أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ اَلْغَرْبِيَّةِ اِقْتِصَادِيًّا














المزيد.....

خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ اَلْغَرْبِيَّةِ اِقْتِصَادِيًّا


مؤيد عفانة
كاتب

(Moayad Afanah)


الحوار المتمدن-العدد: 8103 - 2024 / 9 / 17 - 10:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



"الإرهاب" ينبع من الأمل، وليس من اليأس، هكذا تتمحور رؤية "بتسلئيل سموتريتش" زعيم حزب الصهيونية الدينية، ووزير المالية الإسرائيلي، والوزير في الوقت ذاته في وزارة الحرب الإسرائيلية كمسؤول عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية، وقد وردت رؤيته هذه في خطته لحسم الصراع، وتبناها حزب الصهيونية الدينية كبرنامج عمل، ومن ثم تبنتها الحكومة الإسرائيلية كبرنامج عمل فعلي، دون اعلانٍ رسمي، وإنما من خلال التطبيق الصامت على الأرض، وبالتالي هدف "خطة الحسم" افقاد الشعب الفلسطيني الأمل بإقامة الدولة الفلسطينية، أو انفاذ حقوقه الوطنية، وخلق واقع معيشي معقد للفلسطينيين، وتقويض الكينونة الفلسطينية، واضعاف السلطة الفلسطينية، وهو ما يعلنه صراحة المتطرف سموتريتش حيث قال أن مهمته الأساسية منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءاً من الدولة الفلسطينية، مشيراً إلى الضم الصامت على الأرض من خلال تشجيع الاستيطان، وتوفير البُنى التحتية واللوجستية المحفزة للتوسع الاستيطاني، وتغيير ملامح الضفة الغربية، مُشبّهاً الإجراءات الإسرائيلية في الضفة الغربية في العاميين الأخيرين، كتغيير الحمض النووي للنظام، بحيث تكون الآثار جوهرية، وعميقة، ودراماتيكية، وطويلة الأجل، وغير قابلة للتراجع.
وخطة الحسم هي اعادة إنتاج للخطاب الصهيوني المُؤَسّس لـ” دولة إسرائيل” مع إضفاء للبُعد الديني عليه، حيث يحاول سموتريتش في الترويج لخطته، خلق مقاربات مع روايات توراتية، ومع خيارات "يُوشَعُ بْنُ نُونٍ" عندما دخل فلسطين في الماضي البعيد، معتبراً ذاته مُكلّف بأمرٍ مستمد من التراث الديني، ويحدد سموتريتش سيناريوهات رئيسة للتعامل مع الفلسطينيين، يتمثل الأول في الإبقاء على الفلسطينيين الذين يتخلون عن طموحاتهم الوطنية كأفراد مقيمين في “الدولة اليهودية”، بحقوق مدنية وليست وطنية، وكساكنين من الدرجة الثانية. والثاني يتفرع إلى فرعين، يتعلق بالتعامل مع من لا يريد التخلي عن تطلعاته الوطنية؛ فتطرح الخطة خيار التهجير الطوعي، أو التعامل مع الفلسطينيين باستخدام القوة المفرطة و”الحسم” العسكري.
وانفاذاً لتلك الرؤية المسماة "خطة الحسم" ومن أجل تسريع انفاذها، عملت إسرائيل كدولة، في ظل الحكومة الحالية، على جملة سياسات وإجراءات منها: استخدام القوة العسكرية المفرطة، تسريع الاستيطان، إحداث تغييرات جوهرية في شبكة الطرق في الضفة الغربية، مصادرة الأراضي، إضافة إلى توظيف الأدوات الاقتصادية لتسريع هذه الخطة، وعبر خنق مُمَنج للضفة الغربية، من خلال عرّاب الخطة "سموتريتش" مستغلاً سلطاته التي تمثل فكي كماشة، كوزير مالية، وكوزير مسؤول عن الإدارة المدنية في منطقة الضفة الغربية في وزارة الحرب الاسرائيلية، وبمباركة ودعم من الحكومة الإسرائيلية.
وتمثّلت الأدوات الاقتصادية التي وظفتها إسرائيل في سبيل انفاذ خطة الحسم، وخلق واقع اقتصادي متردي، في احتجاز وقرصنة إيرادات المقاصّة، والتي تشكّل المكوّن الأكبر للإيرادات الفلسطينية، وتحت مسميّات متعددة، تارة تحت مسمى مخصصات الأسرى وأسر الشهداء، وتارة أخرى تحت مسمى مخصصات قطاع غزة، وتارة ثالثة حتى مسمى تعويضات لقتلى وجرى إسرائيليين، وأمعنت في تثبيت و"قوننة" تلك الخصومات من خلال قوانين عنصرية أقرّها الكنيست الإسرائيلي، إضافة إلى اغلاق السوق الإسرائيلي أمام العمالة الفلسطينية، وحرمان أكثر 200 الف عامل فلسطيني من العمل داخل الخط الأخضر، عدا عن حرب الإبادة على قطاع غزة غير المسبوقة، والتي دمرت اقتصاده وبنيته التحتية بشكل شبه كامل، إضافة إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية وحصار المدن والقرى والمخيمات فيها، وتدمير البنية التحتية في مدن ومخيمات شمال الضفة الغربية، وإجراءات السيطرة والهدم في المناطق المصنفة (ج)، بل والامتداد في إجراءات الهدم الى المناطق المصنفة (ب)، وخلق واقع معيشي قاسٍ جداً للشعب الفلسطيني، عدا عن إجراءات أخرى مكبّلة للاقتصاد مثل عدم انتظام استقبال عملة الشيكل في البنوك الإسرائيلية، والتهديد بقطع العلاقة البنكية، وغيرها، وخلق مخاطر متعددة لآفاق الاستثمار في الضفة الغربية، الأمر الذى أدى الى انكماش الاقتصاد الفلسطيني، وتراجع دورة الاعمال، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد، إضافة الى تقليص معظم منشآت القطاع الخاص لأعمالها في الضفة الغربية، وما نتج عنه من ارتفاع نسب البطالة، وفقدان مئات آلاف من فرص العمل.
في ضوء العرض السابق، فإن خطة الحسم بدأت عملياً على الأرض، وبدون اعلان رسمي، وامعان إسرائيل في خنق الضفة الغربية، وتقويض مقوّمات الاقتصاد، وافقار الضفة الغربية، هي احدى الأدوات الاستراتيجية لإجبار الفلسطينيين إلى الهجرة الطوعية، طلباً للرزق أو الأمان الاقتصادي والاجتماعي، استكمالاً لفصول خطة الحسم، والتي تعتبر تهديداً وجودياً للشعب الفلسطيني، الأمر الذي يتطلب برنامجاً وطنياً فلسطينياً، لإفشال هذه الخطة، والتصدي لها، قبل فوات الأوان، مع ضرورة الوحدة الوطنية، وتكامل الكل الفلسطيني في مواجهة هذا التهديد الاستراتيجي، وضرورة إسناد عربي واسلامي ودولي للقضية الفلسطينية، وتوفير دعم سياسي ومالي من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والحفاظ على الكينونة الفلسطينية، وعبر حراك فلسطيني فاعل، خاصّة وأن بقاء الوضع الفلسطيني على حاله، يُنذر بالأسوء، مع وجود خطة مُمنهجة لنفي كل ما هو فلسطيني، وتقويض فكرة الدولة الفلسطينية، وتهديد الوجود الفلسطيني في أرضه، وحال اكتمال مزيد من فصول تلك الخطة، حينها ستكون مرونة العمل والتصدي محدودة لها، وَلَاتَ حِينِ مَنَاصٍ.



#مؤيد_عفانة (هاشتاغ)       Moayad_Afanah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَانُونُ تَعْوِيضِ الْقَتْلَى الإسرَائِيليّين ... تَطَوُّرُ ...
- إِيرَادَات اَلْمُقَاصَّةِ . . . وَاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ اَلْإِ ...
- وَاقِعُ اَلْمُوَازَنَةِ اَلْعَامَّةِ فِي فِلَسْطِين
- اَلتَّعَثُّر اَلْمَالِيِّ لِلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ . . ...
- الْأَزْمَةِ الْمَالِيَّةِ لِلسُّلطَة الْفِلَسْطِينِيَّة وَال ...
- اَلْمَسْؤُولِيَّة اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ لِلْقِطَاعِ اَلْخَاصِّ ...
- أَمَّا اَلْفُقَرَاءُ . . . فَلَا بَوَاكِيًّ لَهُمْ
- اَلْحَوْكَمَة رَافِعَةَ اَلْهَيْئَاتِ اَلْمَحَلِّيَّةِ لِدَر ...
- أَرْبَعُ حَقَائِقَ عَنْ اَلْأَزْمَةِ اَلْمَالِيَّةِ لِلسُّلْ ...
- اَلْهَيْئَات اَلْمَحَلِّيَّةِ وَالْحَوْكَمَةِ . . . مَا بَيْ ...
- لَا تَتْرُكُوا اَلْعَامِل وَحِيدَاً...
- وَمَضَات نَقْدِيَّةٍ مِنْ سِيسِيولْوجِيا حَالَةَ اَلْحَرْبِ
- إِضَاءَة عَلَى اَلْقَرْضِ اَلْمَجْمَّعِ اَلَّذِي حَصَلَتْ عَ ...
- خَوَارِزْمِيَّات اَلْفَيْسَبُوكْ . . . وَثَقَافَةُ اَلْقَطِي ...
- عمال فلسطين والحاجة إلى حماية اجتماعية عاجلة
- مُقَوِّمَات نَجَاحِ اَلتَّخْطِيطِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيِّ
- لِمَاذَا تَفْشَلُ اَلْخُطَطُ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةُ لِلْمُؤ ...
- اَلْهَنْدَرَة . . . رَافِعَةٌ لِلْإِصْلَاحِ اَلْإِدَارِيِّ ف ...
- نَحْنُ بِحَاجَةِ لِقَانُونِ خِدْمَةٍ مَدَنِيَّةٍ جَدِيدٍ
- أَيْنَ نَحْنُ مِنْ اَلْعَدَالَةِ اَلِاجْتِمَاعِيَّةِ؟


المزيد.....




- الخام الأميركي يتجه لتكبد خسائر أسبوعية بأكثر من 6%
- ما الذي تحتاجه الصين لتعزيز النمو الاقتصادي؟
- دعم مالي كبير لمكافحة جدري القردة في القارة السمراء
- الصين تخفض الاحتياطي الإلزامي للمصارف
- أسواق الخليج ترتفع بعد أنباء خطة التحفيز الصيني
- المطاحن الرابعة تتطلع لجمع 229 مليون دولار من طرح عام أولي
- دبي.. منصة جديدة لتسريع تأسيس الأعمال وصناديق التحوط
- ما الذي ينتظر أكبر اقتصاد في أوروبا بنهاية العام؟
- رئيس Open AI التنفيذي قد يصبح من أثرياء العالم.. ما القصة؟
- رئيس COP28 يدعو للربط بين العمل المناخي والنمو الاقتصادي


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مؤيد عفانة - خُطَّة اَلْحَسْمِ اَلْإِسْرَائِيلِيَّةِ وَخَنْقِ اَلضَّفَّةِ اَلْغَرْبِيَّةِ اِقْتِصَادِيًّا