أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها. / محمد علي مقلد - أرشيف التعليقات - رد الى: سائس ابراهيم - محمد علي مقلد










رد الى: سائس ابراهيم - محمد علي مقلد

- رد الى: سائس ابراهيم
العدد: 707121
محمد علي مقلد 2016 / 12 / 29 - 09:25
التحكم: الكاتب-ة

السيد سائس
أولا في الشكل، سؤالك عن المصطلح هو لب الكلام. أنا كنت قد وضعت له صياغة أخرى في رثاء مهدي عامل وعلى لسانه: قل لي ما مصطلحاتك أقل لك من أنت. لكن السؤال، كما تقول علوم البلاغة، قد ينتظر جواباً وقد يكون -سؤالاً لغير السؤال-، أي أنه لا ينتظر جواباً، كقوله تعالى، ألم نشرح لك صدرك؟ فيكون سؤالاً إنكارياً أو للاستغراب كما هي حال سؤالك. من جانبي سأتعامل مع السؤال الأول ( من أي قاموس فلسفي ...)على أنه ينتظر إجابة، ومع الاستغراب على انه سؤال إنكاري وجوابه متضمن فيه: جهل بدقة ... المصطلحات الفلسفية. سأجيب على الأول وسأتغاضى عن الثاني .
قد أكون أنا أول من استخدم هذا المصطلح في عام 1994. في حينه كان استخدامه مغامرة فكرية وسياسية، وقد خضت المغامرة وحيدا، في مواجهة الحزب الشيوعي وأنا منه وفي لجنته المركزية. ساعدني على خوضها كريم مروة الذي كان مسؤولا عن إصدار مجلة الطريق التي يصدرها الحزب. نشرت في المجلة بحثاً طويلا عن الأصوليات الدينية، واكتشفت خلال البحث أن أحزابنا، على اختلاف منابعها الفكرية، تتحمل مسؤولية عن الحال التي وصلت إليها بلدان العالم العربي، ورحت أبحث عن القواسم المشتركة بين هذه الأحزاب، فوجدت أوجه شبه كما وجدت اختلافات جوهرية فيما بينها. لهذا قد يفاجئك الكلام عن وضع كل الأحزاب القومية واليسارية والدينية في سلة واحدة، لاعتقادك باستحالة وجود أوجه شبه بينها.
من الإجحاف بحق الأحزاب المناضلة والمكافحة من أجل المستقبل وضعها على السوية ذاتها مع الأحزاب الدينية التي تشد التاريخ إلى الوراء، ومن الجحود بحق اليسار إغفال القيم التي سعى إلى نشرها، والتي كان يلخصها شعار يرفعه الشيوعيون في كل مكان من بلداننا : النضال من أجل الخبز والعلم والحرية. ومن قصر النظر إغفال التضحيات الكبرى التي بذلتها الأحزاب اليسارية دفاعا عن قضايا شعوبها، وما أسماء شهدائها الكبار من أمثال فرج الله الحلو اللبناني والشفيع السوداني وفهد العراقي وسواهم من آلاف الشهداء الشيوعيين في لبنان الذين سقطوا دفاعا عن قضيتهم الوطنية وعن القضية القومية الأولى للشعوب العربية، أي القضية الفلسطينية، ولا التضحيات التي بذلتها الجيوش العربية بقيادة الحركة القومية العربية باسم مواجهة المشروع الصهيوني.
منطلق بحثي عن القواسم المشتركة ( وكان ذلك غداة اغتيال مهدي عامل الذي كان صديقي ورفيقي وأستاذي في النضال والفلسفة والماركسية)هو أن قاتل مهدي عامل طرف حليف للحزب الشيوعي في مقارعة -الامبريالية والصهيونية والاستعمار- وليس عدوا له. مهدي قتل في شارع في بيروت برصاص - أخوي أو رفاقي-، فطرحت على نفسي السؤال، لماذا يقتل الأخ أخاه والرفيق رفيقه؟ وجوابي مشتق من مثل شعبي متداول - ليس العدو إلا عدو الكار- وتداعت أفكاري لأكتشف أن الحروب بين الأشقاء والإخوة والرفاق التي كانت تسمى -حروب الخندق الواحد- في لبنان، هي صورة مصغرة عن حروب الأشقاء الكبار، بين دول الوحدة العربية، العراق وسوريا ومصر، أو بين أحزابها، وخصوصا البعث والتيارات الناصرية والأحزاب الشيوعية. فمن هو العدو ومن هو الصديق من بينها؟
كما نهض أمامي سؤال آخر عن سبب هزيمة مشروع الحركة الوطنية اللبنانية، مع أن مشروعها لم يكن سوى نسخة معدلة من مشروع الثورة الفرنسية ، على ما قال كمال جنبلاط في كتابه المنشور بالفرنسية ، من أجل لبنان pour le
Liban وما الذي منعها ، الحركة الوطنية المتشكلة من الأحزاب اليسارية والقومية، من تنفيذ مشروعها الهادف إلى تعزيز النظام الديمقراطي اللبناني وإلغاء الطائفية السياسية، مع أنها كانت تسيطر على ثمانين بالمئة من الأراضي اللبنانية؟ كان قد أتاني الجواب مرات ومرات، أول مرة يوم اغتيال كمال جنبلاط برصاص حليف وبمعرفة قادة العالم العربي الذين نصحوه بعدم العودة إلى لبنان حفاظا على حياته، ثم اغتيال مهدي برصاص حليف، ثم من خلال سلسلة الاغتيالات التي كان آخرها في العام 1987 عشرات القادة الشيوعيين الذي قتلوا برصاص -رفاق الخندق الواحد-. عنى لي كل ذلك أن اليسار ممنوع من الانتصار وأن من يمنع عنه الانتصار هو حلفاء له في الحركتين القومية والإسلامية. إذن علام يتحالف اليسار معهم؟ والجواب أن هناك قاسما مشتركاً يجمع بين هذه الأحزاب، ليصير كل منها حليف لدود للآخر.
رحت أبحث عن هذا القاسم المشترك فوجدته متعدد الوجوه، ورأيت من الأفضل الآن أن أستعيد ما كتبته عام 1995 في مجلة الطريق، ثم ضمنته في كتاب نشرته عام 1999 عنوانه -الأصوليات: بحوث في معوقات النهوض العربي- وفيه بحث واحد عن الأصوليات الإسلامية وبحوث كثيرة عن الأصوليات اليسارية، تناولت فيها بالنقد كتاباً وفلاسفة يساريين كباراً، مثل محمود أمين العالم والطيب تيزيني وحسين مروة. وقد ركزت على أوجه الشبه بما يخدم فكرتي في نقد التحالف بينها ولم أتعرض لأوجه الاختلاف لأنها خارج دائرة اهتمامي في بحثي يومذاك، وهي خارج اهتمامي في البحث اليوم، وسيكون لها محل آخر من النقاش، وأعدك بأنني سأبقى فيه منحازا إلى خياري اليساري الماركسي من غير تردد.
قلت بالحرف الواحد( ص36 من كتاب الأصوليات) -إن هذه الأحزاب، الشيوعية والقومية والدينية هي أحزاب متشابهة، ويعتبر كل صنف منها الوجه المقلو للصنف الآخر. فهي جميعا، من ناحية، أحزاب تقوم دساتيرها أو أنظمتها الداخلية على أسس غير ديمقراطية، غير شوروية، وتبني هياكلها على أسس هرمية يتحول فيها رأس الهرم، الأمين العام أو الأمير أو الرئيس، إلى حاكم يتمتع بصلاحيات استثنائية نتيجة هالة القداسة التي يحاط بها، والحظوة الكاريزمية التي يحظى بها. وهي، من ناحية ثانية، كلها أحزاب -دينية- لأنها تنطلق من الحقائق المطلقة ومن إيمانها الراسخ بامتلاكها أجوبة نهائية عن كل الأسئلة.... وهي أحزاب -دينية- لأنها أحزاب إيديولوجية، أي أنها تحول الإيديولوجيا إلى برنامج تعبوي تحريضي، وإلى برنامج عمل وخطط تفصيلية، وربما يكمن خطأها القاتل، لا في كونا تعتمد إيديولوجيا معينة، فالإيديولوجيا ضرورة بنيوية في قيام الحزب، أي حزب، بل في كونها تستسهل الأمر فتجعل الإيديولوجيا برنامجا بدل أن تستلهم الإيديولوجيا وتستنطقها لتصوغ من الحياة برنامجاً. خطأها قاتل لأنها، في ما تفعله، تلوي عنق الواقع والحقيقة لتجعله مطابقاً للأفكار، ولم تجدها نفعا دروس التاريخالتي بينت أن الحياة، أي الواقع، أقوى بكثير من كل الأفكار، وأنها وحدها مختبر كل الأفكار.
-هذا الخطأ القاتل هو الذي - قتل- التجربة الاشتراكية في بلدان أوروبا الشرقية، ومن المؤسف أن بعض الأحزاب الماركسية لم تتعلم الدرس جيداً-
ثم اكتشفت على الصعيد العملي وجه الشبه الذي أشرت إليه في مداخلتي التمهيدية( أرجو أن تعيد قراءتها) وفيها أن الأصوليات الثلاثة التي كانت تبحث في الكتب والنصوص عن حلول لمشاكل الحياة الراهنة، حددت جبهة أعدائها المشتركين: الصهيونية ( ولا فرق عند الإسلاميين بينها وبين الديانة اليهودية)، والامبريالية ( هي دار الكفر عند الإسلاميين)، والاستعمار ( وهو العدو الديني في نظر الاسلاميين لأنه قادم من بلدان مسيحية). وجه الشبه هذا هو الذي جعلها تقيم تنسيقا عسكريا في ما سمي مقاومة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين ولأراض عربية في المرحلة الأولى، ثم مقاومة الاحتلال الاسرائيلي للبنان في فترة لاحقة التي أسست ما اصطلح على تسميته -المقاومة الوطنية والإسلامية-، وهو ما تحول في مرحلة ثالثة إلى جبهة الممانعة التي جمعت القوى الثلاث في حلف واحد في مواجهة الربيع العربي، ولم يكن موقف اليسار الشيوعي المرتبك حيال أحداث الربيع والمتعاون مع الأنظمة ضد قوى الثورة خافيا على أحد، وحجته في ذلك دوره الضعيف في أحداث الربيع.( درست استفتاء الحوار المتمدن الذي أجراه على شكل استجواب لحوالي مئتي يساري من العالم العربي، ويمكن أن يعود القارئ إليه ليكتشف حجم الارتباك الرسمي، كما يمكنه أن يكتشف ذلك من بيانات الحزب الشيوعي اللبناني مثلا الذي يصر على التعاون مع -الإخوة والرفاق- في جبهة الممانعة، ومن بينها حركة أمل وحزب الله، بحجة مشاركتهما في القتال ضد إسرائيل ، مقرراً عن سابق تصور وتصميم أن يكون حليفا لهما حتى لو كان التحالف من طرف واحد... مع أن مثل هذا التحالف لن يكون سوى إذعان والتحاق.
والآن يحق لي أن أطرح السؤال على نفسي وعلى الأصدقاء المحاورين، إذا كانت إحدى العلامات الفارقة في الماركسية دعوتها إلى نقد الماضي كسبيل للتغيير، فهل يكون التمسك بأخطاء الماضي اليساري والدفاع عنها غير صيغة مبتكرة من التمسك بالأصول المقدسة والكتب وأحاديث السلف؟ أفلا يستحق يسار كهذا نعته باليسار الأصولي؟
أما الحركة القومية فإني أحيل الأصدقاء إلى آخر كتاباتي المنشورة في الحوار المتمدن عن الأصولية القومية ، وكم كنت أتمنى على المشاركين في هذا الحوار أن يطلعوا على كتابي -هل الربيع العربي ثورة- لعلهم يجدون فيه إجابة أكثر إسهاباً على بعض أسئلتهم وتساؤلاتهم.
مع المحبة والاحترام


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها. / محمد علي مقلد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - : رسالة مفتوحة من غينادي زوغانوف للرئيس الروسي فلاديمير بوتي ... / نجم الدليمي
- هل الحقيقة واحدة دائماً؟! / بير رستم
- تشريح الذات: كانَ خريفَ الخبل / دلور ميقري
- كل التضامن مع نساء غزة، لا لمجازر الإبادة الجماعية / المبادرة النسوية للنساء التحرريات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا
- كُوَّةٌ فِي زَوَايَا مَخْفِيَة مِن التَارِيخ.. قراءةٌ في كتا ... / واثق الجلبي
- أُسَمِّيهِم -لمْ يبقََ مِنَ الوقتِ كثيرا- / أفنان القاسم


المزيد..... - من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - محمد علي مقلد - كاتب وباحث يساري لبناني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثورة داخل الأصوليات اليسارية والقومية والدينية أم ثورة عليها. / محمد علي مقلد - أرشيف التعليقات - رد الى: سائس ابراهيم - محمد علي مقلد