الإتفاق السري لمحاربة تنظيم القاعدة بين بندر بن سلطان السعودي وبشار الأسد السوري..
ماهر عدنان قنديل
2013 / 8 / 11 - 03:12
.هناك في السياسة ما يسمى بالطاولة المقلوبة، والطاولة المقلوبة تعني أن الأعداء ليسوا دائماً أعداء.. بل قد يصبحون أصدقاء إن ألزمهم الأمر، وذلك ما ينطبق اليوم حرفياً على العلاقة بين سوريا بشار الأسد، وسعودية بندر بن سلطان رئيس الإستخبارات السعودية والحاكم الفعلي والإستراتيجي للسعودية (لأن الملك يتمتع بمنصب فخري للبريستيج).. فالعداوة بين الطرفين اليوم أصبحت إعلامية على شاشات العربية، والإخبارية السورية أكثر منها شئ أخر.. فالتزايد المستمر لعناصر تنظيم القاعدة في سوريا ومنطقة الجزيرة العربية يهدد الطرفان ما جعلهما يتفقان على خطط جديدة لمواجهة الأمر.. وساعد في ذلك إتفاق الطرفان في الملف المصري حيث ساند بشار ومعه بندر ما حدث هناك من تغيير للحكم، ما ساعد في تشكيل الخطة الجديدة بإتفاق مع الجيش المصري.. ثم جاءت زيارة بندر الأخيرة إلى روسيا اللتي ربطها البعض بعرض قيمته 15 مليار دولار مع زيادة حصة السعودية من الغاز الروسي قدمه بندر لبوتين للإستغناء عن بشار الأسد.. لكن الحقيقة (والله أعلم) اللتي لم يذكرها أحد هي أن الأمير بندر كان في روسيا للإتفاق على إستراتيجية جديدة تجمع السعودية مع روسيا وسوريا وأمريكا..إلخ لمواجهة خطر تنظيم القاعدة في المنطقة !
هل فعلا السعودية هي من يدعم القاعدة؟!
قد يسأل سائل أن السعودية هي من يدعم القاعدة فكيف تخاف منها وتتفق مع روسيا وسوريا لمواجهتها؟! لكن الحقيقة أنها للسعودية صحيح يد في التنظيم، لكن ليست السعودية وحدها من يدعم التنظيم بل نستطيع أن نجزم اليوم أن لكل جهة إستخباراتية تقريباً فريقها داخل تنظيم القاعدة، وتنظيم القاعدة نفسه هو إتفاق دولي تقريباً هدفه خلق بلبلة، وحروب في مناطق عديدة من العالم ما يساعد إنعاش إقتصاد الكثير من الدول من خلال تجارة الأسلحة، ويساعدها كذلك في تمرير الكثير من الأجندات والقرارات الإستراتيجية اللتي تناسبها..إلخ لذلك السعودية وبضغط من أمريكا وبمعرفة جيدة من الأمير بندر أن التنظيم غير متزن، ويستطيع في أي وقت أن ينقلب صد مصالح السعودية (إن إتفق العالم على ذلك) والنشاط الأخير للتنظيم في اليمن وحدود السعودية دليل
على ذلك..
الحرب القادمة: جيوشا عربية في مواجهة عناصر قاعدية!
الحرب القادمة ستكون بين الجيوش العربية (السوري والسعودي والمصري والعراقي وقد يصل الأمر للجيش التونسي الذي طلب مساعدة الجيش الجزائري في ذلك) وبين عناصر القاعدة في سوريا والعراق وجزيرة العرب ومصر..إلخ هذه الحرب ستكون في مصلحة الجيوش لكسب التأييد الشعبي الداخلي والخارجي في مواجهتها تنظيم القاعدة الذي يصنفه الكثيرون في الداخل والخارج أنه متطرف، ما سيجعل الجيوش العربية تستعيد شعبيتها داخلياً وتستفيد من الدعم السياسي الخارجي من خلال خلقها عدو جديد هو القاعدة.. أما الدول الكبرى كأمريكا وروسيا وأوروبا فإنهم سيستفيدون لأنهم سيصفون القاعدة بجيوشاً عربية، أي بدون أية خسائر عسكرية، أو مادية عكس ما كان يحدث في السابق.. وسيخلقون للقاعدة عدوا جديداً.. فبعد أن كان هدف القاعدة إخراج السوفيات الشيوعيين من بلاد المسلمين (أفغانستان) ثم تحول الهدف إلى طرد القوات الأمريكية من أراضي المسلمين قد يصبح الهدف المستقبلي هو محاربة الجيوش العربية في أراضي المسلمين! ولذلك سافرالأمير بندر إلى روسيا بتوصية أمريكية لطمأنة بوتين والروس بأن الإستخبارات السعودية هي كذلك تتعاون معهم في مواجهة القاعدة كما الحال بالنسبة للإستخبارات السورية والمصرية.. فسفر بندر إلى روسيا لم يكن بشأن تصفية الأسد، ولكنه كان لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع تصفية القاعدة بيت بيت دار دار!