاب ضد الحكم الوطني، سيكون وراءه الاستعمار والرجعية، وسيهدد منجزات ومكاسب ثورة 14 تموز 1958 الوطنية، وتعهدوا للشعب بمقاومته. وكان الشيوعيون على إدراك بأنهم مستهدفون لوطنيتهم وتقدميتهم، ولأنهم يقفون عائقاً أمام مآرب الاستعمار والرجعية والقوى المغامرة. وكانت المنظمات مدعوة للنزول إلى الشارع فورا لمقاومة أي انقلاب.
ومع الأسف الشديد فإن القيسي يجنح إلى الانتقائية في استشهاداته، أحياناً. فبصدد انقلاب شباط، يذكر في كتابه ما يلي: " والأهم من كل ما تقدم، يرمي (ح.ش.ع) بالسبب الرئيسي [لفشل مقاومة انقلاب شباط] على التنظيم الشيوعي في الجيش".[4] كان من الأجدر، عند الحديث عن فشل مقاومة انقلاب شباط، الاستشهاد برأي قائد الحزب وليس برفيق لم يكن في القيادة آنذاك. فبعد أيام قليلة من الانقلاب، قدّم سلام عادل تقييماً أولياً للانقلاب، وُزع على لجان المناطق واللجان المحلية، ودعاه "ملاحظات أولية"، وكانت هذه آخر رسالة يوجهها إلى الحزب. ويقول سكرتير الحزب فيها ما يلي: "إن السبب الرئيسي الذي أدى إلى سيطرة الانقلابيين على الحكم هو العزلة التي أصابت تدريجياً دكتاتورية قاسم عن الشعب وعن القوى الوطنية. ولكن الانقلاب الرجعي الراهن يبدأ بعزلة أشد من تلك العزلة التي انتهت إليها دكتاتورية قاسم. ولابد لمثل هذا الحكم المعزول أن يجابه نهايته السريعة جداً.."[5] وهذه الرسالة كاملة موجودة في مصادر القيسي، ومع ذلك فإنه يتجاهلها. إن عتبنا على القيسي ليس لتجاهلها لكونها المصدر الأقوى فحسب، بل لمعقولية ومنطقية حجتها أيضاً.
لم يشأ سلام عادل الإشارة في ملاحظاته الأولية إلى مسؤولية الحزب وسياسته في هذه الرسالة. ولكن يقال بأنه عندما استمع إلى ما قاله الشهيد جمال الحيدري، وهما في السيارة يوم 8 شباط في شوارع بغداد: "إن الانقلاب كما يبدو قد بدأ منذ الصباح"، علق سلام عادل قائلاً: "كلا، لقد بدأ الانقلاب في منتصف تموز 1959، وسهلت الكتلة [اليمينية في قيادة الحزب] مروره" [6]
ويطنب سيف القيسي في ذكر الشيوعيين الذين انهاروا تحت التعذيب ويشرح اعترافاتهم وتنازلاتهم. ولكن لم يشرح لنا القيسي ولا صورة واحدة من صور الصمود البطولي لقادة الحزب وكوادره وأعضائه أمام أساليب تعذيب وحشية، فعدد من مصادره تحوي ذلك. لنر ماذا جاء في أحد مصادره:
" بيد أن البعثيين لم ينقلوا لنا في مذكراتهم صور الصمود البطولي، الذي قابل به قادة الحزب الشيوعي ما صُب عليهم من ألوان التعذيب وأفانينه إلا النادر منها. إلا أن ما نقل عن هؤلاء القادة عن طريق من نجا من المعتقلين من الموت بصورة من الصور، يكفي للتعريف بالشجاعة الهائلة التي واجه بها سلام عادل الجلادين وهم يجربون معه كل ما أتقنوه من فنون التعذيب. فهل يتجرأ ممن بقي من سلطة الانقلاب، على الحديث عن هذا الإنسان الكبير وما جرى له من تعذيب يفوق قدرة البشر دون أن يتفوه بشيء؟ وأية كلمة يمكن أن تقال وهم يتلذذون بقطع أوصاله، أو ضغط عينيه، حتى تسيلا دماً وتفقدا ماء البصر.أو كيف قطعوا أعصابه بالكلابين أو كيف واصلوا ضربه على الرأس حتى لفظ أنفاسه؟ والصمود الأسطوري ذاته يتكرر مع عبد الرحيم شريف، ومع محمد حسين أبو العيس وهو يكابد العذاب أمام زوجته الشابة والأديبة الموهوبة سافرة جميل حافظ التي كانت تعّذب أمامه هي الأخرى حتى لفظ أنفاسه أمامها".
"... والثبات الذي لا يعرف الحد للدكتور محمد الجلبي، وهو يتجرع الموت قطرة فقطرة..والحديث يطول عن صلابة نافع يونس أو حمزة السلمان أو حسن عوينة أو صاحب الميرزا أو صبيح سباهي أو طالب عبد الجبار أو الياس حنا كوهاري (أبو طلعت) أو هشام إسماعيل صفوت أو إبراهيم الحكاك أو الصغيرين الأخوين فاضل الصفار (16سنة) ونظمي الصفار (14 سنة) اللذين عُذبا أمام أمهما التي كانت "تتسلى" عنهما بالضرب الذي تتلقاه وهي حامل، وفضّل فاضل الموت على أن يدل الجلادين على الدار التي يسكنها زوج أمه جمال الحيدري. لم يكن بوسع أي كاتب، مهما أوتي من براعة التصوير، أن يعرض القصة الكاملة لما جرى في (قصر النهاية) و(ملعب الإدارة المحلية) و(النادي الأولمبي) وبناية (محكمة الشعب) وغيرها من الأماكن التي جرى تحويلها إلى مقرات للتحقيق والتعذيب". [7]
لم يكتف القيسي بعدم ذكر أية صورة من صور هذا التعذيب الوحشي، فذهب في تقصيره أبعد من ذلك عندما سخر، بصيغة انتقادية، من انهيار الشيخ الجليل الدكتور إبراهيم كبة، العالم الاقتصادي المعروف، بقوله: " ويبدو أن الخوف والقلق والرعب الذي ولدته أساليب التعذيب أوصلت إبراهيم كبة أن يكون ملكياً أكثر من الملك.." !! (ص95).
والتزاماً بمنهج المشرف أسامة الدوري، "مساواة الضحية بالجلاد"، وضع القيسي التجاوزات التي حصلت من قبل الشيوعيين في عهد قاسم، وأغلبها كانت ردود فعل على الانقلابات العسكرية المشبوهة ضد الحكم الوطني، في سلة واحدة مع الجرائم البربرية التي ارتكبها حزب البعث في انقلاب شباط الفاشي، واعتبرها "ثأر وانتقام متبادل".(ص 87) وعزز ذلك بقوله: "وهكذا أعطى الحزبان الشيوعي والبعث صورة التحزب الأعمى في المشهد السياسي العراقي وهوس الحزبية القاتلة والأنانية الحمقاء.."!! (ص118)
[1]-* يستخدم القيسي الهمزة التي تقع في أول الكلمة، حسب مزاجه، وليس وفقاً لقواعد اللغة العربية. هناك كُتّاب يساوون همزة القطع بهمزة الوصل، ويتجنبون بذلك كتابة الهمزة على حرف الألف في بداية الكلمة، ويهملونها حتى في كتابة حرفي إنّ وأنّ. لأن حذف الهمزة لا يحدث التباساً في المعنى، وجرياً على قول الموسوعي العربي الكبير أبو عثمان الجاحظ: "خذ من النحو ما يجنبك فاحش الخطأ"، وأنا أفهم ذلك ولكن لا أتبعه. أما أن تُستعمل الهمزة بشكل خاطئ وفي كتاب أكاديمي، ينبغي أن يتعلم الآخرون منه، فلا يجوز السكوت على الخطأ. لذلك فإنني مُجبر على تصحيحه، حيثما أعثر على خطأ في المقتبسات التي أستشهد بها. ومن اللافت للنظر هو أن مقدمة الدوري اعتمدت تجنب همزة القطع ولم تستعملها إلا نادراً، ومع ذلك لم يخل هذا النادر من الخطأ! فقد جاء في نهايات المقدمة: "لا أريد إستعراضاً" والصحيح أن تكتب بدون همزة، لأن الاسم من ماضي سداسي.(جاسم)
[2] - * إنني عندما أتطرق إلى مواقف الحزب وخلفياتها في ذلك العهد، لا أقصد تبريرها، وإنما أعرض صورة الحال كما هي آنذاك. وللحزب تقييمه الذي أقر في مؤتمره الرابع المنعقد في عام 1985، والذي ينتقد فيه كل تنازلاته في ذلك العهد. والتقييم المذكور وكذلك تقييمات الحزب السابقة تحتاج إلى مراجعة في ضوء فكر الحزب الذي تجدد في مؤتمره الخامس المنعقد في عام 1993. وعند مراجعتي النقدية لهذه القضية توصلت إلى ما يلي: " هو: "إن تحالف إي حزب سياسي مع حزب حاكم في نظام لا يقوم على أسس ديمقراطية مؤسساتية، هو خطأ مبدأي يرتكبه الحزب غير الحاكم، لا بسبب عدم توفر تكافؤ الفرص فحسب، بل لتعذر ضمان استقلال الحزب سياسياً وتنظيمياً وفكرياً، وهو مبدأ أساسي في أي تحالف سياسي". وقد نشر الحزب دراستي التي تتضمن هذا الاستنتاج في جميع وسائل إعلامه المركزية: مجلة "الثقافة الجديدة" وموقع الحزب الالكتروني وجريدة "طريق الشعب". وهي موجودة في مكتبة التمدن تحت عنوان " تجربة الحزب الشيوعي العراقي في مجال التحالفات السياسية ودروسها (1934-2014)". (جاسم)
[3] - قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي- بغداد 2014"، ص45.
[4] - القيسي، ص92. إن صفحة كتاب زكي خيري التي يستشهد بها القيسي ليست 248 وإنما 241. وإذا توخينا الدقة فإن زكي خيري لم يقل"السبب الرئيسي" بل قال: "كنا نعول"!
[5] - عزيز سباهي، عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، الجزء الثاني، ص552.
[6]- ثمينة ناجي يوسف ونزار خالد. سلام عادل ، الطبعة الأولى ص 153. (المصدر موجود لدى القيسي). نقل الحديث إلى ثمينة، كاظم الصفار،الذي كانت له علاقة حزبية بجمال الحيدري وهو نسيبه. ونقله إليّ أيضاً عندما التقيت به في بغداد في بداية كانون الثاني 1964. (جاسم)
[7] - سباهي، مصدر سابق، ص 552.