|
تشخيص محلي لحرب عالمية - بشير شريف البرغوثي
- تشخيص محلي لحرب عالمية
|
العدد: 722520
|
بشير شريف البرغوثي
|
2017 / 5 / 2 - 20:32 التحكم: الكاتب-ة
|
للأسف فإن هذا التحليل ركز على جوانب جزئية و تغافل عن مسائل أكثر تعقيداً و تشابكا فالزلازل التي ضربت العراق عبر تاريخه المعاصر لم تكن في عناوينها و مضامينها الأساسية تعبيرات عن أزمة محلية عراقية فقط بل كانت نتاج صراعات دولية طاحنة نتج عنها فرض حدود مصطنعة على الجغرافيا العراقية حرمت المكونات الأساسية من حقها في تقرير المصير و بخاصة المكونين العربي و الكردي و حرمت العراق من أي فرصة لبناء قواعد إنتاجية و صناعية تسمح بحدوث تطور اقتصادي و اجتماعي خاص به إن تمتع العراق بثروات طبيعية هائلة و جذور حضارية عميقة و بموقع استراتيجي إضافة إلى وعي طلائع هذا الشعب بما حولها و مشاركتها النشطة في كل صراعات الإقليم و بخاصة الصراع العربي الصهيوني هي كلها عوامل محددة لم تكن خافية يوما عن عيون و مخططات دول الجوار و لا القوى الفاعلة في العالم و من هنا كانت التدخلات مستمرة و لم تكن هذه تدخلات نوايا حسنة بل كانت محكومة بالصراع على الموارد و ليس بإدارة الموارد هذا الصراع بلغ ذرى وحشية باحتلال العراق سنة 2003 و لا يجوز الآن اعتبار هذا الاحتلال مجرد تدخل لتغيير نظام حكم بالقوة بل كان محاولة للسيطرة على الموارد و إعادة توزيعها بما يحقق مصالح كل الأطراف - ما عدا مصالح الشعب العراقي و جماهيره بكل مكوناتها و حتى الحرب على داعش و مثيلاتها من القوى الإجرامية هي جزء من الحرب العالمية على الإرهاب و واضح ان العراق حاليا يتخذ موقفا اقرب الى موقف الولايات المتحدة مثلا من الموقف الروسي ما يعني أن السياسات التي سوف تتبع فيما بعد داعش اقتصاديا و اجتماعيا ستكون متناسبة تماما مع المصالح الامريكية أما على الصعيد الداخلي قإن المسألة الكردية هي الأهم مستقبلا و هنا لا يمكن اعتبار هذه المسالة مسألة عراقية خالصة أبدا .. فهي تمس تركيا و ايران و سوريا مساسا مباشرا و هنا تلتقي إرادات دول الإقليم على استمرار حرمان الشعب الكردي من حقه في تقرير مصيره كشعب له هويته العريقة و له تواصله الجغرافي الإقليمي إذن على القوى السياسية العراقية ان تقف صفا واحدا وراء المطالبة لهذا الشعب بحقوقه المكفولة قانونا بكل القوانين الدولية .. و الشعب العراقي العظيم هو الأولى بأن يضع البرامج و الخطط اللازمة لإحقاق الحقوق المشروعة لأهلنا الكورد كجماهير مظلومة و ليس كنخب سياسية مسيطرة قد تمارس أحيانا مصادِرة إرادة هذا الشعب بحجج واهية أهمها مراعاة خصوصية وضع الكورد في كل دولة على حدة و واضح أن هذه ليست مسألة عراقية محلية فقط إن العمل السياسي هو عملية اقتصادية أدوات الإنتاج فيها في عالم اليوم تتمثل في موارد و عرق و دم الجماهير الكادحة و فائض القيمة فيها يعود إلى القوى الأقدر على السيطرة و الأقدر على نيل حصتها من كعكة الدم و عندما تتحالف قوة تقدمية مع قوة أخرى اكثر تنظيما و اوفر دعما خارجيا فإن القوة التقدمية تغدو مجرد طبقة عاملة غير منظمة في خدمة ( حليفها غير التقدمي) و لكم في تجارب قفز الاخوان المسلمين على مواقع السيطرة في غزة و مصر و تونس ما يغني عن سرد المزيد من الأمثلة مع موفور الاحترام
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
رائد فهمي - سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التغيير .. نحو الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية. / رائد فهمي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لماذا غاب النفط عن محادثات اروغان في بغداد ؟
/ نبيل جعفر عبد الرضا
-
وعّاظ السلاطين ما أكثرهم !
/ عبد علي عوض
-
شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية
/ جاكلين سلام
-
الضربة الإيرانية مناورة أفشلت دولة
/ علي جواد
-
في المسألة الإعلامية.
/ المهدي المغربي
-
بايدن والدوله الفلسطينيه وحوار الايس كريم
/ عصام أبوبكر
المزيد.....
-
غدا.. تدشين مكتب إقليمي لصندوق النقد الدولي بالرياض
-
رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي
...
-
تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت
...
-
السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا
...
-
بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
-
الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
المزيد.....
|