أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية















المزيد.....



في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية


لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)


الحوار المتمدن-العدد: 7955 - 2024 / 4 / 22 - 14:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


1. مقدمة للموضوع
منذ 75 عاما ويشهد العالم العربي موجات شعبوية متتالية رافعة شعار تحرير فلسطين، والاكثر تواضعا التصدي للعدوان الصهيوني الامبريالي الغربي، واخر ان فلسطين هي القضية المركزية للعرب والعالم العربي، وامثالها من الشعارات التي غيبت بشكل ديماغوجي شعبوي اهم قضايا شعوبنا العربية وأولها وعلى رأسها اقامة دولا ونظما ديمقراطية وتنميتها وتقويتها وطنيا واقتصاديا. واضحا من شعاراتها ان الشعبويات العربية عندما وضعت اولوية تحرير فلسطين فهي ترمي لاستخدام القضية الفلسطينية كبرقع لتمرير طروحاتها الايديولوجية القومية والدينية للسيطرة على المنطقة ، وحتى الماركسية استخدمتها من باب معاداة الرأسمالية والامبريالية لاسقاط النظم الملكية العربية الموالية للغرب، كما استخدمتها الشعبويات من خلال تخوينها واتهامها بالعمالة، والقيام بانقلابات تلتهااقامة الديكتاتوريات القمعية وتصفية الحركات والاصوات الوطنية الداعية لنظم الديمقراطية .
يمكن القول ان اغلب الحركات السياسية بعد عام 1948 قامت شعبويا باستخدام القضية الفلسطينية سواء سلطويا او ايديولوجيا، وتضم قائمتهم ناصريون وعروبيون قوميون وبعثيون وماركسيون صاغا أو قوميون تبنوا فيما بعد الاشتراكية العلمية مثلا، تلتها موجات الاخونجية واخرها الولائية لاية الله ، حتى ان الاخيرة قد فاقت في تمددها على عبد الناصر نفسه وبسطت نفوذها وسيطرتها على اربعة بلدان عربية (بينما اكتفى عبد الناصرعلى ثلاثة لاغير) . جميعها اتخذت القضية الفلسطينية وسيلة للتحريض والتجييش والقيام بالانقلابات العسكرية للوثوب للحكم على ديمقراطيات هشة ، بدئتها الناصرية، تكررت مثيل لها في اكثر الدول العربية ، جميعها ادعت ونادت بشعار" تحرير فلسطين" ، ولكنها واقعا أقامت اعتى الديكتاتوريات ، ونظم حكم بمجالس ثورة حزبية عسكرية دمرت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية لاهم البلدان العربية ، وحولت مواردها لعسكرة المجتمع ، وبروز ظاهرة استيلاء العسكر على الحياة السياسة لهذه البلدان. خاضت هذه النظم حروبا انتهت باستيلاء اسرائيل على اراض فوق ارض 48. ويمكن القول ان كل ماحدث في العالم العربي ،وعلى مدى 75 عاما من انقلابات وهزات ،واستيلاء العسكر على مقاليد الامور، وجرائم سياسية وحروبا اهلية ، وتوقف شبه كامل لعجلات التنمية ، وممارسات قمعية وابادات لا انسانية بالجملة ( واخرها في غزة على يد شعبويات حماس الاخوانية وناتنياهو التلمودية، وقبلها في مدن سوريا على يد الاسد، وقبلها جرائم داعش ، وقبلها جرائم صدام في العراق واحتلال الكويت وسقوط نصف مليون عراقي، عدا التصفيات السياسية والهزات الداخلية الدائمة في هذه البلدان). انه سجل طويل عريض من الجرائم البشعة ارتكبتها نظم الشعبويات، مغلفة جميعها بشعار تحرير فلسطين ، مجابهة الصهيونية والامبريالية وأعداء الامة العربية والاسلام والقضية الفلسطينية.
ان فن استخدام القضية الفلسطينية شعبويا فن متقن عند الشعبويات العربية للقفز للسلطة والحكم واقامة ديكتاتوريات ، وحتى لاقامة امبراطوريات قومية ودينية، وتوسعت حتى اقليميا خارج المنطقة العربية الى ايران وتركيا وركبت الموجة القوى الاسلامية لارجاع مجد الامبراطوريات بنفس الشعارتحرير فلسطين، بل وحتى تعدى الامر استخدامها شعبويا في الصراعات الدولية، فالاتحاد السوفياتي مثلا استخدمها للدخول للمنطقة من باب صداقته للعرب ضد الغرب الامبريالي الموالي لاسرائيل ، رغم انه نفسه كان احد مؤسسي اسرائيل ودعمه لها كان حاسما في انتصارها بحربها الاولى مع الفلسطينيين والدول العربية.
الواقع يقول ان الجميع في المنطقة وخارجها استخدم القضية الفلسطينية شعبويا، لكل اغراضه واهدافه، منها سلطوية ومنها ايديولوجية، وتفنن جميعهم باستخدامها كونها خير وسيلة للترويج والتسويق الشعبوي ، فلا يحتاج الامر سوى الادعاء ولبس ثوب القضية الفلسطينية، تارة باسم الدفاع عن الاسلام وتارة عن العروبة والامة العربية ، وتارة اخرى لمواجهة الاستعمار والامبريالية العالمية. انها القضية التي ترهم للجميع لاقامة دعواه وتمرير اهدافه ، مستغلين بعدالة القضية بلا شك ، وتماسها بمشاعر الانسان والجمهور العربي. انها الاكثر فعلا ونتاجا فب التحريض الشعبوي ، واسقاط الانظمة ، واقامة الانقلابات والديكتاتوريات العسكرية القمعية ، ودعوات اقامة الامبراطوريات ( ستة على الاقل قاد طرحها ناصر، والاخوان ، تلاهم الاسد وصدام واخرهم في الدعوة كانت الاردوغانية والولائية ) ، جميعها اقامت دعواها على تحرير فلسطين، ولكن لليوم لا فلسطين حررت ، ولا نال الشعب الفلسطيني حقوقه في تقرير المصير، ولا اقامة دولته الوطنية، وما تحقق للشعب الفلسطيني من ادارة للضفة والقطاع كان بفضل المقاومة الفلسطينية والانتفاضات الداخلية (وبفضل ساسة غير شعبويين تفاوضوا مع اسرائيل مثل السادات وملك حسين والملك فهد وعبد الله، من باب حرصهم على كراسيهم طبعا ممن زحف الشعبويات). والواقع لم تحصد شعوبنا من الشعبويات المتاجرة بالقضية غير نظم الديكتاتوريات والقمع والتخلف الاقتصادي والفساد السلطوي وسطوة العسكر والعصابات والميليشيات وذلك كما نراها اليوم، وفي اخر صورها في المنطقة ، بسيطرة اية الله على اربع دول عربية ،تشكل اذرعا متقدمة لاية الله ، كما لحمايته بان واحد ، وبها تفوقت في عظم سيطرتها على شعبويات ناصر واسد وصدام والاخوان.

ان السؤال الذي يطرح نفسه ، ونتناوله هنا باختصار شديد، ِلمَ لم يتم لحد اليوم النقاش علنيا وواسعا لتوضيح كيفية استخدام هذه الشعبويات للقضية الفلسطينية ودحض وفضح اهدافها السلطوية الحقيقة وللسيطرة على المجتمعات والدول وحتى بعضها باقامة الامبراطوريات؟ لقد دفعت شعوبنا ثمنا باهضا لعدم مواجهة وكشف ودحض وفضح ادعآت هذه الشعبويات التي نجحت في تمريرها وتحقيق مآربها والسيطرة على دولنا شعوبنا ومنها دفعت ولازالت تدفع ثمنا باهضا لهذه السيطرة ، ومنها وصلت لهذه الدرجة المخيفة من التراجع والتشظي. ولن يحتاح الامر كثيرا من علم لاثبات ان الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية هي المسؤوولة المباشرة فعلا عن هذا التخلف والانحلال الرهيب الذي نحن فيه اليوم، ويكفي النظر لخارطة ووضع الاصبع على اكثر الدول العربية تراجعا اليوم لتجد انها الدول التي تمكنت فيه الشعبويات وبسطت حكمها وسيطرتها بدء من مصر الى سوريا والعراق ومؤخرا لبنان واليمن وليبيا والسودان والصومال ( واقعا تمثل مجتمعة قرابة 75% من سكان العالم العربي باجمعه) .
لقد حان الوقت اليوم ،واكثر من اي وقت مضى ،ومنذ 75 عاما ، لطرح القضية الفلسطينية بمضمونها وجوهرها الحقيقي ، وطرق حلها ودحض طروحات الشعبويات التي هي واقعا تقف عائقا امام حلها ( كما سنناقشه ونثبته تحت). كما وحان فضح استخدامها " كقميص عثمان " لتسويق دعاويها وبضائعها وطروحاتها المدمرة، وتاريخ تدميرها بدءا من تدبير الانقلابات العسكرية الى اقامة الديكتاتوريات وتصفية الحياة السياسية والحرمان من ممارسة الديمقراطية والحريات وصولا اليوم الى سيطرة الميليشيات الولائية ، التي تسيطر على اربعة شعوب عربية على الاقل وضعتها تحت رحمة صراع شعبويتين يقود احداها اية الله والاخرى ناتنياهو ..فيا له من مصير لانحسد عليه دون شك.

لابد اليوم من التوقف مليا وفضح ودحض الدعوات من اسسها ومنطلقاتها واهدافها، وهو امرا كان يفترض بمثقفينا العرب تناوله منذ عقود بالفضح والدحض لشعاراتها المزركشة بالقضية الفلسطينية، ولكننا وللأسف وجدنا العكس، وجدنا الانخراط المباشر في الموجات الشعبوية التي دمرت أهم بلداننا العربية وجعلتها متخلفة مثقلة وخرابا على خراب، وهو امرا لايمكن غير وضع جزء هاما منه على قصر باع المثقفين العرب وانجرارهم وراء الدعوات الشعبوية نفسها ،بل وحتى تبني بعضه لطروحات الأيديولوجيات الشعبوية نفسها، او استخدام القضية الفلسطينية للترويج الايديولوجي،كحال بقية الشعبويات

ويكفي واقع اليوم صورة ، فمصيرنا بين شعبويتين ، اية الله على جانبنا ونيابة عنا ، ضد شعبوية اليمين القومي التلمودي بقيادة ناتنياهو على الجانب الاخر، مدرستان من الشعبوية لا تؤمن بالوجودية للاخراساسا (اي كلا منها يسعى لنفي وجود الاخر كشرط لوجوده وبقاءه في الحكم والسلطة)، ونحن بينهما شعوبا مسلوبة الارادة والكيان والمصالح. ان صراعهما يدور على مصالح وعقائد يقررها هذان الطرفان الشعبويان، فلكل منهم مصالحه وعقائده وخطابه الشعبوي واهدافه ، اما اهداف شعوبنا وطموحاتها فهي غائبة وليست بالحسبان ، بينما بلداننا عمليا هي الميدان لتصفية الحسابات .
انه ليس من الصعب اثبات ان كلاهما، اية الله وناتنياهو ، يعرف ويعلم جيدا انه ليس بمقدور اي منهما اليوم ، ووفق القوانين الدولية السائدة ومصالح العالم المعاصر، ازالة وجود الاخر، ومنه النتيجة ، ان اللعبة اساسا هي سياسية شعبوية هدفها الحكم والسيطرة والتوسع لكل منهما وفق عقائده ورؤيته لمصالحه، لاعلاقة لها بالطبع بمصالح شعوبنا. ومع ذلك لاتجد تحركا فكريا أوحتى توجها او بداية لتوجه بين مثففينا ومفكرينا ،واليساريين خصوصا، ليفضح ويناقش علانية ويدحض استخدام هذه وكل الشعبويات للقضية الفلسطينية لتغطية اهداف سلطوية ومطامع امبراطورية واخرى عقائدية ، بل تجد نفس الاسطوانة تدور، وكأن الحدث والحديث فعلا يدور حول تحرير فلسطين، ومجابهة الصهيونية وارجاع حقوق الشعب الفلسطيني.

الواقع يقول ان ناتنياهو يحتاج اساسا لاية الله لمنع اقامة الدولة الفلسطينية، وعكسه ان اية الله يحتاح لناتنياهو لاقامة دعواه المبراطورية مغطاة بتحرير فلسطين ومنه ميليشياته المنتشرة المنتشية " واعدوا لهم ما استطعتم من خيل وقوة ترهبون به عدو الله وعدوكم" ، وهذه نفسها هي تكرارا لدعاوى الناصرية والبعثية والاخونجية، وعلى مدى 75 عاما.

ان الدعوة لدحض وفضح الشعبويات فكريا وشعبيا تأتي اليوم في مكانها ، والسبب ان عصر الفساد العربي قد وصل نقطة من الانحطاط بحيث ان مصير خمسة شعوب عربية اقتصرت خياراتها في الوقوع تحت رحمة صراع مشروعي اية الله وناتنياهو.
سنتوقف قبل تناول الموضوع الاساس في محاور دحض الشعبويات واقاويلها على تقييم بعض الافرازات الجديدة من ضربة اية الله البارعة الاخيرة لناتنياهو ، وما ستؤدي اليه ربما من تعاظم لدوره وتعاظم وترسيخ دور الشعبويات الولائية ، ويقابلها طبعا تصاعد دور الشعبوية الاسرائيلية التلمودية المتطرفة ( كما ويمكن بظروف معاكسة لو حسن استخدامها داخليا واقليميا ودوليا لاضعاف الطرفين،كما سنأتي اليه مختصرا) . ولابد من فهم امرا هاما لا مواربة فيهلابترابط صعود وهبوط الشعبويات المتضادة، بشكل يشبه قانون الحث المغناطيسي المتبادل، فان قويت احداها وصعدت تقوى الاخرى وتصعد ، وان هبطت هبطت الاخرى. ودعونا نراجع ضربة اية الله الاخيرة لمعرفة متغيراتها وتأثيرها على المنطقة، والتي توضح وتدعم موضوعنا الاساس انه حان الوقت لدحض ومجابهة الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

2. ضربة اية الله الاخيرة لناتنياهو وافرازاتها الجديدة
نجح اية الله في ضربة 14 أذار بتوجيه صفعة قوية لناتنياهو، وغيرت مواقع بعض الخطوط العامة لادارة الصراع بينهما ، ومن اهمها الاثبات الفعلي ان اية الله قادر على الوصول لاسرائيل وضربها في العمق ( واختار اية الله تحديدا نقطة الضربة المنضبطة المسموحة لتكون القاعدة الجوية التي انطلقت الطائرات منها قبل اسبوعين لقصف القنصلية الايرانية في دمشق، وهي لا تبعد غير 30 كلم عن مفاعل ديمونة ، ومنها نجاح ايران بايصال رسالة رعب متوازن هامة تقول " ان استهدفتمونا سنستهدفكم " . ويعتقد كثيرون من المحلليت ان اية الله نجح في اقامة مايمكن تسمىيته" بتوازن الرعب " وهي الحالة التي كان اية الله يريد الوصول اليها ومنها نجح في تحقيق اهدافه بنسبة 99% ( اما الاخونجية المنافسين له على الغنيمة " لتحرير فلسطين" يدعون ان 99% من مسيراته اسقطت ، كما ويدعي نفس الامر ناتنياهو وانه فاز باسقاط بنفس النسبة ) . واضحا ان اية الله حقق اهدافه من الضربة " المنضبطة " ، كما اوعد بها الكبار، ونال سكوتهم بعدما تأكدوا انها كانت فعلا منضبطة وكانت مؤدِبة لناتنياهو بعدما ضاقوا به وبسياساته المتطرفة الهوجاء الحمقاء ذرعا على مدى 20 عاما، ومنها واخرها جرائمه ضد المدنيين وتدميرغزة وماجلبته لهم من مشاكل جمة امام شعوبهم. ولعل انجاز اخر لاية الله، انه سيكولوجي وغير الاستراتيجي اعلاه ، ان الضربة اتت علنية ، وشاهدها الجميع في العالم تنقل حيا، كرات نارية تطير بالعشرات في اجواء اسرائيل وزارت بيت المقدس اولا لتنقل سلام المرشد اليه مبلغة نحن قادمون ( وهو مانتظره طويلا وهلل له الولائيون فهو يثبت قوتهم بلا شك ) ، ويعزز موقعهم و اية الله سيكولوجيا في المنطقة ، خصوصا امام عجز ناتنياهو في الرد المباشربعد الضربة ، مكتفيا بتصريح غير مألوف لم يسمع سابقا الا من اركان المرشد ونظام الاسد " سنرد في الوقت والزمان المناسبين" وترجمته " لانقوم بالرد الان" ، وكلاها يفند ماتبجح به ناتنياهو ورؤساء اسرائيل السابقين ان لا احد يستطيع الوصول لضرب الداخل الاسرائيلي، ولو قام سندمره ، وها هي الضربة قد وقعت، واعلن عنها علنا واسرائيل وناتنياهو عاجز عن الرد. وتفسير كلاهما ( السماح بالضربة وعدم الرد) يرجع لقرار "الحماة الاقوياء" على معاقبة ناتنياهو لعدم استشارتهم في ضرب القنصلية ، واتهامه انه يقوم باعمال تهدف لجر اميركا لضرب ايران وتوريطها في حرب معها، وسبق واعلن "الاقوياء الحماة " تذمرهم من تطرف ناتنياهو وتغوله في ضرب المدنيين في غزة ، ومنه جاء القرار بالسكوت عن الضربة التأديبية المنضبطة ، وهي فعلا اتت كذلك ، ولعدها ابلاغ علني من بايدن وكاميرون "بعدم الرد"،وان قام، فسيكون وحده مسؤولا ودون مشاركة او حماية منهم. اتت هذه الضربة بنتائجها داخليا في اسرائيل ايضا لصالح اية الله ، ان 74% من المستطلعين من السكان وبعد خمسة ايام "بعدم الرد" وهو مايعني بمثابة فقدان الثقة بما ادعاه ووعد به ناتنياهو واليمين الحاكم منذ عشرين عاما معه، ان لا احد يصل اسرائيل.
ولازالت الضربة لليوم محل نقاش وتقييم ومراجعة ، واصبح يسميها البعض حتى في اميركا " عقاب المتعجرف " وهو امر لم يخفيه حماته بسكوتهم عن الضربة كأنما قائلين " يستحقها" واحتاج لدرس تأديبي وان لايستغل صكا ابيضا بحمايته فاساء استغلاله . ولكن هل هذا يعني تغير في المعادلات والتعهدات بحماية اسرائيل؟ فالجواب طبعا كلا، فالسكوت كان مؤقتا ولغرض التأديب.
ولكن الضربة افرزت مفاهيم جديدة في الصراع بين اية الله وناتنياهو، ويمكن ايجازهما ، بمصطلحين " امكانية الضربات المنضبطة " " والردع المنضبط " ويترجمه الكبار كما ويفهمه اية الله وناتنياهو جيدا " ان قرار الضربات والحرب ليس بيدكم ، ولن يسمح بتوريطنا والمنطقة وتعريض مصالح العالم للخطر بحماقة احدكم " ، وهذه الرسالة الواضحة يفهمها اليوم كلا اية الله وناتنياهو بشكل جيد ، واتت معاقبة ناتنياهو لتاديبه لاثبات ذلك ، كما هي لاية الله ايضا، الذي يعلم انه لو قام بحماقة غير منضبطة فسيتم تدميره ،وليس عقابه ، كما حصل مع ناتنياهو، وهو امرا يعرفه جيدا . ان لهذه الحقيقة اهمية بالغة في فضح طروحات الشعبويات بتحرير فلسطين، فهم يعرفون جيدا انها فبركة للسيطرة وليست للتحرير ، فقرار الحرب ليس بيدهم كما هم يعرفون.
مايهمنا هو تحليل وضع ومستقبل الشعبوية الولائية في بلداننا بعد الضربة .دون شك انها قد قوت مواقع اية الله وميليشياته ،، فبيدهم الحجة " لقد رأيتم قوة اية الله وصلت صواريخه لعمق اسرائيل وانشاء الله وتحت قيادة المرشد الاعلى سندخل الاقصى ونصلي فيه). ورغم الضعف المؤقت لناتنياهو اليوم بعد هذه الصفعات التأديبية ، الا انه ، ووفق قانون الحث المغناطيسي المتبادل اعلاه، فسنجده بعد فرصة وجيزة، انه سيسترجع قوته ويعود ليؤكد خطر اية الله "وانه فقط القوة والردع لاعداء اسرائيل هو من يحميها "، نفس دعوته الشعبوية التي بها انتصرعلى خصومه والاصوات ضده انهم متخاذلون وامن اسرائيل مهدد و سيتبدد لو سمحوا للفلسطينين بدولة تسمح مثلا لاية الله بالتمدد.
هذان الخطابان هما استمرار لدعوات الشعبويتين منذ عقدين او اكثر، ولكل منها هدف، لاية الله هو السيطرة على اربعة بلدان عربية واقامة امبراطورية، ولناتنياهو احكام قبضة اليمين المتطرف على الحكم لمجابهتها ومنها منع اقامة دولة فلسطينية.
ولكن هناك سيناريو اخر، اذ لو استطاعت السلطة الفلسطينية ، وبارادة اقليمية ودولية اعادة حكم غزة لادارتها، وتهميش دور حماس، واقيمت ترتيبات لاعادة المفاوضات حول قيام الدولة الفلسطينية، فسيؤدي ذلك لاضعاف اية الله وناتنياهو معا. ومنه سيعملان طبعا على تخريبها معا ايضا( كالأعلان عن مشروع استيطاني جديد في الضفة ، أو القيام بعملية حمقاء اخرى من جانب ناتنياهو مثلا ، او بقتل مدنيين بالجملة بعمليات انتحارية في الاسواق ووسائل النقل داخل اسرائيل ، كما قامت به حماس لاجهاض اتفاق عرفات ـباراك عام 2001 مثلا، او لاجهاض تطبيع اسرائيل ـ السعودية في اكتوبر ألماضي). واضحا ان اية خطوة أو فرصة تؤدي للتوصل الى اتفاق باقامة دولة فلسطينية سيتم اجهاضا من قبل هاتين الشعبويتين ، وهو امرا لابد من ادراكه وفهمه وافهامه لجمهورنا العربي كي يزال الغطاء عن نفاق وكذب الشعبويات، فأقامة الدولة الفلسطينية ليست في صالحها،ويمكن صياغة مبدأ عاما منها يقول " ان اقامة الدولة الفلسطينية ليس في صالح الشعبويات وبجميع اشكالها وتنوعها محليا واقليميا وحتى دوليا" ، والبرهنة عليه ليست صعبة اطلاقا، فقد برهن عليها التاريخ القريب للاحداث، اضافة لمنطق المصالح ، فقيامها سيلغي اهم ورقة للمتاجرة بيد الشعبويات، ومنه تزال عروش ( مثل اسد وناتنياهو واية الله والميليشيات في العراق ولبنان)، وتتقزم مصالح اقليمية ودولية (منها بوتينية في المنطقة كما في سوريا مثلا) ، عدا هزيمة الدعوات الاخونجية والقومجية حول تحرير فلسطين. فالقضية ليست مرتبطة( كما يروج الشعبوييون العرب ومنهم الماركسييون) ،بانها ارادة الغرب والامبريالية العالمية بمنع قيام الدولة ، بل انها الشعبويات نفسها هي من يمنعه . ان التزام الغرب بحماية اسرائيل ناتجا عن تعويض يقوم به لتاريخ الغرب في التمييز ضد اليهود ، اضافة لطروحات الحضارة الغربية في حق الحياة والوجود وتقرير المصير و منه التعهد بحمايتهم، وليس لمصالح امبريالية ،والتي بترجمتها الاخيرة هي مصالح اقتصادية ، ولو كانت هي ، فالوزن العربي يتحتم عليها الانحياز ضدها، لوزننا الاستهلاكي الكبير ومصدرنا البترولي العظيم وموقعنا الجغرافي الرابط بين القارات وسط العالم. ان اي تحليل موضوعي في المصالح، واهمها الحكم والسيطرة ، سيقودنا انمصالح الشعبويات هي من يقف ضد اقامة الدولة الفلسطينية ، وليست مصالح الغرب تحديدا ، الذي يلتزم بحماية اسرائيل وعدم السماح باجتياحها، كما اراده ناصر واليوم يقول به نصر الله واية الله وقبلهم الاخونجية وصدام .
ان العالم باجمعه يقف لجانب حقوق الشعب الفلسطيني ولكنه ايضا يفهم ان لاتكون الدولة الفلسطينية منصة لاية الله او الاخونجية مثلا لضرب اسرائيل، وهو الامر الذي يستخدمه طبعا ناتنياهو شعبويا لاعاقة قيام دولة فلسطينية ، فقيامها يضر بمصالح الطرفين الشعبويين ، اية الله وناتنياهو، ومنه ترابط مصالح الشعبويات رغم مايبدو من تضادها، وهو امرا يحتاح لدراسة اوسع واكثر تفصيلا.
ومن الرسالة الهامة لاية الله و لناتنياهو التي وجهها الغرب لهما، ان قرار الحرب هو ليس بايديهما، وهو امرا يعيه جيدا كلا منهما، ومنه نخلص الى نتيجة عامة " ان دعوات تحرير فلسطين الذي ترفعه الشعبويات الاخونجية والولائية ،كما قبلها الناصرية والبعثية القومجية، هي دعاية شعبوية كاذبة بامتياز" ، فليس لاي منهم القرار بالحرب الذي يعنيه ضمنا ان شعار التحريركاذب وهم يعون ذلك، ومنه يتضح الغرض الحقيقي لرفعه ، بسط سلطة الشعبويات التي ترفعه على دولنا وشعوبنا، ونتيجة اخرى ملازمة له، ان اليمين الشعبوي الاسرائيلي يحتاج للاخونجية والولائية لينفي اية امكانية لقيام دولة فلسطينية. هذا الترابط بينهما هو ما يجب توضيحه وافهامه لشعوبنا ولجميع الملأ لدحض ادعاءات واكاذيب السلفيات الاخونجية والقومجية الناصرية والبعثية كما والولائية بتحرير فلسطين ، انها واقعا غطاءً للسيطرة لحكم شعوبنا وبلداننا باسم وغطاء تحرير فلسطين.
ان استعراض ضربة اية الله اعلاه هي بلا شك مدخلا جيدا لتناول طروحات جميع الشعبويات بالنقاش والدحض، ولابد من تشخيص التناغم بين الشعبويات العربية والاسرائيلية، كلا منها يحتاج الاخرليقيم دعوان، فلو قبلت اسرائيل باقامة دولة فلسطينية مستقلة ستضعف دعوى اية الله، ولتراجعت الولائية في المنطقة، ولو ضعفت الولائية والموجات الشعبوية وسادت نظم الديمقراطية في المنطقة لضعفت التلمودية القومية المتطرفة في اسراءيل ، ومنهما لتوفرت شروط مؤاتية لحل القضية الفلسطينية ديمقراطيا بحل الدولتين دون صواريخ ومسيرات وجيوش وميليشيات ، ولما استطاعت دعوات التطرف بالقوة والردع والاستيطان ان تفوز وتبقي ناتنياهو واليمين في السلطة ، وهو امرا لايصعب ايضا اثباته.
ان الشعوب بتنوعها ، تميل بطبيعتها للسلم ، وذلك فقط عندما يقودها من يؤمن به ويعمل عليه من قادتها، كما وبنفس السهولة يمكن ان تتحول وتميل للعدوانية والتغول الشعبوي عندما تقع حركات شعبوية يقودها غلاة . وهذا ايضا امرا يمكن اثباته من خلال اية مراجعة على الاقل للحركات الشعبوية في العالم خلال القرن العشرين، الذي شهد نفس الظاهرة ( التحول للعدوانية على يد الشعبويات داخليا وخارجيا ) وظهرت حتى في دول متقدمة مثل المانيا وروسيا وايطاليا وحتى اميركا مؤخرا ( كما هي دعوات الشعبوية عند ترامب مثلا ) .
ان مواجهة الشعبويات وفضحها تقع على عاتق المثقفين بالاساس وعلى الاحزاب والحركات اليسارية الليبرالية المناهضة للشعبوية ، عليها دحض وفضح وتوضيح خطر وجوهر ولعبة الشعبويات في خداع الرأي العام ، وهو مانراه مثلا في دورها في دول العالم الديمقراطية واضحا، ونراه داخل اسرائيل كما في احتجاجات ضمت عشرات الالوف لمنعه من تغيير في الدستور لصالح شعبويته، عكسه في عالمنا العربي ،وللاسف لاتجد من يواجه الشعبويات فكريا ويفندها في دعواها بتحرير فلسطين، ربما لان جل الاحزاب مؤدلجة وشعبوية، كما وخوف المثففين من التصفية ، او اقلها والاتهام لهم بالعمالة للغرب والصهيونية ، وهو امرا لايمنع من ممارسة دور المثقف في مصارحة وتنوير الرأي العام بما يراه ويعرفه ،ولو قام به مثقفونا العرب قبل عقود لربما ما وقعنا بما فيه نحن الان من تخلف مطبق، ومصير اسوءه انه وضع مصيرنا تحت رحمة اية الله وناتنياهو.
ان الفضح والنقاش والتثقيف والتنوير امرا يتطلب من مثقفينا وحركاتنا الوطنية مواجهة فكرية واضحة وعلنية لدحض ادعآت الشعبوية الولائية وبقية الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية ، وبقاياها المتوارثة في الوعي العربي، وهو امر في غاية الاهمية، وهو ما سنتناوله بطرح اهم محاوره تحت.
3. بعض من محاور دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية
لعل ظاهرة عدم تناول طروحات الشعبويات العربية بالنقاش والتحليل والدحض والتنوير هي علامة بارزة تدل على ضعف الفكر والحياة الثقافية والسياسية في منطقتنا العربية، فهي واضحة في ماجلبت لنا الشعبويات المتاجرة بالقضية من دمار ومآسي وتخلف وانهيارات متتالية. ولم تجابه هذه الشعبويات ولحد اليوم فضحا وتوضيحا ومكاشفات صريحة مع شعوبنا من الطبقة المثقفة العربية التي فضلت السكوت او الوقوف على الهامش، عكس ما نراه على الجانب الاسرائيلي مثلا، حيث يناقش ويصارح ويفضح مثقفوا اليسار فيها كل صغيرة وكبيرة يقوم بها ناتنياهو واليمين المتطرف ، ولعل اخرها تعبئة مئات الالاف وطوال اشهر ، كما اشير له اعلاه، وهذا هو الفرق بينهم وبين مثقفينا وحركاتنا اليسارية في العالم العربي. والانكى ان هذا الموقف ليس فقط خوفا من التصفيات والتشهير والاتهام بالعمالة مثلا،وهي امورا مفهومة، ولكن القضية هي اعمق من ذلك، اذ انبرى مثقفينا اليساريين انفسهم بممارسات شعبوية واستخدام القضية الفلسطينية لتمرير طروحاتهم لاثبات معاداة الغرب والامبريالية للعرب وللقضية الفلسطينية، غير عابئين بالبعد الداخلي لنتائج هذه الاطروحات السوفياتية الاصل والمنشأ، وهي نفسها تم استخدامها من النظم الديكتاتورية كما رأيناه عند ناصر والبعثيون وصدام مثلا ، كما ونفسها استخدمها الاخونجية والولائية لمجابهة الغرب الكافر المساند لاسرائيل والمعادي للعروبة والاسلام (ولولاه طبعا لقضوا على اسرائيل وتم تحرير فلسطين وفق شريعة الغاب). وعموما لم يجابه مثقفونا طروحات الشعبويات ولم يناقشوها ولم يدحضوها فكربا كما لم يصارحوا شعوبنا بكذبها وخداعها وكشف اغراضها الحقيقية في التسلق للحكم وللسيطرة باستخدام القضية برقعا ، بل مثل بقية الحركات الشعبوية وضعت كل تأخرنا وتخلفنا على الغرب والرأسمالية والامبريالية ،وهكذا تركت شعوبنا فريسة سهلة للشعبويات لاقامة الديكتاتوريات ( شرط صداقتها مع السوفيت طبعا)، ولم يوجد واقعا من يصارح الناس باسس هذه التجارة واستغلال القضية الفلسطينية ويفند دعاوى الشعبويات والديكتاتوريات ويوضح لها التناقضات بين دعاواها، مع المتطلبات الحقيقية لاقامة حل للقضية الفلسطينية ، واولها بالطبع ايجاد حلول لاقامة الديمقراطية في دولنا ومجتمعاتنانفسها كي تستخدم اما نموذجا، اولاسناد القضية الفلسطينية نفسها ببناء مجتمعات عربية ديمقلااطية قوية اقتصاديا. اختفت هذه القضايا الهامة، والتي هي داخلية اساسا ،من الرادار الثقافي اليساري العربي، وركز على الخارجي الامبريالي ، بنفسه منهج وطروحات الشعبويات العربية القومية والدينية، وذلك طبعا ارضاء للسوفيت . وكالسابق، فنحن في العالم العربي بحاجة ليسار حقيقي، قادر على صياغة قضايا شعوبه بمناحي حداثوية انسانية ديمقراطية ومجابهة الشعبويات ، وليس التناغم معها في طروحاتها ضد الغرب كجزء من مواجهتها لمشروع الحداثة العربية الذي تمثل فلسفة الحضارة الغربية اهم اركانه، بعيدا عن التلموديات والطروحات السوفياتية باسم مجابهة الامبريالية.
سنطرح بعض المحاور التي دوما احتاجت للتفصيل والطرح والنقاش بصراحة وبجرأة مع شعوبنا لمجابهة الشعبويات القومية والولائية والسلفية الدينية فيما يخص القضية الفلسطينية. وسأقتصرعلى طرح عناوينها مع اشارات مختصرة لتوضيحها. واعيد مجددا كان بامكان اليسارالثقافي والسياسي العربي، ولازال الامر قائما امامه، فهم تأثير الشعبويات وتجارتها بالقصية الفلسطينية على شعوبنا، ويقوم بالتنوير شعبيا لدحض دعوات الشعبويات القومية والدينية ، وفضح اهدافها منها للتسلق للسلطة وللسيطرة على مجتمعاتنا. ساوجز تحت بعض هذه المحاور التي تحتاج لجهود وتفصيل وجرأة ومصارحة مع جمهورنا العربي.
1. دحض اطروحة الصراع بين عرب ويهود، او بين الاسلام واليهودية ، بل هو صراع مصالح بين الشعبويات على كلا الجانبين لغرض الحكم والسيطرة. ودحض مقولة عدم امكانية التعايش للعرب مع اليهود ، فهو كان امرا مألوفا على مدى التاريخ ، وكان اليهود اقلية وطنية في محيطنا العربي ، ولهم حق العيش وتقرير المصير ، كما هو للشعب الفلسطيني، وارجاع دعاوى السلفيات والشعبويات فالتاريخ يفندها، فالتعايش بين الاديان والقوميات المختلفة هو ظاهرة متأصلة في ثقافة مجتمعاتنا كونها ظاهرة طبيعية، وليست مستوردة او طارئة، ولا بد من نبذ سياسة الكره التي تبثها الشعبويات .
2. دحض مقولة ان القضية الفلسطينية لاتحل الا بالقوة ، فلايوجد دليلا عليها ،بل عكسها اتت خسارة الحروب لاثبات فشلها، وضرورة اعادة صياغة وطرح القضية انها حقوقية وجوهرها حق تقرير المصير ، وان العالم يقف مع حلها سلميا ، ولابد من كسب الرأي العام العالمي لفهمها في جوهرها الحقوقي ، وليس السلفي القائم على القوة والابادة ، ومنه الكسب لقضية الشعب الفلسطيني في نضاله لاقرار حقوقه الانسانية المشروعة.
3. دحض الادعاء "بتحرير فلسطين وازالة اسرائيل " شعار الولائية والاخونجية والقومجية ، فاسرائيل دولة معترف بها دوليا وعضو في الامم المتحدة ويحميها ميثاقها من المحو من الوجود ، فالعالم بقوانينه وحضارته وقوته سيحميها، كما نحن نطالب بحماية حقوق الشعب الفلسطيني واقامة دولته.

4. دحض الشعار البعثي القومجي " فلسطين قضية العرب المركزية " كشعار تضليلي لصرف شعوبنا عن اقامة نظم الديمقراطية والحريات والتنمية الاقتصادية ، فهي القضايا المركزية حقا، واثبات انه دون حلها لايمكن حتى نصرة واسناد القضية الفلسطينية.
5. دحض مقولة ان الغرب الامبريالي هو المسؤول عن هزائمنا وتخلفنا وتراجعنا بل باظهار ان المسؤول هو الشعبويات والديكتاتوريات التي اقامتها والنظم عسكرية المتخلفة التي ادارت دفة الحكم في بلداننا وما طروحات مسؤولية الامبريالية الا لذر الرماد في العيون عن دورها هي في تدمير البنى السياسية والاقتصادية والوطنية في قيادة بلداننا وتطويرها ، وبتحطيمها تم تحطيم دولنا .
6. دحض مقولة عدم امكانية تحييد الغرب وحتى كسبه لصالح القضية الفلسطينية لو تم كسب الرأي العام فيه بطروحات حقوقية كما في النقطة الاولى اعلاه ، وانها ليست نابعة من " الطبيعة الرأسمالية العدوانية الامبريالية " كما تروج لها الشعبويات الماركسية مرددة الدعاية الايديولوجية السوفياتية، بل ان حضارة الغرب وحتى مصالحه ان حسن استخدامها تقف الى جانب الحقوق الفلسطينية.

7. تحليل المصالح الدولية في المنطقة ، واستخدام القضية الفلسطينية ايرانيا وتركيا وسوفياتيا ( روسيا اليوم) واميركيا وصينيا، كل لمصالحه وعلى حساب شعوبنا العربية، وكيف نفهم ونعظم ونعضد مصالحنا وتداخلها او تضادها مع مصالحهم .

8. علاقة مستقبل التحضر العربي بحل القضية الفلسطينية واستحالة حلها دون الخروج من قرقعة الشعبويات وقوقعة التخلف الفكري والانعزال الحضاري الحالي ، فالطريق للحل مرتبط بقضية التحضر الفكري والاجتماعي العربي ومرتبط باخراج منطقتنا من اوهام السلفيات والشعبويات الايديولوجية السائدة والتي عزلت منطقتنا عن النهضة التي شهدتها اغلب بلدان العالم على مدى 50 عاما ألأخيرة وحرمنا منها بسبب سيطرة الشعبويات.
9. فضح دور الشعبويات في وصول مجتمعاتنا الى مايمكن دعوته بالعصر العربي الفاسد الذي نعيشه اليوم ودحض دعواها انها بسبب امريكا او الابتعاد عن الاسلام وروح الامة العربية كما تصفها الشعبويات ، وطرح تطوير قدراتنا داخليا وفق مناهج العلم وتطوير الاقتصاد وتعلم بناء دولا ونظما ديمقراطية مستقرة قائمة على احترام مواطنيها ، فالصراع اليوم حضاري واقتصادي وليس عقائدي كما تطرحه الشعبويات لتعمية العقل والوعي الجمعي العربي .

ان هذه المحاورفي دحض متاحرة الشعبويات بالقضية الفلسطينية تشكل بحد ذاتها منهجا لتطوير بلداننا ودولنا وشعوبنا ، عدا انها تشكل اسسا لحل القضية الفلسطينية نفسها، فهي محاور للقضيتين معا. ومنه اهمية تناولها بالتفصيل والتوضيح الواسع امام شعوبنا وبكل جرأة المثقف للتنوير ، فهي ركائز جيدة لبناء مستقبل المنطقة على اسس حضارية وانسانية وعلمية، عدا كونها تقوم بدحر الشعبويات. والاحرى القول ان دحر الشعبويات بها سيفتح المستقبل امام شعوبنا ، كما امام الشعب الفلسطيني في اقرار حقوقه واقامة دولته وتطوير كيانه الوطني الديمقراطي المستقل، كما ولشعوبنا الخروج من التخلف والتقوقع في نفق الشعبويات.



#لبيب_سلطان (هاشتاغ)       Labib_Sultan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل للظاهرة الترامبوية
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
- نافالني رمزا لادانة الاستبداد والدولة البوليسية
- الاسس الخمسة لبناء الدول القوية والمجتمعات الناجحة
- مطالعة اضافية في سبل اصلاح اليسارالعربي
- أليسار الاجتماعي واليسار الماركسي عالميا وعربيا
- مناقشة لمقترح السيسي في حل الدولتين
- ‏ نقد الخطاب السياسي العربي
- حول علاقة الفلسفة بالعلم واللاهوت والايديولوجيا
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
- حماس وحزب الله لايمثلون قضية الشعب الفلسطيني بل قضية اية الل ...
- العولمة السياسية وتحديات القرن 21
- قراءة (1) في تحديات القرن الحادي والعشرين
- في نقد الماركسية العربية
- حلول العلم والايديولوجيا للتخلف العربي 2
- المنهج العلمي والايديولوجي لحلول التخلف العربي
- فهم نظرية تعدد الاقطاب وانعكاسها على العالم العربي
- معركة اليمين واليسار في الهجرة الى الشمال
- فهم اليمين واليسار في عالمنا المعاصر
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - لبيب سلطان - في دحض الشعبويات المتاجرة بالقضية الفلسطينية