في العيد حفلات للانتقام والاعدام عند حكام العراق اللئام !
جمال محمد تقي
2009 / 11 / 28 - 14:43
اولا ـ عيد سعيد للجميع ويعاد علينا وعليكم وعراقنا قد تحرر واستقر ونجح في كنس المنطقه الجرباء ـ الخضراء ـ من حكم الحثالات الطائفية والعنصرية المتخادمة مع المحتلين ، وكل عام وانتم بخير !
ثانيا ـ بنفس الوقت الذي نتبادل به التهاني بالعيد ، يعذب جلدا وسلخا المئات من المنتظرين لتنفيذ احكام الاعدام بحقهم في السجون السرية التابعة للاجهزة الطائفية والعنصرية المتلحفة زورا وبهتانا ببطانية النظام والقانون والقضاء النزيه ،، وتسرب مؤخرا الى منظمات حقوق الانسان العالمية ان هناك حوالي 130 امرأة عراقية تنتظر تنفيذ هذا الحكم ، وبعضهن معتقل ومنذ سنوات ، وقد مورست بحقهن انتهاكات لا يمكن ان توصف ، حتى ان عبارات مثل يندى لها الجبين ، او اعمال بربرية وحيوانية ، او انتهاك للادمية ، او تعامل لا انساني .. تصبح عاجزة عن عكس البشاعة الحاصلة !
واحدة انجبت مرتين والطفلين معها ، واحدة اسقطت حملها عدة مرات ، وواحدة تجننت ، واخريات اصبحن خدامات عند الطلب للحراسات المتناوبة ، وفي الليل يؤتى بهن ليتعرين ويضاجعهن ضباط الخفر وبشكل جماعي وباوضاع بهيمية مهينة !
بعد صدور احكام الاعدام بحقهن لم يزرهن او يحقق بشكاويهن أحد ـ الاحكام صادرة من جهات تدعي انها قضائية وهي بمستوى القاضي المأبون "عريبي" الذي اصبح مطلوبا من قبل نفس المحكمة التي كان يعمل بها قاضيا بعد افتضاح ممارساته الدنيئة التي خجل منها حتى المحتلين الامريكان ـ !
لا قضاء نزيه عندنا وتحديدا في المحاكم الخاصة ـ مجرد مجاميع متخرجة من الحقوق او عملت سابقا بمجال التحقيق والجهاز القضائي السابق واغلبهم تولى الوظيفة بحكم المحاصصة التي اختزلت في الاجهزة الحساسة لصالح الطائفيين والعنصريين !
في سجن الكاظمية يوجد عدد منهن ولان السجن صار معروفا وعليه العين فان التعامل قد تحسن قليلا ولكن نقلت الحالات المفضوحة الى اماكن اخرى مجهولة . . !
يتم الاستعداد لتنفيذ حكم الاعدام بتسعة من مجموع النساء المحكومات ونقل عن مصادر موثوقة انهن الان في سجن الكاظمية ويجري التحضير لاعدامهن في نفس قاعة الاعدام التي جرى فيها اعدام صدام حسين قبل عامين وفي عيد الاضحى ايضا !
ثالثا ـ ان حالة الاعتقال الكيفي والكيدي وحالة الاعدام دون محاكمة حقيقية مازالت سائدة رغم الفضائح التي سلطت الاضواء على مهازل السجون العراقية والامريكية ـ سجن بوكا في البصرة ، وبوكر في مطار بغداد وسجن ابو غريب وسجن الحلة وسجون البيشمركة في السليمانية واربيل ودهوك اضافة للمعتقلات الخاصة والتي تقع تحت اشراف قيادة عمليات بغداد التي نفذت قبل ايام عملية طائفية غادرة ومموهة راح ضحيتها 14 موطن بريء في منطقة ابوغريب لزرع الرعب في قلوب اهالي المنطقة لجعلهم يهجرون مناطقهم ، ونفس الشيء يحصل في الموصل وبأسلوبي الاختطاف والاغتيال الذي تتميز بهما جماعات البيشمركة المرابطة مع القوات النظامية في اطراف الموصل ، وبعضها يمارس دور الوصاية على الاقليات القومية والدينية في سهل نينوى ، ثم ظاهرة اختفاء المعتقلين بظروف غامضة وغياب التحقيق النزيه والمحايد عن اغلب الحالات التي تقدر بعشرات الالاف !
لذة الاعدام في عيد الاضحى :
نشوة سادية ، انها حالة مرضية تتداخل فيها اعراض الامراض النفسية والاجتماعية ، والسياسية اذا جاز لنا التعبير فاللسياسة ايضا امراضها التي تتفق اعماقها الشاذة مع شذوذ الحالة السائدة ودرجات تخلفها وانفلاتها وازدواجيتها وهستيريتها وانفصامها ، التعذيب والاعدامات والتنكيل بالمخالف واقصاء الند ومحاولة اجتثاث الشعور بالدونية والنقص الذي يتحول عند الحاكمين الى حالة خوف قهري يؤدي تصاعده الى نوبات متواصلة من صرع السلطة الذي يبرز عند المريض المتسلط وهو يحاول اجتثاث كل الاثار الخارجية التي تثير عنده هذا الاحساس !
لماذا في عيد الاضحى عدم صدام حسين رغم ان تنفيذ هكذا نوع من القصاص وبهذه الطريقة التشمتية العصبوية وغير المتمدنة هو محرم دينيا ، وبمناسبة عيد ديني ـ يدعو الى الحلم والتفكر والتذكر وتقديم فروض الطاعة من خلال حج البيت وذبح الاضاحي المحللة وتوزيعها على الفقراء ـ !
انها روحية الانتقام والثأر البربري روحية التمثيل بالاعداء ، الذي يعكس ضآلة اصحابها وعدم صدقهم بما يعلنوه من ايمان بقيم دينية او دنيوية مدنية ، فالشر ينقلب على اصحابه دائما كشر متوالد ،، لو حوكم صدام فعلا بمحكمة عادلة واعدم كما يحكم القانون لكان الامر طبيعيا ، ولكن ان تكون المحكمة غير عادلة وتنفيذ احكامها خارج نطاق القانون ، فان النتيجة ستكون شرا على اصحابها ، وهذا ما حصل فعلا فمن الناحية الشكلية كان صدام عكس ما يريدوه ان يكون ، كانوا يخشوه وهم الكثرة ، وهو الوحيد يسخر منهم ، فأي لطمة تلقوها !
الرئيس الطالباني يدعي انه لا يوقع على احكام الاعدام لانه ملزم بتعهد للمنظمات الدولية بالغاء عقوبة الاعدام في العراق ، والاعدامات تجري حوله كمجرى الماء ، والحقيقة انه لو تمكن من غريمه الحالي نوشيروان مصطفى لاعدمه !
اذن هو البرستيج والمظاهر الكاذبة لان المجرم مجرم حتى لو كانت وسائله ناعمة ، والان لا يراهن الطالباني الا على الوسائل الناعمة فهو يعيش حالة ماقبل التقاعد الذهبي !
اما الاحزاب الطائفية فهي تعتبر اثارة الغرائز واحدة من اهم وسائلها للوصاية على الجمهور ـ جمهور الموكب او الطائفة ـ ومن هذه الغرائز الجاهلية غريزة الثأر والانتقام وبكل الوسائل الممكنة القانونية او الخارجة على القانون !
اذا كنتم وكما تدعون : تلومون وتقاتلون صدام لانه كان يعذب الناس ، وانتم تعذبون ، ويقتل الناس ، وانتم تقتلون ، ويستولي على الثروة ، وانتم لا تقصرون الان ، ويحكم بروح فئوية وغير عادلة ، وانتم تفعلون ، اذن ما الفرق بينكم وبينه ؟
طبعا لا فرق منطقي اطلاقا ، الفرق الوحيد انه انتزع السلطة دون احتلال ، واصبح خارجها بسبب الاحتلال ، وانتم كنتم خارج السلطة بسببه ، والان انتم فيها بسبب الاحتلال !
فكروا مليا ـ اذا كنتم مؤمنون كما تدعون ـ بالمقولة القرآنية : وبشر القاتل بالقتل ، فهي تشملكم لانكم قتلة ، واذا كنتم مدنيون فان الجرائم التي ارتكبتموها وما تزالون بحق العراق واهله توصل اصحابها الى مستوى الخيانة العظمى ، وبكلا الحالتين فانتم تستحقون القصاص ، والان اليس من الارحم لكم ان تؤسسوا الاساسات لقصاص يستبعد الغرائز ويركز على الحكم المدني الذي يفصل بين السلطات وبشفافية ونزاهة انسانية حتى لا تحاكموا بنفس الطريقة ؟
المفارقة وكما توصفها الزميلة هيفاء زنكنة ان حزبي الدعوة والشيوعي يتفقان في هذا الشأن ويدعوان وعلنا الى المزيد من حفلات الاعدام ، طالما الاعدام سيؤدي الى استمرار العملية السياسية بدورانها وبدون تهديد ـ الاعدام مطلب جماهيري ـ !
تذكروا فقط ان رأس روبسبير قطع بنفس المقصلة التي اقامها هو نفسه للذين كانوا لا يطيعوه !