أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - هؤلاء بلا شرف يا ولدي!














المزيد.....

هؤلاء بلا شرف يا ولدي!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8118 - 2024 / 10 / 2 - 18:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سمعتُ للتو خبر تصفية قائد المقاومة اللبنانية، السيِّد حسن نصر الله. لابدَّ أن الخبر كان له وقعًا مُبهِجًا على أنصار محور المهادنة، وكان له وقعًا محزِنًا ومزلزِلًا على محور المقاومة. وعلى الرُغم أنني لست من مؤيدي محور المهادنة ولا من مساندي محور المقاومة، إلَّا أنني، بكل تأكيد من المناهضين للرجعية والصهيونية والإمبريالية، وكنت وما زلت أتطلع، بشغف كبير، إلى تحقيق الحرية والعدالة والوحدة والتقدم لوطني اليمني، ولأمتي العربية وللإنسانية جمعاء.
الحدث الجلل الذي أُعلنَ عنه من الطرف الإسرائيلي قبل قليل، ذكرني بمرحلة حاسمة من حياتي في جمهورية مصر العربية سنة 2006، وذكرني بالأحداث في دولة لبنان على وجه التحديد.

في تلك الأثناء، كان العدوان الصهيوني على دولة لبنان على أشده. حينها كنت أعيش في الإسكندرية، وأدرس في مرحلة الثانوية. وكنت في المساء، وخصوصًا في العطل الصيفية، أذهب بانتظام إلى مكتبة عتيقة، تقع في ضواحي الإسكندرية، وتحتوي على الكتب القديمة.
كنتُ أقضي في المكتبة بضع ساعات في القراءة، دون أنْ أشتري كتبًا أو أدفع مقابل القراءة.

وكان صاحب المكتبة، عم مصطفى، ذو الوجه البشوش، رجلًا لطيفًا، وكان يحب المفكر المصري التنويري، سلامة موسى، ويحب الأديب البارز والمفكر طه حسين، ويحب الشيخ المُستنير والمجدد، علي عبد الرزاق، وكان يشجعني على القراءة. وكان في بعض الأحيان، يقدم لي، بكرم ملحوظ، كوبًا من الشاي الأحمر مع النعناع.

كان صاحب المكتبة من هواة جمع الكتب القديمة، ومن مشجعي القراءة، وكان ينتمي إلى الطائفة المسيحية الأرثوذكسية، ويمكن للمرء أن يستشف من الحديث معه عن توجهاته اليسارية التحررية.
مع الوقت أصبحنا أصدقاء، وكنا نتحدث عن الأحداث الحامية في جمهورية لُبنان في ذلك الوقت.
ذات مرة، سألته:
كيف تؤيد المسلمين الشيعة وأنت رجل مسيحي؟
قال: هؤلاء مؤمنون يدافعون عن الحق، ومن يدافع عن الحق فأنني أنتسب إليه مهما كانت عقيدته أو طائفته أو أصله العرقي.
صمت هُنيهة، ثم نظر إليَّ وأضاف:
لو غيرتُ في يوم ما طائفتي الأرثوذكسية، فلن أتحول إلى البروتستنتية أو الكاثوليكية، ولكنني سأغير ديانتي، وسأتحول إلى الإسلام، وسأتبع طائفة حسن نصر الله لتعزيز الروح الجهادية، وسأتبنى الماركسية لفهم العالم، وسأناضل من أجل الاشتراكية.
قلتُ مُستغربًا:
لماذا ستتبع طائفة حسن نصر الله على وجه التحديد، ولماذا الماركسية؟
قال:
لأنَّ نصر الله، ليس فقط قائدًا سياسيًا وعسكريًا رفيعًا وملهمًا، ومسلمًا صادقًا فحسب، بل شخصية استثنائية تاريخية منذ زمن صلاح الدين. وسأتبنى الماركسية لأنها النظرية العلمية التي تفسر العالم بشكل صحيح، وتساعد الأحرار على تغيير العالم واجتثاث الشر، وزرع قيم الخير.
قلتُ باندهاش:
وما رأيك بالمسلمين وغير المسلمين الذين يرفضون الطائفية الشيعية لاعتبارات طائفية أو دينية، ويكرهون حسن نصر الله، ويتهمونه، في بعض الأحيان بالولاء للصهيونية، وفي كثير من الأحيان بالولاء لإيران، ويعدونه مجرد أداة إيرانية، يخدم مصالح إيران، فيمَا إيران ذاتها أداة صهيونية وإمبريالية.
ابتسم بحزن، وقال:
حسن نصر ليس كائنًا فوق الأخطاء، وإيران التي تدعم الفلسطينيين وتساند الفنزويليين والكوبين، ليست محقة في كل توجهاتها السياسية الداخلية والخارجية. غير أنَّ الذين يكرهون عبد الناصر وحسن نصر الله، ويحبون شارون، وشامير، ونتنياهو، وجورج بوش، ويوالون الصهيونية والإمبريالية، ويساندون الباطل في العالم، ليسوا مسلمين وليسوا مؤمنين، وليسوا عربا، وليسوا بشرًا، هؤلاء بلا شرف يا ولدي!



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجعيون العرب يتقنون المكر، و-الشرعية اليمنية- تستأثر بالجه ...
- الأحلام المتضاربة قبيل الحرب المرتقبة!
- الحرب وشيكة لا تقلقوا على أبناء عمومتكم!
- المعلوم والمجهول عقب الجريمة الصهيونية
- الانتخابات البريطانية المرتقبة والتناوب الآثم على السلطة!
- الذكرى ال 76 لقيام دولة إسرائيل ونكبة فلسطين!
- تجنبوا مكر الحاخام القاتل والإمبريالي السافل و الشيخ الغافل!
- طوفان مانديلا التحرري وانغلاق الموقف اليمني الرَجعي!
- اليمن كبير أيها الصغار!
- فلسطين المحاصرة والأحزاب اليمنية المُناصِرة!
- الجريمة الصهيونية، أطرافها وتجلياتها، في فلسطين!
- العرب والصهاينة والمفارقات المحزنة!
- العرب والصهاينة والمفارقات المحزنة!
- تقرير غضبان عن غزة وإنجازات الجيش الصهيوني الجبان!
- قمة الرياض يجب أن تكون عربية تحررية وليست رجعية صهيونية!
- فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!
- التحرر من الاستعمار واجب اللحظة!
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث والمحن (3-3)
- المجد لليمنِ واللعنة على الأوغاد، صُنَّاع الكوارثِ والمحن! ( ...
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث و المحن! (1- ...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - هؤلاء بلا شرف يا ولدي!