تونس مؤتمر قطاع التعليم الابتدائي : القطاع مجددا بيد البيروقراطية واليسار اللبرالي
بشير الحامدي
2013 / 6 / 22 - 20:54
تونس ـ مؤتمر قطاع التعليم الابتدائي : القطاع مجددا بيد البيروقراطية واليسار اللبرالي
يومي 23 و 24 جوان 2013 يعقد قطاع التعليم الابتدائي أحد أهم و أكبر القطاعات النقابية بالإتحاد العام التونسي للشعل مؤتمره الرابع والعشرون في ظل وضع يتميز بتراجع شامل للنضالات الاجتماعية وعجز كبير من قبل الحركة الشعبية على مواصلة النضال بأشكال جذرية لتنفيذ المهام الثورية التي بلورها مسار 17 ديسمبر الثوري مقابل نحاج كبير لقوى الانقلاب على الحركة الثورية في السيطرة على الأوضاع على كل المستويات وتسيير العملية الانقلابية حسب ما ترسمه مراكز النفوذ السياسية والمالية والعسكرية المنقلبة والتي صارت اليوم مكشوفة أكثر فأكثر ويعبر عنها تحالف النهضة والتجمع في مراكزه الأكثر نفوذا ماليا وعسكريا.
الوضع الراهن طبعا ما هو إلا نتيجة مباشرة لاختلال ميزان القوى على مستوى الصراع بين الحركة الشعبية وكل مكوناتها الجذرية المتمسكة بالنضال لإنجاز المهام الثورية وقوى الانقلاب وكل الذين التحقوا بها وتبنوا المسار السياسي الذي فرضته : مسار الوفاق والمعبر عنه وبأكثر وضوح بـمسار الانتقال الديمقراطي ولا نقصد هنا غير الإتحاد العام التونسي للشغل والجبهة الشعبية .
ودون التوسع في بحث السياسات الوفاقية و الإصلاحية التي يتبناها كل طرف من هذين الطرفين ونتائج هذه السياسات على الصعيد العملي المباشر والإستراتيجي ومدى كارثيتها على الجماهير وعلى المسار الثوري نؤكد أن المؤتمر ينعقد بقاعدة نيابية يهيمن عليها حضور هذين الطرفين وطبعا ونتيجة لذلك لن تنحى أشغاله منحى بعيدا عن رهانات الطرفين البيروقراطية من جهة والجبهة الشعبية من جهة أخرى.
إن الترشحات والتي بلغت 39 مترشحا لمكتب نقابي بـ 9 أعضاء في مؤتمر بـ 128 نيابة ولئن لم تبح حتى الآن بعدد القائمات التي ستتنافس وبحقيقة التحالفات التي ستنسج بالتدقيق فهي لا تخرج عن تحالفين كبيرين
تحالف أول مكون حتى الآن من خمسة أعضاء من المكتب التنفيذي القطاعي الحالي والذي ستنتهي مهامه يوم المؤتمر هم الطاهر الذاكر ونبيل الهواشي ومحمد حليم وأحمد العزّي ومستوري القمودي وينسبون لتحالف الجبهة الشعبية وجناح من حركة الشعب ذلك الذي التحق بالجبهة الشعبية وهم مدعومون من المكتب التنفيذي البيروقراطي للاتحاد والتحالف الثاني يكونه سليم غريس و الفاهم نصري و المولدي الرياحي ويدعمه الجناح الثاني لحركة الشعب الذي لم يلتحق بالجبهة الشعبية . وتجدر الإشارة إلى أنه إلى حد كتابة هذا المقال لم تعلن بعد التركيبة النهائية لهذين القائمتين كما تروج أخبار في الكواليس وتحديدا كواليس حزب العمال على أن سليم غريس سيفك ارتباطه بالمجموعة المكونة للقائمة الثانية وسيلتحق بالقائمة الأولى بوصفه منتمى لحزب العمال وبالتالي ملزم بتنفيذ سياسة حزبه .
هكذا سيشهد المؤتمر صراعا بعيدا عن الاهتمامات الاساسية للقاعدة العريضة للقطاع وبعيدا عما يتطلبه النضال المهني القطاعي من بلورة سياسات تهم مسألة استقلالية مالية وقرار القطاع عن المكتب التنفيذي المركزي البيروقراطي وهو موضوع في صلب الحريات النقابية واستقلالية وديمقراطية العمل النقابي ومسألة تغيير المنظومة التعليمية والسياسة التعليمية عموما و أوضاع المؤسسة التعليمية و رجال التعليم.
لذلك لابد أن نؤكد أن مؤتمرا يقام في ظل هذه التوازنات لن يكون إلا نكسة جديدة يمنى بها قطاع التعليم الابتدائي . نكسة ستجعل من القطاع وعلى مدار أربعة سنوات أخرى رهينة بيد البيروقراطية النقابية وتحت التأثيرات السياسية الإصلاحية اللبرالية .