يوميات/ مواقف وتأملات نقدية
باسم المرعبي
2013 / 4 / 13 - 18:14
بغداد عاصمة الثقافة العربية: بين نقدين
النقد الموجّه لحدث بغداد عاصمة الثقافة العربية ينقسم الى شقين، نقد ينطلق من روح الحرص ويبغي التقويم الحق، ونقد آخر منطلقه مآرب صغيرة وتفاصيل استيهامية اعتادت لوك الشعارات. والنقد تجلّى أيضاً في استنكار العنوان بكامله ورفضه وهو بغداد عاصمة الثقافة العربية كما تجسّد قسم منه في تناول التفاصيل، أي طريقة ادارة وتنفيذ محتوى العنوان الكبير. انّ نقد الفساد في التنفيذ وطريقة تعاطي الدوائر الثقافية المختلفة مع موضوعة بحجم بغداد عاصمة الثقافة العربية شيء ضروري، بل يرقى الى درجة الواجب وهو في منطلقه السليم لا يؤدي الى دعوة المقاطعة بل العكس فهو يسعى الى بلورة الوجه الأمثل لبغداد الثقافة وهذا بطبيعته لا يتفق أساساً مع مبدأ النبذ الذي اعتمده ودعا له البعض. تذكرنا الدعوة الى المقاطعة وعزل بغداد ورفض أن تأخذ استحقاقها ودورها بفعلة "الوزير" القاتل الهارب، حين ردّ في اجتماع وزراء الثقافة العرب في مسقط عام 2006 تسمية بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 وكانت له "أسبابه" أيضاً!
كتّاب عصرنا
كان الكُتّاب بأفكارهم وأدوراهم وشخصياتهم يلعبون ما يُشبه الدور الرسولي. احساس بجسامة المسؤوؤلية وخطورتها، وحَميّة مطبوعة بها نفوسهم. يخطر لي دوستويفسكي، تولستوي، برناردشو وغيرهم كُثر. الكتّاب اليوم في غالبيتهم ينطبق عليهم وصف الكاتب الايطالي امبرتو ايكو في روايته، اسم الوردة، لأناس عصرنا حيث يقول: "كان رجال العهود الغابرة وسيمي الطلعة طويلي القامة ـ الآن أصبحوا أطفالاً وأقزاماً ـ وليس هذا إلا دليلاً من جملة أدلة اخرى كثيرة، يشهد بتعاسة عالم يسير نحو الهرم". الطابع المادي الذي يطبع عالمنا صار يسم أيضاً عالم الكتابة. تحرّفت الكتابة لدى الكثير من الكتّاب عن أهدافها الإبداعية والانسانية. ثمة من عينه على القرّاء لإرضائهم على حساب الفن وحتى القيَم المتعارف عليها. والمبرّرات جاهزة دائماً في مثل هذه الأحوال. الكتابة الحقّة تتضاءل مثل أُناس عصرنا كما شخّص ايكو.
لقاء المثقف بالسياسي
لماذا يسعى المثقفون الى لقاء السياسيين؟ وتحتَ أيّ مسمّىَ يُصنّف مثل هذا اللقاء؟ ما الذي يريد قوله المثقف للسياسي.. والأهم ما الذي يطلبه منه؟ ثمّ ما الذي يسمعه منه في هذه الحالة؟ هل يتقبّل السياسي النقد في لقاءات كهذه بل أصلاً هل يقدر المثقف على ممارسته أو ثمة متسع له وهو يَمثل في ضيافة السياسي؟ في بلداننا تتخذ عادة مثل هذه اللقاءات الطابع الاستجدائي.
في بلدان المؤسسات الحقّة ما من داعٍ أو مسوّغ لمثل هذه اللقاءات، كما انّ المثقف ـ يُفترض ـ لديه وسائله المتعددة لإيصال صوته، إن دعت الحاجة لذلك.
اللقاء المباشر مع السياسي عبء. وثمةّ من المثقفين مَن يهرب منه، هروبه من النار، وثمّة من يطلبه كما لو كان الفردوس. لقاء المثقف بالسياسي محفوف بالشُبُهات.
حين يُختصَر الشعر
شاعر مقلِّد عدته في الشعر هي ذات عدة الحيَل والألاعيب والإدّعاءات التي بنى عليها حياته ووجوده. يسأله محاوره، بالأحرى يُلقي اليه بجملة ربما هي من صنع الأوّل، بإنّ شعره هو خير من يمثّل الشعر العراقي، متخففاً من فداحة هذه "القنبلة" بالقاء تبعتها على"نقاد" دون أن يسمّي أي واحد منهم. ويصدّق المقلِّد "الفرقعة"ويدّعي الخجل والارتباك... الخ لكنه يوافقه عليها دون نقطة حياء!
ـ شعرك خير من يمثّل الشعر العراقي...!
لم تُقل هذه، من قبل، للجواهري ولا للسيّاب ولا البريكان ولا بلند ولا البياتي ولا نازك ولا لأيٍّ....
ثمّ انّ ما من شعر يمثلّه شاعر واحد مهما أُوتي من الصفات والعبقرية!
عُدّة الشاعر اليوم!
تقدّمت جمعية الدفاع عن شعراء الإنترنيت بدعوى ضدّ شركة اتصالات هندية تبيع خطوط الهاتف النقّال والانترنيت لترويجها لإعلان يتضمن ـ حسب ادعاء الجمعية ـ اساءة لاعضائها الذين يعدّون بالملايين حيث يقول الاعلان:
"اذا أرددت ان تصبح شاعراً فما عليك سوى أن تمتلك جهاز كومبيوتر وخَط انترنيت".
جمعية الدفاع عن شعراء الانترنيت قالت ان الاعلان بصيغته هذه يُبطن السخرية.
1ـ4ـ2013