أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - الأحلام المتضاربة قبيل الحرب المرتقبة!















المزيد.....

الأحلام المتضاربة قبيل الحرب المرتقبة!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 02:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قُبيل الحرب المرتقبة في الشرق الأوسط، ثمة أحلام متضاربة تراود المغامرين والمبتهجين بالحرب والمهمشين، والمعطوبين بهمومهم، ولكن من هم المغامرون، ومن هم المُبتهجون، السعداء بالحرب، ومنهم المهمشون والمعطوبون بالأزمات؟

***
المغامرون هم أولئك المندفعون صوب الحرب، الذين قد تحركهم قُوَى خارجية لغايات لا يدركون أبعادها، أو تدفعهم أو تراودهم غايات داخلية، نبيلة وعادلة، ولكنهم يفتشون عن صحة مواقفهم، في صفحات التراث وليس في الواقع، قبل أنْ يُقَرِّرُوا خوض غمار الحرب.

***
غير أنَّ المغامرين يضخمون من قوتهم، ويرسمون لأنفسهم أهدافًا متفائلة دون تقدير دقيق لقوتهم ودون مراعاة لمصالح شعوبهم، ودون إدراك لتوازن القُوَى المحلية والإقليمية والدولية.

***
المغامرون يتكونون من إيران وغيرها من القُوَى الدينية، المرتبطة بها بوشائج وثيقة، وهم يتكلون على الله أو على الشيطان، ويغمضون أعينهم ويقفزون. أحيانًا يحققون بعض أهدافهم، وفي أحيان كثيرة يخفقون في تحقيق أهدافهم، وفي الحالتين يجدون لأفعالهم، سواء الناجحة أو الفاشلة، مسوغات دينية أو ميتافيزيقية ويكررون لُعْبَة المغامرة دون أن يتعلموا من التجارِب العاصفة التي مروا بها.

***
فيمَا السعداء، وإنْ تشابهت غاياتهم، يَتَأَلَّفُونَ من مجاميع متباينة وتيارات وأعراق مختلفة، تشمل يهودًا ومسلمين ومسيحيين، عربًا وعجمًا، ويمكن الإشارة إلى أبرز هذه المجاميع في العالم العربي:
السعوديون: سعداء بالحرب المرتقبة لأنَّها ستضعف إيران وحزب الله والحوثيين، وغيرها من الجماعات المناهضة لهم في العراق وسوريا، وبالنتيجة سيتاح لها التمدد والهيمنة في الجزيرة العربية وتنفيذ مشروعها التقسيمي في اليمن.

***
الإماراتيون: سعداء بالحرب المرتقبة لأنها ستضعف إيران والحوثيين وستقوي حليفها الصهيوني، وبالنتيجة ستتمكن، بمساعدة إسرائيل، من منافسة النفوذ السعودي في اليمن وتعزيز وبسط سيطرتها على جَنُوب اليمن أو على جزء كبير منه.

***
الإسرائيليون، وعلى الرغم من القلق الكبير الذي يساورهم من نتائج الحرب المحتملة، ألَّا أنهم سعداء بالحرب المرتقبة لأنَّها، ستتم بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأبناء عمومتهم من العرب السُنَّة. الإسرائيليون سعداء بالحرب لأنَّها قد تزيل الخطر الإيراني الماثل أمامهم، وقد تدمر حزب الله المجاور لهم، وتقوض الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي. وهنا تتقاطع أهداف إسرائيل مع أهداف السُّعُودية والإمارات والبحرين، ما من شأنه أنْ يعزز الروابط بين مجموع هذه الدول والغرب الإمبريالي في مواجهة إيران والصين وروسيا.

***
العرب المقاومون والمهمشون والمعطوبون بالأزمات في بقية دول العربية، فباستثناء الجزائر وسوريا المقاومتان والمهمومتان بمشاكل وتحديات سياسية كثيرة وحادة، مع كل من المغرب وتركيا، وهو ما يجعل تأثيرهما مقيد بظروفهما الصعبة. فيمَا الدول المهمشة مثل الكويت وعمان وقطر، الغنية و المندمجة في الاقتصاد الإمبريالي، والموجودة في حواف دول غنية ومؤثرة، ستضيق أمامها فرص المناورة وستخضع طائعة، بحكم الحجم والتأثير السياسيين، لمشيئة الدولتين الخليجيتين المهيمنتين، وأعني بهما السُّعُودية والإمارات. فيمَا السودان ومصر وليبيَا والأردن وتونس والمغرب وموريتانيَا، المعطوبات و الغارقات في أزماتها المختلفة، السياسية والاقتصادية والثقافية، ستنجرف مع التيار الأقوى في الشرق الأوسط والعالم الغربي.

***
الانعزاليون اللبنانيون سعداء بالحرب المرتقبة وخصوصًا الجناح الماروني المتطرف من المسيحيين في حزب القوات اللبنانية وبيت الجُميِّل وحلفائهم من الجماعات السنية الموالية للسعودية. والانعزاليون سعداء بالحرب لأنَّها ستضعف حزب الله، وربما تقوض وجوده، وقد تُحدِث خللًا في التركيبة السكانية الطائفية لمصلحة القُوَى الانعزالية. الانعزاليون يرون في الحرب فرصتهم التاريخية لأنَّهم يسعون لتقسيم لبنان وإقامة دويلة مسيحية "متحضرة" منفصلة عن العرب، تكون حليفة وثيقة وشقيقة لصيقة للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة.

***
الانفصاليون اليمنيون (انفصاليو الجَنُوب العربي) كالخرفان الفرحانة بذبحها، سعداء بالحرب المرتقبة. بالحرب هم سعداء لأنَّها، كما يأملون، مثل أصدقائهم الانعزاليين اللبنانيين، لأنَّ الحرب ستقوض سلطة الحوثيين في الشمال وستضعف الوحدويين في الوَسَط والجنوب والشرق، وستمكنهم من تصفية المعارضين لمشروعهم الانفصالي الشائن، وتحقيق الانفصال بمساعدة الإمارات وحليفها الصهيوني المنتصر في الحرب.

***
وفي الختام، ستكون انتصرت السُنَّة على الشيعة، والصهيونية على القومية العربية، والقوى الإمبريالية على القُوَى التقدمية، والشر على الخير!

***
في الأخير، أرجو أن تُحبط المساعي الشريرة للسعداء بالحرب المرتقبة وتنتصر الأحلام الكبرى لليمنيين والأمة العربية والشعوب المناصرة للحرية والعدالة والسلام والتقدم في العالم.



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب وشيكة لا تقلقوا على أبناء عمومتكم!
- المعلوم والمجهول عقب الجريمة الصهيونية
- الانتخابات البريطانية المرتقبة والتناوب الآثم على السلطة!
- الذكرى ال 76 لقيام دولة إسرائيل ونكبة فلسطين!
- تجنبوا مكر الحاخام القاتل والإمبريالي السافل و الشيخ الغافل!
- طوفان مانديلا التحرري وانغلاق الموقف اليمني الرَجعي!
- اليمن كبير أيها الصغار!
- فلسطين المحاصرة والأحزاب اليمنية المُناصِرة!
- الجريمة الصهيونية، أطرافها وتجلياتها، في فلسطين!
- العرب والصهاينة والمفارقات المحزنة!
- العرب والصهاينة والمفارقات المحزنة!
- تقرير غضبان عن غزة وإنجازات الجيش الصهيوني الجبان!
- قمة الرياض يجب أن تكون عربية تحررية وليست رجعية صهيونية!
- فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!
- التحرر من الاستعمار واجب اللحظة!
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث والمحن (3-3)
- المجد لليمنِ واللعنة على الأوغاد، صُنَّاع الكوارثِ والمحن! ( ...
- المجد لليمن واللعنة على الأوغاد صُنَّاع الكوارث و المحن! (1- ...
- السودان يقتفي خُطى اليمن ويلج عرس الدَّم !
- الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا تنذر بالخطر الشديد على ال ...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - الأحلام المتضاربة قبيل الحرب المرتقبة!