أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش. / محمد علي مقلد - أرشيف التعليقات - رد الى: بشير شريف البرغوثي - محمد علي مقلد










رد الى: بشير شريف البرغوثي - محمد علي مقلد

- رد الى: بشير شريف البرغوثي
العدد: 818610
محمد علي مقلد 2020 / 4 / 24 - 16:08
التحكم: الكاتب-ة

النص غني بأفكار لا تتسع هذه الصفحة لنقاشها. سأتوقف عند ثلاث منها. تأسيس الكيان اللبناني، هل هناك ربيع عربي، المقارنة مع الثورة الفرنسية.
يرى التعليق أن الكيان اللبناني تأسس بناء لاعتبارات خارجية. أولا هذا ليس شأناً لبنانياً فحسب، فالذي يقولون هذا القول يرون أن اتفاقية سايكس بيكو هي التي رسمت الحدود لبلدان المشرق العربي، وبالتالي فإن بلاد الشام كلها والعراق وكل ما يقع خارج الجزيرة العربية قد تم ترسيمها من قبل الاستعمار، بحسب نظرية الخارج والمؤامرة وسايكس بيكو. غير أني رأيت عكس ما رأى كل هؤلاء، وأسهبت في تفصيل ذلك في كتابي الصادر حديثاً بعنوان أحزاب الله. في الفصل الخاص بهذا الموضوع أوجزت ما ورد في المؤلف الضخم عن تاريخ الحضارة الرأسمالية وتطور الدولة فيها للمؤرخ إريك هابزباوم، وبعض ما ورد في كتاب قمت بترجمته ولم يصدر بعد عن المتوسط ومحيطه لفرناند بروديل. على امتداد أكثر من أربعة آلاف صفحة، تنكشف أمام القارئ آليات نشوء الدول في أوروبا، وأبرز ما في تلك اللوحة أن الدولة - الأمة والأوطان بالمعنى الحديث للكلمة لم تعرف إلا بعد الثورة الفرنسية، وأن جغرافية أوروبا السياسية قبل الثورة الفرنسية كانت تشبه إلى حد بعيد جغرافيا السلطنة العثمانية... مقاطعات مبعثرة ومجموعة من الدول-المدن، تتوزع السيطرة عليها ثلاث ممالك كبرى، إسبانيا وهابزبرغ وفرنسا فضلا عن روسيا القيصرية في شرقي أوروبا. ألمانيا لم تكن موجودة وكذلك إيطاليا. كل دول أوروبا الحالية تشكلت بعد الثورة الفرنسية استناداً إلى المعايير ذاتها التي طبقت على بلادنا في ما بعد. أما ما خص لبنان، فقد كان ، قبل أن يسمى الجمهورية اللبنانية، عبارة عن مجموعة من الولايات التابعة للسلطنة، وبهذا المعنى كان يشبه مقاطعات بافاريا وبروسيا وسواهما مما صار يعرف فيما بعد بدولة ألمانيا التي توحدت بقيادة بسمارك، أو يشبه مجموعة الدول-المدن الإيطالية التي كانت تسيطر عليها كل من إسبانيا وفرنسا ومملكة النمسا وحتى روسيا القيصرية والتي جمعت تحت إسم أيطاليا وتوحدت بقيادة كافور وغاريبالدي، أو يشبه كيانات أخرى، يمكن القول عنها إنها مفتعلة أو مصطنعة، مثلما يقال عن لبنان، كبلجيكا وسويسرا، أو يشبه السويد التي كانت مستعمرة دانمركية، الخ.
نعم الدولة الحديثة تأسست في كل مكان من العالم استناداً إلى معايير وضعتها الحضارة الرأسمالية لإدارة الشؤون الاقتصادية لمجموعة من البشر تعيش على بقعة محددة من الأرض سميت وطناً فبات الوطن عبارة عن أرض وشعب تديره مؤسسة حديثة اسمها الدولة. وفي ظل انتشار الرأسمالية الأفقي على كامل الكرة الأرضية وتمددها لتشمل سيطرتها على أعماق المحيطات وأعالي الفضاء، استغلت الدول المتحاربة وجودها العابر في الشرق الأوسط لتتخلص من اليهود الذين كانوا، منذ سقوط غرناطة، يشكلون عنصراً غريباً ومكروهاً في كل المقاطعات الأوروبية التي بعد أن تحولت إلى دول، قررت النازية باسمها جميعاً التخلص منهم، وقررت أنكلترا، باسمها جميعاً أيضا تجميعهم في بلد واحد وكانت نكبة فلسطين.
القائلون اليوم بأن لبنان بلد مفتعل هم الساعون إلى إلغاء وجوده إما بضمه إلى أطر أكثر اتساعاً، كالأمة العربية أو الأسلامية أو كالأممية الاشتراكية، أو لتقليص رقعته وإقامة دولة مسيحية تحاكي الدولة اليهودية أو دولة شيعية تنضم إلى الهلال الشيعي ومركزه إيران. وإلغاء وجود أي وطن يبدأ بإلغاء الدولة. وفرضيتي في هذا المجال ان كل من يشارك في حرب أهلية إنما يشارك في تخريب الدولة. هذا ما طالبت به في المقال: الخروج من منطق الحرب الأهلية شرط أساس لنقد حزب الله، بتعبير آخر، لا يجوز بمن شارك بتخريب الدولة، وأقصد كل الميليشيات المسلحة، أن يتهم حزب الله ويدينه إلا إذا أجرى قراءة نقدية لتجربته في الحرب الأهلية، وهو ما لم يوافق عليه المتحزبون المنحازون لتاريخ مشاركتهم في الحرب الأهلية.
الفكرة الثانية تتعلق بالربيع العربي. آمل أن يتوفر كتابي، هل الربيع العربي ثورة؟ بين يديك، ففيه تجد الإجابة مسهبة عن المبررات الكثيرة التي جعلتني أقول واثقاً بوجود ربيع عربي بالمعنى الدقيق للكلمة. أولا الربيع عربي المدى ودليلي على ذلك أن الثورة انتقلت إلى كل بلدان العالم العربي من المحيط إلى الخليج بعد بوعزيزي. ما يعني أن ظروفاً متشابهة تعيشها بلدان الأمة العربية، ووجه الشبه فيها أنها محكومة بأنظمة استبدادية، إن في الممالك والسلطنات أو في الجمهوريات الوراثية، وليس من قبيل الصدفة أن تنشب الثورات بعنف كبير في البلدان التي كانت محسوبة على المعسكر -التقدمي- و-التحرري-، ما يعني أنها انقلاب على حركة التحرر الوطني ونهجها وبرنامجها وعلاقاتها وتحالفاتها واستراتيجياتها. لقد رمت الثورة في هذه البلدان كل الشعارات السابقة جانباً، كالعداء للأمبريالية والصهيونية والاستعمار، ورفعت بديلاً عنها شعاراً وحيداً، لا لتوريث السلطة، نعم للديمقراطية، وأجمعت كل تلك الثورات على مطلب واحد، الدولة الدستورية. إذا كان هذا فعلاً هو ما حصل في بلدان -التحرر والتقدم والصمود والتصدي- فمن الأولى طبعاً أن يكون مطلب الدولة الدستورية مرفوعاً في البلدان التي لا تعترف أصلاً بوجود الدساتير. وعليه فإنني أتوقع ألا تتوقف مسيرة الربيع العربي إلا بعد أن تشمل كل بلدان الأمة من محيطها إلى خليجها. وما من أحد بقادر على وضع ترسيمة واحدة للثورات جميعها في كل البلدان.
على غلاف الكتاب، هل الربيع العربي ثورة؟ نص قصير قلت فيه، نعم هي ثورة، وهي أول ثورة بعد النبي محمد، وكل ما عداها مما حمل إسم الثورة لم يكن سوى انقلابات ترمي إلى استبدال الحاكم بحاكم من دون إحداث تغيير في بنية النظام. ذلك أن الإسلام نشر عقيدة إيمانية جديدة لكنه بشر بحضارة جديدة هي حضارة الأرض والزراعة بكل ما يعنيه نمط الانتاج الزراعي من قيم أخلاقية واجتماعية ولا سيما سياسية، حيث إن ملكية الأرض استتبعت ملكية العاملين في الأرض مرتقية بهم من علاقات العبودية إلى علاقات يكون الإقطاعي مالكاً للأرض وما ومن عليها. لم تتبدل هذا العلاقة إلا مع الثورة الفرنسية، هذا هو مبرر المقارنة مع ثورة نقلت البشرية من حكم النبلاء والإكليروس إلى حكم الشعب. هذا هو بالضبط ما كان ينشده الربيع العربي. الشعب يريد إسقاط النظام الوراثي( أي الإقطاعي الملكي الاستبدادي) لبناء نظام ديمقراطي يكون فيه الحكم للشعب استناداً إلى أحكام الدستور والقوانين.
مع محبتي







للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش. / محمد علي مقلد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - هواجس في الثقافة مقتطفات 134 / آرام كربيت
- للذئبِ حكمتهُ / ماجد مطرود
- جنتان / نصيف الشمري
- مقامة الحرام . / صباح حزمي الزهيري.
- ليس هناك مايمکن أن يعيد نظام الملالي الى سابق عهده / سعاد عزيز
- الفشت و تاريخ مندلي / احمد الحمد المندلاوي


المزيد..... - السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: محركات الربيع العربي، داخلية أم خارجية. دعوة للنقاش. / محمد علي مقلد - أرشيف التعليقات - رد الى: بشير شريف البرغوثي - محمد علي مقلد